أحملك هُنا في قلبِي كوخزَة دائمة كخيط يضمُّ الإبرة المغروزَة بين أحشائه خوفاً على ضياعِها .. و يتناسَى بطُمئنينةِ وجودهاَ ألم الغرز ،
لكنّك ما عُدت موجودا إلا في ذاكِرتي و يُبقيني الألم مُطمئنا أنك مازلت هُنا لأنّه و في كثيرٍ من الأحياَن تبدُو كحُلم فقَط .
أقع أنا في بُقعة مِن هذا العالم و تقَعُ أنت بقُربي إلا أنّ البعُد بيننا يبدوُ كعالمَين لا بُقعتين ؟ رُبّما لأنك تُشيح بوجهِك و أنا أطرق ظهرَك راجياً أن تلتفت ..
و لأنّي هرولتُ إليك آملة و خانتنِي الوعود و أنت و الحبُ فقدتُ ساقايَ . ما عُدت أحمِل إلا قلبِي و اِبرة واحدة .. واخِزة .. هي أنت !
يُخبرني قلبِي كثيراً أن الصّدأ فيك زادَ و أن الوخزَ يوماً سيعُود ألما لا يُطاَق .. و أخبِرُه دوماً أنه لا خيطَ بدوُن إبرة .
=
جِئت كمطرٍ غزيرٍ على فُؤادي هاوياً و كسَرتُ مظّلتي حينَ لُقياَك ما سألت أين أحتمِي
أويت إليك فأنرتني و أحييت بالحُبّ مبسمِي إستحلفتُك بربّ العِزّة و غافر مأثمِي
هل بعيناكَ ضيُّ أم أنها النُجوم أم مزعمِي ما كانَ الغزلُ عادتِي، أما أن محياكَ أضحاه من شيمِي
عاهدتُك أنك وجهتي اليوم و غدا و أبد الدهر عاهدتُك هاك خُذ قاسمِي
=
كُنت أُواسِي أمّي في فقدِها .. لأنّها أُمّي ، و لأني شعرتُ بمرارَة الفقدِ اللّاذعة و إن كانَ فقدِي أمام خاصّتها لا يُساوِي شيئاً .. و لكنّ الفقدَ يظلُّ فقدًا !
كلانَا فقد أبَاه : أمّا هِي فقدِ اِنتقل والِدهُا إلى رحمَة الله ، و أنا و إن لم تكُن والِدي الفعليّ بما تعنِيهِ العِبارة حرفيّاً
إلاّ أنك جمعتَ كُلّ ما تعنِيه عدَاها و لكنّك اِنتقَلت إلى قسوَة الفُراق . صدّقني مِن بعدك ما عُدت أُدرك إلى أينَ أنتمِي
شعرتُ أنّي تجرّدتُ مِن كُلّ شَيء و أصبحتُ لا شَيء ! عجِيبٌ كيفَ يُمكن للمَرأ أن يكُون عاجِزًا كمِثل عجزِي .. عجِيبٌ هو مفعُول الفَقد .
كانَت أُمَي تشكِي فراغَ البيتِ مِن دُون جدّي ، و كُنت أشكِي فراغ رُوحي في غيابِك أيضاً ..لأنها "كانَت"بيتَك ،
حقيقةُ الأمر أنّها لا تزالُ كذلِك إنّما فقط بيتُك قدِ اِحترَق و هواءُ هذهِ الأيّام يعبثُ برمَاده عبثاً . لا أدرِكُ أيّهم أشدّ ؟ أن أودِعك تحت التّراب و أبكِي فقدَك !
أم أن أودِعك بُقعة ما مِن هذا البلدِ البائِس و أبكِيك فقداً و غيرَة و اِشتياقاً و أشياءً أخرى لا تُعدّ ;
-
ولمّا اِبتغيتُ لِحُسنك وصفا أبى القلمُ أيكتُبك ، أمثلُ عيناكَ يُكتبُ
جفى النّومُ على بالِي العاشِق و حلوٌ المُحيّا ذاكَ بالحُسن يُستطاَبُ
أتكوي نارُ الحبّ لوعتِي و أنا الرّماد ! جاهدتُ النّفس عنكَ وما كان مِن قلبِي
إلّا أن يكونَ في حُبّك الغالِبُ.
-
و سلتُ ما أغرقنِي في حُبّها راجِيا الجوابَ و ما وجدتُ
أمسكتُ قلبِي عنِ الهوى عقُودًا و فرّ مِن بين كفّاَي وما شعرتُ
أأخونُ عهوداً على نفسِي عاهدتُها ألا أنحنِي أمام الحُبّ أقسمتُ
و ما كانَ من قسميَ أمامك إلا أن يُبطلَ ف مثلُ عينيكِ لكفارَة اليمينِ حُجّةُ.
-
و لُمتُنّني في حُبّها غيرةً أما لو رأيتُموها بمُقلتَاي ؟
لرجوتُنّ الصّفح عُذراً ما المُلام فِي حُبّها عيناَي
كانَت تخلُف القمَر ليلاً ما المُغرمُ بضيّها الخافِت سواي .
=
و ثغرَك الباسِم قُل لهاجرِيك وداعاً ليتَ اللّقاء يطُول حتّى يتيهَ عنّا
لسنَا من يشدُّ الأيادِي ، إنّما من يُودّع الراحِلين تباعاً من أراد قُربنا فنحن أهلُه ، و باغيُ البُعد البابُ لهُ
ما نحنُ بأصحابِ سوءٍ إنّما نمقُت من كانَ للعشرةِ بيّاعاً .
3> |