أهداف الدعوة إلى الله تعالى
إن للدعوة إلى الله تعالى أهدافاً سامية، وغايات نبيلة، ومن أهم هذه الأهداف والغايات:
الأول: تعريف العباد بخالقهم، وحقِّه عليهم، وحقِّهم عليه.
الإنسان بطبيعته فقير إلى غيره، وهو أفقر إلى خالقه منه إلى سواه، فإذا فقد الصلة بالله،
وجهل خالقه وحقوقه، حصل في النفس البشرية ضياع، وأصبح فيها فراغ، وأُحدث فيها
قلق لا تستقر معه النفس.
والفرد عضو من هذه البشرية، فإذا عمّ هذا الأمر، اضطربت البشرية اضطراباً شديداً،
فأكل الناس بعضهم بعضاً، و طحنت الأمم بعضها بعضاً، وعاشت في فوضى لا تبقي
ولا تذر، فلا أمان ولا سلام، ولا معيشة طيبة ولا اطمئنان {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى
فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَىَ.. } [طه: 124]
وأما إذا عرف العبد خالقه، وعلم مُراده، وعمل بذلك، استقرت النفس، واطمأن القلب،
وحصلت الاستقامة في تصرف الأفراد.
والفرد جزء من البشرية، فإذا عمّ هذا الأمر، استقرت البشرية، واطمأنت الخليقة، فتعاون
الناس على البر والتقوى، بدل التعاون على الإثم والعدوان، فانتشر الأمان، وعمّ السلام،
وعاش الناس في بُلَهنِيِّةٍ من العيش {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنّهُ
حَيَاةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 92]
وفوق هذه الحياة الطيبة في الدنيا، فإن للمستجيبين الحياة الأطيب، والسعادة الأكبر في الآخرة.
هذا هو الهدف الأول والأسمى للدعوة إلى الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وليس هدفها إفساد البلاد، وتقتيل العباد، والتشديد عليهم.. وما أراد الله من الخلق إلا أن
يعرفوه، وأن يعرفوا حقوقه فيعبدوه، وأن يعلموا ما لهم من الأجر إذا هم فعلوا ذلك
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}
[الذاريات: 56 ـ 57]
ومعرفة الخالق لا تعني مجرد الإيمان بوجوده، بل لابد من العلم به و بحقوقه، والالتزام
بما يريده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، في طاعته فيما يأمر، والانتهاء عما ينهى عنه.
وأن يؤمن بأن ثمة حساباً عن كل صغيرة وكبيرة، وكل قول وعمل، ثم الجزاء الأوفى،
بما أعد الله للطائعين من كرامة وجنان، وما أعد للعاصين من خزي ونيران.
وأما مجرد أن يقول المرء: آمنت بأن الله موجود، ولا يتبع الرسل، أو يؤمن ببعض ويكفر
ببعض، ولا يبالي بما يأمر الله به، ولا بما ينهى عنه، ولا يحسب ليوم الحساب حسابه،
ولا يعد للجنة أسبابها. ولا يتجنب أعمال أهل النار وسبلها، فهذا إيمان لا ينفع، ودعوى لا تقبل.
{يَا
أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ
الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ
مِن
قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [النساء: 136]
وقال
تعالى: {إِنّ الّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن
يُفَرّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ
بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ
سَبِيلاً * أُوْلََئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا
للكافرين عَذَاباً مّهِيناً} [النساء:150 ـ 151]
الثاني: نشر الخير والصلاح، وقطع دابر الشر والفساد.
بكل ما في كلمتي الخير والصلاح من معنى وعمل.. فإن الإسلام يأخذ به ويدعو إليه..
و بكل ما في كلمتي الشر والفساد من معنى وعمل.. فإن الإسلام يأباه... وينهى عنه.
قال تعالى: {إِنّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِى الْقُرْبَىَ} [النحل:90]
وقال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم : {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} [الأعراف:157]
فما من أمر في الإسلام ـ مهما ظن العبد أن فيه شراً ـ إلا وهو خير عظيم.
وما من منهي عنه في الإسلام ـ مهما ظن العبد أن فيه خيراً ـ إلا وفيه شر كبير.
