The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
285 المساهمات
224 المساهمات
142 المساهمات
77 المساهمات
74 المساهمات
70 المساهمات
54 المساهمات
45 المساهمات
24 المساهمات
19 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

description رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. Empty رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة.

more_horiz
 رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. K8kC2nc




معذرة على التأخير يا أكا، كنت بالأمس مرهقة جدا.(يمكنكم التخمين لماذا الاعتذار ل أكا، لأنها المتابعة الوحيدة  رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 3746313665  رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 1232301502


رواية عيون لا ترحم [29]أصبحتُ قاتلة.




-1-
[قمر]
اتسعت عيناي على آخرها ونظرتُ إلى السيارة التي هربت لأجدها قد ابتعدت كثيرًا بشكل لا يسمح لأي أحد ملاحقتها
خاصة أن الشارع قد هاج وماج بالناس المتزاحمين والمتدافعين والهاربين..
لكنني لمحتُ، ذلك السائق الذي يشبه جاسم من ظهره! بل إنه هو لا ريب!
شيء ما أكد هويته بالنسبة لي.

وبسيقان مرتجفة ركضتُ إلى بدر، وهتفتُ باسمه بلوعة وأنا أقترب من وجهه، وصرخت بانهيار:
بدر.. ردّ علي يا بدر.. أنت بخير؟!!
فتح عينيه بصعوبة من الدماء التي أغرقت جبهته وحاجباه، وابتسم بوهن مغمغًا بضعف:
أخيرًا.. لقد سمعتِني. شكرًا.. على اهتمامك!
وأغمض عينيه مرة ثانية، أمسكت كتفه بصدمة وبدأ البكاء يسطير عليّ وقلتُ:
بدر.. ماذا تقول! أخبرني.. ماذا حدث؟

بدأت أهزّ كتفه بعنف، كان كل مناي أن يفيق ثانية ويطمئنني أنه بخير،
فوجئت بأحد الرجال ينحني إليّ ويمسك يدي التي تهز بدر قائلًا بحسم:
انتبهي يا فتاة، لا يمكنك تحريكه بهذه الطريقة فقد يكون مصابًا بكسر وتسوء حالته!
نظرتُ للرجل برؤية مشوشة من الدموع التي تغرق وجهي وقلتُ بلهفة:
هل أنت طبيب يا سيدي؟ أيمكنك فحصه؟!!
نظر الرجل بإشفاق إلى حالتي وربت على كتفي بعطف قائلًا:
كلا لستُ طبيبًا، ولكنني أعمل في إحدى المستشفيات وأعرف ما ينبغي فعله في هذه الحالة..

سألته بألم: وماذا ينبغي فعله الآن؟ هل سينجو؟
ابتسم مطئمنا: بالطبع، إن شاء الله سينجو، لا تقلقي لقد اتصلتُ بالإسعاف قبل قليل!
عاودتُ النظر إلى بدر الذي فقد وعيه تمامًا، وفكرتُ بانهيار، أنا السبب في ذلك!
هل يُعقل أن السيد هيثم عندما كان ينظر من النافذة رأى بدر؟!
ولذا وجّه إليّ هذا التهديد!!

لم أستطع تخيّل أي سبب آخر لما حدث غير هذا،
لقد وفّى السيد هيثم بوعده لي، تبًّا! لم أكن أتصور أنه قد يصل إلى تلك الدرجة!!
جائت الإسعاف أخيرًا ونقلت بدر ودخلت معه في سيارة الإسعاف،
كنت منهارة وأنا أنظر إليه، عندما سألني رجل الإسعاف عن هويتي قلت له:
إنه.. أحد أقربائي..
ابتسم بإشفاق ثم قال: هل يمكنك الاتصال على أبويه؟
انتبهت له وقلت بسرعة: حاضر..

وأمسكت هاتفي المحمول الصغير والهمّ فوق رأسي كالجبل.
ماذا أقول لوالديه الآن؟! لقد تسببت بحادثة لابنكم!!؟
وأصلا ليس معي أرقامهم!
وهممتُ أن أغلق الهاتف وأفتش جيب بدر لأرى إن كان معه بطاقته المدرسية
(بطاقة مكتوب عليها بيانات ولي أمره وكيفية التواصل معه)
لكن لفت انتباهي رسالة وصلت على هاتفي المحمول، من السيد هيثم!
فتحتها ببطء وترقب، لأفاجئ بالمحتوى الذي أشعرني بالجنون

" هذا درس صغير لصديقك، آمل أنه قد تعلم الدرس ولن يتبعك ثانية"

امتلأ قلبي بالذهول والغضب، وشعرت بنار تنفجر في رأسي،
تذكرت عندها قول سامي لي عندما حكيت له قصة سمير الذي كسرتُ يده
"لا تقولي هذه القصة للسيد هيثم أبدًا"

هل كان سامي يعلم مبدأ السيد هيثم في هذه الأشياء؟
هل منهج السيد هيثم أن أي شخص يعرف شيئا ما عني فيجب أن يعاقب؟
تذكرتُ مقولته لي ونحن في الأعلى:
"لكن ليكن في علمك يا قمر، أن أي شخص سيعلم بسر انضمامك لنا أو يعرف أي شيء يخصنا،
أننا سنتخلص منه في أسرع وقت للحفاظ على سرية منظمتنا حتى بدون إعلامك بذلك."
هكذا إذن، كان قصده على بدر!

ارتجفتُ بعد تأكدي أنني السبب فيما حصل لبدر!
هل أصبحتُ الآن مجرمة؟

"هل تبحثين عن هذه البطاقة؟"

قطع رجل الإسعاف أفكاري وهو يخرج بطاقة ولي الأمر من جيب بدر، قلتُ باضطراب:
آه نعم.. مكتوب عليها رقم والده.. لذا أرجوك أن تتصل به يا عم.
أومأ رجل الإسعاف موافقا وهو يخرج هاتفه بعد أن رأى الانهيار الظاهر على وجهي،
تكلم مع والده ويبدو أنه حاول أن يوصل له الخبر بشكل لطيف،
حيث أخبره أنها إصابات خفيفة وأخبره بعنوان المستشفى..
أما أنا فقد أمسكتُ رأسي بانهيار وأنا أحاول السيطرة على أعصابي،
وظل صدري يتصاعد بعنف وأنا أحاول أخذ أي نفس يساعدني على تجاوز هذه اللحظات الثقيلة!
نظر إلي رجل الإسعاف بعطف متسائلًا: لا تقلقي.. إنه بخير بالفعل.
هو فاقد وعيه إثر ضربة رأسه وحسب.

