مشروع الجزيرة اعرق المشاريع الزراعية
مشروع الجزيرة يعتبر اعرق هذه المشاريع, بل انه يعتبر اعرق المشاريع في السودان حيث انه انشئ في العام 1925, وهو كذلك يعتبر اكبر مزرعة مروية في العالم بمساحة ضخمة تفوق 2 مليون فدان , ويقوم ذلك المشروع على العديد من المزارعين الذين يقدر عددهم بحوالي 15 الف مزارع . اما الاهداف التي من اجلها قام ذلك المشروع فهي: استغلال حصة السودان من مياه النيل, تحويل المنطقة من زراعية قديمة الى زراعية حديثة، هذا بالاضافة الي توفير الالاف من فرص العمل التي تنعكس بالتالي على تحسين مستوي المعيشة للمواطن ورفع الاقتصاد الوطني .
هنالك ايضا مناطق بها مساحات زراعية كبيرة مثل "مناطق السافنا" حيث ان تلك الاراضي غير مستغلة جيدا وانها (او معظمها) تصلح للتوسع الزراعي فيها وهي يمكن ان تقدم الكثير جداً للسودان, ويجب مراعاتها والاهتمام بها بصورة افضل. بالرغم من كل ما اسلفت, هذا بالاضافة الى ان السودان يعتبر سلة غذاء افريقيا وهو مرشح في المستقبل ليصبح سلة غذاء العالم, وذلك لموارده الغذائية والمائية وثرواته الطبيعية والنفطية وغيرها والتي من المفترض ان تجلب للبلاد الفائض المالي والغذائي, الا ان الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة وخصوصا الازمة الغذائية منها قد اثرت على معظم البلدان بما فيها السودان, الذي كان يمكن ان يفلت من هكذا ازمة اذا ما تم استغلال مساحة اراضيه الصالحة للزراعة خير استغلال. ففي العام الماضي حذر خبراء سودانيون من ان فجوة غذائية وشيكة قد تضرب السودان في انحاء متفرقة من البلاد,
مما حدا بالحكومة الى منع تصدير الذرة خارج البلاد في ذلك الوقت . هنالك خطوات اتخذتها الحكومة باشتراكها مع الصين في اقامة مركز عرض للتكنلوجيا الزراعية وفقا لبروتكول تعاون تم توقيعه بين البلدين العام الماضي, حيث ان المركز سيقام علي مساحة تمثل "60 هكتارا" في منطقة القضارف الواقعة بشرق السودان. كما ستخصص الحكومتان مؤسسة تقوم الصين باختيارها لادارة المركز لفترة قد تصل الى العشرة اعوام بعد ان يتم انشاؤه, حيث سيقوم ذلك المركز بانتاج انواع محسنة, عرض الانتاج , ثم انه سيقوم ايضا بتدريب العاملين .
بالمقابل هنالك قصور يتمثل في عدم الاهتمام الحكومي بالزراعة الكافية في الكثير من الاراضي الصالحة للزراعة مما يؤدي الى تدهور الكثير من المشاريع الزراعية, وهذا بشكل خاص سيزيد تفاقم ازمة الغذاء خاصة ان غياب الاستراتيجيات الزراعية يجعل ازمة الغذاء الداخلية ازمة مزمنة (الا انه يوجد تقدم نوعي في الزراعة عموما ولكنه ليس كافيا ابدا مقارنة مع الاراضي الشاسعة واسوة بالدول الاخرى).
اضف الى ذلك ان قضية المستثمرين الاجانب التي باتت تدخل في كل القطاعات (او معظمها) قد تؤثر سلبا في موضوع الزراعة في السودان, اذ ان هنالك الكثير من التخوف ان الاطماع والتمدد في الاستثمار (من قبل الاجانب) سوف يضر بالبلاد يوما من الايام حيث ان تلك الاراضي الزراعية يمكن ان تصبح حكرا على مجموعات غير سودانية تتحكم في السوق وقد تسيئ استعمال تلك الاستثمارات على حسب الاجندة التي تتخفي وراءها .