تصنيف الكائنات الحية والتقدير الإلهي في الخلق
الدكتور نظمي خليل أبوالعطا
يدعي الدارونيون العلمانيون الدهريون أن الحياة بدأت على الأرض بالمصادفة، وتطورت بالطفرة والانتخاب الطبيعي, وأن الحاجات الحيوية هي التي دفعت الكائنات الحية إلى التطور والتكيف مع البيئة(1).
إنهم بهذا الفهم المادي البحت للحياة يلغون التدبير الإلهي, والإتقان في الخلق, والهداية في الحياة. وقد رد عليهم سيدنا موسى عليه السلام رداً بليغاً عندما سأله فرعون (قال فمن ربكما يا موسى ) طه 49 ( قال: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) طه50.
وخلْقه:أي صورته اللائقة بخاصيته ومنفعته(2).
ثم هدى:أي أرشده إلى ما يصلح له.
وهذه إجابة غاية في البلاغة, والعلم, والإعجاز, فالله خلق كل شيء وهداه لما خُلق له.
قال الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله (3):
قال فرعون لموسى على وجه الإنكار ( فمن ربكما يا موسى ) فأجاب موسى بجواب شاف كاف واضح فقال: ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) أي: ربنا الذي خلق جميع المخلوقات, وأعطى كل مخلوق خلْقه اللائق به, على حسن صنعه من خلقه, من كبر الجسم وصغره, وتوسطه, وجميع صفاته (ثم هدى) : كل مخلوق إلى ما خلقه له, وهذه, الهداية الكاملة المشاهدة في جميع المخلوقات, تجده يسعى لما خلق له من المنافع, وفي دفع المضار عنه, حتى أن الله أعطى الحيوان البهيم, من العقل, ما يتمكن به من ذلك.
وهذا كقوله تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه ) السجدة (7). فالذي خلق المخلوقات وأعطاها الحسن الذي لا تقترح العقول فوق حسنه, وهداها لمصالحها, هو الرب على الحقيقة, فإنكاره إنكار لأعظم (اليقينات الكونية) وجوداً وهو مكابرة ومجاهرة بالكذب, فلو قدر أن الإنسان أنكر الأمور المعلومة, ما أنكر, كان إنكاره لرب العالمين, أكبر من ذلك.
ولهذا لما لم يمكن فرعون, أن يعاند هذا الدليل القاطع, عدل إلى المشاغبة, وحاد عن المقصود فقال لموسى: ( فما بال القرون الأولى ) طه 51 , فقال موسى: (علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) طه 52 .
فما أعظم هذا الحوار القرآني الذي تدلل عليه كل المخلوقات, والتي يؤيدها تصنيف الكائنات الحية.
فالتصنيف (Taxonomy)للكائنات الحيةيدلل أن الكائنات مرتبة بنظام بديع يدل على القدرة والتقدير في خلقها.
وقد بدأت معرفة الإنسان لتصنيف الأشياء, ومنها الكائنات الحية, مع تمام خلق آدم عليه السلام(4), فقد علم الله سبحانه وتعالى آدم الأسماء كلها, وصنف له الأحياء المحيطة به, فهذه الملائكة, وهذه زوجك, وهذا إبليس, وهذه أشجار الجنة, عرفه عليها, وصنفها له, وأمره أن يأكل منها رغداً إلا شجرة واحدة, فقال تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) البقرة 35.
وعندما هبط آدم إلى الأرض, كانت الأرض قد تهيأت لاستقبال المخلوق الجديد عليها, وكان على آدم أن يعمل ليأكل, فبدأ يتعرف المخلوقات في البيئة الجديدة بالنسبة له, وظهر الجيل الأول من الأبناء لآدم وحواء, وأخذ آدم يعلم أبناءه مما علمه الله سبحانه وتعالى.
وكانت الحاجة ماسة إلى تصنيف الكائنات الحية بسبب التباين والتنوع والتشابه في هذه الكائنات.