نظرتُ لرجل الإسعاف بعينين دامعتين منهارتين، فابتسم يطمئنني بصدق:
بمجرد أن نصل المستشفى سنجري له الإسعافات الأولية وسيفيق اليوم على الأكثر.
وضعتُ يدي على قلبي ودموعي تفيض بدون استئذان، وقلت باختناق: الحمدلله. شكرًا لك.
وحاولت تماسك نفسي حتى نصل إلى المستشفى، وهناك جلستُ أمام غرفة العمليات التي دخلها بدر،
وعيناي شاردتان فيما يجب أن يحصل، لماذا أشعر بالخوف؟ بل بالرعب؟!
ليس على بدر، وإنما عليّ أنا! ما هذه الورطة التي وقعتُ فيها؟
ألم يحذرني عمي من هيثم؟ لماذا ذهبتُ إليه اليوم بكامل إرادتي إذن؟ هل أنا حمقاء؟!
كان يجب علي الابتعاد عنهم وحسب!
أفقتُ من أفكاري على صوت خطوات قلقة كانت تقترب من غرفة العمليات، ومن مكان جلوسي.

كان رجلًا ببدلة رسمية في عمر الأربعينات، معه امرأة متوشحة بعباءة سوداء يظهر القلق جليا على وجهيهما.
وعندما رآني الرجل ذو البدلة الرسمية، رفع حاجببيه قائلًا: أنت قمر؟ صديقة بدر؟ أنت من بلغت الإسعاف وأنقذتيه؟
أومأتُ برأسي في استسلام، وقلت داخل نفسي بمرارة "بل لنكون دقيقين، أنا السبب في إصابته!"
كان هذا الرجل هو رجل الأعمال رشد المنياوي، أبو بدر.
نظر إلي الرجل بامتنان: أشكرك على وقوفك بجانب ابني.
أما المرأة فانهالت دموعها حتى أغرقت وجهها وهي تجلس بجانبي قائلة بصوت متحشرج:
لا أدري كيف نكافئك يا حبيبتي.
وضمتني لصدرها بقوة، ثم زادت في بكائها، ووضع السيد رشد يده على كتفها يهدئها، قائلًا:
لا تحزني يا نجلاء، فبدر بخير، كما أخبرنا الطبيب، مجرد كسر ورضوض خفيفة.
هتفت نجلاء من بين شهقاتها: الحمدلله!

أما أنا فقد سالت دموعي فياضة، لم أستطع تمالك نفسي أمام هذا الحضن الحاني،
وسيطر عليّ شعور رهيب بالذنب، وتعالى صوت بكائي، فقلتُ بأنفاس متقطعة:
أنا.. آسفة! لقد كان بدر .. يـ.. يحاول إنقاذي من السيارة.. وبعدها..

ثم اغتص حلقي بالبكاء ولم أستطع إكمال جملتي، فيما جعل نجلاء تربت على ظهري بحنان
وهي تهمس بصوتٍ باكٍ: لا بأس عليك يا حبيبتي.. لا داعي للاعتذار.
ووافقها السيد رشد قائلًا بتأكيد: هذا واجب على ابني أن ينقذك من السيارة، وهاقد رددتِ أنت الجميل له وأنقذتيه،
فلا تحزني يا صغيرتي، الأمر لم يكن بسببك، بل هو قضاء وقدر.
ثم اكتسى وجهه الغضب فجأة وهو يقول:
لكنني أتمنى لو حصلت على بيانات ذلك السائق الذي صدم ابني وهرب لأمزقه تمزيقًا.
نظرتْ زوجته إليه بأسى، ثم تمتمت:
إن هرب في الدنيا، فكيف له أن يهرب في الآخرة؟؟

وحينها ارتجفتُ رجفة قوية، بالفعل، حتى وإن لم يعلموا من الذي فعل ذلك، فالله سيحاسبه في الآخرة وسيأخذ حق بدر،
ولكن أنا.. هل سيحاسبني الله على ما فعلتُ؟ على انضمامي للسيد هيثم المجرم؟
زاد بكائي المحتنق وهما لا يعلمان سببًا لذلك سوى ما أخبرتهما،
وظلا يهدئان من روعي حتى هدأت، أو بالأصح تعبتُ، شعرتُ بأنني مرهقة جدا..
لا أريد أن أفكر بأي شيء!

خرج الطبيب من غرفة العمليات مع عدة ممرضين يجرون سرير بدر الذي رقد فوقه بسلام،
ظهر على وجه السيد رشد الاهتمام الشديد وهو يقول: ابني.. طمئنني عليه يا دكتور!
فيما قالت نجلاء بلوعة: بدر.. هل أنت بخير يا بني؟
وأقبلت عليه وهو فوق السرير وظلت تحتضن رأسه وتقبلها، فمنعها الطبيب بإشارة من يده قائلًا:
اطمئني يا سيدتي، إنه بخير.. لكنه خرج لتوه من حادث، هناك خدش في جمجته.. لذا ينبغي ألا تُهز رأسه كثيرًا!
قالت في ارتياع: خدش في جمجمته؟؟!!
فابتسم الطبيب قائلًا: هذا شيء بسيط جدا لا تقلقي، إنه يُشفى بمرور الوقت.. وليس خطيرًا.
فتساءل السيد رشد بإصرار: أحقا يا دكتور؟ حالته جيدة؟
قال الطبيب مطمئنًا: نعم، فكل ما أصيب به هو ذلك الخدش في الجمجمة من أثر سقوطه على الأرض،
وكسر في ساقه اليمنى بسبب الاصطدام المباشر بالسيارة، وقد تم تجبيس الكسر
وعلى الأغلب سيُشفى في خلال شهرين أو ثلاثة إن شاء الله..
بالإضافة إلى الكثير من الجروح الخفيفة والرضوض المتعددة لكنها لا تمثل أي قلق.
زفر السيد رشد زفرة ارتياح، وكذلك أنا،
الحمدلله أنه لم يصب بأي شيء خطير على حياته! وإلا لم أكن لأسامح نفسي أبدًا!

أشار الطبيب للممرضات أن يجروا السرير قائلًا:
سننقله الآن لغرفة الإفاقة، وسيجلس في المستشفى يومًا كاملًا على الأقل حتى نطمئن على صحته.
تساءلت نجلاء بقلق: متى سيستعيد ابني وعيه يا دكتور؟
فقال بسرعة وهو ينقل السرير مع الممرضات ويبعتد:
على الأغلب خلال ساعتين أو ثلاث.. بمجرد إفاقته سنناديكم. أرجو أن تنتظروا بعض الوقت من فضلكم.
مرت ساعتان طوال علينا نحن الثلاثة، وقد ذهب السيد رشد إلى المقهى القريب من المستشفى
وجلب بعض المشروبات له ولزوجته، وأحضر لي عصير الليمون، مدعيا أنه سيهدأ أعصابي،
لم أكن في مزاج جيد لأشرب أي شيء، لكن زوجته ألحّت عليّ بإصرار
وفوق ذلك العطش الرهيب الذي شعرتُ به حينها جعلني أقبل العصير في امتنان مُجهد.

