بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحكم الشرعى فى التدخين
( بقية )الحكم الشرعي في [url=http://thebest.all-up.com//t127191.html]التدخين [/url]:36_1_18:
لفضيلة الشيخ عطية صقرعضو لجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلامية با لأزهر
لفضيلة الشيخ عطية صقرعضو لجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلامية با لأزهر
إن مكافحة التدخين تقوم على دعامتين اساسيتين، هما الوقاية والعلاج. والوقاية تستهدف الحيلولة دون الوقوع في خطره، كما تحول دون الاستمرار فيه، وذلك بالنسبة لمن شرعوا في تجربته ولم يتوغلوا فيها، والعلاج هو محاولة إنقاذ من وقعوا في براثن الخطر، ولكل من الوقاية والعلاج أساليب ومظاهر نلقي عليها بعض الضوء من وجهة النظر الإسلامية.
إن من أساليب الوقاية، التوعية، التى تحذر من الإقدام على تجربة التدخين، فقد تقول للانسان نفسه أن يجربه ليعرف أثره، فاذا عرفه تركه وتخلص منه، ولكن من مارس التدخين ليخبره وقع في شراكه، وصعب عليه الإقلاع عنه والافلات منه. جاء في مأثور الأدب العربي أن اثنين من كبار الدهاة- أي واسعي الحيلة بعيدي النظر- قال أحدهما للآخر: أينا أدهى من الآخر فقال: أنا، لأنني إذا وقعت في الشر عرفت كيف أتخلص منه، فقال له: بل أنا أدهى منك، لأننى أعرف الشر فلا أقع فيه. وبالفعل هو أدهى منه، لأن النجاة من الشر قبل الوقوع فيه مستطاعة ومؤكدة ولاتحتاج إلى جهد ومعاناة، أما النجاة بعد الوقوع فيه فمظنونة غير مؤكدة وتحتاج في الوقت نفسه إلى جهد ومعاناة.
والتوعية هي من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، الذي هو من خصائص الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، والتناصح الذى يجب أن يسود بين أفراد المجتمع، ومن باب التعاون على الخير الذي هو من أبرز صفات المجتمع الراقي الناهض. والاسلام باعه طويل في هذا المجال، ونصوصه كثيرة نكتفى منها بقول الله تعالى (ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " آل عمران: 104 " وقوله المؤمنون والمؤمنات بعضهم اوليا بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وقوله وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا على الاثم والعدوان " المائدة 2 " وقول النبى صلي الله عليه وسلم " الدين النصيحة " (رواه مسدم) وقوله ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يمستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان " (رواه مسلم) وقوله " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " (رواه مسلم) أي الجمال الحمراء وهى من أكرم الأموال عند العرب. وتوعية المدمن بالمبادرة إلى العلاج، فيها اهتمام الانسان بغيره، بدلالته على الخير وتخليصه من الشر، وهو خلق إسلامي يحض عليه النبى صلي الله عليه وسلم فيقول " ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " (رواه مسلم) ويحذر من التهاون فيه فيقول " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " (رواه الطبراني) ويقول " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (رواه البخاري ومسلم).
أقول ذلك للتأكيد على أهمية التوعية وتشجيع القائمين بها، وأملا في إفادتها في مجال المكافحة أكثر من غيرها من الوسائل، وبخاصة إذا اتبع فيها الاسلوب الحكيم القائم على الدراية بخصائص النفس البشرية وطرق التأثير فيها، والله سبحانه يقول (ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة (النحل 125). وستنتهي التوعية الحكيمة بالاقتناع، والاقتناع اساس السلوك المستقر الآمن من التقلبات وا لنكسات.