فالنباتات الزهرية ( plants Flowering) يزيد عدد أنواعها على ثلث المليون, والبكتيريا والطحالب والفطريات حوالي المليونين, علاوة على ثلاثة ملايين نوع (Species)حيواني.
وتعرف هذه الكائنات الحية ودراستها يحتاجان إلى وضع نظام يسهل عملية التعرف, والتسمية, والتصنيف, والدراسة والبحث.
وهذه القابلية للتصنيف دليل قاطع على التنظيم في الخلق, حيث استطاع الباحثون والعلماء تصنيف الكائنات الحية إلى ممالك (Kingdomes) بناء على الوحدة العامة بين جميع أجناس (Genes) وأنواع (Species) هذه الممالك.
ففي مملكة البدائيات (Kingdom Monera) :جميع الكائنات الحية فيها أولية النواه (Prokaryotic) فالمادة النووية غير محاطة بغشاء يفصلها عن سيتوبلازم الخلية, وهي جميعها ذات أفراد وحيدة الخلية (Unicellular), وتتغذى بالامتصاص (Absorbtion), وبعضها يتغذى بالبناء الضوئي (Photosynthesise), ولها جدار خلوي (Cell wall), وتتكاثر بالتكاثر اللاجنسي (Asexual Reproduction) عادة, ونادراً ما تتكاثر جنسياً (Sexual Reproduction ) ومن أمثلتها: البكتيريا (Bacteria) والطحالب الخضراء المزرقة (Blue green algae).
أما مملكة الطلائعيات (Kingdom Protista) : فجميع أجناسها حقيقية النواة (Eukaryotic),أي أن نواتها محاطة بغشاء مزدوج يفصلها عن السيتوبلازم وهي وحيدة الخلايا (Unicellular),وتمتص الغذاء الجاهز, أو تقوم بعملية البناء الضوئي, والجدار الخلوي (Cell wall) موجود في الأشكال الطحلبية, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي واللاجنسي, ومن أمثلتها: اليوجلينا Euglena, والأميبا Amoebaprotus, والبراميسيوم Prameciumوغيرها.
وفي مملكة الفطريات (Kingdom Fungi) :الخلايا حقيقية النواة, عديدة الخلايا (ما عدا في الخميرة ), وتتغذى بالهضم الخارجي الإنزيمي بالإنزيمات التي تفرزها خارج خلاياها, وتمتص الغذاء المهضوم, ولها جدار خلوي, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي واللاجنسي ومن أمثلتها البنسيليوم Penicillium, وعيش الغراب Agaricus, والخميرة Saccharomyces.
صورة لفطر البنسلين المعروف والذي يستعمل كمضاد فعال ضد الالتهاب
أما المملكة الحيوانية (Kingdom Animalia) فهي:حقيقية النواة, عديدة الخلايا (Multicellular), وتتغذى بالبلع (Ingest) للغذاء الجاهز, والجدار الخلوي غائب, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي والتكاثر اللاجنسي وأمثلتها معروفة.
أما في المملكة النباتية ( Plantae Kingdom) :فجميع أجناسها حقيقية النواة, عديدة الخلايا, تتغذى بالبناء الضوئي, ما عدا الأجناس النادرة المتطفلة, والجدار الخلوي (Cell Wall) موجود, وتتكاثر بالتكاثر اللاجنسي والجنسي وأمثلتها معروفة.
وقد قسمت الممالك السابقةإلى أقسام (Divisions) في المملكة النباتية, ومملكة الفطريات, يجمعها قواسم مشتركة وإلى شعب (Phylums) مشتركة الصفات في المملكة الحيوانية, وقسمت الشعب والأقسام إلى طوائف (Classes) والطوائف إلى رتب (Orders), والرتب إلى عائلات (Families) والعائلات تحتوي الأجناس (Genera), والأجناس تقسم إلى أنواع (Specieses) وتحتوي بعض الأنواع أصنافاً (Varieties) مختلفة.