بعد شربنا للمشروبات، جاءت إحدى الممرضات وهي تقول: أين السيد رشد؟
قام السيد رشد واقفًا بسرعة فقالت بابتسامة بسيطة: المريض بدر قد أفاق في غرفته. إنه ينتظركم.
سُرّ السيد رشد وزوجته أيما سرور، وهرولوا في ممرات المستشفى خلف تلك الممرضة،
وكانت زوجته تسحبني بقوة من يدي، كنت متوترة جدا لمقابلة بدر بعد ما حدثّ!
وصلنا إلى الغرفة المنشودة ودخلنا خلف الممرضة، لندخل غرفة فسيحة وفيها ستارة،
خلف الستارة سرير يرقد عليه بدر بجسمه الصغير، التفت إلينا برأسه المضمدة
وابتسم ببهجة وهو يقول بصوت خفيض مُتعب: أبي.. أمي..
ارتمتْ عليه أمه تحضنه وتركت يدي، ووقف السيد رشد مبتسمًا بتأثر شديد وهو يقول:
حمدًا لله يا بني على سلامتك، كيف تشعر الآن؟
قال بدر بإنهاك مازحًا:
أشعر بأن جسمي محطم! لقد كنت أظن أنني مت حقا، و...
ثم قطع كلامه وهو ينظر إليّ،
لقد انتبه لوجودي.. فهتف بانفعال: قمر.. أنتِ بخير؟
شعرتُ بإحراج شديد وأنا أرد:
نعم، الحمدلله على سلامتك يا بدر!
اتسعت ابتسامته وهو يُشير إلي ويقول لأبيه: أبي هذه التي..
قال السيد رشد بفخر: نعم فقد اتصلت بالإسعاف وأنقذتك، إنها صديقتك قمر صحيح؟
تضايقتُ من داخلي لوصفي بالصديقة،
لم أكن صديقة بدر أبدًا ولن أكون.. لكن مراعاة للموقف فلا يمكنني الاعتراض طبعًا.
فقال بدر بامتنان: شكرًا لك يا قمر. أنك لم تتركيني.
فقال السيد رشد باسمًا: بل إنها ظلت تنتظر أمام غرفة العمليات وتبكي.

زادت دهشة بدر وهو ينظر إلي بعدم تصديق، فاحمّر وجهي ولم أدرِ ماذا أفعل!
قلت بتردد:
لقد كنت قلقة لأنها حادثة اصطدام كما تعلم،
أول مرة أرى شخصًا يُصدم بالسيارة أمام عيني! وهذا أفزعني.
قال السيد رشد بتفهم: نعم أفهمك يا ابنتي. لابد أنك كنتِ تشعرين بالخوف في موقف كهذا.
ثم نظر إليّ بعطف قائلًا:
أنت ابنة ياسر نوًار صحيح؟
حدقت بقوة إليه وقلتُ نافية: كلّا. أنا ابنة آسر نوّار!
ظهر الأسف على وجهه وهو يقول: آه.. آسف لهذ، أي أن السيد ياسر عمك!
أومأت بصمتُ، وأطرقتُ برأسي أرضًا،
لماذا أشعر أنه علي الرحيل الآن؟ فلا معنى لوجودي هنا!
أكملت نجلاء أحاديثها مع ابنها وهي تسأله عن أماكن الألم والوجع وهو يجيبها،
فابتلعتُ ريقي ثم نظرتُ إلى السيد رشد قائلة بأدب:
والآن بعد أن اطمئنا على بدر، أرجو أن تأذن لي في الذهاب.
رفع السيد رشد حاجبيه قائلًا: ستعودين إلى منزلك؟
وقالت نجلاء: هل من أحد سيوصلك؟
اضطربتُ وأنا أقول: لا بأس، يمكنني ركوب سيارة أجرة أو التمشي حتى المنزل!
قام السيد رشد واقفًا وهو يقول باعتراض:
ومن الذي يرضى هذا لكِ يا بنيتي، سأوصلك أنا بسيارتي.
تلون وجهي خجلًا وقلت بسرعة: كلا، أرجوك اجلس مع بدر فهو يحتاجك الآن، وأنا سأتصرف.
قال السيد رشد بلوم:
ما هذا الكلام؟ هل تظنين أنني سأتركك تعودين مشيًا لأنني سأجلس مع بدر؟ لقد اطمئننا عليه وانتهى الأمر.
ثم قالت نجلاء مشجعة:
كما أنني أحتاج بعض الأغراض من منزلي لأبيت مع بدر في المستشفى الليلة،
لذا سيخرج زوجي لإحضارها وتوصيلك في الطريق.
نظرتُ مترددة إليهما فقال بدر:
نعم يا قمر لا تقلقي. أنا بخير الآن. وسأكون بخير أكثر لو اطمئنتُ عليك وأوصلكِ أبي في سيارته.
تنهدتُ بتعب، يبدو أنهم مصرين، فقلتُ باستسلام: حسنًا. لا بأس.

بينما في داخلي كنت أشعر بقلق كبير جدا.
أول مرة أتعامل مع أشخاص غرباء هكذا. لكن من الواضح عليهم أنهم طيبون جدا.
وصحيح امراة عمي قد عاقبتني بالحبس في غرفة أماني،
ولابد أنها اكتشفت غيابي حتى الآن،
لكن إذا عدتُ مع السيد رشد سيكون الجميع متفهما حول السبب الذي جعلني أتأخر.
ابتسمتُ برضا في داخلي مع شعوري بالانتصار على امرأة عمي.

