مُقدمة . الفن يُمثل ثورة تعبيرية ، والفنان هو ثائر يستخدم فرشاته كأداة تغيير، بدلاً من البندقية .. أو ربما الاثنين معاً. في هذا التقرير اود تعريفكم على الفنان التشكيلي الفلسطيني فتحي غبن الذي أرعبت أعماله دولة الاحتلال، مما جعلها تعتبره خطراً كبيراً , وتعاديـه طوال حيـاته ~ نُبذة عنه أسمـه : فتحي إسماعيل ابو غبن تاريخ ميلاده : ( 1946 - 2024 ) فلسطين - غزة المهنة : رسـام - نحات - مُعلم الاتجاه الفني : إنطباعي - تعبيري نشأته وُلد فتحي غبن في العام الذي سبق النكبة، حينما استولت قوات الاحتلال على قريته هربيا في شمال غزة فتعرَّض هو وعائلته للتهجير وهو في سن لم يتجاوز العام. استقروا في مخيم جباليا، حيث قضى معظم حياته. تعلم فتحي الفن من خلال الممارسة العملية، ولُقِّب بـ"فنان الطبقة الكادحة" في المقالات والصحف، بينما أطلق عليه البعض لقب "فان كوخ غزة". اضطر لترك المدرسة في سن مبكرة لمساعدة عائلته، فعمل في بيع الصحف والجرائد، ورغم ذلك لم يثنه ذلك عن متابعة شغفه بالفن والرسم، بل سعى لتثقيف نفسه من خلال القراءة. و بدأ في وقت لاحق العمل كمعلم فنون وشارك في معارض مشتركة مع فنانين آخرين، مستمراً في تطوير مسيرته الفنية بشكل مستمر .. عن مسيرته الفنية بدأ فتحي غبن مسيرته الفنية برسم الطبيعة من حوله، قبل أن يتحول إلى مواضيع تعكس التراث الفلسطيني بشكل أعمق. مع مرور الوقت، انتقل إلى تصوير مواضيع تعكس روح الثورة، حيث قدم أعمالاً تجسد كفاح الناس ومعاناتهم في ظل الحرب والظلم المستمر. يمكن القول إن انطلاقته الكبرى كانت مع لوحة "الهوية"، التي كانت شُعلة البداية التي وجهت الانظار بشكل أكبر اليه ! وسأتحدث لكم عنها لاحقاً ~ حصل خلال مسيرته على العديد من الاوسمة والجوائز ، منها وسام هيروشيما و وسام اتحاد الجمعيات بطوكيو إضافةَ لـ لقب " فـنان فلسطيـن " أعماله مسيرته كانت مليئة بالكثير من الاعمال الفنية لكن بتوالي الحروب والهجمات فُقدت بعضها بمرور الزمن وحتى الحرب القائمة حالياً ربما لم يتبقى شيء من مرسمه إلا ما أقتناه أصدقاءه ومن أعجبو بفنه حضرّت لكم مجموعة منها ! هي أشهر لوحة لديـه ومما ذكره فأنها تشكل مكانة خاصة له كونها تمثل روح المقاومة تُركز هذه اللوحة على عرض الرموز الفلسطينية الوطنية والثقافية في زمن بدأ فيه الاحتلال بمنع هذا النوع من الاعمال بمحاولاتهم لطمس الهويـة , رسمها غِبن قبل الانتفاضة بعام , صوّر فيها الجدران والحواجر وكذلك الرجل الذي يرفع يده كما لو كان يقول بكل عزمِ " لا " . رُسِمت هذه اللوحة و وزعت كبطاقة بريدية عام 1948 و وزعت بآلاف النسخ بكل انحاء فلسطين وحتى خارجها فتم أعتقاله بتهمة التخريب الفكري و أدعى مسوؤلين صهاينة بأن " فتحي غبن تسبب بخروج الناس نحو الشوارع والقاء الحجارة وخرق القوانين " ، فحكم عليه بالسجن واستمر الامر لعديد من المرات لكنه بقي يرسم لبلده دائما لوحة ( الزفة ) من التراث الشعبي لوحة ( عين جالـوت ) . لوحة ( عِتاد المنزل ) . لوحة ( خيز الصاج ) . عن شهادته عندما ولِد سرق الإحتلال أرضـه ، وعندما كبر أخذ منه أخذ منه أبنهُ وحفيده و أفراد اخرين من عائلته وحيـن أشتد عليـه المرض سرقو منه نفسّه !! , فقد عانى كثيراً مع مرضِ بالرئـة و كان بحاجةِ للعلاج لكن حكومة المُحتل منعته من الخروج من غزة على الرغم من كونه حصل على الموافقة من الحكومة المصرية والفلسطينية ففي آخر ايامه كانت ابنته قد نشرت مقطع له وهي تطالب السماح لوالدها بالحصول على العلاج .. حينها قال " بديش حاجة .. بدي بس اتنفس " فأستشهد بعمر الـ78 في الشهر الثاني من عام 2014 وهو يُطالب بـنّفسـه فخنقوه قهراً و ظلماً وحرموه حتى من الأوكسجين ، رحمه الله هو وجميع الشهداء والمظلومين الخاتمة موضوعي وصل لنهايتهِ هنا ، ربما كان كئيباً .. بصراحة كتبته بحزن عليه فأنا حقاً أقدر هذا الفنان ، عندما انظر لصوره و رسوماته يمكنني الشعور بجزء من احاسيسه فيها إضافة الى انه يُذكرني بشخصِ طيب القلب ستحب سماع قصصه واحاديثه .. عندما قرأت ما قاله عنه اصدقاءه ، أدركت ان نظرتي حوله صحيحة .. سبحان من رسم هذا على وجهه لذا وددت أن انقل صورة بسيطة عنه لأعرفكم عليه فهذا اقل ما يمكنني فعله شكراً للقراءة |