2009
يعيش الشمبانزي في الغابات الاستوائية بوسط إفريقيا ويعيش في مجموعات لا تتجاوز 20 شمبانزي، وهو أصغر من الغوريلا إذ يتراوح طوله في حالة الارتفاع بين 94 سم و 170 سم ووزنه بين 40 إلى 80 كيلو جرام و هو أكثر حركة وضجيجاً من الغوريلا.
و يعمر بحد أقصى 51 عام و هو حيوان شبيه بالإنسان من ناحية التركيب الجسمي، يقف دائماً في مكان مرتفع ولكل يد عنده أربعة أصابع وإبهام، وهي لذلك تشبه يد الإنسان تقريباً، ورجلاه شبيهتان بيديه أيضاً، ويمكنه أن يمسك بالأغصان بقوة بقدميه وكذلك بيديه. يسير الشمبانزي بواسطة يديه ورجليه مثل الغوريلا، وأحياناً يسير على رجليه مرتفع القامة لمسافات قصيرة تماماً كما يسير الإنسان، ويقدر أن يركض بشكل سريع وأن يتسلق الأشجار .. ..
كل هذه الصفات الشبيهة بالإنسان جعلت العلماء يبحثون في الدراسات التي تقارن سلوك الشمبانزي بسلوك الإنسان ، وكانت أحدث هذه الدراسات ما قام به الباحثان ماساكي توموناجا وتوموكو إيمورا من معهد أبحاث القردة بجامعة كيوتو اليابانية والتي أكدا فيها أن قردة الشمبانزي تميل لتأمل الوجوه التي أمامها كالبشر تماماً ولا يصرف انتباهها عن ذلك حتى وجود فاكهة مغرية ولذيذة كالموز.
واختبر الباحثان ردة فعل مجموعة من القردة عند رؤيتها عدة صور مختلفة وضعت أمامها، وخلصا من خلال هذه التجربة إلى أن القردة كالبشر تماماً تميل إلى تأمل الوجوه عندما تراها ولا يصرف انتباهها عن ذلك أشياء أخرى قد تكون أمامها حتى لو كانت مغرية.
وقال الباحثان ” من المعروف جيداً أن تأمل الوجوه يختلف عن أشكال المحفزات البصرية المعقدة الأخرى”. وأضافا “أظهرنا أن القردة لديها ميل للمراقبة والتركيز على الوجوه وتفضيل ذلك على الأشياء الأخرى”.
وترك الباحثان للقردة خيار ممارسة لعبة على الكمبيوتر يظهر عليها وجوه أشخاص، وفي كل مرة ضغطت على زر لرؤية وجه معين كانت تقدم إليها “مكافآت” على شكل طعام وما شابه.
وتبين للباحثين أنه عندما ظهرت صور كثيرة على شاشة الكمبيوتر مثل وجوه أشخاص ومنازل وباقات زهور وقطارات ركزت قردة الشمبانزي على وجوه الأشخاص دون غيرهم.
ذكاء الإنسان والشمبانزي في الميزان
أختار العلماء دراسة تركيب الحمض النووي “DNA” في الخلايا العقلية في المنطقة المسئولة عن اللغة عند الإنسان والقرد، للتعرف علي الفروق في تركيب العناصر الوراثية بين القرد والإنسان.
ووجد العلماء أن الشمبانزي وهو نوع من القرود يتميز بذكاء حاد ومتقدم عن أبناء جلدته من القرود، كما أنه أقرب الحيوانات إلى الإنسان، مشيرين لوجود فارق 3 % فقط في التطور الفردي بينهما، واستشهد البحث الذي أجراه معهد جورجيا للتكنولوجيا بتحليل 63 مليون وحدة من جزيئات الحمض النووي ” DNA “، حيث تبين أن معدل النمو والارتقاء عند الإنسان والشمبانزي أبطأ بكثير منه عند القردة.
ولمعرفة أيهما أذكي، الإنسان أم القرد، تمكن علماء يابانيون من إجراء اختبارت على عدد من حيوانات الشمبانزي الصغيرة وبعض الطلاب، وتضمنت المهام تذكر مواقع أرقام على شاشة كمبيوتر والتمكن من معرفة ترتيب ظهورها بشكل صحيح.