-2-
[ياسر]

كنتُ لتوي قد عدتُ من المستشفى، وأجلس في الصالة مع دانة وباسل وبراءة، وكلهم مجتمعون حولي بحبور وبهجة،
وانطلقت ريهام وصفية تهنئني على السلامة. في حين أحضرت جوهرة زوجتي طبق حلويات قائلة:
هذا للاحتفال بسلامتك يا ياسر. ابتسمتُ بامتنان شاكرًا.
ثم انشغلتْ جوهرة في إحضار المزيد من الأشياء، ودانة قامت لتساعدها،
فملتُ على باسل الذي كان جالسًا بجانبي قائلًا: ألم تجد قمر حتى الآن يا باسل؟
هز رأسه نفيًا، فتنهدتُ بقلق، حسنًا، أنا أعرف أن قمر على الأرجح قد ذهبت لهيثم وسامي،
لا أدري هل ذهبت لتواجههم، أو لتكمل دورها معهم كأن لم يكن شيء؟!
أنا واثق أن هيثم وسامي من المستحيل أن يؤذوها، لكنني أنوي منعها منعًا تامًّا من الذهاب إليهم،
ولا أدري كيف سأحقق ذلك؟ إذ أنها عنيدة جدا كما ترون!
إذا عوقبت بالحبس فإنها ستجد طريقة ما للهرب دائمًا!!
فالطريقة المثلى هي إقناعها بالحقائق والأدلة أنهم مجرمون. وهذا صعب في الفترة الحالية لعدم توفر الأدلة الكافية معي.
قطع تفكيري رنين الهاتف، فأخرجتُه بسرعة لأجد السيد رشد يتصل!
مهلًا.. كيف عرف رشد بإصابتي؟ أيكون باسم قد أخبره؟؟
أجبتُ على الهاتف بترقب: السلام عليكم.. كيف حالك يا رشد؟
-بخير والحمدلله يا ياسر. كيف حالك أنت؟
-حمدًا لله. أهناك شيء؟
كان هناك ضوضاء في مكالمته تنبئني أنه كان في الخارج، فقال:
في الحقيقة، قمر معي الآن. قد حصل حادث سيارة لبدر. وكانت هي معه و..
قاطعتُه بفزع: هل أصابها مكروه؟!
قال رشد مطمئنًا: كلا اطمئن. بدر فقط هو من أصيب بكسر وعدة رضوض.
قمر سليمة بفضل الله. لكنها كانت معه فاتصلت بالإسعاف وأنقذته، وظلت معه طوال اليوم
حتى أفاق منذ قليل في المستشفى!

صحيح أنني لا أفهم ما سبب أن قمر تكون مع بدر في الشارع؟
لكنني تنهدتُ براحة وقلتُ: هكذا إذن. أنا متأسف حقا لابنك يا رشد.
الحمدلله على سلامته، وأتمنى له الشفاء العاجل!
شكرني رشد ببضعة كلمات ثم قال: على كل حال أنا أمام البوابة الآن،
وقد نزلتْ قمر من سيارتي قبل قليل. أردتُ أن أطمئنكم عليها.
قلتُ بسرعة: شكرًا لك يا رشد على عنايتك بها وإيصالها حتى هنا. إذا كنتَ في الخارج لم لا تتفضل معنا؟
قال شاكرًا: أشكر لك دعوتك. لكنني على عجلة من أمري وأم بدر تنتظر في المستشفى.
قلتُ بتفهم: نعم. أعانك الله. لا تقلق على قمر إذن.
قال رشد: آمل أن تهتم بها يا ياسر. فقد بدت نفسيتها منهارة جدا اليوم وظلت تبكي.
نغزتني نغزات القلق في صدري. قمر نفسيتها منهارة؟ -حسنا هذا هو المتوقع-
ولكن سماع ذلك من شخص غريب عنها بالكلية يجعلني أموت قلقًا.
ماذا حصل لتنهار قمر أمام شخص لا تعرفه؟! فهذا ليس من عادتها أبدًا.

تساءلتُ بتوتر: أحدث شيء ما غير الحادث؟
فقال: كلا ولكن لابد أنها خافت من لحظة الاصطدام وخافت كذلك من أن يموت بدر.
وبصراحة.. جاء في خاطري أنها ربما تكون قد تذكرت موت أبيها.
قلتُ بتفكير: نعم. بالفعل نفسيتها غير مستقرة هذه الأيام ولابد أن حادث ابنك قد وترها.
شكرتُ رشد على اهتمامه وأنهيتُ المكالمة، وبمجرد أن أغلقتُ الخط حتى دخلت قمر من بوابة المنزل.
ألقتْ علينا نظرة شاردة، استطعتُ بسهولة أن أرى وجهها المتورّم من أثر البكاء وعيناها المرهقتين.
قالت بصوتٍ خفيض: السلام عليكم.
رمقها الجميع بنظرات تشع بالاستياء، خاصة جوهرة التي جاءت على عجل قائلة:
قمر.. لماذا خرجتِ من غرفة أماني دون إخباري؟
كانت على استعداد للتوبيخ والتأنيب، لولا أن وجدتني خلفها أمسك بيدها قائلًا:
جوهرة، قمر كانت مع السيد رشد.
رفعت حاجبها متعجبة: ماذا؟ السيد رشد المنياوي؟
حينئذ قالتْ قمر بلهجة ساخرة: إذا كنتِ لم تصدقي اسألي السيد رشد نفسه!
اغتاظت جوهرة من رد قمر الساخر وهمّت أن ترد بغضب، لولا أن ضغطتُ على يدها مرة أخرى في حزم:
جوهرة. اهدئي. فبدر حصلت له حادثة سيارة وقمر كانت معه!
حلت الدهشة على وجهها وهي تقول بعدم فهم: كيف؟ لم أفهم!
تنهدتُ: سأخبرك بكل شيء. ولكن اتركي قمر الآن تصعد إلى غرفتها وترتاح.
نظرتْ جوهرة إلى قمر نظرات نارية، أما أنا فقلتُ بابتسامة ثابتة: تفضلي.
يمكنك الصعود إلى غرفتك! أعلم أن ما مررتِ به اليوم كان مُتعِبًا.
لم ترد قمر بأي رد وإنما نظرت إلي نظرات كراهية ومضت!
جاء باسل من خلفي قائلًا: ألا تدعوها يا أبي للانضمام إلينا؟
وأشار إلى الحلويات الموضوعة على الطاولة والشاي.
قلتُ نافيًا: يبدو من وجهها أن الوقت غير مناسب. يمكننا أن نطلب من ريهام أن تصعد إليها بالقليل منه.
أومأ برأسه في تفهم، ثم نظرنا جميعا لقمر التي دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بكل هدوء!

