المجلد الأول [لمساتُ الخريف - برقم 2]
- ماريوس! تعالَ وناولني ذلك الشيء هناك.
- ماريوس: حسنٌ يا أبي.
- الأب: صِرت رجُلًا الآن يا ولدي. في السابق كُنت تسبب ليَ المشاكل نهارًا ليلًا..
مُذ أن كان عُمُرُكَ في الـ 9.
ما أكثر المغامرات التي خضتها معك للبحث عنك حين
تهرب من المنزل أو حين تفتعل مشكلة ما بين الجيران.
خصوصًا ذلك اليوم.. حين تسللت للإسطبل وضايقت الخيل التي هناك!
[ماريوس يكبت ضحكته ويرافقه مع ذلك والده ولكنه لا يكبتها]
- ماريوس هل أخبرت والدك؟
- ماريوس: كـ- كـلا.. ليس الآن حين ينتهي من العمـ..
[تقاطعه وتقول: كارلوس! ابنك قد كَبِر! ولزامٌ عليه تأديةُ الواجبات الآن!]
- كارلوس مُتفاجئًا: أووووه! هل هذا صحيح؟! ابني ماريوس قد كبر! واهاهاها.
دعني أرى ما أنت قادرٌ عليه، خُذ ودعها في النار،
أكمل العمل على الباقي كما تعلمت مني في الأيَّام الخوالي.
- ماريوس: حسنًا!
[يدخل كارلوس وزوجته إلى المنزل لبعض الوقت]
- بمن تفكر الآن لتكون عروسًا لـ ماريوس؟
- كارلوس: لا يسعني التفكير إلّا في واحدة فقط!
- واحدة فقط من بين كل أهالي البلدة!!
- كارلوس: هي الأنسب لتحتوي ابننا وتكون عونًا له في حياته.. أعني ابنة آرثر.
- أوووه!! ابنة آرثر ساحرةُ الجمال! لكن هل سيقبلون بابننا؟
- كارلوس: سأذهب للتكلم مع آرثر بعد قليل بشأن هذا الموضوع،
يُفترض أن يكون متفرغًا بعد قليل.
آه.. بالمناسبة هل جهز الغداء؟
- نعم، إنهُ غداءك المُفضل يا عزيزي! [تلتصق بزوجها وتعطيهِ قبلةً سريعة على خدهِ
وتهمس بكلامٍ لا أحد يعرفهُ إلَّا ظلام الليل المتأخر]
[يشرع الاثنان بالانفصال سريعًا عن بعضهما بحجّة مُناداة ماريوس من الأب لأجل الغداء
والأخرى لأجل تجهيز الغداء لهما على الطاولة].
- هيه! أيّها الشجّار! حمدًا لله على سلامتك وعودتك!
- انظروا قد عاد الشجّار أخيرًا!
- أووه يا أهلًا وسهلًا بعودتك وحمدًا لله على هذا!
- الشجّار: حسنًا، أشكركم على الترحيب بعودتي سالمًا لكن يجب عليّ الإسراع الآن.
- ماذا هل أنت ماضٍ الآن إلى العمل؟ ولوحدك؟
- لمَ لا تضم أحدًا ليعينك.. أن تقسوا على نفسك ليس أمرًا حميدًا.
- هناك شاب يبحث عن مكان للعمل.. اسمهُ مايكل.. أوه! عند ذكر اسمه هاهو!
- مايكل تعال إلى هنا بسرعة!
- الشجّار: تمهّلوا للحظة! ومتى ذكرت بأني سأضم أحدًا معي! سأعمل لوحدي وانتهى النقاش هنا!
- مهلًا لحظة يا ميخائيل!
- يا ميخائيل!
- مايكل: لا بأس سأتولى الموضوع لهنا.. شكرًا يا رفاق!
- نتمنّى لك التوفيق!
- آآآآآآه!!
[بكاء رضيع بعد ثوان]
- إنَّهُ سليم! الحمد لله على سلامته!
- وأنتِ كذلك فقط ابقي هادئة واستريحي.
- أين هو؟ أين هو؟ دعيني أراه!
- إنَّهُ ولد. تفضلي هاهو ذا.
[بكاء طفل في حضن أمّه وهدوءه سريعًا بعد أن لامسها]
- ما أجمله!
[راحت الأمُّ تُقلّب إصبعها داخل يد الطفل الرضيع وتلاحظ مسكته البريئة وحركاته السريعة].
