أعزائي أعضاء ذا بيست
مرحباً بكم،
في هذه السلسلة من المقالات، أود أن أشارك معكم بعض الأفكار والخواطر عن الزواج. لا أكتب هنا كخبير أو كمرجع، بل كإنسان يعيش هذه التجربة ويجمع ملاحظات صغيرة من الحياة اليومية. كل ما أقدمه هنا هو نتاج تأملات بسيطة كتبتها خلال فترة الخطوبة، وهي ليست سوى محاولات لفهم أعمق لهذا الرباط الجميل والمُعقد في الوقت نفسه.
أتمنى أن تجدوا بين هذه السطور ما يُلهمكم أو يلامس شيئاً في دواخلكم. فربما نجد معاً في هذه الرحلة أفكاراً جديدة تساعدنا في بناء حياة زوجية أكثر سعادة وهدوء.
الزواج ليس مجرد عقد قانوني بين شخصين، بل هو رحلة عميقة في بحر من المشاعر والتجارب والتحديات. هو لقاء بين عالَمين يسعيان لبناء حياة مشتركة مليئة بالحب والتفاهم والتكامل. في هذه السلسلة من المقالات، سأشارك معكم مجموعة من الخواطر والأفكار التي تراكمت لديّ خلال فترة الخطوبة، أفكار قد لا تكون مرجعًا علميًا ولا دليلاً زواجيًا تقليديًا، ولكنها تعبر عن تجاربي الشخصية وملاحظاتي حول ماهية الزواج وما يمكن أن يكون عليه. أكتبها من القلب إلى القلب، على أمل أن تجدوا بين السطور ما يمس قلوبكم أو يساعدكم في مسيرتكم نحو حياة زوجية مليئة بالسلام والسعادة.
(الورقة الثالثة)
بعض مشكلات الزواج من واقع الحياة
للأسف، نجد في عصرنا الحالي بعض المشكلات التي تؤثر سلباً على مفهوم الزواج و ثباته، و تسبب الخلافات بين الزوجين. هذه المشكلات تنشأ من عوامل مختلفة، منها ما يتعلق بالجانب الإجتماعي، ومنها ما يتعلق بالجانب الثقافي، ومنها ما يتعلق بالجانب الديني، ومنها ما يتعلق بالجانب المادي.
من المشكلات الإجتماعية
- ارتفاع تكاليف الزواج والمهور، وصعوبة توفير المسكن والأثاث، مما يؤدي إلى تأخير سن الزواج أو التخلي عنه.
- انتشار ظاهرة الطلاق، نتيجة لضعف التفاهم والتوافق بين الزوجين، أو التدخل من قبل الأهل أو الأصدقاء، أو التأثر بالثقافات الغربية.
- ازدياد نسبة العنوسة، خصوصا بين الفتيات، نظرا لانخفاض عدد المرشحين للزواج، أو ارتفاع مستوى التطلعات والمطالب.
- انحسار دور المؤسسات الدينية والاجتماعية في تثقيف وإرشاد المقبلين على الزواج، أو حل المشكلات التي تواجههم.
من المشكلات الثقافية
- اختلاف الثقافة والتربية بين الزوجين، مما يولد صدامات في المفاهيم والآراء والسلوكيات.
- تأثير وسائل الإعلام و الإنترنت على نمط الحياة الزوجية، بإظهار صور مغلوطة أو مشوهة عن الزواج.
- انحراف بعض الزوجات عن دورهن التقليدي كأمهات وزوجات، نتيجة لانشغالهن بالعمل أو التعليم أو التسلية.
- تراجع بعض الزوجين عن الالتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية، و السعي وراء المنكرات والمحرمات.
من المشكلات الدينية:
- جهل بعض الزوجين بأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزواج والطلاق والنفقة والحضانة.
- تعارض بعض الزوجين في المذهب أو الملة، مما يسبب خلافات في المعتقدات والعبادات.
- انتشار زواج المسيار أو المتعة أو المؤقت، الذي يخالف تعاليم الإسلام، ويحرم الزوجين من كافة حقوقهما.
- انحراف بعض الزوجين عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الزواج وعقد النكاح وحفل الزفاف.
من المشكلات المادية:
- انخفاض مستوى المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة، وغلاء الأسعار، مما يؤدي إلى ضغط نفسي ومادي على الزوجين.
- عدم تحمل بعض الزوجات للمسؤولية المادية، وإسرافهن في المصروفات أو التبذير في المال.
- عدم تحقيق بعض الزوجين لطموحاتهم المادية، والشعور بالحرمان أو التقصير أو التخلف.
- اختلاف بعض الزوجين في طريقة إدارة المال، وتقسيمه بين الحقوق و الواجبات.
هذه بعض من مشكلات الزواج التي تحدث في واقع حياتنا، والتي تحتاج إلى حلول عملية وفعالة. من أهم هذه الحلول -في رأيي المتواضع- هو زيادة التثقيف والتوعية بأهمية الزواج وآدابه، وتطبيق تعاليم الإسلام في كل جانب من جوانب الحياة الزوجية، وتحسين التفاهم والتوافق بين الزوجين، وتغليب روح المودة والرحمة، وتفادي التدخلات الخارجية، وترشيد المصروفات، وتحقيق التكافؤ في حقوق وواجبات كل منهما.
في رأيك، هل هناك مشكلة أخرى تعرقل الزواج؟
محبتي؛
محبتي؛
وبهذا نصل إلى نهاية الجزء الثالث من رحلتنا في استكشاف أسرار الزواج والتحديات التي قد تواجهنا في هذه العلاقة المليئة بالتجارب والتعلم. تحدثنا في هذا الجزء عن كيفية تحويل التحديات إلى فرص للنمو، وكيف يمكن للصبر والمثابرة أن يخلقا قاعدة صلبة لحياة زوجية مليئة بالسلام والتفاهم.
لا تنسوا متابعة مقالاتنا القادمة، فكل جزء هو خطوة نحو بناء حياة زوجية أكثر ثراءً وسعادة. شاركونا آرائكم وتجاربكم لنستمر معاً في هذه الرحلة. حتى نلتقي في الجزء الرابع، فكروا: "ما هي الخطوات الصغيرة التي يمكننا اتخاذها اليوم لإبقاء الحب حياً وغنياً؟"