تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
العاصمـة ُ الأردنيــة ُ من عمــّون إلى عمــــّان
إعداد و تصوير
عبدالكريم أحـمـــــد الخلايلــــه
2008
مـقــدمــة
تعاقبت على عمـّـان حقب ٌ تاريخية طويلة ٌ إبتدأت من العصر الحجـري ( 8000
ق . م ) عبرالعصر النحاسي( 4500 ق.م ) والعصرالبرونزي(3200 ق .م ) والعصر
الحديدي ( 1200 ق . م ) وقد شهدت الأردن في العصر الحديدي(1200 ق.م ــ500
ق.م ) تقسيمـه إلى ثلاث دويلات ٍ : جلعاد في الشمال و عمون في الوسط ومؤاب
وآدوم في الجنوب ، ولذا فقد تعرضت عمان إلى ثقافات ٍ وحضارات ٍ متعددة ٍ
ومتنوعة ٍ ، مازالت آثارها باقية في عدة مناطق من عمان وماحولها ، هي من
نتاج تلك الأمم والشعوب التي عاشت في يوم ٍ ما في هذه المنطقــة . وتشير
الدراسات والحفريات والدلائل التاريخية والأثرية كالكهوف والبيوت والأدوات
الصوانية والأبراج والأعمدة والقصور والنقوش والمدرجات والكنائس والمساجد
والقبور والنقود والعملات والفخاريات والمنحوتات والتماثيل ؛ أن عمان
وماحولها كانت مأهولة بالسكان منذ 8000 سنة قبل الميلاد ، وان الأبنية
التي أنشأت فيما بعد ، تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير أيضاً إلى
أن عمون قد أعيد بناؤها في القرن الثالث عشر ق . م عند دخولها تحت سيطرة
الإمبراطورية الإغريقية . وبالتالي فقد لعبت عمان دورها التاريخي عبر هذه
الحقب المتلاحقة والمتداخلة ، فكان لها مكانتها التاريخية المجيدة .
العمـونييـون
ورد ذكر " ربة عمـون " لأول مرة ٍ في التوراة وفي سفر التثنية ً، حيث ورد
النص " أن السرير الحديدي لــ ( عـوج ) ملك باشان موجود في ربة عمـّـون "
كما ورد ذكرها ، ايضا ً ، في الإصحاح الحادي عشر أن :" ناحاش ملك عمـون (
1050 ق .م ) قام بهجوم على جلعاد ..... و"
وقامت إحدى القبائل العربية ،التي هاجرت إلى المنطقـة، بالسيطرة عليها و
قاموا في عام 1200 ق . م ببناء دولة لهم متخذين عاصمة لهم أطلقوا عليها
إسم " ربة عمـون " ، ثم توسعو في مملكتهم، في القرن الحادي عشر قبل
الميلاد، حتى وصلت تخوم الصحراء شرقا ً، ونهر الموجب( آرنون ) جنوبا َ،
ونهر الزرقاء( زارـ كي ) شمالا، ونهر الأردن غربا ًً، ثم إنضم العمونيون
إلى الحلف الآرامي مع المؤابيين والآدوميين لمقاومة الآشوريين ، إلا أن
الملك الآشوري تمكن من إحتلال أراضي مملكة العمونيين ، إضافة إلى مملكة
مؤاب وأدوم ، فأصبحت هذه الدويلات تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية وذلك
في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
الآشـوريون
لم تقف عمـون بوجـه الآشوريين ، في بداية الأمر ،ولكن العمونيين ظلوا في
مقاومة مستمرة ضد البابليين أثرت سلبيا ًعلى الوضع الإقتصادي ،كما أن
البابليين إستمروا في هجومهم على الأجزاء الجنوبية من الإمبراطورية
الآشورية ، في عهد الملك نبوخذ نصـر ، واستطاعوا السيطرة عليها ، وانضم
العمونييون إلى الحلف الآرامي لمقاومة النفوذ الآشوري في بداية القرن
التاسع قبل الميلاد ، ولكن الآشوريين إستطاعــــــــــــوا إحتلال
مملكــــة العمــونيين ، وقرر الملك الآشـــــوري " سنحاريب " منح عمون
الإستقلا الذاتي ، وكان للسيطرة الأشورية أثر في إستتباب الأمن مما مكن
العمونييون من السيطرة على جزء ٍ كبير ٍ من طرق القوافل التجارية .
البابليـون
في عام 612 ق. م ، ورث البابليون أملاك الآشوريين في آسيا ، ثم في عام 590
ق . م قام ملك مصر بغزو بلاد الشام وهي فلسطين وشرقي الأردن ، ثم قام
نبوخذ نصر ملك البابليين آنذاك في عام 586 ق . م ، بسبي أهالي أورشليم
وأعاد البلاد إلى سلطانـه .
الفـرس
إستطاع " قورش " الفارسي القضاء على الإمبراطورية البابلية في عام 539 ق .
م ، وإقامة الإمبراطورية الفارسية ، ثم إستولى الفرس على فلسطين والأردن ،
ودخلوا عمــّـان وأخرجوا الرومان منها ، وأصبحت عمـّــان في تلك الفترة
تحت حكم الإمبراطورية الفارسيـة ، ومنح الفرس عمــّـان الإستقلال الذاتي
في الفترة ما بين 540 ـ 332 ق. م ، إلا أن اليونانيين قضوا على دولة الفرس
عام 332 ق.م ، وبدأت فترة الإمبراطورية اليونانية .
اليونانيـون
إنتصر الإسكندر المقدوني على ملك الفرس سنة 333 ق . م واجتاحت قواته بلاد
سوريا ، واستطاع بطليموس الأول أن يضم سوريا الجنوبية ؛ فلسطين والأردن
عام 312 ق. م ، وبعد موت الإسكندر المقدوني خضعت الأردن وفلسطين وسوريا
لأحد قادته ؛ الذي أسس السلالة البطلمية ، متخذا ً من مصر مقرا ً له
فاصبحت" ربة عمون " تحت حكم البطالمة ، فأعاد بطليموس الثاني إعمارها ،
حتى كانت مدينة علم ٍ وتجارة ٍ وفن ، وتم تسمية المدينة بــ " فيلادلفيا "
نسبة إلى الإمبراطور فيلادلفيوس الثاني بين عامي 275 ـ 247 ق.م .
السلوقيـون
إنتقلت فيلادلفيا إلى حكم السلوقيين. بعد أن خضعت الأجزاء الشمالية من
سوريا إلى " سلوقس " وهو أحد قادة الإسكندر ومؤسس السلالة السلوقية ، إلا
َ أنه وبعد صراع ٍ طويل مع البطالمة ، إنتقلت عمــّــان إلى سلطة
السلوقيين مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد .
الأنباط
إستولى الأنباط على فيلادلفيا لكن هيرودس الكبير سرعان ما أخرجهم منها
الرومــان
تقدمت جحافل القائد الرومان " بومبي إلى بلاد الشام عام 64 ق. م واستطاع
الإستيلاء على شرقي الأردن ، ثم إستطاع " تراجـان " من إخضاع الأنباط عام
106 م وضم مملكتهم إلى الولاية العربية وعاصمتها بصرى الشام في جنوب سوريا
، إلا ّّ أنه إتخذ من البتراء عاصمة لدولته ، وقد حظيت فيلادلفيا بالأمن
والإستقرار ، وتمتعت بإستقلال ٍ ذاتي كبقية مدن " الديكابوليس العشرة " ،
وتم إعادة تخطيط المدينة وإعادة بنائها في القرنين الثاني والثالث
الميلادي ، وصارت فيلادلفيا مركزا ً لأبرشيـــــــــة " البتراء
وفيلادلفيا ". وكانت فيلادلفيا تمتد من المدرج الروماني إلى الجنوب بحاذاة
النهر ، وكان هنالك درج يربط بين المدينة وجبل القلعة ، وفي عام 324 م
بدأت الفترة البيزنطية ؛ وهي بداية الإعتراف بالمسيحيـة كدين رسمي ٍ
للإمبراطورية ، وفي عام 395 م انقسمت الإمبراطورية الرومانيـة إلى قسمين ؛
غربيةٍ وشرقية ٍ ، فكان من نصيب فيلادلفيا الدخول في فلك الإمبراطورية
البيزنطيـة ، وتم إتخاذها مركزا ً للأبراشية ثم البطريركية ، فازدهرت
وكانت ذات عمران ٍ وحصـون .