-3-
[قمر]

غرفتي الحبيبة! كم اشتقتُ إليكِ!
رميتُ جسدي على سريري العزيز براحة شديدة والمرتبة الناعمة تحتوي جسدي بكل حب وحنان!
قمتُ واستحممتُ وغيرت ملابسي المتسخة التي كان فيها نقط دم من إصابة بدر، وقفتُ أمام مرآتي أمشط شعري،
منذ مدة طويلة لم أمارس أنشطة الفتيات هذه!
ابتسمتُ لنفسي، على الرغم من أحداث اليوم، إلا أن شعوري الآن شعور جيد للغاية!
فكل التوتر والقلق الذي أصبتُ به جراء حادث بدر، قد خرج على هيئة بكاء مع السيدة نجلاء،
وكذلك حمدتُ الله أن بدر إصابته خفيفة، وسيُشفى بسرعة.
وامرأة عمي ابتعدت عني أخيرًا، ولن يكون لها أن تكلمني ثانية! وها أنا ذا في غرفتي أستجم وأستريح.
-ويمكنني الهرب من الشرفة في أي وقت كما كنتُ أفعل-

نظرتُ إلى المرآة بشرود، يا ترى لماذا سأهرب؟! لم يعد لدي أي رغبة في الإكمال مع السيد هيثم وسامي إطلاقًا!
أساسا لا أريد الذهاب إليهم بعد الآن! أريد قطع صلتي معهم إلى الأبد! هل هذا ممكن يا ترى؟
هل سيتركونني وشأني؟ وهل حقا هذا قرار صائب؟ أم أنني متأثرة الآن بحادثة بدر وحسب؟
وسأعود إلى التعامل معهم عندما أرى المزيد من حقارة عمي؟
تنهدتُ بحيرة، وارتميتُ على سريري بإرهاق، سمعت طرقات على الباب،
ظننت أنها ربهام وصدق ظني إذ سمعت صوتها يقول: آنسة قمر.. عشاؤك!
ابتسمت بحماسة بسبب الجوع الذي مزق معدتي منذ الصباح ولم أنتبه له إلا الآن،
دخلت ريهام بصينية الطعام وقالت وهي تهنئتي بود: مبارك على رجوعك إلى غرفتك يا عزيزتي. وبالهناء والشفاء.
ابتسمت بامتنان لها، وبمجرد خروجها أمسكت صينية الطعام بنهم وأنهيت ما عليها بشهية كبيرة،
وبعدها تمددت على سريري بكسل وتثاءبتُ..حان وقت النوم !
طرقت ريهام الباب فقلت بلهجة ناعسة: ادخلي يا ريهام..
ظننت انها ستاخذ صينية الطعام لكن فوجئت بآخر شخص أتمنى دخوله في هذه اللحظة!
لقد كان عمي واقفًا، يرتدي قميصًا أزرق اللون على بنطال أسود،
ويبتسم ابتسامة واثقة وهو يدلف إلى الغرفة ويغلق الباب خلفه!
فقلت وأنا أقوم جالسة على السرير بحذر: ماذا تريد!؟
ابتسم مازحًا: لماذا أنت خائفة؟ هل تتوقعين مني أن أرد لك محاولة القتل مثلا؟
قلت بحدة: إذن ماذا تريد من واحدة قد حاولت اغتيالك؟
ابتسم مرة أخرى (في الواقع ابتسامته لم تختفي منذ دخل!)
وبدون أن يستأذن حتى مني جلس على أقرب أريكة مني، يا للوقاحة!
وضع قدمًا فوق قدم ونظر لي قائلًا: أريد أن أشكرها على قلبها الطيب الذي تركني أعيش حتى الآن!
قلتُ بغضب: لماذا تتعامل مع غرفتي وكأنها غرفتك؟
قال بدهشة مصطنعة: ماذا؟ هل ضايقتُك بجلوسي؟ يمكنني القيام واقفًا إذا أردتِ..
لكنني توقعتُ أنك ستسمحين لي بالجلوس قربك خاصة أنني مصاب كما تعلمين. ولا يمكنني رفع صوتي كثيرًا.

ثم نظر لي ساخرًا، تضاعف ضيقي وأنا لا أجد أي كلام أرد به عليه، فقلتُ ثائرة:
حسنًا، هل يمكنك أن تخبرني ما تريد؟ أنا متعبة وأريد النوم! أم أنني يجب أن أتوسل لمطلب كهذا؟
قال بسرعة: كلا بالطبع، حقك أن تنامي وأن ترتاحي. ولكنني أردتُ أن أحدثك قليلًا.
بدا لي أنه يتعامل باستفزاز فقط ليجعلني أنفعل، فأخذتُ عدة أنفاس بغيظ حتى أجعل نفسي هادئة أكثر،
فقال راضيًا: لا تقلقي. سيكون حديثنا قصيرًا. بمجرد أن أنتهي سأتركك تنامي.
عقدتُ حاجبي بضيق وأنا أنظر له وهو يكمل كلامه:
ولولا أنني لا أملك الوقت لأجلت الموضوع للغد، لكن خفتُ أن أستيقظ فأراك قد رحلتِ من غرفتك دون علمي.
ونظر لي نظرة خاصة، فقلتُ باقتضاب: لن أرحل إلى أي مكان غدًا! اطمئن!
قال وهو يهز كتفيه: وما أدراني أنك صادقة؟ فلا أضمن شيئًا كهذا إن لم أحبسك بنفسي. وأنا لا أريد فعل شيء كهذا!
ثم قال وهو ينظر إلي عينيّ مباشرة: كما أنني اخترتُ هذا الوقت
لأن أهل البيت انشغلوا بمشاهدة مباراة كرة قدم، وتركتُهم على أساس أن أذهب للراحة في غرفتي.
فأضمن لك ألا أحد سيدخل علينا ويقاطع حديثنا!
وابتسم ضاحكًا: خاصة إن كنتِ مصرة على إكمال ما بدأتيه في المرة السابقة!
وأشار إلى جرح رقبته والابتسامة تملأ وجهه، لا أدري لم يتكلم عن محاولة قتلي له بكل هذه السعادة؟!
أطرقتُ برأسي في ملل، متى سيرحل هذا الإنسان؟!
فوجئتُ بسؤاله الذي باغتني: والآن قبل البدء في الحديث، أريد أن أسأل سؤالا، قمر.. ما قصة بدر؟
توجستُ القلق من أن يكون بدر قد حكى لعمي أي شيء أو أنه حكى لوالده السيد رشد، وبدوره السيد رشد حكى لعمي!
فقلتُ بتوتر حاولتُ إخفاءه: ألم يحكِ لك السيد رشد ما حدث؟
قال: بلى، لكنني أريد السماع منكِ أنتِ!

أشحتُ بعيني بعيدًا لكي لا يكشف توتري وقلتُ بهدوء: لا شيء، كنا نتمشى معًا وصدمته سيارة. هذا كل ما في الأمر!
فقال بتساؤل: وما الذي كان يجعلك تمشين مع بدر؟ أنت لا تمشين معه في العادة! هل هربتِ فقط لأجل شيء كهذا!؟
ونظر لي بتعجب ساخر، قلتُ بضيق: لستُ مطالبة لشرح أسبابي، ولكن نعم.. كنت أريد التمشية مع بدر! هل هذا يمثل مشكلة؟!
نظر مليًّا إلي فحاولتُ إخفاء نظراتي المضطربة وتحويلها إلى نظرات تحدًّ،
فقال هو بهدوء: بالطبع ليس في هذا مشكلة! أظن أن بدر ولد مؤدب وخلوق..ومن المؤسف حقا ما حصل له اليوم!
وافقتُه بإيماءة خفيفة ثم قلتُ بابتسامة مُجاملة: والآن يا عمي بما أن حديثنا انتهى، فهل يمكنك أن تتركني أنام؟!
قال بلهجة ثابتة: ولكن حديثنا لم ينته بعد!