ومن الأساليب الحكيمة في التوعية تبديد الوهم المسيطر على بعض ا العقول من أن في الدخان فوائد تغري بتعاطيه أو الاستمرار في تناوله، وإبراز الأخطار التي لا يجوز التغافل عنها أمام الفوائد المتوهمة. فهو في الناحية الجنسية يضعفها، وقد وجدت في المدخنين حالات اضطراب شديدة في حركة الحيوانات المنوية، وعدم القدرة على الاخصاب، كما يقول الدكتور " كارل شيرن " من جامعة هامبورج الألما نية وهو في تبديد الهم أو نسيانه ذوأثر مؤقت وضعيف، بل قد يسلم إلى التمادى في التفكير في هذه الهموم. وفي الكسب المادى من وراء إنتاجه وألاتجار فيه لاتجوز الغفلة عن الخسائر الأدبية الأخرى التى تؤثر حتما، بطريق مباشر أو غير مباشر، على الصحة والاقتصاد لمن يمارسون هذا النشاط، ولغيرهم من أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه ويتأثرون به قوة وضعفا. وفي الدول النامية بالذات يجب تنبيهها إلى خطورة انتاجه وتصديره، فإن ما يكسبونه من مادة لا يعوض الخسارة المترتبة عليه، وقد تنبهت الدول المتقدمة لخطورته فأخذت في الاقلاع عنه (فاعتبروا يا أولي الأبصار " الحشر 2 ". إن التوعية بتوضيح الرؤية وبيان الحقيقة، لايمكن الاستغناء عنها حتى مع سن القوانين لمكافحة التدخين، ذلك أن الاقتناع هو الضمان الأكيد للاخلاص في تنفيذ ما يوضع من تشريعات. وهذا هو أسلوب القرآن الكريم في أوامره ونواهيه، يشفعها غالبا بما يطلق عليه حكمة التشريع، لتنساق النفس إلى الامتثال بعد معرفة ما تجنيه من فوائد ما امرت به "، وأضرار ما نهت عنه. ومن أمثلة ذلك قوله تعالى (وأقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر " العنكبوت: ه.، " وقوله (كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة: 183 " وقوله في النهي عن الخمر والميسر" انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون " المائدة: 91 وفى نهيه عن الغيبة (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموهالحجرات12 فالنتيجة إذا كانت لها مقدمات صحيحة يقبلها العقل بسهولة، والحكم إذا كانت حيثياته صادقة اطمأنت إليه النفس وسارعت إلى تنفيذه ، وبدون الاقتناع والرضا لا يرجى لأى توجيه أن ينجح النجاح المطلوب، فالنفوس جبلت على بغض ما اكرهت عليه ولم تقتنع به، إن نفذته كان التنفيذ شكليا وفي أدنى الحدود، وتحاول التخلص من تبعته في غيبة الرقيب الذي فرضه، ويعيش الانسان في هذا الجو عيش المنافقين، الذين يظهرون غير ما يبطنون. ومن دواعى الاقتناع بالتوعية كون القائمين بها قدوة في الامتثال. وإذا كان الأطباء والدعاة والكتاب هم البارزون في هذا الميدان، وهو ميدان الدعوة ضد التدخين، فلا يصح أبدا أن يمارسوه، لأن ممارسته تعطي ايحاء للناس بأنهم غير صادقين في حملتهم هذه، لأن رجال التوعية لو كانوا صادقين، لكانوا أول من ينفذون. ذلك هو افتراض الناس، وهو امر لا يمكن إنكاره، ولهذا حذر الاسلام دعاة الخير من أن يظهروا بصورة مهزوزة أمام من يدعونهم إليه، فذلك يفقد الثقة في دعوتهم، أو يضعفها على الأقل، قال تعالى (يا ايها الذين امنو لم تقلون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقوا ما لا تفعلون " الصف 2، 3 " الي أن " قال أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون " (البقرة 44) ومن الأقوال الحكيمة:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم .
إن من أساليب الوقاية، التوعية، التى تحذر من الإقدام على تجربة التدخين، فقد تقول للانسان نفسه أن يجربه ليعرف أثره، فاذا عرفه تركه وتخلص منه، ولكن من مارس التدخين ليخبره وقع في شراكه، وصعب عليه الإقلاع عنه والافلات منه. جاء في مأثور الأدب العربي أن اثنين من كبار الدهاة- أي واسعي الحيلة بعيدي النظر- قال أحدهما للآخر: أينا أدهى من الآخر فقال: أنا، لأنني إذا وقعت في الشر عرفت كيف أتخلص منه، فقال له: بل أنا أدهى منك، لأننى أعرف الشر فلا أقع فيه. وبالفعل هو أدهى منه، لأن النجاة من الشر قبل الوقوع فيه مستطاعة ومؤكدة ولاتحتاج إلى جهد ومعاناة، أما النجاة بعد الوقوع فيه فمظنونة غير مؤكدة وتحتاج في الوقت نفسه إلى جهد ومعاناة.
والتوعية هي من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، الذي هو من خصائص الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، والتناصح الذى يجب أن يسود بين أفراد المجتمع، ومن باب التعاون على الخير الذي هو من أبرز صفات المجتمع الراقي الناهض. والاسلام باعه طويل في هذا المجال، ونصوصه كثيرة نكتفى منها بقول الله تعالى (ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " آل عمران: 104 " وقوله المؤمنون والمؤمنات بعضهم اوليا بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وقوله وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا على الاثم والعدوان " المائدة 2 " وقول النبى صلي الله عليه وسلم " الدين النصيحة " (رواه مسدم) وقوله ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يمستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان " (رواه مسلم) وقوله " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " (رواه مسلم) أي الجمال الحمراء وهى من أكرم الأموال عند العرب. وتوعية المدمن بالمبادرة إلى العلاج، فيها اهتمام الانسان بغيره، بدلالته على الخير وتخليصه من الشر، وهو خلق إسلامي يحض عليه النبى صلي الله عليه وسلم فيقول " ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " (رواه مسلم) ويحذر من التهاون فيه فيقول " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " (رواه الطبراني) ويقول " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (رواه البخاري ومسلم).