المســلمون
وصلت جيوش المسلمين إلى شرقي الأردن ، حيث تم فتحها في عهد الخليفة " أبو
بكر ٍ الصديق " بين عامي 11 ــ 13 هـ " الموافق بين عامي 632 م ــ 634 م ،
واستطاع يزيد بن أبي سفان فتح عمــّـان ، وتمت إعادة الإسم السامي " عمون
" أو " عمـّـان " إلى المدينة ، ثم آل الحكم إلى الأمويين ( 661 ـ 750 م )
فاعتنوا بالمدينة ، فشهدت تطورا ً وازدهارا ً؛ إذ بنيت القصور ، وازدهرت
التجارة ، وأصبحت عمان مركزا ً لصك العملة الإسلامية ، وقدثبت ذلك من
إكتشاف مجموعة من الفلوس النحاسية الأموية ضربت في عهد الخليفة عبدالملك
بن مروان ، وقد ضربت على النمط البزنطي مع إدخال بعض التعديلات ومنها
إدخال صورة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، إلا ّ أن الأمويين إنهاروا
أمام ضربات العباسيين ، الذين قاموا بالسيطرة على المنطقة مابين 750 و
1258 م .
الصـليبيـون
في نهاية القرن الحادي عشر ، بدأت طلائع الصليبيين تغزو بلاد الشام ومنطقة
فلسطين والأردن ،وتمكنوا من إحتلال سواحل الشام وبيت المقدس في 15 حزيران
من علم 1099 م . وقد أسسوا بعض القلاع في منطقة شرقي الأردن ، وظلت
عمــّـان بعيدة عن السيطرة الصليبية واستمرت عمــّـان تحت السيطرة
الإسلامية وبقيت مركزا ً لإنطلاق وتموين الجيوش الإسلاميـة . وبعد مرور
صلاح الدين الأيوبي عبر عمان إلى الكرك عام 1184 م وبعد تشكيل إمارة الكرك
الأيوبية المستقلة عام 1229 م أصبحت عمان إحدى مدن هذه الإمارة . ونتيجة
للأمن والإستقرار شهدت عمان تطورا ً تجاريا ً هاما ًـ وازدهرت كونها أصبحت
ً محطة تجارية .
المغول التتار
قام المغول التتار بغزو سوريا والأردن وفلسطين عام 1260 م ، فتعرضت
عمــّـان إلى التخريب والتدمير والقتل ، من خلال ذلك الغزو الوحشي ،
فأصابها بالتراجع سكانيا ً وإقتصاديا ً
المماليك
قامت الدولة المملوكية عام 1250 م ، وعند إعتلاء الظاهر بيبرس عرش دولة
المماليك في مصر والشام ، فقد حظيت عمان بإهتمامه ورعايته ، وفي عهد
السلطان قلاوون عام 1279 م ، إنتقلت الولاية من السلط إلى عمان ، وفي عام
1355 م بنى المماليك مدرسة في عمان لتدريس المذهب الحنفي .
الأتراك العثمانيون
في عام 1516 ـ 1517 م توالى على حكم الإمبلاراطورية العثمانية عدد من
السلاطين ، واستطاع الأتراك العثمانيون دخول عمـــّـان ... وبدأت عمان
تشهد تزايدا ً في أعداد السكان ، إذ قاموا بالسماح لعدد من العائلات
الشركسية(المهاجرة من إضطهاد القيصر الروسي ) بالسكن في عمان منذ عام 1880
م ، وبلغ عدد سكان عمان في أواخر العهد العثماني حوالي خمسة آلاف نسمة .العاصمـة ُ الأردنيــة ُ من عمــّون إلى عمــــّان
إعداد و تصوير
عبدالكريم أحـمـــــد الخلايلــــه
2008
مـقــدمــة
تعاقبت على عمـّـان حقب ٌ تاريخية طويلة ٌ إبتدأت من العصر الحجـري ( 8000
ق . م ) عبرالعصر النحاسي( 4500 ق.م ) والعصرالبرونزي(3200 ق .م ) والعصر
الحديدي ( 1200 ق . م ) وقد شهدت الأردن في العصر الحديدي(1200 ق.م ــ500
ق.م ) تقسيمـه إلى ثلاث دويلات ٍ : جلعاد في الشمال و عمون في الوسط ومؤاب
وآدوم في الجنوب ، ولذا فقد تعرضت عمان إلى ثقافات ٍ وحضارات ٍ متعددة ٍ
ومتنوعة ٍ ، مازالت آثارها باقية في عدة مناطق من عمان وماحولها ، هي من
نتاج تلك الأمم والشعوب التي عاشت في يوم ٍ ما في هذه المنطقــة . وتشير
الدراسات والحفريات والدلائل التاريخية والأثرية كالكهوف والبيوت والأدوات
الصوانية والأبراج والأعمدة والقصور والنقوش والمدرجات والكنائس والمساجد
والقبور والنقود والعملات والفخاريات والمنحوتات والتماثيل ؛ أن عمان
وماحولها كانت مأهولة بالسكان منذ 8000 سنة قبل الميلاد ، وان الأبنية
التي أنشأت فيما بعد ، تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير أيضاً إلى
أن عمون قد أعيد بناؤها في القرن الثالث عشر ق . م عند دخولها تحت سيطرة
الإمبراطورية الإغريقية . وبالتالي فقد لعبت عمان دورها التاريخي عبر هذه
الحقب المتلاحقة والمتداخلة ، فكان لها مكانتها التاريخية المجيدة .
العمـونييـون
ورد ذكر " ربة عمـون " لأول مرة ٍ في التوراة وفي سفر التثنية ً، حيث ورد
النص " أن السرير الحديدي لــ ( عـوج ) ملك باشان موجود في ربة عمـّـون "
كما ورد ذكرها ، ايضا ً ، في الإصحاح الحادي عشر أن :" ناحاش ملك عمـون (
1050 ق .م ) قام بهجوم على جلعاد ..... و"
وقامت إحدى القبائل العربية ،التي هاجرت إلى المنطقـة، بالسيطرة عليها و
قاموا في عام 1200 ق . م ببناء دولة لهم متخذين عاصمة لهم أطلقوا عليها
إسم " ربة عمـون " ، ثم توسعو في مملكتهم، في القرن الحادي عشر قبل
الميلاد، حتى وصلت تخوم الصحراء شرقا ً، ونهر الموجب( آرنون ) جنوبا َ،
ونهر الزرقاء( زارـ كي ) شمالا، ونهر الأردن غربا ًً، ثم إنضم العمونيون
إلى الحلف الآرامي مع المؤابيين والآدوميين لمقاومة الآشوريين ، إلا أن
الملك الآشوري تمكن من إحتلال أراضي مملكة العمونيين ، إضافة إلى مملكة
مؤاب وأدوم ، فأصبحت هذه الدويلات تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية وذلك
في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
الآشـوريون
لم تقف عمـون بوجـه الآشوريين ، في بداية الأمر ،ولكن العمونيين ظلوا في
مقاومة مستمرة ضد البابليين أثرت سلبيا ًعلى الوضع الإقتصادي ،كما أن
البابليين إستمروا في هجومهم على الأجزاء الجنوبية من الإمبراطورية
الآشورية ، في عهد الملك نبوخذ نصـر ، واستطاعوا السيطرة عليها ، وانضم
العمونييون إلى الحلف الآرامي لمقاومة النفوذ الآشوري في بداية القرن
التاسع قبل الميلاد ، ولكن الآشوريين إستطاعــــــــــــوا إحتلال
مملكــــة العمــونيين ، وقرر الملك الآشـــــوري " سنحاريب " منح عمون
الإستقلا الذاتي ، وكان للسيطرة الأشورية أثر في إستتباب الأمن مما مكن
العمونييون من السيطرة على جزء ٍ كبير ٍ من طرق القوافل التجارية .
البابليـون
في عام 612 ق. م ، ورث البابليون أملاك الآشوريين في آسيا ، ثم في عام 590
ق . م قام ملك مصر بغزو بلاد الشام وهي فلسطين وشرقي الأردن ، ثم قام
نبوخذ نصر ملك البابليين آنذاك في عام 586 ق . م ، بسبي أهالي أورشليم
وأعاد البلاد إلى سلطانـه .
الفـرس
إستطاع " قورش " الفارسي القضاء على الإمبراطورية البابلية في عام 539 ق .
م ، وإقامة الإمبراطورية الفارسية ، ثم إستولى الفرس على فلسطين والأردن ،
ودخلوا عمــّـان وأخرجوا الرومان منها ، وأصبحت عمـّــان في تلك الفترة
تحت حكم الإمبراطورية الفارسيـة ، ومنح الفرس عمــّـان الإستقلال الذاتي
في الفترة ما بين 540 ـ 332 ق. م ، إلا أن اليونانيين قضوا على دولة الفرس
عام 332 ق.م ، وبدأت فترة الإمبراطورية اليونانية .
اليونانيـون
إنتصر الإسكندر المقدوني على ملك الفرس سنة 333 ق . م واجتاحت قواته بلاد
سوريا ، واستطاع بطليموس الأول أن يضم سوريا الجنوبية ؛ فلسطين والأردن
عام 312 ق. م ، وبعد موت الإسكندر المقدوني خضعت الأردن وفلسطين وسوريا
لأحد قادته ؛ الذي أسس السلالة البطلمية ، متخذا ً من مصر مقرا ً له
فاصبحت" ربة عمون " تحت حكم البطالمة ، فأعاد بطليموس الثاني إعمارها ،
حتى كانت مدينة علم ٍ وتجارة ٍ وفن ، وتم تسمية المدينة بــ " فيلادلفيا "
نسبة إلى الإمبراطور فيلادلفيوس الثاني بين عامي 275 ـ 247 ق.م .