عقدتُ حاجبيّ باستغراب وقلتُ: ألم تكن تريد أن تسأل عن بدر فقط؟
قال ضاحكًا: لا، هذا كان مجرد سؤال عابر. الحديث الحقيقيّ لم أبدأ فيه بعد!
سكتتُ عابسة، فقال بلهجة عميقة: في الحقيقة لقد جئتُ أكمل ما بدئناه المرة السابقة!
قلتُ بعدم فهم: أي مرة سابقة؟!
قال ببساطة: قبل أن تحاولي اغتيالي! هل تذكرين؟
زاد توتري بشدة، ألم أقل لكم أنه يتكلم عن محاولتي قتله بسعادة!؟
أضاف عمي وهو يعود بظهره إلى الوراء ويسترخي في الأريكة:
في الحقيقة ما حكيتُه لك لم يكن إلا البداية، لكن بالطبع تبعًا لانفعالك بعدها وحدوث ما تعلمين، لم أتمكن من إكمال القصة!
ضيقتُ عيني وسألتُ بخيفة: ماذا تعني بأن القصة السابقة لم تكن إلا البداية؟!
ابتسم قائلًا بعد أن لمعت عيناه:
أو تظنين أنه بموت والدك قد انتهى كل شيء؟ بالعكس تمامًا، فبالنسبة لي، لقد بدأ كل شيء!
قلتُ أصحح له المعلومة: تقصد بقتل أبيّ! فهو لم يمت ميتة طبيعية!
ونظرتُ له بحقد، وأنا أتذكر الفيديو الذي رأيته عند السيد هيثم!
نظر إلي بإحباط قائلًا: ألم تشعري أنني لم أتعمد قتله من حديثي السابق؟
قلتُ مؤكدة بكراهية: سواء تعمدت أو لا، فأنا لا زلتُ أكرهك وسأعاملك كقاتل أبي ما حييتُ.
تنهد بقوة ثم قال باستسلام: فليكن، لا بأس، سأقبل منكِ هذا!
ثم قال بحزم: المهم أنني سأحكي لك كل شيء هذه المرة، سواءً عني أنا.. أو عن المنظمة التي أنشئتُها!
التمعت عيناي بفضول شديد هذه المرة، عمي سيحكي لي عن منظمته!؟
طار النوم من عيني وأنا أستمع إليه مخفية اهتمامي الشديد.
وما سمعتُه كان مفاجأة لي.. مفاجأة بكل المقاييس!

-4-
[نور]

التفتتُ إلى فيجو الغاضب الذي أخذ مني الهاتف، وهو يزمجر غاضبًا: ماذا فعلتَ؟
قلتُ له بتحدًّ: لقد اتصلت بالإسعاف ليأتوا لإنقاذ أفراد الشرطة الذين قتلتموهم!
هتف مهددًّا:
وهل أخبرتني قبل أن تفعل ذلك؟ هل تدرك أنني سأعاقبك أم أنك مطمئن أن أمك تعمل معنا؟!
قلتُ بقوة (وفي الحقيقة كنت في داخلي أرتجف خوفًا):
ولماذا تعاقبني؟ هذه أرواح ناس، يجب علي إنقاذهم! حتى لو أدى ذلك لعقابي كما تقول!
قال ببرود مخيف:
هكذا! إذن.. سوف ترى!
ثم نظر إلى أمي قائلًا:
لوتانا. عودي إلى السيارة التي أتيتِ بها. وهذا الطفل سيركب معي أنا وبلانكا وتوني.
قالت أمي بهلع وهي تمسك كتفي وتقربني منها:
فيجو، إنه مجرد طفل أحمق! لا تشغل بالك به! سأعيده إلى المنزل وسأعاقبه أنا على تدخله!
نظر فيجو إلى أمي ببرود قائلًا:
لوتانا لا تتدخلي.. هذا لم يعد طفلًا، لقد تدخل في عملنا بطريقة سافرة، هو يعلم جيدا ما يفعله، ولا يفعل ذلك اعتباطًا.
سحبتني أمي بقوة لتخفيني وراءها:
لن أسمح لك يا فيجو بأخذه!
ظهر على وجه فيجو التعجب وهو يقول بإصرار:
لوتانا، لا تعاندي. سيعود لك، بالتأكيد لن أفعل فيه شيئًا!
سأعيده إليك.. كل ما أريده هو بعض الحديث مع هذا الطفل العنيد!
قالت بغضب: إذن سوف آتي معكم، سأركب في نفس سيارتك يا فيجو معه..
نظر إليها مليَّا ولوجهها الغاضب المليء بالتحدي والإصرار، ثم قال:
إذن تعالي.. وأحضري معكِ هذا المزعج!
وسبقنا بعدة خطوات وهو يهتف في رجاله:
سنرحل الآن حالًا، فهذا الصبي قد استدعى الإسعاف!
مشيتُ خلف أمي بتردد وهي قبضت على يدي بعنف، وهمستْ بلهجة نارية:
حسابك معي يا نور في البيت! لقد وضعتني في موقف محرج للغاية!
شعرتُ بالإحراج من كلماتها، لكن.. لماذا ينبغي لي أن أصاب بالحرج؟ فأنا من أنقذتها!
قلتُ لها مدافعًا عن نفسي: لقد جئتُ معك لأنني قلق عليك، وأنقذتك من نيران الشرطة! ألن تشكرينني على الأقل؟!
التفتت إليّ بانفعال: أشكرك على ماذا؟ على تدخلك في أمور خطيرة قد تودي بحياتك في ثوانٍ؟!
قلتُ لها بانفعال مماثل:
الأمر ينطبق عليكِ أنت أيضًا، لماذا تعملين مع مافيا مجرمين كهؤلاء
ومن الممكن أن تذهب حياتك في ثوانٍ إذا أظهرتِ تحديًّا لهم أو خالفتِ أوامرهم؟!
عقدتْ حواجبها بضيق وهي تقول بمرارة:
الأمر ليس باختياري، أنا لا أكمل معهم طواعية، بل لأنني مجبرة! هل فهمتّ؟!
قلتُ بعدم فهم وعصبية: ومن الذي أجبرك يا أمي؟ بيدك أن تتركيهم، بالتأكيد..
قاطعتني بأسى شديد: أنت لا تفهم شيئًا يا نور.. لذا اسكت من فضلك الآن!
سكتتُ بغصة مؤلمة في حلقي، لماذا تشعرني أمي دائمًا بأنني لا فائدة مني في أي شيء!؟!

