يضرب به المثل في العقم
البغل حيوان أليف هجين ينتج عن تزاوج الفرس (أنثى الخيل) مع ذكر الحمار. أما الحيوان الذي أبوه حصان وامه أتان (أنثى الحمار) فيسمى النّغْل.
والبغل حيوان ثديي من آكلات الأعشاب، وكانت في الماضي من حيوانات العمل المفضلة في جميع انحاء العالم وقد قام بعض المهتمين بتربية انواع معينة من الحمير الضخمة باستيلاد بغال كبيرة الحجم. ويشبه البغل أبواه الى حد ما في اذنيه الطويلتين وعرفه القصير وذيله الذي توجد به خصلة شعر طويلة في نهايته كما عند الحمار.. ويرث عن الحمار كذلك صغر رأسه ودقة قوائمه وصغر حوافره ويشبه امه الفرس في قوتها وضخامة جسمها واللون والشكل.
والبغل حيوان معمر وعقيم وكذلك انثاه وهو قليل التعرض للامراض ويمتاز ببصره وقوته، ولذا فهو يقوم بأعمال شاقة يعجز عنها الحصان.
ومن هنا يطلق عليه أبو الاثقال وابو الحرون وأبو قُضاعة والكودن وأبو قموص. وجمع البغل، بغال وأبغال، وتسمى انثاه البغلة والسفواء. أما صوته فيسمى السحال والسّحيل والشّحاح والشّحيج، ويطلق على بيته الاسطبل.
وجاء ذكر البغال في القرآن الكريم في سورة (النحل 8) “والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون”.
ويضرب المثل في البغل والبغلة في العقر كما يضرب ببغلة أبي دلامة في كثرة العيوب، فيقال أعقر من بغلة وأعقم من بغلة وما هو إلا كبغلة أبي دلامة.
ومن الأمثال أيضاً “قيل للبغل: من أبوك؟ قال الفرس خالي!” وهو يضرب للمخلط أو لمن يفخر بشيء لغيره.
مدح وهجاء
وقال ابن رشيق يهجو البغل:
“فأوصيكم بالبغل شراً فإنه
من العير في سوء الطباع قريب
وكيف يجيءُ البغلُ يوماً بحاجة
تسرّ وفيه للحمار نصيب؟”
وقال أبو المكارم بن عبدالسلام يمدح بغلة له:
“كأنها النار في الحلفاء إن ركضت
كأنها السيل إن وافتك من جبل
كأنها الأرض ان قامت لمعتكف
كأنها الريح إن مرّت على القُلَلِ”
والقلل (القِمَمْ)
وقال أبو دلامة في بغلته التي اشتهرت بكثرة العيوب:
“أبَعْدَ الخَيْلِ أركبُها كِراماً
وبَعْدَ الغُرّ من حُضْرِ البغالِ
رُزِقْتُ بُغَيْلة فيها رِكَالُ
وخيرُ خصالها فرط الوِكَال
رأيت عيوبها كثرت وغالت
ولو أفنيت مجتهداً مقالي
ليُحْصيَ منطقي وكلام غيري
عُشَيْرَ خصالها شَرّ الخِصَالِ
فأهون عيبها أني إذا ما
نزلت وقلت: امشي لا تبالي
تقوم فما تريمُ إذا استُحثت
وترمحني وتأخذ في قتالي
وإني وإن ركبت أذيت نفسي
بضربٍ باليمين وبالشمال”!
ويقول في موطن آخر:
“وقد أبلى بها قرن وقرن
وأُخّر يَوْمُها لهلاك مالي
فأبدلني بها يا ربّ طرفاً
يزيّن جمال مركبه جمالي
كريماً حين ينسبُ والداه
إلى كرم المناسب في البغال”
في أرض الجن
وفي القصص العربية روي ان ابن شهيد مشى مع زهير بن نمير بأرض الجن وبينما هما كذلك إذ اشرفا على ارض سهلة كثيرة العشب فيها بركة ماء وحولها مجموعة من حمر المجنّ والبغال وقد اصابها شيء من الجنون او شبههه (الولق) فأخذت تصطك بالحوافر وتنفخ من الم ناخر وقد اشتد خراطها وعلا شحيجُها ونهاقها فلما بصرت بهما أجفلت اليهما وهي تقول جاءكم على رجليه. يقول ابن شهيد: “فارتعت لذلك”.