السلوقيـون
إنتقلت فيلادلفيا إلى حكم السلوقيين. بعد أن خضعت الأجزاء الشمالية من
سوريا إلى " سلوقس " وهو أحد قادة الإسكندر ومؤسس السلالة السلوقية ، إلا
َ أنه وبعد صراع ٍ طويل مع البطالمة ، إنتقلت عمــّــان إلى سلطة
السلوقيين مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد .
الأنباط
إستولى الأنباط على فيلادلفيا لكن هيرودس الكبير سرعان ما أخرجهم منها
الرومــان
تقدمت جحافل القائد الرومان " بومبي إلى بلاد الشام عام 64 ق. م واستطاع
الإستيلاء على شرقي الأردن ، ثم إستطاع " تراجـان " من إخضاع الأنباط عام
106 م وضم مملكتهم إلى الولاية العربية وعاصمتها بصرى الشام في جنوب سوريا
، إلا ّّ أنه إتخذ من البتراء عاصمة لدولته ، وقد حظيت فيلادلفيا بالأمن
والإستقرار ، وتمتعت بإستقلال ٍ ذاتي كبقية مدن " الديكابوليس العشرة " ،
وتم إعادة تخطيط المدينة وإعادة بنائها في القرنين الثاني والثالث
الميلادي ، وصارت فيلادلفيا مركزا ً لأبرشيـــــــــة " البتراء
وفيلادلفيا ". وكانت فيلادلفيا تمتد من المدرج الروماني إلى الجنوب بحاذاة
النهر ، وكان هنالك درج يربط بين المدينة وجبل القلعة ، وفي عام 324 م
بدأت الفترة البيزنطية ؛ وهي بداية الإعتراف بالمسيحيـة كدين رسمي ٍ
للإمبراطورية ، وفي عام 395 م انقسمت الإمبراطورية الرومانيـة إلى قسمين ؛
غربيةٍ وشرقية ٍ ، فكان من نصيب فيلادلفيا الدخول في فلك الإمبراطورية
البيزنطيـة ، وتم إتخاذها مركزا ً للأبراشية ثم البطريركية ، فازدهرت
وكانت ذات عمران ٍ وحصـون .
المســلمون
وصلت جيوش المسلمين إلى شرقي الأردن ، حيث تم فتحها في عهد الخليفة " أبو
بكر ٍ الصديق " بين عامي 11 ــ 13 هـ " الموافق بين عامي 632 م ــ 634 م ،
واستطاع يزيد بن أبي سفان فتح عمــّـان ، وتمت إعادة الإسم السامي " عمون
" أو " عمـّـان " إلى المدينة ، ثم آل الحكم إلى الأمويين ( 661 ـ 750 م )
فاعتنوا بالمدينة ، فشهدت تطورا ً وازدهارا ً؛ إذ بنيت القصور ، وازدهرت
التجارة ، وأصبحت عمان مركزا ً لصك العملة الإسلامية ، وقدثبت ذلك من
إكتشاف مجموعة من الفلوس النحاسية الأموية ضربت في عهد الخليفة عبدالملك
بن مروان ، وقد ضربت على النمط البزنطي مع إدخال بعض التعديلات ومنها
إدخال صورة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، إلا ّ أن الأمويين إنهاروا
أمام ضربات العباسيين ، الذين قاموا بالسيطرة على المنطقة مابين 750 و
1258 م .
الصـليبيـون
في نهاية القرن الحادي عشر ، بدأت طلائع الصليبيين تغزو بلاد الشام ومنطقة
فلسطين والأردن ،وتمكنوا من إحتلال سواحل الشام وبيت المقدس في 15 حزيران
من علم 1099 م . وقد أسسوا بعض القلاع في منطقة شرقي الأردن ، وظلت
عمــّـان بعيدة عن السيطرة الصليبية واستمرت عمــّـان تحت السيطرة
الإسلامية وبقيت مركزا ً لإنطلاق وتموين الجيوش الإسلاميـة . وبعد مرور
صلاح الدين الأيوبي عبر عمان إلى الكرك عام 1184 م وبعد تشكيل إمارة الكرك
الأيوبية المستقلة عام 1229 م أصبحت عمان إحدى مدن هذه الإمارة . ونتيجة
للأمن والإستقرار شهدت عمان تطورا ً تجاريا ً هاما ًـ وازدهرت كونها أصبحت
ً محطة تجارية .
المغول التتار
قام المغول التتار بغزو سوريا والأردن وفلسطين عام 1260 م ، فتعرضت
عمــّـان إلى التخريب والتدمير والقتل ، من خلال ذلك الغزو الوحشي ،
فأصابها بالتراجع سكانيا ً وإقتصاديا ً
المماليك
قامت الدولة المملوكية عام 1250 م ، وعند إعتلاء الظاهر بيبرس عرش دولة
المماليك في مصر والشام ، فقد حظيت عمان بإهتمامه ورعايته ، وفي عهد
السلطان قلاوون عام 1279 م ، إنتقلت الولاية من السلط إلى عمان ، وفي عام
1355 م بنى المماليك مدرسة في عمان لتدريس المذهب الحنفي .
الأتراك العثمانيون
في عام 1516 ـ 1517 م توالى على حكم الإمبلاراطورية العثمانية عدد من
السلاطين ، واستطاع الأتراك العثمانيون دخول عمـــّـان ... وبدأت عمان
تشهد تزايدا ً في أعداد السكان ، إذ قاموا بالسماح لعدد من العائلات
الشركسية(المهاجرة من إضطهاد القيصر الروسي ) بالسكن في عمان منذ عام 1880
م ، وبلغ عدد سكان عمان في أواخر العهد العثماني حوالي خمسة آلاف نسمة .العاصمـة ُ الأردنيــة ُ من عمــّون إلى عمــــّان
إعداد و تصوير
عبدالكريم أحـمـــــد الخلايلــــه
2008
مـقــدمــة
تعاقبت على عمـّـان حقب ٌ تاريخية طويلة ٌ إبتدأت من العصر الحجـري ( 8000
ق . م ) عبرالعصر النحاسي( 4500 ق.م ) والعصرالبرونزي(3200 ق .م ) والعصر
الحديدي ( 1200 ق . م ) وقد شهدت الأردن في العصر الحديدي(1200 ق.م ــ500
ق.م ) تقسيمـه إلى ثلاث دويلات ٍ : جلعاد في الشمال و عمون في الوسط ومؤاب
وآدوم في الجنوب ، ولذا فقد تعرضت عمان إلى ثقافات ٍ وحضارات ٍ متعددة ٍ
ومتنوعة ٍ ، مازالت آثارها باقية في عدة مناطق من عمان وماحولها ، هي من
نتاج تلك الأمم والشعوب التي عاشت في يوم ٍ ما في هذه المنطقــة . وتشير
الدراسات والحفريات والدلائل التاريخية والأثرية كالكهوف والبيوت والأدوات
الصوانية والأبراج والأعمدة والقصور والنقوش والمدرجات والكنائس والمساجد
والقبور والنقود والعملات والفخاريات والمنحوتات والتماثيل ؛ أن عمان
وماحولها كانت مأهولة بالسكان منذ 8000 سنة قبل الميلاد ، وان الأبنية
التي أنشأت فيما بعد ، تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير أيضاً إلى
أن عمون قد أعيد بناؤها في القرن الثالث عشر ق . م عند دخولها تحت سيطرة
الإمبراطورية الإغريقية . وبالتالي فقد لعبت عمان دورها التاريخي عبر هذه
الحقب المتلاحقة والمتداخلة ، فكان لها مكانتها التاريخية المجيدة .