وصلنا إلى سيارة فيجو حينها وركبتُ أولًا ثم ركبتْ أمي بجانبي وبجانبها النافذة،
وجدتُ نفسي بجانب أحد رجال المافيا المسلحين، كان يجلس بجانبي في هدوء ومسدسه بارز من معطفه!
ابتلعتُ ريقي بوجل وهو نظر إلي مبتسمًا بسذاجة. قال لي:
هل أنت مستغرب من المسدس أيها الطفل؟ هل تريد أن تمسكه؟ أنا أعلم فضول المراهقين أمثالك!
أومأت برأسي نفيًا بسرعة وقلت بتوتر: لا... كنت أنظر إليه فحسب..
وشعرتُ بقرصة أمي المؤلمة في ذراعي، تبا يا أمي، ألا ترين أنه هو من بدأ بالتكلم؟!
ركبت بلانكا وفيجو في تلك اللحظة وهتف الأخير بمرح: والآن لنعد إلى منزلنا يا رفاق لنحتفل!
هتف الرجل الذي بجانبي وبلانكا بحماس: مرحى..!
نظر إلي فيجو من مرآة السيارة وقال ساخرًا: ألن تحتفل معنا أيها الطفل؟ فقد عملتَ عملًا لا بأس به في هذه المرة!
كنت على وشك التكلم إلا أن أمي قالت بحدة: فيجو.. تذكر أن هذا طفل، لا يمكنه الانضمام لاحتفالاتكم الحقيرة!
تنهد فيجو بملل قائلًا: أجل أعلم، كنت أمزح معه وحسب!
ثم انطلقت السيارة بسرعة كبيرة وقال فيجو موجها كلامه بمرح:
والآن أيها الصغير، لماذا تبعتَ أمك؟ أكنت تريد أن تعيش مغامرة ممتعة أم ماذا؟
نظرتُ إلى وجه أمي الذي يخفي غضبه وقلت بتردد:
كنت قلقًا على أمي.. قررتُ أن أختبئ في السيارة لأرى ماذا ستفعل
صفر فيجو بإعجاب وضحكت بلانكا والرجل الذي بجانبي، وقال فيجو:
يا لك من ولد شجاع! قلقتَ على أمك من الذهاب لوحدها إذن.. على الرغم أنك تعلم أن الموضوع خطر.
قال الرجل الذي بجانبي ضاحكًا: أنت شاب شجاع أيها الولد، صدقًا لن نجد الكثير مثلك هذه الأيام!
توترتُ كثيرًا وأنا أسمع كلامهم المعجب بي، على الرغم من أنني أدرك حقيقتهم الإجرامية،
إلا أن كلامهم أرضى كبريائي نوعًا ما.. فقد اعترفوا بشجاعتي
على الرغم من أن أمي كالعادة ستقتلني بالتوبيخ والتأنيب عندما نعود إلى المنزل!
في تلك الأثناء رن هاتف فيجو فرد عليه باهتمام، كان يبدو من طريقته أن المتصل ذو أهمية كبيرة،
حيث كان فيجو يكلمه باحترام. وفهمتُ من سياق المحادثة أنه إحدى زعماء المافيا!

وحكى له بوصف مقتضب أن طفلًا ما قد تدخل وقلب الوضع لصالح المافيا.
تساءل الصوتُ الهادئ على الجهة المقابلة: " طفل؟"
قال فيجو بإعجاب: إنه ابن لوتانا.. طفل مثير للاهتمام، وبريء ونقي للغاية..
ثم قال ضاحكًا: حتى أنه اتصل بالإسعاف بسبب صدمته مما رآه!
قال الصوت المقابل باهتمام شديد: رآئع.. هل يمكنني مقابلة هذا الطفل لأشكره على تدخله في إنقاذ ابنتي؟
لمعت عينا فيجو بحماسة وهو يقول: نعم بالتأكيد.. تريد مقابلته مع أمه أم لوحده؟!
ردد الصوت بلهجة مثيرة للرعب: بل لوحده..!
ابتسم فيجو بإحراج وقال: بالتأكيد.. تحت أمرك!
وبعد إغلاق المكالمة نظر فيجو إلي أنا وأمي قائلًا بسخرية:
يبدو أن الزعيم قد اهتم لشأنك.. وطلب مقابلتك!
أمسكتْ أمي بيدي في قوة قائلة: فيجو.. سأذهب مع نور لمقابلة الزعيم!
لكن فيجو نظر لها نظرة رادعة وهو يقول: الزعيم طلبه لوحده تمامًا.. حتى أنا لن أدخل معه!
امتقع وجه أمي وفيجو يقول لها باستمتاع:
وأنت تعلمين ماذا ينبغي أن يحصل إذا خالفتِ أوامر الزعيم صح!
ارتجف صوتها وهي تقول بانفعال:
إذن سأنتظر في الخارج، لن أرحل حتى ينتهي من مقابلته!
تبسم ابتسامة هازئة قائلًا: بالتأكيد.. هذا حقك! يمكنك الانتظار!
ثم قال محذرًا: ولكن انتبهي فقد يطول بك الأمر حتى تجدي نفسك تنامين على الرصيف بانتظاره.
ثم ألقى ضحكة عالية جعلت قلبي يقع في معدتي!
ماذا يريد زعيمهم بي؟!


.
.

فهرس رواية عيون لا ترحم






 رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. Nh0sNTl

description رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة.

more_horiz
يا له من طقم كيوووت .. عكس عنون الفصل الإجرامي ههههههه

طريقة للتخفيف عنا قبل أن نصدم هاه؟

+ لا حاجة للاعتذار غاليتي يكفي أنك تبذلين كل هذا المجهود لنشر الفصل كل أسبوع

أدري كم هي صعبة مهمة التأليف

خاصة بمستواك اللغوي الثري و أسلوبك القوي

" هذا درس صغير لصديقك، آمل أنه قد تعلم الدرس ولن يتبعك ثانية"

هيثم الوغد XD

من حسن الحظ أنه لم يقتل بدر هذه المرة ..

بجدية قمر تورطت مع عصابة خطيرة للغاية

+ بدر لديه والدان لطييفان جدا

و هو كووومة من اللطافة بجدية ~

ردات فعله الخجولة ظرييفة للغاية

قمر محظوظة باهتمام شخص كهذا بها

>> خلاص هذا زوجها المستقبلي رسميا XDD

" لم يعد لدي أي رغبة في الإكمال مع السيد هيثم وسامي إطلاقًا!
أساسا لا أريد الذهاب إليهم بعد الآن! أريد قطع صلتي معهم إلى الأبد!"