وهذه الخصائص المشتركة بين الممالك, والأقسام, والشعب, والطوائف, والرتب, والعائلات, والأجناس, والأنواع, والأصناف تؤكد أن هذه الكائنات خلقت بتقدير خالق واحد, عليم, خبير, مدبر, بديع, خلق الخلق, وأعطى كل مخلوق خصائصه وما يصلح عليه حياته, فأين العشوائية في ذلك التصنيف ؟.
ولقد كان الباحثون يظنونأن مملكة الأوليات (Monera) أقل تطوراً من الممالك التالية, ولكن ثبت بالدليل العلمي أن أسس برمجة تلك المخلوقات والأجناس والأصناف تماثل تماماً البرمجة في باقي الكائنات الحية, فجميعها يحتوي المادة الوراثية (DNA) ( ما عدا بعض الفيروسات التي تحتوي RNA) ولكنها تظل مادة وراثية, وجميعها تستخدم الجينات,
جميع الكائنات الحية التي خلقها الله تعالى لها أسس برمجة نفسها , فجميعها يحتوي المادة الوراثية (DNA) ما عدا بعض الفيروسات التي تحتوي RNAوالأخيرة هو قطع من (DNA) تحتوي ترتيب معين لتلك القواعد
وهي قطع من (DNA) تحتوي ترتيب معين لتلك القواعد, وجميعها تحتوي الأدنين (Adenin), والجوانين (Guanine), والثيامين (Thymine), والسيتوسين (Cytosine), والسكر الخماسي منقوص الاكسجين (Deoxyribose), والفوسفات (Phosphate), وجميعها تحمل الصفات الوراثية من جيل إلى جيل, وهذه البرمجة تدلل على أن (DNA) هو أصغر وأعقد وأعظم حاسوب حيوي (Biomicro Computer) (5) وهو موجود في كل الكائنات الحية مما يدلل على وحدة المخلوقات وخصائصها الخاصة بها, ووحدانية الخالق العليم الخبير وصفاته الحسنى, وأسمائه العليا التي لايشابهه فيها أحد من خلقه (ليس كمثله شيء وهو السميع العليم) الشورى 11, وهو سبحانه بائن عن خلقه, مستو على عرشه, في السماء العلى (وهو القاهر فوق عباده) الأنعام 182, معنا بعلمه وبتدبيره وقدرته, (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) غافر19, ( وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) الأنعام59.
وقد حوى القرآن الكريم إشارات علمية في تصنيف الكائنات الحية كما في قوله تعالى: (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) النور45. فهو خالق كل شيء, ومدبر كل شيء, وهادي كل مخلوق.
والعلماء هم الذين يعلمونذلك علم اليقين, وهم أشد الناس خشية لله على علم, قال الله تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود 0 ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُُ إن الله عزيز غفور) فاطر 27-.28
أما الذين علموا هذه العلوموأنكروا وجود الله, ولم يصلوا إلى خشية الله بعلمهم الكوني فقد قال الله تعالى فيهم: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون 0 وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون 0 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا إئتواْ بآبائنا إن كنتم صادقين0 قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لايعلمون 0 ولله ملك السموات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ) الجاثية 23-27.
فهؤلاء عندهم علم مادي من: تصنيف, وتشريح, ووظائف أعضاء, ووراثة, وجينات, ولكن هذا العلم لا يصلهم إلى الحقيقة لأنهم لا يرون الحقيقة, وما يبصرون إلا التراكيب والوظائف المادية, أما علم الوظائف الإيماني(6) فلا يعلمون عنه شيئا.
هؤلاء يقولون: إننا خُلقنا في هذه الحياة نحن والكائنات الحية بالمصادفة والعشوائية, وتطورنا بالطفرة والانتخاب الطبيعي, وما هي إلا أرحام تدفع, وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر, ولكن خصائص الكائنات الحية وتنظيمها المبدع يكذبهم ويدلل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى وإبداعه.