فتبسم زهير وهو من الجن وعرف قصد البغلة وقال لي تهيّأ للحكم، فلما لحقت بنا بدأتني بالتغدية وجيتني بالتنكية فقلت: ما الخطب حُمي حماكِ وأخصب مرعاك؟ فقالت: شعران لحمار وبغل من عشاقنا اختلفا فيهما وقد رضيناك حكماً قلت: حتى أسمع. فتقدمت الي بغلة شهباء عليها جلّها وبرقعها لم تدخل فيما دخلت فيه العانة (حمر الوحش) من سوء العجلة وسخف الحركة فقالت: أحد لشعرين لبغل من بغالنا:
“على كلّ صَبّ من هواه دليل
سقام على حرّ الجوى ونُحوُلُ
ومازال هذا الحب داء مبرحاً
إذا ما اعترى بغلاً فليس يزول
بنفسي التي أمّا ملاحظ طرفها
فسحر وأما خدّها فأسيلُ
تعبت بما حُمّلت من ثقل حبها
وإني لبغل للثقال حمولُ
وما نلت منها نائلاً غير أنني
إذا هي بالت بلت حيث تبول”
وقال الحمار:
“دُهيتُ بهذا الحب منذ هويث
وراثت إراداتي فلست أريثُ
كلِفتُ بإلفي منذ عشرين حجة
يجول هواها في الحشا ويعيثُ
ومالي من برج الصبابة مخلص
ولا لي من فيض السقامِ مغيث
وما نلت منها نائلاً غير أنني
إذا هي راثت رُثتُ حيث تروثُ”
فضحك زهير وتماسكت وقلت للمنشد، وما هويث قالت: هو هويتُ بلغة الحمير فقلت والله إن للروث رائحة كريهة، وقد كان أنف الناقة اجدر ان يحكم في الشعر فقالت: فهمت عنك وأشارت الى العانة ان الحمار مغلوب ثم انصرفت العانة قانعة راضية.
أول بغل مستنسخ
ويعتبر البغل إيداهو اول استنساخ لحيوان من عائلة الخيول ففي الولايات المتحدة تمكن فريق من العلماء من استنساخ اول بغل في العالم، وتجدر الاشارة الى ان معدل نجاح هذا النوع من الاستنساخ ضعيف جداً فمن كل ثلاثمائة جنين تولد ثلاثة بغال فقط.
ومن الغرائب التي حدثت في المغرب ان بغلة انجبت جحشاً! حيث قال خبراء الهندسة البيطرية ان أب الجحش حمار وامه بغلة حقيقية. وتعد هذه الحالة مخالفة للقاعدة العلمية حيث يفترض ان ارحام البغلات عقيمة لكن لله في خلقه شؤون ويخلق ما لا تعلمون...! وكانت البغلة البالغة من العمر 14 عاماً قد وضعت الجحش في قرية صغيرة بمنطقة اولماس الواقعة على مسافة 80 كيلومتراً الى الجنوب من مدينة فاس التاريخية.
وكان فريق من الباحثين قد زاروا الموقع واخذوا عينات من دم الجحش لإجراء تحاليل عليه. ووجد بعد التحاليل ان أم الجحش تحمل في دمها خصائص الخيل والحمير على حد سواء بمعنى انه هجين حقيقي نجم عن اختلاط بين الخيل والحمير. وأظهرت نتائج التحليل دم الجحش ان أباه حمار. ويبدو هذا الجحش قريب الشبه من بغل صغير لكنه ليس حماراً أو بغلاً. ومن الناحية الجينية يعتبر الجحش ربع حصان وثلاثة ارباع حمار!
ويشار الى ان الخيل تمتلك 64 نوعاً من الكروموزومات في حين تمتلك الحمر 62 كروموزوماً، أما البغال فتأتي في الوسط بثلاثة وستين منها وهو عدد لا يمكن تقسيمه الأمر الذي يجعل البغل غير قادر على التناسل!