أقول ذلك للتأكيد على أهمية التوعية وتشجيع القائمين بها، وأملا في إفادتها في مجال المكافحة أكثر من غيرها من الوسائل، وبخاصة إذا اتبع فيها الاسلوب الحكيم القائم على الدراية بخصائص النفس البشرية وطرق التأثير فيها، والله سبحانه يقول (ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة (النحل 125). وستنتهي التوعية الحكيمة بالاقتناع، والاقتناع اساس السلوك المستقر الآمن من التقلبات وا لنكسات.
ومن الأساليب الحكيمة في التوعية تبديد الوهم المسيطر على بعض ا العقول من أن في الدخان فوائد تغري بتعاطيه أو الاستمرار في تناوله، وإبراز الأخطار التي لا يجوز التغافل عنها أمام الفوائد المتوهمة. فهو في الناحية الجنسية يضعفها، وقد وجدت في المدخنين حالات اضطراب شديدة في حركة الحيوانات المنوية، وعدم القدرة على الاخصاب، كما يقول الدكتور " كارل شيرن " من جامعة هامبورج الألما نية وهو في تبديد الهم أو نسيانه ذوأثر مؤقت وضعيف، بل قد يسلم إلى التمادى في التفكير في هذه الهموم. وفي الكسب المادى من وراء إنتاجه وألاتجار فيه لاتجوز الغفلة عن الخسائر الأدبية الأخرى التى تؤثر حتما، بطريق مباشر أو غير مباشر، على الصحة والاقتصاد لمن يمارسون هذا النشاط، ولغيرهم من أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه ويتأثرون به قوة وضعفا. وفي الدول النامية بالذات يجب تنبيهها إلى خطورة انتاجه وتصديره، فإن ما يكسبونه من مادة لا يعوض الخسارة المترتبة عليه، وقد تنبهت الدول المتقدمة لخطورته فأخذت في الاقلاع عنه (فاعتبروا يا أولي الأبصار " الحشر 2 ". إن التوعية بتوضيح الرؤية وبيان الحقيقة، لايمكن الاستغناء عنها حتى مع سن القوانين لمكافحة التدخين، ذلك أن الاقتناع هو الضمان الأكيد للاخلاص في تنفيذ ما يوضع من تشريعات. وهذا هو أسلوب القرآن الكريم في أوامره ونواهيه، يشفعها غالبا بما يطلق عليه حكمة التشريع، لتنساق النفس إلى الامتثال بعد معرفة ما تجنيه من فوائد ما امرت به "، وأضرار ما نهت عنه. ومن أمثلة ذلك قوله تعالى (وأقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر " العنكبوت: ه.، " وقوله (كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة: 183 " وقوله في النهي عن الخمر والميسر" انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون " المائدة: 91 وفى نهيه عن الغيبة (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموهالحجرات12 فالنتيجة إذا كانت لها مقدمات صحيحة يقبلها العقل بسهولة، والحكم إذا كانت حيثياته صادقة اطمأنت إليه النفس وسارعت إلى تنفيذه ، وبدون الاقتناع والرضا لا يرجى لأى توجيه أن ينجح النجاح المطلوب، فالنفوس جبلت على بغض ما اكرهت عليه ولم تقتنع به، إن نفذته كان التنفيذ شكليا وفي أدنى الحدود، وتحاول التخلص من تبعته في غيبة الرقيب الذي فرضه، ويعيش الانسان في هذا الجو عيش المنافقين، الذين يظهرون غير ما يبطنون. ومن دواعى الاقتناع بالتوعية كون القائمين بها قدوة في الامتثال. وإذا كان الأطباء والدعاة والكتاب هم البارزون في هذا الميدان، وهو ميدان الدعوة ضد التدخين، فلا يصح أبدا أن يمارسوه، لأن ممارسته تعطي ايحاء للناس بأنهم غير صادقين في حملتهم هذه، لأن رجال التوعية لو كانوا صادقين، لكانوا أول من ينفذون. ذلك هو افتراض الناس، وهو امر لا يمكن إنكاره، ولهذا حذر الاسلام دعاة الخير من أن يظهروا بصورة مهزوزة أمام من يدعونهم إليه، فذلك يفقد الثقة في دعوتهم، أو يضعفها على الأقل، قال تعالى (يا ايها الذين امنو لم تقلون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقوا ما لا تفعلون " الصف 2، 3 " الي أن " قال أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون " (البقرة 44) ومن الأقوال الحكيمة:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم .