تَعلم من الأمس ، عش لهذا اليوم و تفائل بالغد , المهم أن لا تتوقف عن التساؤل . هذا ماقـاله كلاود مونيه ، رسامي المفضل الذي سأفتتح اول موضوع لي بالحرب بكلماته لذا دعوني من المقدمات الطويلة فأنا لا أجيدها ، لكني اجيد الحديث عن الفن ~ الأسم الكامل : أوسكار كلاود مونيه - Oscar Claude Monet الميـلاد : فرنسا - ( 1840 - 1926 ) الإتجاه الفني : الإنطباعية نشأ مونيه في إحدى المدن الكبرى الفرنسية حيث أراد والده الحاقه بتجارة العائلة إلا انهُ فضل الانضمام لـثـانوية الفنون هُناك ، حيث أشتهر بين أقرانه و السكان المحليين برسومه بأستخدام الفحم حيث استطاع بيع بعض رسـومه ، إضافة لذلك أخذ بعض الدروس لدى جاك فرانسوا اشارد ( حيث ان الاخر تتلمذ اساساً لدى واحد من اشهر رسامي الكلاسيكية الحديثة ) .. اما ما أراه كنقطة التحول الاولى هو لقاءه بصديقه اوجين بودان المتخصص برسم الطبيعة حيث اصبح كالمرشد والمعلم الخاص لـه فعلمه التقنيات وماشابه ~ التحق مونيه بـ Académie Suisse للفنون الجميلة في باريس وهناك صادف بعض الاسماء التي اصبحت لاحقاً نجوماً مضيئة في عالم الفن التشكيلي .. كصديقه المقرب بيسارو مثلاً والآن لنأتي لنقطة التحول الثانية التي تبدأ عنده التحاقه بالخدمة العسكريـة , حيث أرسل لصفوف الجيش الفرنسي في الجزائر , أعجب هناك بالالوان الشرقيـة بدفئ الشمس والألوان المتوهجة على حسب قوله لكنه لم يلبث طويلاً حتى عاد لوطنـه بسبب مرضه , وأستمر بمسيرته برفقة بعض الفنانين الذين كانو يعرضون أعمالهم الفنية وترفض من المعارض ، فأقامو قمعرض مستقل خاص أسموه ( معرض المرفوضات ) * جلد الذات ؟ * في عام 1874 قررت المجموعة أقامة معرض خاص بهم ، حينها قام أحد النقاد الفنيين بوصف اعمالهم بالجريدة ( بالانطباعية ) كأنتقاص من المعرض ، لكنهم اخذوه كأسم لهم على كل حال ! - لوحة العقعق - The Magpie (1869) يُمكن ملاحظة إن الكثير من لوحات مونيه وكذلك أصدقاءه من الانطباعية > جماعة المرفوضات أهتمت بالمناظر الطبيعية في البيئة الثلجية , من إحد الاسباب هو الشتـاء القاسي الذي مرت به فرنسا لعدة أعوام ، فهذهِ اللوحة هي واحدة من 140 لوحة ذات منظر طبيعي ثلجي لـ مونيه ! أكثر ما أهتم به مونيه والانطباعية هو الضوء وما يتبعه من ظل , حتى إن طريقة استخدامه للضوء في لوحاته هي ماجعلت صالون باريس الفني يرفض لوحاته ! ولكنها الآن لا تقدر بثمن ~ إذا تسائلتم أين العقعق فهو يقف على السياج في يسار اللوحة La Grenouillère (The frogbond) - 1869 اسم اللوحة ذو معنى مزدوج في الحقيقة فهو اسم لمكان مشهور على نهر السين أعتاد مونيه الذهاب هناك للرسم مع صديقه الرسام رينوار حيث قاما برسم ذات المنظر لكن من نظراتهم المختلفة أبتدع كل واحد لوحته بطريقته الخاصة إضافة لذلك فهو بالعامية يصف نوع من النساء غالباً ينتمين للطبقة الوسطى ~ Impression, Sunrise - 1872 هذهِ هي اللوحة التي حدثتكم عنها أعلاه من ميناء لو هافر الفرنسي طُلِب من مونيه أن يسميها على عجل لكنه لم يعرف مالذي يطلقه على هذهِ اللوحة فـ أستخدم مصطلح ( إنطباع ) الذي كان موجود بشكل قليل في عالم الفن آنذاك. في سنتي الاولى في كلية الفنون ، سألني أحد الرسامين أتعرفين الفرق بين مانيه و مونيه ؟ ( الاثنين رسامين فرنسيين لكن ألاسلوب مختلف جداً ) ثم أخذ السؤال هذا يتكرر بشتى المواقف ، حتى فهمت بأنه نوع من الطرفة عندما وجدت الاجانب يتكلمون عنه ايضا لطالما سرحت بلوحات مونيـه لاوقات طويلة ، حتى إن استاذي كان قد رسم احدى لوحاته في المرسم مما زادتني حباً بالنظر اليها محاولة أن افهم كيف ينظر هذا الرسام للعالم بكل هذا الجمال ؟ تارةً تجده يجسد الشتاء الطويل ، ثم يبحر بسفنه وقواربه بلوحات أخرى لينتقل للحدائق راسماً تلك النساء النبيلات يتنزهن بسعادة ، ثم يصور زهرة الزنبق بأبهى ماتكون هذا الرسام الذي حصيلته قرابة 2000 عمل فني ، عندما أعود لقراءة تاريخه أعماله قوبلت بالرفض تكراراً ومراراً حتى إن بعض اصحابه قررو الاستسلام في الحقيقة لم أجد الكتاب الذي قرأته سابقا عن عدد اعماله المرفوضة لكن ملخص الامر هو إن رغبته بالتعلم والاستمرارية كانت أكبر من أن يثبطه شيء مثل الرفض المتكرر في أواخر عمره أصيب بتعتم عدسة العين وماهو أسوء من ان يفقد من يصور الجمال بصره ؟ فعلى الرغم من أجراءه عملية لعينه إلا انه لم يعد يرى الألوان كما هي .. تخللها اللون الاحمر والبنفسجي لكنه رغم هذا أستمر بالرسم ، حيث قال أحدى المرات : "عزائي الوحيد في هذه الدنيا هو وقوفي مباشرة أمام الطبيعية أثناء الرسم، وقد سعيت من وراء ذلك إلى تصوير انطباعاتي عن تلك اللحظات سريعة الزوال فيها" لأفسرها لكم بشكل موجز ، رسم الطبيعة صعب فالضوء والظل يتغير بأستمرار بسبب الشمس والتغيرات الجوية لهذا يصفها باللحظات سريعة الزوال ~ شكراً لقراءتكم موضوعي الممل حاولت ألأختصار قدر الامكان والتكلم بشكل سلس وآمل إني لم أفعل العكس هنا والآن وداعاً بموضوع آخر |