قال تعالى:{وَعَسَىَ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَعَسَىَ أَن تُحِبّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرّ لّكُمْ وَاللّهُ
يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]
الثالث: تعارف الشعوب، وتوحيد الأمم، ونشر السلام بينهم.
إن من أعظم غايات الإسلام وأهدافه؛ تعارف هذه الشعوب المنتشرة على سطح المعمورة،
وتقاربها... وتوحيد هذه الأمم تحت راية واحدة ـ راية توحيد الخالق ـ وتفاهمها.
{يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ} [الحجرات: 13]
فإذا تعارفت الشعوب وتقاربت، وتوحدت الأمم وتفاهمت، على رب واحد، ودين واحد، وقبلة
واحدة، وبالإيمان بالرسل جميعاً، وأصبح عامل تفاضلها تقوى الله، إذا حصل هذا، أصبح
الناس جميعاً عباداً مؤمنين، وأخوة متحابين، فيزول ما بينهم من عداء، وينطفئ ما بينهم من
نيران الحروب والبغضاء، فيعيشون وقتئذ بسلام، وينعمون بأمان..
إن للدعوة إلى الله تعالى آثارًا عظيمة، وثماراً نافعة، تعم العباد.. وتنتشر في البلاد.
والآثار هي الأهداف إن تحققت، ولذلك نجد اشتراكاً كبيراً بينهما وتوافقاً، وهذه الثمار نفسُها
متداخلةُ المعاني فيما بينها، ومترابطةُ الأسباب، بل منها ما هو سبب للآخر، ومشاركٌ له في
كثير من شُعبه، ويمكن إيجازها في ست:
- إحقاق الحق.. ودحض الباطل.
- انتشار العدل.. ورفع الظلم.
- انتشار الصلاح.. وقطع دابر الفساد.. واتقاء النقمات الإلهية.
- انتشار الخيرات.. ونزول البركات.
- انتشار الإخاء والسلام.. والأمن بين الأنام.
- سعادة العباد في الدارين.
ونبين في الرسالة القادمة هذه الآثار، من غير تفصيل ممل، ولا إيجاز مخل، والله الهادي
إلى سواء الصراط.
إن للدعوة إلى الله تعالى أهدافاً سامية، وغايات نبيلة، ومن أهم هذه الأهداف والغايات:
الأول: تعريف العباد بخالقهم، وحقِّه عليهم، وحقِّهم عليه.
الإنسان بطبيعته فقير إلى غيره، وهو أفقر إلى خالقه منه إلى سواه، فإذا فقد الصلة بالله،
وجهل خالقه وحقوقه، حصل في النفس البشرية ضياع، وأصبح فيها فراغ، وأُحدث فيها
قلق لا تستقر معه النفس.
والفرد عضو من هذه البشرية، فإذا عمّ هذا الأمر، اضطربت البشرية اضطراباً شديداً،
فأكل الناس بعضهم بعضاً، و طحنت الأمم بعضها بعضاً، وعاشت في فوضى لا تبقي
ولا تذر، فلا أمان ولا سلام، ولا معيشة طيبة ولا اطمئنان {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى
فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَىَ.. } [طه: 124]
وأما إذا عرف العبد خالقه، وعلم مُراده، وعمل بذلك، استقرت النفس، واطمأن القلب،
وحصلت الاستقامة في تصرف الأفراد.
والفرد جزء من البشرية، فإذا عمّ هذا الأمر، استقرت البشرية، واطمأنت الخليقة، فتعاون
الناس على البر والتقوى، بدل التعاون على الإثم والعدوان، فانتشر الأمان، وعمّ السلام،
وعاش الناس في بُلَهنِيِّةٍ من العيش {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنّهُ
حَيَاةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 92]
وفوق هذه الحياة الطيبة في الدنيا، فإن للمستجيبين الحياة الأطيب، والسعادة الأكبر في الآخرة.
هذا هو الهدف الأول والأسمى للدعوة إلى الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وليس هدفها إفساد البلاد، وتقتيل العباد، والتشديد عليهم.. وما أراد الله من الخلق إلا أن
يعرفوه، وأن يعرفوا حقوقه فيعبدوه، وأن يعلموا ما لهم من الأجر إذا هم فعلوا ذلك
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}
[الذاريات: 56 ـ 57]
ومعرفة الخالق لا تعني مجرد الإيمان بوجوده، بل لابد من العلم به و بحقوقه، والالتزام
بما يريده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، في طاعته فيما يأمر، والانتهاء عما ينهى عنه.
