الجزء الأول
تقدم الرجل حافظ بطلب يد الابنة الرابعة لعائلة فقيرة جدا ، طلب يد ابنتهم حفصة الأقل جمالا بين أخواتها وأصغرهم سنا ، وقد كان زواجا تقليديا لا يسوده أي نوع من التعارف
سوى أن أم عمران هي التي بحثت له عن هذه الفتاة ، لكنه كان إنسانا عصبي والكل يعرفه بذلك ، فيرفضون أن يزوجوه بناتهم خوفا عليهن ، لكن عائلة حفصة وافقت لأنهم
كانوا فقراء ولأن والد حفصة أصبح شيخا هرما أحب أن يزوجها قبل أن يموت وتبقى هي وحيدة ، لقد كانت حفصة تبلغ 20 عام بينما زوجها 40 عاما .
حفصة وافقت على الزواج لعلها تخرج من جحيم الفقر والذل والفكرة التي تدور برأسها أنها ليست جميلة ولم يتقدم لها أحد فوجدتها مناسبة للزواج لعلها تجد السعادة
التي لم تجدها في بيت والدها بسبب الفقر وقلة التعليم والعادات والتقاليد التي تمنع البنت من الخروج من المنزل ما دامت ليست متزوجة عدى ضرب والدها لها لو قصرت
في أي شغل المنزل وتأنيب أمها لها أنها وصلت لسن الزواج ولم يتقدم لها أحدا كأنها عبئ عليهما وليس عونا لهم في شيخوختهم لذا وافقت على أول زوج طرق بابها
حتى وإن كان غير مناسب .
تم الزواج فلا الزوج يريد أي احتفالات ولا أهل الزوجة مستعدين لتضييع الوقت أو الزوج من يدهم .
تم كل شيء بسرعة البرق لتنتقل حفصة من وضع أهلها المزري إلى وضع أسوأ منه في منزل زوجها الصغير المزري والمدقع .
لقد كان الزوج إنسانا نكدي جدا وبخيل أيضا وعصبي كثيرا .
كان منزله عبارة عن كوخ صغير حقير ، غرفتان فقط وأثاث بسيط جدا وقديم وبالي ، قررت أن تحول هذا الكوخ إلى الجنة لو قبل زوجها اسعادها ،
لكنه فاجأها بالمعاملة السيئة من أول ليلة ، دخلت منزله وأمرها أن تحضر له الطعام حالا وهي ما زالت بفستان العرس البسيط ولم يعاملها جيدا .
- بدأت حياة حفصة قاسية وصعبة في منزلها الجديد القديم بشكله ومحتواه بل فقير بكل معانيه ومع ذلك ورغم معاملة زوجها القاسية لها إلا أنها
حاولت زرع الحب فيه ، ذلك الحب الذي لم تعرفه في حياتها السابقة أرادت أن تملأ هذا المنزل بالحب والود والرومانسية .
سعت لذلك لكن للأسف .
يتبع ....
بقلمي / آن شيرلي