البغل حيوان أليف هجين ينتج عن تزاوج الفرس (أنثى الخيل) مع ذكر الحمار. أما الحيوان الذي أبوه حصان وامه أتان (أنثى الحمار) فيسمى النّغْل.
والبغل حيوان ثديي من آكلات الأعشاب، وكانت في الماضي من حيوانات العمل المفضلة في جميع انحاء العالم وقد قام بعض المهتمين بتربية انواع معينة من الحمير الضخمة باستيلاد بغال كبيرة الحجم. ويشبه البغل أبواه الى حد ما في اذنيه الطويلتين وعرفه القصير وذيله الذي توجد به خصلة شعر طويلة في نهايته كما عند الحمار.. ويرث عن الحمار كذلك صغر رأسه ودقة قوائمه وصغر حوافره ويشبه امه الفرس في قوتها وضخامة جسمها واللون والشكل.
والبغل حيوان معمر وعقيم وكذلك انثاه وهو قليل التعرض للامراض ويمتاز ببصره وقوته، ولذا فهو يقوم بأعمال شاقة يعجز عنها الحصان.
ومن هنا يطلق عليه أبو الاثقال وابو الحرون وأبو قُضاعة والكودن وأبو قموص. وجمع البغل، بغال وأبغال، وتسمى انثاه البغلة والسفواء. أما صوته فيسمى السحال والسّحيل والشّحاح والشّحيج، ويطلق على بيته الاسطبل.
وجاء ذكر البغال في القرآن الكريم في سورة (النحل 8) “والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون”.
ويضرب المثل في البغل والبغلة في العقر كما يضرب ببغلة أبي دلامة في كثرة العيوب، فيقال أعقر من بغلة وأعقم من بغلة وما هو إلا كبغلة أبي دلامة.
ومن الأمثال أيضاً “قيل للبغل: من أبوك؟ قال الفرس خالي!” وهو يضرب للمخلط أو لمن يفخر بشيء لغيره.
مدح وهجاء
وقال ابن رشيق يهجو البغل:
“فأوصيكم بالبغل شراً فإنه
من العير في سوء الطباع قريب
وكيف يجيءُ البغلُ يوماً بحاجة
تسرّ وفيه للحمار نصيب؟”
وقال أبو المكارم بن عبدالسلام يمدح بغلة له:
“كأنها النار في الحلفاء إن ركضت
كأنها السيل إن وافتك من جبل
كأنها الأرض ان قامت لمعتكف
كأنها الريح إن مرّت على القُلَلِ”
والقلل (القِمَمْ)
وقال أبو دلامة في بغلته التي اشتهرت بكثرة العيوب:
“أبَعْدَ الخَيْلِ أركبُها كِراماً
وبَعْدَ الغُرّ من حُضْرِ البغالِ
رُزِقْتُ بُغَيْلة فيها رِكَالُ
وخيرُ خصالها فرط الوِكَال
رأيت عيوبها كثرت وغالت
ولو أفنيت مجتهداً مقالي
ليُحْصيَ منطقي وكلام غيري
عُشَيْرَ خصالها شَرّ الخِصَالِ
فأهون عيبها أني إذا ما
نزلت وقلت: امشي لا تبالي
تقوم فما تريمُ إذا استُحثت
وترمحني وتأخذ في قتالي
وإني وإن ركبت أذيت نفسي
بضربٍ باليمين وبالشمال”!
ويقول في موطن آخر:
“وقد أبلى بها قرن وقرن
وأُخّر يَوْمُها لهلاك مالي
فأبدلني بها يا ربّ طرفاً
يزيّن جمال مركبه جمالي
كريماً حين ينسبُ والداه
إلى كرم المناسب في البغال”
في أرض الجن
وفي القصص العربية روي ان ابن شهيد مشى مع زهير بن نمير بأرض الجن وبينما هما كذلك إذ اشرفا على ارض سهلة كثيرة العشب فيها بركة ماء وحولها مجموعة من حمر المجنّ والبغال وقد اصابها شيء من الجنون او شبههه (الولق) فأخذت تصطك بالحوافر وتنفخ من الم ناخر وقد اشتد خراطها وعلا شحيجُها ونهاقها فلما بصرت بهما أجفلت اليهما وهي تقول جاءكم على رجليه. يقول ابن شهيد: “فارتعت لذلك”.