منقوووووووووووووووول
أتمنى لكم الأفادة
الدكتور نظمي خليل أبوالعطا
يدعي الدارونيون العلمانيون الدهريون أن الحياة بدأت على الأرض بالمصادفة، وتطورت بالطفرة والانتخاب الطبيعي, وأن الحاجات الحيوية هي التي دفعت الكائنات الحية إلى التطور والتكيف مع البيئة(1).
إنهم بهذا الفهم المادي البحت للحياة يلغون التدبير الإلهي, والإتقان في الخلق, والهداية في الحياة. وقد رد عليهم سيدنا موسى عليه السلام رداً بليغاً عندما سأله فرعون (قال فمن ربكما يا موسى ) طه 49 ( قال: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) طه50.
وخلْقه:أي صورته اللائقة بخاصيته ومنفعته(2).
ثم هدى:أي أرشده إلى ما يصلح له.
وهذه إجابة غاية في البلاغة, والعلم, والإعجاز, فالله خلق كل شيء وهداه لما خُلق له.
قال الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله (3):
قال فرعون لموسى على وجه الإنكار ( فمن ربكما يا موسى ) فأجاب موسى بجواب شاف كاف واضح فقال: ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) أي: ربنا الذي خلق جميع المخلوقات, وأعطى كل مخلوق خلْقه اللائق به, على حسن صنعه من خلقه, من كبر الجسم وصغره, وتوسطه, وجميع صفاته (ثم هدى) : كل مخلوق إلى ما خلقه له, وهذه, الهداية الكاملة المشاهدة في جميع المخلوقات, تجده يسعى لما خلق له من المنافع, وفي دفع المضار عنه, حتى أن الله أعطى الحيوان البهيم, من العقل, ما يتمكن به من ذلك.
وهذا كقوله تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه ) السجدة (7). فالذي خلق المخلوقات وأعطاها الحسن الذي لا تقترح العقول فوق حسنه, وهداها لمصالحها, هو الرب على الحقيقة, فإنكاره إنكار لأعظم (اليقينات الكونية) وجوداً وهو مكابرة ومجاهرة بالكذب, فلو قدر أن الإنسان أنكر الأمور المعلومة, ما أنكر, كان إنكاره لرب العالمين, أكبر من ذلك.
ولهذا لما لم يمكن فرعون, أن يعاند هذا الدليل القاطع, عدل إلى المشاغبة, وحاد عن المقصود فقال لموسى: ( فما بال القرون الأولى ) طه 51 , فقال موسى: (علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) طه 52 .
فما أعظم هذا الحوار القرآني الذي تدلل عليه كل المخلوقات, والتي يؤيدها تصنيف الكائنات الحية.
فالتصنيف (Taxonomy)للكائنات الحيةيدلل أن الكائنات مرتبة بنظام بديع يدل على القدرة والتقدير في خلقها.
وقد بدأت معرفة الإنسان لتصنيف الأشياء, ومنها الكائنات الحية, مع تمام خلق آدم عليه السلام(4), فقد علم الله سبحانه وتعالى آدم الأسماء كلها, وصنف له الأحياء المحيطة به, فهذه الملائكة, وهذه زوجك, وهذا إبليس, وهذه أشجار الجنة, عرفه عليها, وصنفها له, وأمره أن يأكل منها رغداً إلا شجرة واحدة, فقال تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) البقرة 35.
وعندما هبط آدم إلى الأرض, كانت الأرض قد تهيأت لاستقبال المخلوق الجديد عليها, وكان على آدم أن يعمل ليأكل, فبدأ يتعرف المخلوقات في البيئة الجديدة بالنسبة له, وظهر الجيل الأول من الأبناء لآدم وحواء, وأخذ آدم يعلم أبناءه مما علمه الله سبحانه وتعالى.
وكانت الحاجة ماسة إلى تصنيف الكائنات الحية بسبب التباين والتنوع والتشابه في هذه الكائنات.