العمـونييـون
ورد ذكر " ربة عمـون " لأول مرة ٍ في التوراة وفي سفر التثنية ً، حيث ورد
النص " أن السرير الحديدي لــ ( عـوج ) ملك باشان موجود في ربة عمـّـون "
كما ورد ذكرها ، ايضا ً ، في الإصحاح الحادي عشر أن :" ناحاش ملك عمـون (
1050 ق .م ) قام بهجوم على جلعاد ..... و"
وقامت إحدى القبائل العربية ،التي هاجرت إلى المنطقـة، بالسيطرة عليها و
قاموا في عام 1200 ق . م ببناء دولة لهم متخذين عاصمة لهم أطلقوا عليها
إسم " ربة عمـون " ، ثم توسعو في مملكتهم، في القرن الحادي عشر قبل
الميلاد، حتى وصلت تخوم الصحراء شرقا ً، ونهر الموجب( آرنون ) جنوبا َ،
ونهر الزرقاء( زارـ كي ) شمالا، ونهر الأردن غربا ًً، ثم إنضم العمونيون
إلى الحلف الآرامي مع المؤابيين والآدوميين لمقاومة الآشوريين ، إلا أن
الملك الآشوري تمكن من إحتلال أراضي مملكة العمونيين ، إضافة إلى مملكة
مؤاب وأدوم ، فأصبحت هذه الدويلات تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية وذلك
في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
الآشـوريون
لم تقف عمـون بوجـه الآشوريين ، في بداية الأمر ،ولكن العمونيين ظلوا في
مقاومة مستمرة ضد البابليين أثرت سلبيا ًعلى الوضع الإقتصادي ،كما أن
البابليين إستمروا في هجومهم على الأجزاء الجنوبية من الإمبراطورية
الآشورية ، في عهد الملك نبوخذ نصـر ، واستطاعوا السيطرة عليها ، وانضم
العمونييون إلى الحلف الآرامي لمقاومة النفوذ الآشوري في بداية القرن
التاسع قبل الميلاد ، ولكن الآشوريين إستطاعــــــــــــوا إحتلال
مملكــــة العمــونيين ، وقرر الملك الآشـــــوري " سنحاريب " منح عمون
الإستقلا الذاتي ، وكان للسيطرة الأشورية أثر في إستتباب الأمن مما مكن
العمونييون من السيطرة على جزء ٍ كبير ٍ من طرق القوافل التجارية .
البابليـون
في عام 612 ق. م ، ورث البابليون أملاك الآشوريين في آسيا ، ثم في عام 590
ق . م قام ملك مصر بغزو بلاد الشام وهي فلسطين وشرقي الأردن ، ثم قام
نبوخذ نصر ملك البابليين آنذاك في عام 586 ق . م ، بسبي أهالي أورشليم
وأعاد البلاد إلى سلطانـه .
الفـرس
إستطاع " قورش " الفارسي القضاء على الإمبراطورية البابلية في عام 539 ق .
م ، وإقامة الإمبراطورية الفارسية ، ثم إستولى الفرس على فلسطين والأردن ،
ودخلوا عمــّـان وأخرجوا الرومان منها ، وأصبحت عمـّــان في تلك الفترة
تحت حكم الإمبراطورية الفارسيـة ، ومنح الفرس عمــّـان الإستقلال الذاتي
في الفترة ما بين 540 ـ 332 ق. م ، إلا أن اليونانيين قضوا على دولة الفرس
عام 332 ق.م ، وبدأت فترة الإمبراطورية اليونانية .
اليونانيـون
إنتصر الإسكندر المقدوني على ملك الفرس سنة 333 ق . م واجتاحت قواته بلاد
سوريا ، واستطاع بطليموس الأول أن يضم سوريا الجنوبية ؛ فلسطين والأردن
عام 312 ق. م ، وبعد موت الإسكندر المقدوني خضعت الأردن وفلسطين وسوريا
لأحد قادته ؛ الذي أسس السلالة البطلمية ، متخذا ً من مصر مقرا ً له
فاصبحت" ربة عمون " تحت حكم البطالمة ، فأعاد بطليموس الثاني إعمارها ،
حتى كانت مدينة علم ٍ وتجارة ٍ وفن ، وتم تسمية المدينة بــ " فيلادلفيا "
نسبة إلى الإمبراطور فيلادلفيوس الثاني بين عامي 275 ـ 247 ق.م .
السلوقيـون
إنتقلت فيلادلفيا إلى حكم السلوقيين. بعد أن خضعت الأجزاء الشمالية من
سوريا إلى " سلوقس " وهو أحد قادة الإسكندر ومؤسس السلالة السلوقية ، إلا
َ أنه وبعد صراع ٍ طويل مع البطالمة ، إنتقلت عمــّــان إلى سلطة
السلوقيين مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد .
الأنباط
إستولى الأنباط على فيلادلفيا لكن هيرودس الكبير سرعان ما أخرجهم منها
الرومــان
تقدمت جحافل القائد الرومان " بومبي إلى بلاد الشام عام 64 ق. م واستطاع
الإستيلاء على شرقي الأردن ، ثم إستطاع " تراجـان " من إخضاع الأنباط عام
106 م وضم مملكتهم إلى الولاية العربية وعاصمتها بصرى الشام في جنوب سوريا
، إلا ّّ أنه إتخذ من البتراء عاصمة لدولته ، وقد حظيت فيلادلفيا بالأمن
والإستقرار ، وتمتعت بإستقلال ٍ ذاتي كبقية مدن " الديكابوليس العشرة " ،
وتم إعادة تخطيط المدينة وإعادة بنائها في القرنين الثاني والثالث
الميلادي ، وصارت فيلادلفيا مركزا ً لأبرشيـــــــــة " البتراء
وفيلادلفيا ". وكانت فيلادلفيا تمتد من المدرج الروماني إلى الجنوب بحاذاة
النهر ، وكان هنالك درج يربط بين المدينة وجبل القلعة ، وفي عام 324 م
بدأت الفترة البيزنطية ؛ وهي بداية الإعتراف بالمسيحيـة كدين رسمي ٍ
للإمبراطورية ، وفي عام 395 م انقسمت الإمبراطورية الرومانيـة إلى قسمين ؛
غربيةٍ وشرقية ٍ ، فكان من نصيب فيلادلفيا الدخول في فلك الإمبراطورية
البيزنطيـة ، وتم إتخاذها مركزا ً للأبراشية ثم البطريركية ، فازدهرت
وكانت ذات عمران ٍ وحصـون .
المســلمون
وصلت جيوش المسلمين إلى شرقي الأردن ، حيث تم فتحها في عهد الخليفة " أبو
بكر ٍ الصديق " بين عامي 11 ــ 13 هـ " الموافق بين عامي 632 م ــ 634 م ،
واستطاع يزيد بن أبي سفان فتح عمــّـان ، وتمت إعادة الإسم السامي " عمون
" أو " عمـّـان " إلى المدينة ، ثم آل الحكم إلى الأمويين ( 661 ـ 750 م )
فاعتنوا بالمدينة ، فشهدت تطورا ً وازدهارا ً؛ إذ بنيت القصور ، وازدهرت
التجارة ، وأصبحت عمان مركزا ً لصك العملة الإسلامية ، وقدثبت ذلك من
إكتشاف مجموعة من الفلوس النحاسية الأموية ضربت في عهد الخليفة عبدالملك
بن مروان ، وقد ضربت على النمط البزنطي مع إدخال بعض التعديلات ومنها
إدخال صورة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، إلا ّ أن الأمويين إنهاروا
أمام ضربات العباسيين ، الذين قاموا بالسيطرة على المنطقة مابين 750 و
1258 م .
الصـليبيـون
في نهاية القرن الحادي عشر ، بدأت طلائع الصليبيين تغزو بلاد الشام ومنطقة
فلسطين والأردن ،وتمكنوا من إحتلال سواحل الشام وبيت المقدس في 15 حزيران
من علم 1099 م . وقد أسسوا بعض القلاع في منطقة شرقي الأردن ، وظلت
عمــّـان بعيدة عن السيطرة الصليبية واستمرت عمــّـان تحت السيطرة
الإسلامية وبقيت مركزا ً لإنطلاق وتموين الجيوش الإسلاميـة . وبعد مرور
صلاح الدين الأيوبي عبر عمان إلى الكرك عام 1184 م وبعد تشكيل إمارة الكرك
الأيوبية المستقلة عام 1229 م أصبحت عمان إحدى مدن هذه الإمارة . ونتيجة
للأمن والإستقرار شهدت عمان تطورا ً تجاريا ً هاما ًـ وازدهرت كونها أصبحت
ً محطة تجارية .
المغول التتار
قام المغول التتار بغزو سوريا والأردن وفلسطين عام 1260 م ، فتعرضت
عمــّـان إلى التخريب والتدمير والقتل ، من خلال ذلك الغزو الوحشي ،
فأصابها بالتراجع سكانيا ً وإقتصاديا ً
المماليك
قامت الدولة المملوكية عام 1250 م ، وعند إعتلاء الظاهر بيبرس عرش دولة
المماليك في مصر والشام ، فقد حظيت عمان بإهتمامه ورعايته ، وفي عهد
السلطان قلاوون عام 1279 م ، إنتقلت الولاية من السلط إلى عمان ، وفي عام
1355 م بنى المماليك مدرسة في عمان لتدريس المذهب الحنفي .
الأتراك العثمانيون
في عام 1516 ـ 1517 م توالى على حكم الإمبلاراطورية العثمانية عدد من
السلاطين ، واستطاع الأتراك العثمانيون دخول عمـــّـان ... وبدأت عمان
تشهد تزايدا ً في أعداد السكان ، إذ قاموا بالسماح لعدد من العائلات
الشركسية(المهاجرة من إضطهاد القيصر الروسي ) بالسكن في عمان منذ عام 1880
م ، وبلغ عدد سكان عمان في أواخر العهد العثماني حوالي خمسة آلاف نسمة .