فتبسم زهير وهو من الجن وعرف قصد البغلة وقال لي تهيّأ للحكم، فلما لحقت بنا بدأتني بالتغدية وجيتني بالتنكية فقلت: ما الخطب حُمي حماكِ وأخصب مرعاك؟ فقالت: شعران لحمار وبغل من عشاقنا اختلفا فيهما وقد رضيناك حكماً قلت: حتى أسمع. فتقدمت الي بغلة شهباء عليها جلّها وبرقعها لم تدخل فيما دخلت فيه العانة (حمر الوحش) من سوء العجلة وسخف الحركة فقالت: أحد لشعرين لبغل من بغالنا:
“على كلّ صَبّ من هواه دليل
سقام على حرّ الجوى ونُحوُلُ
ومازال هذا الحب داء مبرحاً
إذا ما اعترى بغلاً فليس يزول
بنفسي التي أمّا ملاحظ طرفها
فسحر وأما خدّها فأسيلُ
تعبت بما حُمّلت من ثقل حبها
وإني لبغل للثقال حمولُ
وما نلت منها نائلاً غير أنني
إذا هي بالت بلت حيث تبول”
وقال الحمار:
“دُهيتُ بهذا الحب منذ هويث
وراثت إراداتي فلست أريثُ
كلِفتُ بإلفي منذ عشرين حجة
يجول هواها في الحشا ويعيثُ
ومالي من برج الصبابة مخلص
ولا لي من فيض السقامِ مغيث
وما نلت منها نائلاً غير أنني
إذا هي راثت رُثتُ حيث تروثُ”
فضحك زهير وتماسكت وقلت للمنشد، وما هويث قالت: هو هويتُ بلغة الحمير فقلت والله إن للروث رائحة كريهة، وقد كان أنف الناقة اجدر ان يحكم في الشعر فقالت: فهمت عنك وأشارت الى العانة ان الحمار مغلوب ثم انصرفت العانة قانعة راضية.
أول بغل مستنسخ
ويعتبر البغل إيداهو اول استنساخ لحيوان من عائلة الخيول ففي الولايات المتحدة تمكن فريق من العلماء من استنساخ اول بغل في العالم، وتجدر الاشارة الى ان معدل نجاح هذا النوع من الاستنساخ ضعيف جداً فمن كل ثلاثمائة جنين تولد ثلاثة بغال فقط.
ومن الغرائب التي حدثت في المغرب ان بغلة انجبت جحشاً! حيث قال خبراء الهندسة البيطرية ان أب الجحش حمار وامه بغلة حقيقية. وتعد هذه الحالة مخالفة للقاعدة العلمية حيث يفترض ان ارحام البغلات عقيمة لكن لله في خلقه شؤون ويخلق ما لا تعلمون...! وكانت البغلة البالغة من العمر 14 عاماً قد وضعت الجحش في قرية صغيرة بمنطقة اولماس الواقعة على مسافة 80 كيلومتراً الى الجنوب من مدينة فاس التاريخية.
وكان فريق من الباحثين قد زاروا الموقع واخذوا عينات من دم الجحش لإجراء تحاليل عليه. ووجد بعد التحاليل ان أم الجحش تحمل في دمها خصائص الخيل والحمير على حد سواء بمعنى انه هجين حقيقي نجم عن اختلاط بين الخيل والحمير. وأظهرت نتائج التحليل دم الجحش ان أباه حمار. ويبدو هذا الجحش قريب الشبه من بغل صغير لكنه ليس حماراً أو بغلاً. ومن الناحية الجينية يعتبر الجحش ربع حصان وثلاثة ارباع حمار!
ويشار الى ان الخيل تمتلك 64 نوعاً من الكروموزومات في حين تمتلك الحمر 62 كروموزوماً، أما البغال فتأتي في الوسط بثلاثة وستين منها وهو عدد لا يمكن تقسيمه الأمر الذي يجعل البغل غير قادر على التناسل!