فالنباتات الزهرية ( plants Flowering) يزيد عدد أنواعها على ثلث المليون, والبكتيريا والطحالب والفطريات حوالي المليونين, علاوة على ثلاثة ملايين نوع (Species)حيواني.
وتعرف هذه الكائنات الحية ودراستها يحتاجان إلى وضع نظام يسهل عملية التعرف, والتسمية, والتصنيف, والدراسة والبحث.
وهذه القابلية للتصنيف دليل قاطع على التنظيم في الخلق, حيث استطاع الباحثون والعلماء تصنيف الكائنات الحية إلى ممالك (Kingdomes) بناء على الوحدة العامة بين جميع أجناس (Genes) وأنواع (Species) هذه الممالك.
ففي مملكة البدائيات (Kingdom Monera) :جميع الكائنات الحية فيها أولية النواه (Prokaryotic) فالمادة النووية غير محاطة بغشاء يفصلها عن سيتوبلازم الخلية, وهي جميعها ذات أفراد وحيدة الخلية (Unicellular), وتتغذى بالامتصاص (Absorbtion), وبعضها يتغذى بالبناء الضوئي (Photosynthesise), ولها جدار خلوي (Cell wall), وتتكاثر بالتكاثر اللاجنسي (Asexual Reproduction) عادة, ونادراً ما تتكاثر جنسياً (Sexual Reproduction ) ومن أمثلتها: البكتيريا (Bacteria) والطحالب الخضراء المزرقة (Blue green algae).
أما مملكة الطلائعيات (Kingdom Protista) : فجميع أجناسها حقيقية النواة (Eukaryotic),أي أن نواتها محاطة بغشاء مزدوج يفصلها عن السيتوبلازم وهي وحيدة الخلايا (Unicellular),وتمتص الغذاء الجاهز, أو تقوم بعملية البناء الضوئي, والجدار الخلوي (Cell wall) موجود في الأشكال الطحلبية, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي واللاجنسي, ومن أمثلتها: اليوجلينا Euglena, والأميبا Amoebaprotus, والبراميسيوم Prameciumوغيرها.
وفي مملكة الفطريات (Kingdom Fungi) :الخلايا حقيقية النواة, عديدة الخلايا (ما عدا في الخميرة ), وتتغذى بالهضم الخارجي الإنزيمي بالإنزيمات التي تفرزها خارج خلاياها, وتمتص الغذاء المهضوم, ولها جدار خلوي, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي واللاجنسي ومن أمثلتها البنسيليوم Penicillium, وعيش الغراب Agaricus, والخميرة Saccharomyces.
صورة لفطر البنسلين المعروف والذي يستعمل كمضاد فعال ضد الالتهاب
أما المملكة الحيوانية (Kingdom Animalia) فهي:حقيقية النواة, عديدة الخلايا (Multicellular), وتتغذى بالبلع (Ingest) للغذاء الجاهز, والجدار الخلوي غائب, وتتكاثر بالتكاثر الجنسي والتكاثر اللاجنسي وأمثلتها معروفة.
أما في المملكة النباتية ( Plantae Kingdom) :فجميع أجناسها حقيقية النواة, عديدة الخلايا, تتغذى بالبناء الضوئي, ما عدا الأجناس النادرة المتطفلة, والجدار الخلوي (Cell Wall) موجود, وتتكاثر بالتكاثر اللاجنسي والجنسي وأمثلتها معروفة.
وقد قسمت الممالك السابقةإلى أقسام (Divisions) في المملكة النباتية, ومملكة الفطريات, يجمعها قواسم مشتركة وإلى شعب (Phylums) مشتركة الصفات في المملكة الحيوانية, وقسمت الشعب والأقسام إلى طوائف (Classes) والطوائف إلى رتب (Orders), والرتب إلى عائلات (Families) والعائلات تحتوي الأجناس (Genera), والأجناس تقسم إلى أنواع (Specieses) وتحتوي بعض الأنواع أصنافاً (Varieties) مختلفة.
