مجتمع النحل
لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل أجمل تكريم .. وبلغ هذا التكريم مداه حين خصص له سورة في القرآن الكريم عرفت باسم ( سورة النحل ).
ومجتمع النحل من أنشط المجتمعات .. إن لم يكن أنشطها على الإطلاق .. تقاسم أفراده العمل .. فكل يؤدي واجبه بإتقان وإخلاص .. لا يسمح أفراد هذا المجتمع أن يعيش بينهم كسول .. فإذا تكاسل أحدهم وصار عبئاً على بقية أفراد الخلية كان مصيره الطرد والتشرد .. لذلك ينصح أحد الحكماء تلاميذه فيقول : كونوا كالنحل في الخلايا .. قالوا : وكيف النحل في الخلايا ؟ قال : إنها لا تترك عندها بطالاً إلا نفته وأبعدته وأقصته عن الخلية ، لأنه يضيق المكان ، ويفني العسل ، ويعلم النشيط الكسل.
وليس خلية النحل مجموعة من الأفراد لكل فرد فيها عمل مستقل فقط .. وإنما هذه الخلية بمثابة جسم نابض بالحياة ، ترابط أعضاؤه ترابطاً منظماً وثيقاً .. فإذا ما أصاب الخلية جرح أو نزل بها ما يهدد أمنها تألمت وحزنت .. وبدافع حب العيش والبقاء ، وحفاظاً على استتباب النظام داخل الخلية ، يقوم أفرادها بإصلاح ما أصابهم حتى يلتئم الجرح ، ويزول ما يهدد الأمن والاستقرار.
إن مجتمع النحل لا يعرف اليأس - كما سنعرف أثناء عرضنا إن شاء الله تعالى - فإذا لزم الأمر كان في إمكان النحلة العجوز المسنة أن تعود شابة نشيطة تضع البيض وتفرض سيطرتها على الخلية .. وباختصار شديد يمكن القول : أن كل فرد في الخلية يعمل ما يشبه المستحيل للمحافظة على استقرار وأمن الخلية .. وكل خلية تمثل في حد ذاتها مملكة ذات نظام عجيب وقوانين دقيقة ، لا يملك المرء إذا ما شاهدها إلا أن يقول : سبحان الله !!
وكل خلية تتكون من : ملكة واحدة ... وآلاف من الشغالات .. وبضع مئات من الذكور .. يعيش الجميع في مكان واحد يحتوى على كثير من الأقراص الشمعية.
* مجتمع النحل عائلة واحدة :
يعيش النحل في جماعات كبيرة يتراوح عددها ما بين (50000) إلى (60000) نحلة، وقد يصل عدد النحل في الخلية الواحدة في بعض الأحيان إلى (80000) نحلة، وتسكن كل جماعة من النحل في بيت خاص بها تصنعه بنفسها يسمى الخلية، وقد يبنى النحل بيته في الجبال أو على الأشجار أو في خلايا خاصة من صنع الإنسان.
قال تعالى : "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)".
* ويتكون مجتمع النحل من ثلاثة أنواع :
ملكة واحدة، وبضع مئات من الذكور، وآلاف من الإناث وتسمى الشغالات أو العاملات، ويعيش جميع أفراد الخلية في نظام دقيق محكم يسوده الحب والتعاون، ويؤدى كل فرد فيه وظيفته الموكلة إليه على خير وجه، دون كسل أو ملل . - الملكة :
الملكة هي أهم نحلة في الخلية، ووظيفة الملكة الأولى هي وضع البيض، الذي يخرج منه نحل الخلية كلها؛ ولذلك فهي أم جميع النحل إناثه وذكوره.
وتضع ملكة النحل نحو (1500) بيضة في اليوم الواحد، وقد يصل عدد البيض إلى نحو (2500) بيضة، وتضعه في عيون خاصة من الشمع صنعتها الشغالات، لكن عندما ينتهي موسم العسل ينخفض عدد البيض الذي تبيضه الملكة شيئا فشيئا، ويقدر العلماء عدد البيض الذي تضعه الملكة طوال عمرها بنحو (مليون) بيضة تقريبًا، وتعيش ملكة النحل عمرا مديدا قد يصل إلى نحو (5) إلى (6) سنوات تقريبًا .
- ذكور النحل :
ليس لذكور النحل أي وظيفة تذكر داخل الخلية سوى تلقيح الملكة في موسم التزاوج، وذكور النحل ليس لديها القدرة على القيام بما تقوم به الإناث، وهى الشغالات من مهام، فألسنتها قصيرة لا تقدر على امتصاص رحيق الأزهار، وليس في أرجلها سلال تجمع فيها حبوب اللقاح من النبات، وتخلو أجسامها من الغدد التي تصنع الشمع اللازم لبناء الخلية، وليس لها زبان مدبب تدافع به عن نفسها ولا عن خليتها، لذلك فهي لا تصلح في بناء الخلية ولا في القيام بمهام حراستها، بل إنها حتى في طعامها تعتمد على ما تجلبه الشغالات من رحيق، لكن على الرغم من ذلك فإن ما تقوم به الذكور من دور- وهو تلقيح الملكة- ضروري لاستمرار الحياة في الخلية كلها، وإذا لم يحدث هذا الأمر فلن يكون هناك ملكات ولا ذكور ولا شغالات .