العاصمـة ُ الأردنيــة ُ من عمــّون إلى عمــــّان
إعداد و تصوير
عبدالكريم أحـمـــــد الخلايلــــه
2008
مـقــدمــة
تعاقبت على عمـّـان حقب ٌ تاريخية طويلة ٌ إبتدأت من العصر الحجـري ( 8000
ق . م ) عبرالعصر النحاسي( 4500 ق.م ) والعصرالبرونزي(3200 ق .م ) والعصر
الحديدي ( 1200 ق . م ) وقد شهدت الأردن في العصر الحديدي(1200 ق.م ــ500
ق.م ) تقسيمـه إلى ثلاث دويلات ٍ : جلعاد في الشمال و عمون في الوسط ومؤاب
وآدوم في الجنوب ، ولذا فقد تعرضت عمان إلى ثقافات ٍ وحضارات ٍ متعددة ٍ
ومتنوعة ٍ ، مازالت آثارها باقية في عدة مناطق من عمان وماحولها ، هي من
نتاج تلك الأمم والشعوب التي عاشت في يوم ٍ ما في هذه المنطقــة . وتشير
الدراسات والحفريات والدلائل التاريخية والأثرية كالكهوف والبيوت والأدوات
الصوانية والأبراج والأعمدة والقصور والنقوش والمدرجات والكنائس والمساجد
والقبور والنقود والعملات والفخاريات والمنحوتات والتماثيل ؛ أن عمان
وماحولها كانت مأهولة بالسكان منذ 8000 سنة قبل الميلاد ، وان الأبنية
التي أنشأت فيما بعد ، تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير أيضاً إلى
أن عمون قد أعيد بناؤها في القرن الثالث عشر ق . م عند دخولها تحت سيطرة
الإمبراطورية الإغريقية . وبالتالي فقد لعبت عمان دورها التاريخي عبر هذه
الحقب المتلاحقة والمتداخلة ، فكان لها مكانتها التاريخية المجيدة .
العمـونييـون
ورد ذكر " ربة عمـون " لأول مرة ٍ في التوراة وفي سفر التثنية ً، حيث ورد
النص " أن السرير الحديدي لــ ( عـوج ) ملك باشان موجود في ربة عمـّـون "
كما ورد ذكرها ، ايضا ً ، في الإصحاح الحادي عشر أن :" ناحاش ملك عمـون (
1050 ق .م ) قام بهجوم على جلعاد ..... و"
وقامت إحدى القبائل العربية ،التي هاجرت إلى المنطقـة، بالسيطرة عليها و
قاموا في عام 1200 ق . م ببناء دولة لهم متخذين عاصمة لهم أطلقوا عليها
إسم " ربة عمـون " ، ثم توسعو في مملكتهم، في القرن الحادي عشر قبل
الميلاد، حتى وصلت تخوم الصحراء شرقا ً، ونهر الموجب( آرنون ) جنوبا َ،
ونهر الزرقاء( زارـ كي ) شمالا، ونهر الأردن غربا ًً، ثم إنضم العمونيون
إلى الحلف الآرامي مع المؤابيين والآدوميين لمقاومة الآشوريين ، إلا أن
الملك الآشوري تمكن من إحتلال أراضي مملكة العمونيين ، إضافة إلى مملكة
مؤاب وأدوم ، فأصبحت هذه الدويلات تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية وذلك
في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
الآشـوريون
لم تقف عمـون بوجـه الآشوريين ، في بداية الأمر ،ولكن العمونيين ظلوا في
مقاومة مستمرة ضد البابليين أثرت سلبيا ًعلى الوضع الإقتصادي ،كما أن
البابليين إستمروا في هجومهم على الأجزاء الجنوبية من الإمبراطورية
الآشورية ، في عهد الملك نبوخذ نصـر ، واستطاعوا السيطرة عليها ، وانضم
العمونييون إلى الحلف الآرامي لمقاومة النفوذ الآشوري في بداية القرن
التاسع قبل الميلاد ، ولكن الآشوريين إستطاعــــــــــــوا إحتلال
مملكــــة العمــونيين ، وقرر الملك الآشـــــوري " سنحاريب " منح عمون
الإستقلا الذاتي ، وكان للسيطرة الأشورية أثر في إستتباب الأمن مما مكن
العمونييون من السيطرة على جزء ٍ كبير ٍ من طرق القوافل التجارية .
البابليـون
في عام 612 ق. م ، ورث البابليون أملاك الآشوريين في آسيا ، ثم في عام 590
ق . م قام ملك مصر بغزو بلاد الشام وهي فلسطين وشرقي الأردن ، ثم قام
نبوخذ نصر ملك البابليين آنذاك في عام 586 ق . م ، بسبي أهالي أورشليم
وأعاد البلاد إلى سلطانـه .
الفـرس
إستطاع " قورش " الفارسي القضاء على الإمبراطورية البابلية في عام 539 ق .
م ، وإقامة الإمبراطورية الفارسية ، ثم إستولى الفرس على فلسطين والأردن ،
ودخلوا عمــّـان وأخرجوا الرومان منها ، وأصبحت عمـّــان في تلك الفترة
تحت حكم الإمبراطورية الفارسيـة ، ومنح الفرس عمــّـان الإستقلال الذاتي
في الفترة ما بين 540 ـ 332 ق. م ، إلا أن اليونانيين قضوا على دولة الفرس
عام 332 ق.م ، وبدأت فترة الإمبراطورية اليونانية .
اليونانيـون
إنتصر الإسكندر المقدوني على ملك الفرس سنة 333 ق . م واجتاحت قواته بلاد
سوريا ، واستطاع بطليموس الأول أن يضم سوريا الجنوبية ؛ فلسطين والأردن
عام 312 ق. م ، وبعد موت الإسكندر المقدوني خضعت الأردن وفلسطين وسوريا
لأحد قادته ؛ الذي أسس السلالة البطلمية ، متخذا ً من مصر مقرا ً له
فاصبحت" ربة عمون " تحت حكم البطالمة ، فأعاد بطليموس الثاني إعمارها ،
حتى كانت مدينة علم ٍ وتجارة ٍ وفن ، وتم تسمية المدينة بــ " فيلادلفيا "
نسبة إلى الإمبراطور فيلادلفيوس الثاني بين عامي 275 ـ 247 ق.م .
السلوقيـون
إنتقلت فيلادلفيا إلى حكم السلوقيين. بعد أن خضعت الأجزاء الشمالية من
سوريا إلى " سلوقس " وهو أحد قادة الإسكندر ومؤسس السلالة السلوقية ، إلا
َ أنه وبعد صراع ٍ طويل مع البطالمة ، إنتقلت عمــّــان إلى سلطة
السلوقيين مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد .
الأنباط
إستولى الأنباط على فيلادلفيا لكن هيرودس الكبير سرعان ما أخرجهم منها
الرومــان
تقدمت جحافل القائد الرومان " بومبي إلى بلاد الشام عام 64 ق. م واستطاع
الإستيلاء على شرقي الأردن ، ثم إستطاع " تراجـان " من إخضاع الأنباط عام
106 م وضم مملكتهم إلى الولاية العربية وعاصمتها بصرى الشام في جنوب سوريا
، إلا ّّ أنه إتخذ من البتراء عاصمة لدولته ، وقد حظيت فيلادلفيا بالأمن
والإستقرار ، وتمتعت بإستقلال ٍ ذاتي كبقية مدن " الديكابوليس العشرة " ،
وتم إعادة تخطيط المدينة وإعادة بنائها في القرنين الثاني والثالث
الميلادي ، وصارت فيلادلفيا مركزا ً لأبرشيـــــــــة " البتراء
وفيلادلفيا ". وكانت فيلادلفيا تمتد من المدرج الروماني إلى الجنوب بحاذاة
النهر ، وكان هنالك درج يربط بين المدينة وجبل القلعة ، وفي عام 324 م
بدأت الفترة البيزنطية ؛ وهي بداية الإعتراف بالمسيحيـة كدين رسمي ٍ
للإمبراطورية ، وفي عام 395 م انقسمت الإمبراطورية الرومانيـة إلى قسمين ؛
غربيةٍ وشرقية ٍ ، فكان من نصيب فيلادلفيا الدخول في فلك الإمبراطورية
البيزنطيـة ، وتم إتخاذها مركزا ً للأبراشية ثم البطريركية ، فازدهرت
وكانت ذات عمران ٍ وحصـون .