وهذه الخصائص المشتركة بين الممالك, والأقسام, والشعب, والطوائف, والرتب, والعائلات, والأجناس, والأنواع, والأصناف تؤكد أن هذه الكائنات خلقت بتقدير خالق واحد, عليم, خبير, مدبر, بديع, خلق الخلق, وأعطى كل مخلوق خصائصه وما يصلح عليه حياته, فأين العشوائية في ذلك التصنيف ؟.
ولقد كان الباحثون يظنونأن مملكة الأوليات (Monera) أقل تطوراً من الممالك التالية, ولكن ثبت بالدليل العلمي أن أسس برمجة تلك المخلوقات والأجناس والأصناف تماثل تماماً البرمجة في باقي الكائنات الحية, فجميعها يحتوي المادة الوراثية (DNA) ( ما عدا بعض الفيروسات التي تحتوي RNA) ولكنها تظل مادة وراثية, وجميعها تستخدم الجينات,
جميع الكائنات الحية التي خلقها الله تعالى لها أسس برمجة نفسها , فجميعها يحتوي المادة الوراثية (DNA) ما عدا بعض الفيروسات التي تحتوي RNAوالأخيرة هو قطع من (DNA) تحتوي ترتيب معين لتلك القواعد
وهي قطع من (DNA) تحتوي ترتيب معين لتلك القواعد, وجميعها تحتوي الأدنين (Adenin), والجوانين (Guanine), والثيامين (Thymine), والسيتوسين (Cytosine), والسكر الخماسي منقوص الاكسجين (Deoxyribose), والفوسفات (Phosphate), وجميعها تحمل الصفات الوراثية من جيل إلى جيل, وهذه البرمجة تدلل على أن (DNA) هو أصغر وأعقد وأعظم حاسوب حيوي (Biomicro Computer) (5) وهو موجود في كل الكائنات الحية مما يدلل على وحدة المخلوقات وخصائصها الخاصة بها, ووحدانية الخالق العليم الخبير وصفاته الحسنى, وأسمائه العليا التي لايشابهه فيها أحد من خلقه (ليس كمثله شيء وهو السميع العليم) الشورى 11, وهو سبحانه بائن عن خلقه, مستو على عرشه, في السماء العلى (وهو القاهر فوق عباده) الأنعام 182, معنا بعلمه وبتدبيره وقدرته, (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) غافر19, ( وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) الأنعام59.
وقد حوى القرآن الكريم إشارات علمية في تصنيف الكائنات الحية كما في قوله تعالى: (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) النور45. فهو خالق كل شيء, ومدبر كل شيء, وهادي كل مخلوق.
والعلماء هم الذين يعلمونذلك علم اليقين, وهم أشد الناس خشية لله على علم, قال الله تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود 0 ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُُ إن الله عزيز غفور) فاطر 27-.28
أما الذين علموا هذه العلوموأنكروا وجود الله, ولم يصلوا إلى خشية الله بعلمهم الكوني فقد قال الله تعالى فيهم: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون 0 وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون 0 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا إئتواْ بآبائنا إن كنتم صادقين0 قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لايعلمون 0 ولله ملك السموات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ) الجاثية 23-27.
فهؤلاء عندهم علم مادي من: تصنيف, وتشريح, ووظائف أعضاء, ووراثة, وجينات, ولكن هذا العلم لا يصلهم إلى الحقيقة لأنهم لا يرون الحقيقة, وما يبصرون إلا التراكيب والوظائف المادية, أما علم الوظائف الإيماني(6) فلا يعلمون عنه شيئا.
هؤلاء يقولون: إننا خُلقنا في هذه الحياة نحن والكائنات الحية بالمصادفة والعشوائية, وتطورنا بالطفرة والانتخاب الطبيعي, وما هي إلا أرحام تدفع, وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر, ولكن خصائص الكائنات الحية وتنظيمها المبدع يكذبهم ويدلل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى وإبداعه.
منقوووووووووووووووول
أتمنى لكم الأفادة