وأشارت الدراسة إلى أن العلماء كانوا يعتقدون أن الشمبانزي لا يمتلك قدرة البشر في الذاكرة والمهارات العقلية الأخرى.
ومن جانبه، قال تسورو ماتسوزاوا وهو كبير باحثين في جامعة كيوتو اليابانية، إنه لم يحدث أن “تخيل أحد أن الشمبانزي خاصةً في هذه السن الصغيرة الذي لم يتعد الخامسة من العمر، يمكن أن تبلي بلاء أحسن من البشر في اختبارات الذاكرة.
وأوضح الدكتور ماتسوزاوا أنهم بعد انتهاء الاختبارات، اكتشفوا أن الشمبانزي الصغير في العمر أبلى بشكل عام بلاء أفضل من أمهات الشمبانزي والطلاب البالغين، وكان الطلاب أبطأ من جميع حيوانات الشمبانزي في ردة فعلهم خلال الاختبارات، ثم تلاعب الباحثون بتوقيتات ظهور الأرقام على الشاشة من أجل مقارنة الذاكرة التي تعمل لدى البشر بنظيرتها لدى الشمبانزي.
وخلصت الدراسة إلي أن الشمبانزي الصغير في العمر لديه ذاكرة فوتوغرافية تمكنه من تذكر أي مشهد بصري مركب خلال طرفة عين، وهو شيء موجود لدى الأطفال لكن يتدهور مع تقدم العمر.
الشمبانزي أقرب الحيوانات إلى الإنسان
أكد علماء أمريكيون أن الشمبانزي هو أقرب الحيوانات إلى الانسان، مؤكدين أن هذه الدراسة تقدم المزيد من الدعم للفرضية التي تقول إن الإنسان والشمبانزي من جنس واحد، لأنهما لا يشتركان فقط في الجينات المتشابهة للغاية، ولكنهما يشتركان في أوقات توالد متشابهة أيضاً.
ومن جانبه، أشار سوجين يي عالم الأحياء الذي قاد فريق البحث إلى أن معظم علماء الأحياء يعتقوا أن الشمبانزي والإنسان كانا يشتركان في سلف واحد قبل حوالي 5 إلى 7 ملايين عام.
وأوضحت الدراسة أن الاختلاف في معدلات الارتقاء بين الإنسان والشمبانزي تجعلنا نعتقد أن صفات الجنس البشري مثل طول العمر، بدأت في الارتقاء منذ مليون عام فقط، وهي فترة قصيرة في تاريخ الارتقاء.
وأفادت الدراسة أنه بمرور الوقت قد تباطأ التطور الفردي للنوع الذي نشأ منه الإنسان، والتطور الفردي يفسر الوقت الذي يمر بين الجيل الواحد والذي يليه، وتباطؤه عند الإنسان أتاح له تطوير مخ كبير، كما أن ودورة التطور الفردي عند الإنسان أبطأ بنسبة 3 % فقط عنها عند الشمبانزي، ولكنها 11 % أبطأ من الغوريلا.
وفي نفس الصدد، كشف علماء دوليون عن أطلس وراثي “جينوم” للشمبانزي، كما تمكنوا من مقارنة جيناته مع جينات الإنسان.
وأظهر البحث أن 96 في المائة من جينات الإنسان والشمبانزي تتطابق بشكل تام، إلا أن هذا يعني وجود فوارق كبيرة بينهما عند النظر إلى أعداد الرموز التي تبنى بها الجينات التي يبلغ عددها 3 مليارات رمز.
وأشار علماء بمؤسسة هوارد هيجس التابعة لجامعة واشنطن للطب في سياتل ومؤسسات أمريكية، إلى أن الشمبانزي يفتقد تماماً أو بشكل جزئي 53 جيناً يوجد لدى الإنسان منها ما يقود إلى أمراض مثل ألزهايمر “خرف الشيخوخة” ومرض السكري.