المســلمون
وصلت جيوش المسلمين إلى شرقي الأردن ، حيث تم فتحها في عهد الخليفة " أبو
بكر ٍ الصديق " بين عامي 11 ــ 13 هـ " الموافق بين عامي 632 م ــ 634 م ،
واستطاع يزيد بن أبي سفان فتح عمــّـان ، وتمت إعادة الإسم السامي " عمون
" أو " عمـّـان " إلى المدينة ، ثم آل الحكم إلى الأمويين ( 661 ـ 750 م )
فاعتنوا بالمدينة ، فشهدت تطورا ً وازدهارا ً؛ إذ بنيت القصور ، وازدهرت
التجارة ، وأصبحت عمان مركزا ً لصك العملة الإسلامية ، وقدثبت ذلك من
إكتشاف مجموعة من الفلوس النحاسية الأموية ضربت في عهد الخليفة عبدالملك
بن مروان ، وقد ضربت على النمط البزنطي مع إدخال بعض التعديلات ومنها
إدخال صورة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، إلا ّ أن الأمويين إنهاروا
أمام ضربات العباسيين ، الذين قاموا بالسيطرة على المنطقة مابين 750 و
1258 م .
الصـليبيـون
في نهاية القرن الحادي عشر ، بدأت طلائع الصليبيين تغزو بلاد الشام ومنطقة
فلسطين والأردن ،وتمكنوا من إحتلال سواحل الشام وبيت المقدس في 15 حزيران
من علم 1099 م . وقد أسسوا بعض القلاع في منطقة شرقي الأردن ، وظلت
عمــّـان بعيدة عن السيطرة الصليبية واستمرت عمــّـان تحت السيطرة
الإسلامية وبقيت مركزا ً لإنطلاق وتموين الجيوش الإسلاميـة . وبعد مرور
صلاح الدين الأيوبي عبر عمان إلى الكرك عام 1184 م وبعد تشكيل إمارة الكرك
الأيوبية المستقلة عام 1229 م أصبحت عمان إحدى مدن هذه الإمارة . ونتيجة
للأمن والإستقرار شهدت عمان تطورا ً تجاريا ً هاما ًـ وازدهرت كونها أصبحت
ً محطة تجارية .
المغول التتار
قام المغول التتار بغزو سوريا والأردن وفلسطين عام 1260 م ، فتعرضت
عمــّـان إلى التخريب والتدمير والقتل ، من خلال ذلك الغزو الوحشي ،
فأصابها بالتراجع سكانيا ً وإقتصاديا ً
المماليك
قامت الدولة المملوكية عام 1250 م ، وعند إعتلاء الظاهر بيبرس عرش دولة
المماليك في مصر والشام ، فقد حظيت عمان بإهتمامه ورعايته ، وفي عهد
السلطان قلاوون عام 1279 م ، إنتقلت الولاية من السلط إلى عمان ، وفي عام
1355 م بنى المماليك مدرسة في عمان لتدريس المذهب الحنفي .
الأتراك العثمانيون
في عام 1516 ـ 1517 م توالى على حكم الإمبلاراطورية العثمانية عدد من
السلاطين ، واستطاع الأتراك العثمانيون دخول عمـــّـان ... وبدأت عمان
تشهد تزايدا ً في أعداد السكان ، إذ قاموا بالسماح لعدد من العائلات
الشركسية(المهاجرة من إضطهاد القيصر الروسي ) بالسكن في عمان منذ عام 1880
م ، وبلغ عدد سكان عمان في أواخر العهد العثماني حوالي خمسة آلاف نسمة .العاصمـة ُ الأردنيــة ُ من عمــّون إلى عمــــّان
إعداد و تصوير
عبدالكريم أحـمـــــد الخلايلــــه
2008
مـقــدمــة
تعاقبت على عمـّـان حقب ٌ تاريخية طويلة ٌ إبتدأت من العصر الحجـري ( 8000
ق . م ) عبرالعصر النحاسي( 4500 ق.م ) والعصرالبرونزي(3200 ق .م ) والعصر
الحديدي ( 1200 ق . م ) وقد شهدت الأردن في العصر الحديدي(1200 ق.م ــ500
ق.م ) تقسيمـه إلى ثلاث دويلات ٍ : جلعاد في الشمال و عمون في الوسط ومؤاب
وآدوم في الجنوب ، ولذا فقد تعرضت عمان إلى ثقافات ٍ وحضارات ٍ متعددة ٍ
ومتنوعة ٍ ، مازالت آثارها باقية في عدة مناطق من عمان وماحولها ، هي من
نتاج تلك الأمم والشعوب التي عاشت في يوم ٍ ما في هذه المنطقــة . وتشير
الدراسات والحفريات والدلائل التاريخية والأثرية كالكهوف والبيوت والأدوات
الصوانية والأبراج والأعمدة والقصور والنقوش والمدرجات والكنائس والمساجد
والقبور والنقود والعملات والفخاريات والمنحوتات والتماثيل ؛ أن عمان
وماحولها كانت مأهولة بالسكان منذ 8000 سنة قبل الميلاد ، وان الأبنية
التي أنشأت فيما بعد ، تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير أيضاً إلى
أن عمون قد أعيد بناؤها في القرن الثالث عشر ق . م عند دخولها تحت سيطرة
الإمبراطورية الإغريقية . وبالتالي فقد لعبت عمان دورها التاريخي عبر هذه
الحقب المتلاحقة والمتداخلة ، فكان لها مكانتها التاريخية المجيدة .
العمـونييـون
ورد ذكر " ربة عمـون " لأول مرة ٍ في التوراة وفي سفر التثنية ً، حيث ورد
النص " أن السرير الحديدي لــ ( عـوج ) ملك باشان موجود في ربة عمـّـون "
كما ورد ذكرها ، ايضا ً ، في الإصحاح الحادي عشر أن :" ناحاش ملك عمـون (
1050 ق .م ) قام بهجوم على جلعاد ..... و"
وقامت إحدى القبائل العربية ،التي هاجرت إلى المنطقـة، بالسيطرة عليها و
قاموا في عام 1200 ق . م ببناء دولة لهم متخذين عاصمة لهم أطلقوا عليها
إسم " ربة عمـون " ، ثم توسعو في مملكتهم، في القرن الحادي عشر قبل
الميلاد، حتى وصلت تخوم الصحراء شرقا ً، ونهر الموجب( آرنون ) جنوبا َ،
ونهر الزرقاء( زارـ كي ) شمالا، ونهر الأردن غربا ًً، ثم إنضم العمونيون
إلى الحلف الآرامي مع المؤابيين والآدوميين لمقاومة الآشوريين ، إلا أن
الملك الآشوري تمكن من إحتلال أراضي مملكة العمونيين ، إضافة إلى مملكة
مؤاب وأدوم ، فأصبحت هذه الدويلات تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية وذلك
في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
الآشـوريون
لم تقف عمـون بوجـه الآشوريين ، في بداية الأمر ،ولكن العمونيين ظلوا في
مقاومة مستمرة ضد البابليين أثرت سلبيا ًعلى الوضع الإقتصادي ،كما أن
البابليين إستمروا في هجومهم على الأجزاء الجنوبية من الإمبراطورية
الآشورية ، في عهد الملك نبوخذ نصـر ، واستطاعوا السيطرة عليها ، وانضم
العمونييون إلى الحلف الآرامي لمقاومة النفوذ الآشوري في بداية القرن
التاسع قبل الميلاد ، ولكن الآشوريين إستطاعــــــــــــوا إحتلال
مملكــــة العمــونيين ، وقرر الملك الآشـــــوري " سنحاريب " منح عمون
الإستقلا الذاتي ، وكان للسيطرة الأشورية أثر في إستتباب الأمن مما مكن
العمونييون من السيطرة على جزء ٍ كبير ٍ من طرق القوافل التجارية .
البابليـون
في عام 612 ق. م ، ورث البابليون أملاك الآشوريين في آسيا ، ثم في عام 590
ق . م قام ملك مصر بغزو بلاد الشام وهي فلسطين وشرقي الأردن ، ثم قام
نبوخذ نصر ملك البابليين آنذاك في عام 586 ق . م ، بسبي أهالي أورشليم
وأعاد البلاد إلى سلطانـه .
الفـرس
إستطاع " قورش " الفارسي القضاء على الإمبراطورية البابلية في عام 539 ق .
م ، وإقامة الإمبراطورية الفارسية ، ثم إستولى الفرس على فلسطين والأردن ،
ودخلوا عمــّـان وأخرجوا الرومان منها ، وأصبحت عمـّــان في تلك الفترة
تحت حكم الإمبراطورية الفارسيـة ، ومنح الفرس عمــّـان الإستقلال الذاتي
في الفترة ما بين 540 ـ 332 ق. م ، إلا أن اليونانيين قضوا على دولة الفرس
عام 332 ق.م ، وبدأت فترة الإمبراطورية اليونانية .
اليونانيـون
إنتصر الإسكندر المقدوني على ملك الفرس سنة 333 ق . م واجتاحت قواته بلاد
سوريا ، واستطاع بطليموس الأول أن يضم سوريا الجنوبية ؛ فلسطين والأردن
عام 312 ق. م ، وبعد موت الإسكندر المقدوني خضعت الأردن وفلسطين وسوريا
لأحد قادته ؛ الذي أسس السلالة البطلمية ، متخذا ً من مصر مقرا ً له
فاصبحت" ربة عمون " تحت حكم البطالمة ، فأعاد بطليموس الثاني إعمارها ،
حتى كانت مدينة علم ٍ وتجارة ٍ وفن ، وتم تسمية المدينة بــ " فيلادلفيا "
نسبة إلى الإمبراطور فيلادلفيوس الثاني بين عامي 275 ـ 247 ق.م .