[صوت طرق الباب]
- هل يمكنني الدخول؟ هل يمكنني الدخول؟
- لا. انتظر قليلًا.
- أخي إهدأ! لن يطير الطفل وزوجتك بعيدًا! زوجتي وابنتي برفقتها.
[بعد دقائق خروج الزوجة والابنة معها]
- يمكنك الدخول الآن. حالتها جيدة والابن كذلك، فقط دعها تسترح.
- الحمد لله على سلامتهما!
- إلينا! إلينا! هل أنتِ بخير؟
- إلينا بهدوء تجيب وهي تمسح بإصبعها رأس الطفل: نعم. انظر.. هاهو ابننا.
- جاك: دعيني أحمله قليلًا.
ما شاء الله.. سُبحان الخالق.. هذا ولدي!
[أثناء حمل الطفل من والده الواقف وهو يضم الطفل بين ذراعيه،
حاول الطفل أن يرفع يده للأعلى بأقصى ما لديه..
وكأنه يبتغي الوصول لشيء ما في الأعلى..
وصار ينظر يمينًا ويسارًا وفي عينيّ الطفل نُشاهِد مَشاهد وميضية تمضي بسرعة البرق،
تمر على الطفل لحظات حياته وهو ينظر إليها قابضًا يديه مراتٍ كثيرة وكأنّه متحمس لما سيأتيه،
لكنّ أحدًا لم يفهم مطلقًا ما يرمي الطفل إليه..
جميع من في الغرفة ظنّ أنها مجردُ حركات رضيع.. وهذا هو الطبيعي].
- مايكل: عم ميخائيل! أرجوك اسمعني.
- ميخائيل: ماذا تريد مني؟ لا تقل لي أنك تصدق فعلًا بأنني أحتـ...[يقاطعه مايكل]
- مايكل: دعني أقل ما عندي أولًا رجاء، أنا أحتاج لهذا العمل، لا أحد يعيل أختيّ سوايّ.
أنا وحيدهما وبالكاد يمكنني سد جوعهما.. ومن شدة ضيق حالنا،
وإذ يرونني مغادرًا يقبلنَ سريعًا ليلتصقن بي خوفًا
من عدم مجيئي كما حصل مع والديّ أثناء الحرب حيث راح كلٌّ منهما لخدمة الجناح الطبي.
ميخائيل يترجل سريعًا في كلامه قبل أن يكمل مايكل كلامه:
لا بأس لا بأس! ستكون معي في العمل.. يُمكنك الآن العمل
لديّ وكمكافأة سأعطيك أجر هذا اليوم مضاعفًا هذه المرة فقط!
مايكل: شكرًا جزيلًا لك!
يعجز لسان حالي أن يفكر كيف له أن يرد هذا الصنيع الذي عملته معي الآن!
- ميخائيل: إهدأ! خذ هذه الأدوات الآن وانطلق بها إلى نهاية هذا الطريق الرملي..
يسارك ستجد البوابة انتظرني هناك،
سآتي على مهل، فساقي لم تُشفى بعد بشكلٍ كامل.
- مايكل: حاضر!
- ميخائيل وهو يتأمل حاله أثناء مشيه ويقول في قرارة نفسه: أنا أفعل هذا بهذه السهولة؟ أنا صعب المراس
اتأثر بكلمات هذا الشاب وأوافق على أن أضمه معي! ودون أي تضايق أُبديه! هل هذهِ أنتِ يا ألكساندرا؟!
هل ترين أن ما أُبديه ليس جيّدًا لذا تحاولين مُساعدتي من العالم الآخر؟
زوجتي الحبيبة! رحمة الله عليكِ.. أشتاقُ لكِ كل ليلة. يا زوجتي ألكساندرا. زوجتي الحبيبة.
- إلينا: جاك، ماذا سنُسميّ الطفل؟
- جاك: ألا ترغبين بتسميته أولًا؟ أغلب الأمهات يودن ذلك هنا.
- إلينا: لا بأس، هذه المرة لك،
فأنت كنت مُتلهّفًا كثيرًا لأن تحصل على ابنٍ ثانٍ لك..
كما أنني أنا من قمت بتسمية بتروسيان.
- جاك: بتروسيان ما رأيك؟ ماذا أسمي الطفل؟
- بتروسان: همم لا أعلم.
- جاك: حسنًا.
هذا الطفل سأسميه: جون.
يتبع،،
[يُمنع النقل ولو بذكر المصدر]