يعيش الشمبانزي في الغابات الاستوائية بوسط إفريقيا ويعيش في مجموعات لا تتجاوز 20 شمبانزي، وهو أصغر من الغوريلا إذ يتراوح طوله في حالة الارتفاع بين 94 سم و 170 سم ووزنه بين 40 إلى 80 كيلو جرام و هو أكثر حركة وضجيجاً من الغوريلا.
و يعمر بحد أقصى 51 عام و هو حيوان شبيه بالإنسان من ناحية التركيب الجسمي، يقف دائماً في مكان مرتفع ولكل يد عنده أربعة أصابع وإبهام، وهي لذلك تشبه يد الإنسان تقريباً، ورجلاه شبيهتان بيديه أيضاً، ويمكنه أن يمسك بالأغصان بقوة بقدميه وكذلك بيديه. يسير الشمبانزي بواسطة يديه ورجليه مثل الغوريلا، وأحياناً يسير على رجليه مرتفع القامة لمسافات قصيرة تماماً كما يسير الإنسان، ويقدر أن يركض بشكل سريع وأن يتسلق الأشجار .. ..
كل هذه الصفات الشبيهة بالإنسان جعلت العلماء يبحثون في الدراسات التي تقارن سلوك الشمبانزي بسلوك الإنسان ، وكانت أحدث هذه الدراسات ما قام به الباحثان ماساكي توموناجا وتوموكو إيمورا من معهد أبحاث القردة بجامعة كيوتو اليابانية والتي أكدا فيها أن قردة الشمبانزي تميل لتأمل الوجوه التي أمامها كالبشر تماماً ولا يصرف انتباهها عن ذلك حتى وجود فاكهة مغرية ولذيذة كالموز.
واختبر الباحثان ردة فعل مجموعة من القردة عند رؤيتها عدة صور مختلفة وضعت أمامها، وخلصا من خلال هذه التجربة إلى أن القردة كالبشر تماماً تميل إلى تأمل الوجوه عندما تراها ولا يصرف انتباهها عن ذلك أشياء أخرى قد تكون أمامها حتى لو كانت مغرية.
وقال الباحثان ” من المعروف جيداً أن تأمل الوجوه يختلف عن أشكال المحفزات البصرية المعقدة الأخرى”. وأضافا “أظهرنا أن القردة لديها ميل للمراقبة والتركيز على الوجوه وتفضيل ذلك على الأشياء الأخرى”.
وترك الباحثان للقردة خيار ممارسة لعبة على الكمبيوتر يظهر عليها وجوه أشخاص، وفي كل مرة ضغطت على زر لرؤية وجه معين كانت تقدم إليها “مكافآت” على شكل طعام وما شابه.
وتبين للباحثين أنه عندما ظهرت صور كثيرة على شاشة الكمبيوتر مثل وجوه أشخاص ومنازل وباقات زهور وقطارات ركزت قردة الشمبانزي على وجوه الأشخاص دون غيرهم.
ذكاء الإنسان والشمبانزي في الميزان
أختار العلماء دراسة تركيب الحمض النووي “DNA” في الخلايا العقلية في المنطقة المسئولة عن اللغة عند الإنسان والقرد، للتعرف علي الفروق في تركيب العناصر الوراثية بين القرد والإنسان.
ووجد العلماء أن الشمبانزي وهو نوع من القرود يتميز بذكاء حاد ومتقدم عن أبناء جلدته من القرود، كما أنه أقرب الحيوانات إلى الإنسان، مشيرين لوجود فارق 3 % فقط في التطور الفردي بينهما، واستشهد البحث الذي أجراه معهد جورجيا للتكنولوجيا بتحليل 63 مليون وحدة من جزيئات الحمض النووي ” DNA “، حيث تبين أن معدل النمو والارتقاء عند الإنسان والشمبانزي أبطأ بكثير منه عند القردة.
ولمعرفة أيهما أذكي، الإنسان أم القرد، تمكن علماء يابانيون من إجراء اختبارت على عدد من حيوانات الشمبانزي الصغيرة وبعض الطلاب، وتضمنت المهام تذكر مواقع أرقام على شاشة كمبيوتر والتمكن من معرفة ترتيب ظهورها بشكل صحيح.