السلوقيـون
إنتقلت فيلادلفيا إلى حكم السلوقيين. بعد أن خضعت الأجزاء الشمالية من
سوريا إلى " سلوقس " وهو أحد قادة الإسكندر ومؤسس السلالة السلوقية ، إلا
َ أنه وبعد صراع ٍ طويل مع البطالمة ، إنتقلت عمــّــان إلى سلطة
السلوقيين مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد .
الأنباط
إستولى الأنباط على فيلادلفيا لكن هيرودس الكبير سرعان ما أخرجهم منها
الرومــان
تقدمت جحافل القائد الرومان " بومبي إلى بلاد الشام عام 64 ق. م واستطاع
الإستيلاء على شرقي الأردن ، ثم إستطاع " تراجـان " من إخضاع الأنباط عام
106 م وضم مملكتهم إلى الولاية العربية وعاصمتها بصرى الشام في جنوب سوريا
، إلا ّّ أنه إتخذ من البتراء عاصمة لدولته ، وقد حظيت فيلادلفيا بالأمن
والإستقرار ، وتمتعت بإستقلال ٍ ذاتي كبقية مدن " الديكابوليس العشرة " ،
وتم إعادة تخطيط المدينة وإعادة بنائها في القرنين الثاني والثالث
الميلادي ، وصارت فيلادلفيا مركزا ً لأبرشيـــــــــة " البتراء
وفيلادلفيا ". وكانت فيلادلفيا تمتد من المدرج الروماني إلى الجنوب بحاذاة
النهر ، وكان هنالك درج يربط بين المدينة وجبل القلعة ، وفي عام 324 م
بدأت الفترة البيزنطية ؛ وهي بداية الإعتراف بالمسيحيـة كدين رسمي ٍ
للإمبراطورية ، وفي عام 395 م انقسمت الإمبراطورية الرومانيـة إلى قسمين ؛
غربيةٍ وشرقية ٍ ، فكان من نصيب فيلادلفيا الدخول في فلك الإمبراطورية
البيزنطيـة ، وتم إتخاذها مركزا ً للأبراشية ثم البطريركية ، فازدهرت
وكانت ذات عمران ٍ وحصـون .
المســلمون
وصلت جيوش المسلمين إلى شرقي الأردن ، حيث تم فتحها في عهد الخليفة " أبو
بكر ٍ الصديق " بين عامي 11 ــ 13 هـ " الموافق بين عامي 632 م ــ 634 م ،
واستطاع يزيد بن أبي سفان فتح عمــّـان ، وتمت إعادة الإسم السامي " عمون
" أو " عمـّـان " إلى المدينة ، ثم آل الحكم إلى الأمويين ( 661 ـ 750 م )
فاعتنوا بالمدينة ، فشهدت تطورا ً وازدهارا ً؛ إذ بنيت القصور ، وازدهرت
التجارة ، وأصبحت عمان مركزا ً لصك العملة الإسلامية ، وقدثبت ذلك من
إكتشاف مجموعة من الفلوس النحاسية الأموية ضربت في عهد الخليفة عبدالملك
بن مروان ، وقد ضربت على النمط البزنطي مع إدخال بعض التعديلات ومنها
إدخال صورة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، إلا ّ أن الأمويين إنهاروا
أمام ضربات العباسيين ، الذين قاموا بالسيطرة على المنطقة مابين 750 و
1258 م .
الصـليبيـون
في نهاية القرن الحادي عشر ، بدأت طلائع الصليبيين تغزو بلاد الشام ومنطقة
فلسطين والأردن ،وتمكنوا من إحتلال سواحل الشام وبيت المقدس في 15 حزيران
من علم 1099 م . وقد أسسوا بعض القلاع في منطقة شرقي الأردن ، وظلت
عمــّـان بعيدة عن السيطرة الصليبية واستمرت عمــّـان تحت السيطرة
الإسلامية وبقيت مركزا ً لإنطلاق وتموين الجيوش الإسلاميـة . وبعد مرور
صلاح الدين الأيوبي عبر عمان إلى الكرك عام 1184 م وبعد تشكيل إمارة الكرك
الأيوبية المستقلة عام 1229 م أصبحت عمان إحدى مدن هذه الإمارة . ونتيجة
للأمن والإستقرار شهدت عمان تطورا ً تجاريا ً هاما ًـ وازدهرت كونها أصبحت
ً محطة تجارية .
المغول التتار
قام المغول التتار بغزو سوريا والأردن وفلسطين عام 1260 م ، فتعرضت
عمــّـان إلى التخريب والتدمير والقتل ، من خلال ذلك الغزو الوحشي ،
فأصابها بالتراجع سكانيا ً وإقتصاديا ً
المماليك
قامت الدولة المملوكية عام 1250 م ، وعند إعتلاء الظاهر بيبرس عرش دولة
المماليك في مصر والشام ، فقد حظيت عمان بإهتمامه ورعايته ، وفي عهد
السلطان قلاوون عام 1279 م ، إنتقلت الولاية من السلط إلى عمان ، وفي عام
1355 م بنى المماليك مدرسة في عمان لتدريس المذهب الحنفي .
الأتراك العثمانيون
في عام 1516 ـ 1517 م توالى على حكم الإمبلاراطورية العثمانية عدد من
السلاطين ، واستطاع الأتراك العثمانيون دخول عمـــّـان ... وبدأت عمان
تشهد تزايدا ً في أعداد السكان ، إذ قاموا بالسماح لعدد من العائلات
الشركسية(المهاجرة من إضطهاد القيصر الروسي ) بالسكن في عمان منذ عام 1880
م ، وبلغ عدد سكان عمان في أواخر العهد العثماني حوالي خمسة آلاف نسمة .العاصمـة ُ الأردنيــة ُ من عمــّون إلى عمــــّان
إعداد و تصوير
عبدالكريم أحـمـــــد الخلايلــــه
2008
مـقــدمــة
تعاقبت على عمـّـان حقب ٌ تاريخية طويلة ٌ إبتدأت من العصر الحجـري ( 8000
ق . م ) عبرالعصر النحاسي( 4500 ق.م ) والعصرالبرونزي(3200 ق .م ) والعصر
الحديدي ( 1200 ق . م ) وقد شهدت الأردن في العصر الحديدي(1200 ق.م ــ500
ق.م ) تقسيمـه إلى ثلاث دويلات ٍ : جلعاد في الشمال و عمون في الوسط ومؤاب
وآدوم في الجنوب ، ولذا فقد تعرضت عمان إلى ثقافات ٍ وحضارات ٍ متعددة ٍ
ومتنوعة ٍ ، مازالت آثارها باقية في عدة مناطق من عمان وماحولها ، هي من
نتاج تلك الأمم والشعوب التي عاشت في يوم ٍ ما في هذه المنطقــة . وتشير
الدراسات والحفريات والدلائل التاريخية والأثرية كالكهوف والبيوت والأدوات
الصوانية والأبراج والأعمدة والقصور والنقوش والمدرجات والكنائس والمساجد
والقبور والنقود والعملات والفخاريات والمنحوتات والتماثيل ؛ أن عمان
وماحولها كانت مأهولة بالسكان منذ 8000 سنة قبل الميلاد ، وان الأبنية
التي أنشأت فيما بعد ، تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير أيضاً إلى
أن عمون قد أعيد بناؤها في القرن الثالث عشر ق . م عند دخولها تحت سيطرة
الإمبراطورية الإغريقية . وبالتالي فقد لعبت عمان دورها التاريخي عبر هذه
الحقب المتلاحقة والمتداخلة ، فكان لها مكانتها التاريخية المجيدة .
