ذات مره كان هناك ضجيج على غير المعتاد في أجواء المستشفى الهادئه والموحشه كانت الأصوات مبهجه، ذهبت مسرعه لألقي نظره مننافذه غرفتي لأرى مجموعه من الأطفال يمرحون معًا ويقهقهون بصوت عالي، كنت انظر بتعجب للأمر مالممتع في هذا المستشفى الكئيب، بعد أن ركزت أكثر رأيت شخص تغطي رأسه ضماده ويده مكسوره لذلك استنتجت أنه ربما يكون صديقهم وضجيجهم بسبب سعادتهم بخروجه، جلست فتره أتأمل تلك الوجوه السعيده المختلطة بالدموع اظهرت مظهرًا دافئا ولطيفًا رغم دموعهم، حسنًا أعرف أن هنالك نوعان دموع السعادة ودموع الحزن لكن لم أرى في حياتي سوى دموع الحزن لذلك بدأت احسدهم قليلا متى يأتي هذا اليوم الذي أشعر به بالسعاده من أعماق قلبي كأيام طفولتي حين كنت أشعر بالسعادة لمجرد اشياء بسيطه كذهابي للشاطئ للمرة الأولى، كنت حينها منبهره من جمال المنظر، جمال السماء ،جمال البحر، وحبيبات الرمل الذهبيه، النسيم العليل ذو الرائحة الرطبه واللطيفه على أنفي وتطاير خصيلات شعري الذهبية كل ثانيه وسخريه أبي على منظري وخجلي من ذلك رغم بساطه ذكرياتي في طفولتي إلا أنها كانت سعادتي الصغرى الآن اتذكرها كما لو أنها حصلت بالأمس، اه كم أتمنى لو اعود للماضي لو كنت اعرف أن مستقبلي مظلم هكذا لما بنيت أحلام وهمية هه يالحماقتي آنذاك ، فقط متى تنتهي معاناتي وصراعي وارحل بسلام بدل حصاري بذكريات الماضي وأمنيات مستقبليه لن تتحقق، رغم معرفتي انه لم يتبقى إلا القليل لرحيلي من هنا إلا أنني مازلت متعلقه بآمال كاذبه، نفضت عقلي من أفكاري البائسة وعدت إلى فراشي الذي كان شاهدًا على صراعي وآلامي مع المرض، ضللت فتره اتأمل السقف لعل يأتيني النوم إلى أن بدأت اشعر تدريجيًا بالثقل بجفوني لأغادر إلى عالم أحلامي الكئيبة، وفجأة شعرت بالانزعاج من تخلل أشعة الشمس الساطعة ففتحت عيني لأجد نفسي في حقل واسع خلاب المنظر، دهشت من ما رأيت فاغمضت عيني وفتحتها مره اخرى مستغربتًا لما يحدث حولي فجأه ظهرت أمامي فتاة طويلة ذات بشره شاحبه وعيون كالزمرد تخطف الأنفاس وشعر طويل أسود كسواد الليل منسدل على كتفيها، فقط إنها تبهر الأعين بجمالها الآخاذ جلست فتره اتأملها إلى أن وعيت على نفسي بعدها اقتربت مني وابتسمت ابتسامه جميلة وقالت لي: مابك ايتها الفتاة لما أنتِ هنا فلا أحد يأتي هنا الا إذا نال منه الحزن حقًا ويبدو أنك كذلك فعيناك الجميلتان ذابلتان، وتبدو روحك تائه في بحر إحزانك لذا اخبريني فأنا هنا لسماع من لا ليس له رفيق يحتضن اوجاعه، عند سماع ماقالته لا اعلم لما ولكن شعرت بالراحة لم اشعر بها منذ زمن طويل، لذا بدأت احكي لها قصتي وبدايه مرضي وتطوره وكيف انه تبقى لي وقت قصير للعيش على الرغم من انني معتاده ع مرضي ووحدتي إلى أن بدأت ذكرياتي بالظهور كشريط أمامي، وشعرت بغصه تتكون بحنجرتي وبدأت الدموع تتجمع لتتساقط من عيني كلآلئ واحدة تلو الأخرى، لأبكي بحرقة، اوجاعي، بكائي ، صراخي لوحدي لا اعلم لما فجأة فقط رغبت بالتعبير عن معاناتي المكبوته منذ سنين ومدى وحشية وحدتي افرغ مافي صدري من آلام وأحزان دفينة إلى فتاة غريبه آه ربما لأنها غريبه هو ماجعل الأمر أسهل لي، نظرت الفتاة إلي بلطف وقليل من الحزن بعياناها الزمرديتان و قالت:لا أعرف كيف اخفف حزنك لذا لن اقول لك لابأس انتِ بخير سيمضي لأن لن يعالج الامر هكذا بل سأعطيك آمال مزيفة وسيؤلمك اكثر اذا لم تتعافي لاحقًا لذا ليس لدي إلا أن اقول تعايشي مع الأمر واشغلي نفسك واسعديها ليس بحل المشكله إنما بتعايشك معها وتقبلها كجزء منك اصنعي سعادتك بنفسك لاتنتظري أن تأتي إليك فالسعاده لن تأتي جاريتًا بقدميها لأجلك، لذا بمجرد تفكيرك بالأمر بهذه الطريقة ستكونين اكثر راحة واقتناعًا بما لديك و ستكون الخطوه الأولى لحياة افضل فليس هنالك سعادة أبدية ولا حزن أبدي في الحياة، سنسعد ثم نحزن ثم ننهار ثم نقف ثم نتعثر مجددًا ونحاول النهوض وهكذا هذي هي الحياة دوامه من المعاناة والراحة في الوقت نفسه فهي بحد ذاتها متناقضه لذا ليس علينا سوى التعايش بأقصى مالدينا وحل المشكله أولاً بتقبلها وليس الهرب منها وإيجاد حلول مؤقته، انظري لنفسك الماضية واصنعي نسخة افضل منها الآن واكتفي باسعادها وحبها… ،تدريجيًا بدأ صوتها بالاختفاء ووجودها وكأنها لم تكن موجوده قط لاستيقظ ببطء وافرك عيناي لاستوعب ماحدث، لأدرك انه مجرد حلم عابر مع أنه بدا واقعيًا بالنسبه لي ولكنه أجمل شيء حدث لي اليوم فبعد هذا الحلم بدأت اتقبل واشعر بالرضا عن نفسي قليلًا شعرت بالراحه لتلك الكلمات لواقعيتها فقد ساعدتني في فهم نفسي بشكل أفضل أيضًا أشعر أن شخصًا ما من الماضي قالها لي ولكن لا أذكر من بالضبط يبدو أنه ظهر في حلمي لتذكيري من جديد كيف يمكن أن تكون هناك آلام جميلة رغم المعانات إلا إن التعايش معها وتخطيها تصبح ذكرى عابره عن مدى قوتك في مواجهتها وتخطيها بابتسامه ... الخاتمة: اتمنى تعجبكم القصه البسيطه وهذي اول مره اكتب فقلت اجرب ومنها اشارك بالمهرجان الشتوي |