وأن يؤمن بأن ثمة حساباً عن كل صغيرة وكبيرة، وكل قول وعمل، ثم الجزاء الأوفى،
بما أعد الله للطائعين من كرامة وجنان، وما أعد للعاصين من خزي ونيران.
وأما مجرد أن يقول المرء: آمنت بأن الله موجود، ولا يتبع الرسل، أو يؤمن ببعض ويكفر
ببعض، ولا يبالي بما يأمر الله به، ولا بما ينهى عنه، ولا يحسب ليوم الحساب حسابه،
ولا يعد للجنة أسبابها. ولا يتجنب أعمال أهل النار وسبلها، فهذا إيمان لا ينفع، ودعوى لا تقبل.
{يَا
أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ
الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ
مِن
قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [النساء: 136]
وقال
تعالى: {إِنّ الّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن
يُفَرّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ
بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ
سَبِيلاً * أُوْلََئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا
للكافرين عَذَاباً مّهِيناً} [النساء:150 ـ 151]
الثاني: نشر الخير والصلاح، وقطع دابر الشر والفساد.
بكل ما في كلمتي الخير والصلاح من معنى وعمل.. فإن الإسلام يأخذ به ويدعو إليه..
و بكل ما في كلمتي الشر والفساد من معنى وعمل.. فإن الإسلام يأباه... وينهى عنه.
قال تعالى: {إِنّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِى الْقُرْبَىَ} [النحل:90]
وقال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم : {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} [الأعراف:157]
فما من أمر في الإسلام ـ مهما ظن العبد أن فيه شراً ـ إلا وهو خير عظيم.
وما من منهي عنه في الإسلام ـ مهما ظن العبد أن فيه خيراً ـ إلا وفيه شر كبير.
قال تعالى:{وَعَسَىَ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَعَسَىَ أَن تُحِبّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرّ لّكُمْ وَاللّهُ
يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]
الثالث: تعارف الشعوب، وتوحيد الأمم، ونشر السلام بينهم.
إن من أعظم غايات الإسلام وأهدافه؛ تعارف هذه الشعوب المنتشرة على سطح المعمورة،
وتقاربها... وتوحيد هذه الأمم تحت راية واحدة ـ راية توحيد الخالق ـ وتفاهمها.
{يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ} [الحجرات: 13]
فإذا تعارفت الشعوب وتقاربت، وتوحدت الأمم وتفاهمت، على رب واحد، ودين واحد، وقبلة
واحدة، وبالإيمان بالرسل جميعاً، وأصبح عامل تفاضلها تقوى الله، إذا حصل هذا، أصبح
الناس جميعاً عباداً مؤمنين، وأخوة متحابين، فيزول ما بينهم من عداء، وينطفئ ما بينهم من
نيران الحروب والبغضاء، فيعيشون وقتئذ بسلام، وينعمون بأمان..
إن للدعوة إلى الله تعالى آثارًا عظيمة، وثماراً نافعة، تعم العباد.. وتنتشر في البلاد.
والآثار هي الأهداف إن تحققت، ولذلك نجد اشتراكاً كبيراً بينهما وتوافقاً، وهذه الثمار نفسُها
متداخلةُ المعاني فيما بينها، ومترابطةُ الأسباب، بل منها ما هو سبب للآخر، ومشاركٌ له في
كثير من شُعبه، ويمكن إيجازها في ست:
- إحقاق الحق.. ودحض الباطل.
- انتشار العدل.. ورفع الظلم.
- انتشار الصلاح.. وقطع دابر الفساد.. واتقاء النقمات الإلهية.
- انتشار الخيرات.. ونزول البركات.
- انتشار الإخاء والسلام.. والأمن بين الأنام.
- سعادة العباد في الدارين.
ونبين في الرسالة القادمة هذه الآثار، من غير تفصيل ممل، ولا إيجاز مخل، والله الهادي
إلى سواء الصراط.