العمـونييـون
ورد ذكر " ربة عمـون " لأول مرة ٍ في التوراة وفي سفر التثنية ً، حيث ورد
النص " أن السرير الحديدي لــ ( عـوج ) ملك باشان موجود في ربة عمـّـون "
كما ورد ذكرها ، ايضا ً ، في الإصحاح الحادي عشر أن :" ناحاش ملك عمـون (
1050 ق .م ) قام بهجوم على جلعاد ..... و"
وقامت إحدى القبائل العربية ،التي هاجرت إلى المنطقـة، بالسيطرة عليها و
قاموا في عام 1200 ق . م ببناء دولة لهم متخذين عاصمة لهم أطلقوا عليها
إسم " ربة عمـون " ، ثم توسعو في مملكتهم، في القرن الحادي عشر قبل
الميلاد، حتى وصلت تخوم الصحراء شرقا ً، ونهر الموجب( آرنون ) جنوبا َ،
ونهر الزرقاء( زارـ كي ) شمالا، ونهر الأردن غربا ًً، ثم إنضم العمونيون
إلى الحلف الآرامي مع المؤابيين والآدوميين لمقاومة الآشوريين ، إلا أن
الملك الآشوري تمكن من إحتلال أراضي مملكة العمونيين ، إضافة إلى مملكة
مؤاب وأدوم ، فأصبحت هذه الدويلات تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية وذلك
في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
الآشـوريون
لم تقف عمـون بوجـه الآشوريين ، في بداية الأمر ،ولكن العمونيين ظلوا في
مقاومة مستمرة ضد البابليين أثرت سلبيا ًعلى الوضع الإقتصادي ،كما أن
البابليين إستمروا في هجومهم على الأجزاء الجنوبية من الإمبراطورية
الآشورية ، في عهد الملك نبوخذ نصـر ، واستطاعوا السيطرة عليها ، وانضم
العمونييون إلى الحلف الآرامي لمقاومة النفوذ الآشوري في بداية القرن
التاسع قبل الميلاد ، ولكن الآشوريين إستطاعــــــــــــوا إحتلال
مملكــــة العمــونيين ، وقرر الملك الآشـــــوري " سنحاريب " منح عمون
الإستقلا الذاتي ، وكان للسيطرة الأشورية أثر في إستتباب الأمن مما مكن
العمونييون من السيطرة على جزء ٍ كبير ٍ من طرق القوافل التجارية .
البابليـون
في عام 612 ق. م ، ورث البابليون أملاك الآشوريين في آسيا ، ثم في عام 590
ق . م قام ملك مصر بغزو بلاد الشام وهي فلسطين وشرقي الأردن ، ثم قام
نبوخذ نصر ملك البابليين آنذاك في عام 586 ق . م ، بسبي أهالي أورشليم
وأعاد البلاد إلى سلطانـه .
الفـرس
إستطاع " قورش " الفارسي القضاء على الإمبراطورية البابلية في عام 539 ق .
م ، وإقامة الإمبراطورية الفارسية ، ثم إستولى الفرس على فلسطين والأردن ،
ودخلوا عمــّـان وأخرجوا الرومان منها ، وأصبحت عمـّــان في تلك الفترة
تحت حكم الإمبراطورية الفارسيـة ، ومنح الفرس عمــّـان الإستقلال الذاتي
في الفترة ما بين 540 ـ 332 ق. م ، إلا أن اليونانيين قضوا على دولة الفرس
عام 332 ق.م ، وبدأت فترة الإمبراطورية اليونانية .
اليونانيـون
إنتصر الإسكندر المقدوني على ملك الفرس سنة 333 ق . م واجتاحت قواته بلاد
سوريا ، واستطاع بطليموس الأول أن يضم سوريا الجنوبية ؛ فلسطين والأردن
عام 312 ق. م ، وبعد موت الإسكندر المقدوني خضعت الأردن وفلسطين وسوريا
لأحد قادته ؛ الذي أسس السلالة البطلمية ، متخذا ً من مصر مقرا ً له
فاصبحت" ربة عمون " تحت حكم البطالمة ، فأعاد بطليموس الثاني إعمارها ،
حتى كانت مدينة علم ٍ وتجارة ٍ وفن ، وتم تسمية المدينة بــ " فيلادلفيا "
نسبة إلى الإمبراطور فيلادلفيوس الثاني بين عامي 275 ـ 247 ق.م .
السلوقيـون
إنتقلت فيلادلفيا إلى حكم السلوقيين. بعد أن خضعت الأجزاء الشمالية من
سوريا إلى " سلوقس " وهو أحد قادة الإسكندر ومؤسس السلالة السلوقية ، إلا
َ أنه وبعد صراع ٍ طويل مع البطالمة ، إنتقلت عمــّــان إلى سلطة
السلوقيين مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد .
الأنباط
إستولى الأنباط على فيلادلفيا لكن هيرودس الكبير سرعان ما أخرجهم منها
الرومــان
تقدمت جحافل القائد الرومان " بومبي إلى بلاد الشام عام 64 ق. م واستطاع
الإستيلاء على شرقي الأردن ، ثم إستطاع " تراجـان " من إخضاع الأنباط عام
106 م وضم مملكتهم إلى الولاية العربية وعاصمتها بصرى الشام في جنوب سوريا
، إلا ّّ أنه إتخذ من البتراء عاصمة لدولته ، وقد حظيت فيلادلفيا بالأمن
والإستقرار ، وتمتعت بإستقلال ٍ ذاتي كبقية مدن " الديكابوليس العشرة " ،
وتم إعادة تخطيط المدينة وإعادة بنائها في القرنين الثاني والثالث
الميلادي ، وصارت فيلادلفيا مركزا ً لأبرشيـــــــــة " البتراء
وفيلادلفيا ". وكانت فيلادلفيا تمتد من المدرج الروماني إلى الجنوب بحاذاة
النهر ، وكان هنالك درج يربط بين المدينة وجبل القلعة ، وفي عام 324 م
بدأت الفترة البيزنطية ؛ وهي بداية الإعتراف بالمسيحيـة كدين رسمي ٍ
للإمبراطورية ، وفي عام 395 م انقسمت الإمبراطورية الرومانيـة إلى قسمين ؛
غربيةٍ وشرقية ٍ ، فكان من نصيب فيلادلفيا الدخول في فلك الإمبراطورية
البيزنطيـة ، وتم إتخاذها مركزا ً للأبراشية ثم البطريركية ، فازدهرت
وكانت ذات عمران ٍ وحصـون .
المســلمون
وصلت جيوش المسلمين إلى شرقي الأردن ، حيث تم فتحها في عهد الخليفة " أبو
بكر ٍ الصديق " بين عامي 11 ــ 13 هـ " الموافق بين عامي 632 م ــ 634 م ،
واستطاع يزيد بن أبي سفان فتح عمــّـان ، وتمت إعادة الإسم السامي " عمون
" أو " عمـّـان " إلى المدينة ، ثم آل الحكم إلى الأمويين ( 661 ـ 750 م )
فاعتنوا بالمدينة ، فشهدت تطورا ً وازدهارا ً؛ إذ بنيت القصور ، وازدهرت
التجارة ، وأصبحت عمان مركزا ً لصك العملة الإسلامية ، وقدثبت ذلك من
إكتشاف مجموعة من الفلوس النحاسية الأموية ضربت في عهد الخليفة عبدالملك
بن مروان ، وقد ضربت على النمط البزنطي مع إدخال بعض التعديلات ومنها
إدخال صورة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، إلا ّ أن الأمويين إنهاروا
أمام ضربات العباسيين ، الذين قاموا بالسيطرة على المنطقة مابين 750 و
1258 م .
الصـليبيـون
في نهاية القرن الحادي عشر ، بدأت طلائع الصليبيين تغزو بلاد الشام ومنطقة
فلسطين والأردن ،وتمكنوا من إحتلال سواحل الشام وبيت المقدس في 15 حزيران
من علم 1099 م . وقد أسسوا بعض القلاع في منطقة شرقي الأردن ، وظلت
عمــّـان بعيدة عن السيطرة الصليبية واستمرت عمــّـان تحت السيطرة
الإسلامية وبقيت مركزا ً لإنطلاق وتموين الجيوش الإسلاميـة . وبعد مرور
صلاح الدين الأيوبي عبر عمان إلى الكرك عام 1184 م وبعد تشكيل إمارة الكرك
الأيوبية المستقلة عام 1229 م أصبحت عمان إحدى مدن هذه الإمارة . ونتيجة
للأمن والإستقرار شهدت عمان تطورا ً تجاريا ً هاما ًـ وازدهرت كونها أصبحت
ً محطة تجارية .
المغول التتار
قام المغول التتار بغزو سوريا والأردن وفلسطين عام 1260 م ، فتعرضت
عمــّـان إلى التخريب والتدمير والقتل ، من خلال ذلك الغزو الوحشي ،
فأصابها بالتراجع سكانيا ً وإقتصاديا ً
المماليك
قامت الدولة المملوكية عام 1250 م ، وعند إعتلاء الظاهر بيبرس عرش دولة
المماليك في مصر والشام ، فقد حظيت عمان بإهتمامه ورعايته ، وفي عهد
السلطان قلاوون عام 1279 م ، إنتقلت الولاية من السلط إلى عمان ، وفي عام
1355 م بنى المماليك مدرسة في عمان لتدريس المذهب الحنفي .
الأتراك العثمانيون
في عام 1516 ـ 1517 م توالى على حكم الإمبلاراطورية العثمانية عدد من
السلاطين ، واستطاع الأتراك العثمانيون دخول عمـــّـان ... وبدأت عمان
تشهد تزايدا ً في أعداد السكان ، إذ قاموا بالسماح لعدد من العائلات
الشركسية(المهاجرة من إضطهاد القيصر الروسي ) بالسكن في عمان منذ عام 1880
م ، وبلغ عدد سكان عمان في أواخر العهد العثماني حوالي خمسة آلاف نسمة .