وأشارت الدراسة إلى أن العلماء كانوا يعتقدون أن الشمبانزي لا يمتلك قدرة البشر في الذاكرة والمهارات العقلية الأخرى.
ومن جانبه، قال تسورو ماتسوزاوا وهو كبير باحثين في جامعة كيوتو اليابانية، إنه لم يحدث أن “تخيل أحد أن الشمبانزي خاصةً في هذه السن الصغيرة الذي لم يتعد الخامسة من العمر، يمكن أن تبلي بلاء أحسن من البشر في اختبارات الذاكرة.
وأوضح الدكتور ماتسوزاوا أنهم بعد انتهاء الاختبارات، اكتشفوا أن الشمبانزي الصغير في العمر أبلى بشكل عام بلاء أفضل من أمهات الشمبانزي والطلاب البالغين، وكان الطلاب أبطأ من جميع حيوانات الشمبانزي في ردة فعلهم خلال الاختبارات، ثم تلاعب الباحثون بتوقيتات ظهور الأرقام على الشاشة من أجل مقارنة الذاكرة التي تعمل لدى البشر بنظيرتها لدى الشمبانزي.
وخلصت الدراسة إلي أن الشمبانزي الصغير في العمر لديه ذاكرة فوتوغرافية تمكنه من تذكر أي مشهد بصري مركب خلال طرفة عين، وهو شيء موجود لدى الأطفال لكن يتدهور مع تقدم العمر.
الشمبانزي أقرب الحيوانات إلى الإنسان
أكد علماء أمريكيون أن الشمبانزي هو أقرب الحيوانات إلى الانسان، مؤكدين أن هذه الدراسة تقدم المزيد من الدعم للفرضية التي تقول إن الإنسان والشمبانزي من جنس واحد، لأنهما لا يشتركان فقط في الجينات المتشابهة للغاية، ولكنهما يشتركان في أوقات توالد متشابهة أيضاً.
ومن جانبه، أشار سوجين يي عالم الأحياء الذي قاد فريق البحث إلى أن معظم علماء الأحياء يعتقوا أن الشمبانزي والإنسان كانا يشتركان في سلف واحد قبل حوالي 5 إلى 7 ملايين عام.
وأوضحت الدراسة أن الاختلاف في معدلات الارتقاء بين الإنسان والشمبانزي تجعلنا نعتقد أن صفات الجنس البشري مثل طول العمر، بدأت في الارتقاء منذ مليون عام فقط، وهي فترة قصيرة في تاريخ الارتقاء.
وأفادت الدراسة أنه بمرور الوقت قد تباطأ التطور الفردي للنوع الذي نشأ منه الإنسان، والتطور الفردي يفسر الوقت الذي يمر بين الجيل الواحد والذي يليه، وتباطؤه عند الإنسان أتاح له تطوير مخ كبير، كما أن ودورة التطور الفردي عند الإنسان أبطأ بنسبة 3 % فقط عنها عند الشمبانزي، ولكنها 11 % أبطأ من الغوريلا.
وفي نفس الصدد، كشف علماء دوليون عن أطلس وراثي “جينوم” للشمبانزي، كما تمكنوا من مقارنة جيناته مع جينات الإنسان.
وأظهر البحث أن 96 في المائة من جينات الإنسان والشمبانزي تتطابق بشكل تام، إلا أن هذا يعني وجود فوارق كبيرة بينهما عند النظر إلى أعداد الرموز التي تبنى بها الجينات التي يبلغ عددها 3 مليارات رمز.
وأشار علماء بمؤسسة هوارد هيجس التابعة لجامعة واشنطن للطب في سياتل ومؤسسات أمريكية، إلى أن الشمبانزي يفتقد تماماً أو بشكل جزئي 53 جيناً يوجد لدى الإنسان منها ما يقود إلى أمراض مثل ألزهايمر “خرف الشيخوخة” ومرض السكري.