قرار جيد ~

لكنني سأفتقد سامي حينها ><

"وضع قدمًا فوق قدم ونظر لي قائلًا: أريد أن أشكرها على قلبها الطيب الذي تركني أعيش حتى الآن!
قلتُ بغضب: لماذا تتعامل مع غرفتي وكأنها غرفتك؟ "


هههههه حوارات هذان الاثنان دائما مشتعلة XD

(هي مبدئيا غرفته أيضا بما أنه منزله هههه)

"بمجرد أن أنتهي سأتركك تنامي."

تنامين*

هل يتعمد ياسر الحديث باستفزاز هكذا مع قمر؟

أم أن قمر هي التي ترى في كل حديثه استفزازا؟ هههه

أتساءل ما قصة المنظمة تلك

كلما اعتقدنا أننا عرفنا كل شيء تظهر تفاصيل أخرى مفاجئة تقلب كل الموازين!

"لوتانا لا تتدخلي.. هذا لم يعد طفلًا، لقد تدخل في عملنا بطريقة سافرة، هو يعلم جيدا ما يفعله، ولا يفعل ذلك اعتباطًا"


بجدية فيغو الحيوان هذا! أيخطط حقا لعقابه! انقلع أيها الوغد!

"عقدتْ حواجبها بضيق وهي تقول بمرارة:
الأمر ليس باختياري، أنا لا أكمل معهم طواعية، بل لأنني مجبرة! هل فهمتّ؟!
قلتُ بعدم فهم وعصبية: ومن الذي أجبرك يا أمي؟ بيدك أن تتركيهم، بالتأكيد..
قاطعتني بأسى شديد: أنت لا تفهم شيئًا يا نور.. لذا اسكت من فضلك الآن!"


المسكينة إذن هي متورطة معهم غصبا ..

نوووور .. تورط الآن مع زعيم المافيا شخصيا! ههههه

هذا الولد مغناااطيس مشاكل .. مثل قمر XDD

متحمسسسة للقائه مع الزعيم! أتساءل من أي نوع هو ~

فصل مثير و ممتع للغاية

شكرا جزيلا جوري لقد أبدعتِ كالعادة ~

 رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 866468155

description رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة.

more_horiz
Akatsuki كتب:
يا له من طقم كيوووت .. عكس عنون الفصل الإجرامي ههههههه

طريقة للتخفيف عنا قبل أن نصدم هاه؟

+ لا حاجة للاعتذار غاليتي يكفي أنك تبذلين كل هذا المجهود لنشر الفصل كل أسبوع

أدري كم هي صعبة مهمة التأليف

خاصة بمستواك اللغوي الثري و أسلوبك القوي

" هذا درس صغير لصديقك، آمل أنه قد تعلم الدرس ولن يتبعك ثانية"

هيثم الوغد XD

من حسن الحظ أنه لم يقتل بدر هذه المرة ..

بجدية قمر تورطت مع عصابة خطيرة للغاية

+ بدر لديه والدان لطييفان جدا

و هو كووومة من اللطافة بجدية ~

ردات فعله الخجولة ظرييفة للغاية

قمر محظوظة باهتمام شخص كهذا بها

>> خلاص هذا زوجها المستقبلي رسميا XDD

" لم يعد لدي أي رغبة في الإكمال مع السيد هيثم وسامي إطلاقًا!
أساسا لا أريد الذهاب إليهم بعد الآن! أريد قطع صلتي معهم إلى الأبد!"


قرار جيد ~

لكنني سأفتقد سامي حينها ><

"وضع قدمًا فوق قدم ونظر لي قائلًا: أريد أن أشكرها على قلبها الطيب الذي تركني أعيش حتى الآن!
قلتُ بغضب: لماذا تتعامل مع غرفتي وكأنها غرفتك؟ "


هههههه حوارات هذان الاثنان دائما مشتعلة XD

(هي مبدئيا غرفته أيضا بما أنه منزله هههه)

"بمجرد أن أنتهي سأتركك تنامي."

تنامين*

هل يتعمد ياسر الحديث باستفزاز هكذا مع قمر؟

أم أن قمر هي التي ترى في كل حديثه استفزازا؟ هههه

أتساءل ما قصة المنظمة تلك

كلما اعتقدنا أننا عرفنا كل شيء تظهر تفاصيل أخرى مفاجئة تقلب كل الموازين!

"لوتانا لا تتدخلي.. هذا لم يعد طفلًا، لقد تدخل في عملنا بطريقة سافرة، هو يعلم جيدا ما يفعله، ولا يفعل ذلك اعتباطًا"


بجدية فيغو الحيوان هذا! أيخطط حقا لعقابه! انقلع أيها الوغد!

"عقدتْ حواجبها بضيق وهي تقول بمرارة:
الأمر ليس باختياري، أنا لا أكمل معهم طواعية، بل لأنني مجبرة! هل فهمتّ؟!
قلتُ بعدم فهم وعصبية: ومن الذي أجبرك يا أمي؟ بيدك أن تتركيهم، بالتأكيد..
قاطعتني بأسى شديد: أنت لا تفهم شيئًا يا نور.. لذا اسكت من فضلك الآن!"


المسكينة إذن هي متورطة معهم غصبا ..

نوووور .. تورط الآن مع زعيم المافيا شخصيا! ههههه

هذا الولد مغناااطيس مشاكل .. مثل قمر XDD

متحمسسسة للقائه مع الزعيم! أتساءل من أي نوع هو ~

فصل مثير و ممتع للغاية

شكرا جزيلا جوري لقد أبدعتِ كالعادة ~

 رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 866468155



الطقم الكيوت هو طقم تسليكي كما قلتُ هههه فلا وقت لدي لإنشاء أطقم مناسبة للمحتوى

يبدو أنك أصبحت تكرهين هيثم تماما صح  رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 320854436

بدر وقم ليسا ثنائي للزواج أبدا اطمئني  رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 1565964176

وسامي سيكون موجودًا لا تقلقي

شكرا على التصحيح

نوعا ما قمر لانها تعلم انه قاتل والدها، وهو يعلم أنها تعلم ذلك فيتقبل منها الكثير من الأساليب المستفزة Very Happy

وهو يستمتع باستفزازها دومًا

أسعدني ردك جدا يا فجر  رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 1744745194

كالعادة عندما أرى اسمك يزين الفصل أركض بسرعة لأفتح الفصل وأقرأه  رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 2885715898

شكرًا دومًا لك  رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة. 3746313665
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
رواية عيون لا ترحم [29] أصبحتُ قاتلة.
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع
remove_circleمواضيع مماثلة