وَلَقَد مُتّ غَيرَ أَنِّيَ حَيُّ
يَومَ بانَت بِوُدِّها خَنساءُ
مِن بَني عامِرٍ شِقُّ نَفسي
قِسمَةً مِثلَما يُشَقُّ الرِداءُ
أَشرَبَت لَونَ صُفرَة في بَياضٍ
وَهيَ في ذاكَ لَدنَةٌ غَيداءُ
كُلُّ عَينٍ مِمَّن يَراها مِنَ النا
سِ إِلَيها مُديمَةٌ حَولاءُ
فَاِنتَهوا إِنَّ لِلشَدائِد أَهلاً
وَذَروا ما تُزَيِّنُ الأَهواءُ
لَيتَ شَعري وَأَينَ مِنّي لَيتٌ
إِن لَيتاً وَإِن لَوّاً عَناءُ
أَيُّ ساعٍ سَعى لِيَقطَعَ شِربي
حينَ لاحَت لِلصابِحِ الجَوزاءُ
وَاِستَظَلَّ العُصفورُ كُرهاً مِعَ الضَب
ب وَأَوفى في عودِهِ الحِرباءُ
وَنَفى الجُندُبُ الحَصى بِكُراعَي
ه وأذكَت نيرانَها المَعزاءُ
مِن سُمومٍ كَأَنَّها حَرُّ نارٍ
سَعَفتَها ظَهيرَةٌ غَرّاءُ
وَإِذا أَهلُ بَلدَةٍ أَنكَروني
عَرَفَتني الدَوُيَّةُ المَلساءُ
عَرَفَت ناقَتي الشَمائِلَ مِنّي
فَهيَ إِلّا بُغامها خَرساءُ
عَرَفَت لَيلَها الطَويلَ وَلَيلى
إِنَّ ذا اللَيلَ لِلعُيونِ غِطاءُ