- الشغالات :
تعيش النحلة الشغالة نحو (6) أسابيع فقط تقضيها النحلة في عمل وحركة لا تنقطع، فهي تقضى الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها في العمل داخل الخلية، فمنها من تقوم بحراسة مدخل الخلية من الأعداء، ومنها من تقوم بتهوية الخلية، وذلك بتحريك أجنحتها بسرعة طوال الوقت؛ مما يساعد على تبريد الخلية في الجو الحار، ومنها من تقوم بتنظيف الخلية فتجمع الفضلات وغيرها وتلقيه خارج الخلية، ومنها من تقوم بعمليات الإصلاح خارج الخلية، وذلك بسد الشقوق التي قد توجد في الجدران والتي يمكن أن يدخل منها الأعداء أو يتسرب منها ماء المطر، ومنها من تقوم ببناء العيون السداسية من الشمع؛ لاستخدامها كمخازن للعسل أو كحجرات لتربية صغار النحل، كما تقوم الشغالة بالعناية بالبيض، ورعاية صغار النحل حتى تكبر، وعندما تتم النحلة الشغالة (21) يومًا من عمرها تكون قد أنجزت جميع المهام التي أوكلت إليها داخل الخلية، فتستعد بعد ذلك لإنجاز مهام أخرى عظيمة لكن خارج الخلية !!
* حبوب اللقاح :
وإلى جانب ما تجمعه الشغالات من رحيق الأزهار، فإنها تجمع حبوب اللقاح أيضًا، فعندما تلتصق بعض هذه الحبوب بأرجل النحلة وجسمها، وهى تجمع الرحيق تقوم النحلة بجمع هذه الحبوب من على جسمها بواسطة أمشاط خاصة من الشعر موجودة على أرجلها، ثم تفرغها داخل سلات حبوب اللقاح الموجودة على رجليها الخلفيتين، وعندما تصل النحلة إلى الخلية تفرغ هذه الحبوب في عيون الشمع بعد عجنها في فمها بإضافة بعض العسل والعصارات إليها؛ لتصنع ما يسمى بخبز النحل، وهو طعام شهى تستخدمه الشغالات في إطعام صغار النحل .
* بيت النحل :
يعد النحل من أجدر المخلوقات التي حباها الله عز وجل بمهارات وقدرات خاصة تمكنها من بناء بيت رائع لنفسها؛ ففي داخل جسم النحلة الشغالة غدد خاصة تحول بعض العسل الذي تأكله إلى شمع، ثم تخرجه من ثماني فتحات تقع على الجانب الأسفل من جسمها، وتضعه في فمها لكي تجعله لينا طريا يسهل استخدامه في بناء العيون.
وتصنع الشغالات عيون خليتها على هيئة شكل سداسي الأضلاع، وتتلاصق هذه الأضلاع معًا بطريقة هندسية رائعة بحيث لا يكون بينها أي فراغ يذكر، وقد اكتشف العلماء أن تلك العيون السداسية أقوى وأمتن من العيون المربعة، كما إنها تسمح باحتواء أكبر عدد ممكن من أعضاء الخلية، وبأقل قدر من الشمع .
* العناية بالصغار :
تمر كل نحلة سواء كانت ملكة أم ذكرًا أم شغالة بأربع مراحل حتى تصبح نحلة كاملة؛ فبعد أن تضع الملكة البيض في العيون المخصصة له من الشمع تأخذ الشغالات (الحاضنات) المسئولة عن العناية به، في مراقبته عن قرب، وبعد ثلاثة أيام يفقس البيض دودًا صغيرًا يسمى اليرقات، فتقوم الحاضنات بإطعام هذه اليرقات غذاءً خاصًّا تفرزه من غدد في رأسها، يسمى بالفلوذج الملكي، وذلك لمدة ثلاثة أيام، ثم تبدأ الحاضنات في إطعام اليرقات الرحيق وحبوب اللقاح، ثم تتحول اليرقة إلى شرنقة، وأخيرًا تتحول الشرنقة إلى نحلة كاملة، ويستغرق نمو الملكة منذ أن كانت بيضة إلى أن تصبح ملكة نحو (16) يومًا، ويستغرق نمو الشغالة نحو (21) يومًا، أما الذكور فيستغرق نموها نحو (24) يومًا .
كيف يتغذى النحل
يتغذى النحل بشكل رئيسي على الكربوهيدرات والبروتينات المتواجدين في الأزهار، إذ يحصل على الكربوهيدرات من الرحيق، وعلى البروتينات من حبوب اللقاح. يتكون الرحيق من ماء بنسبة 80;، ومن سكريات معقدة أيضاً، يقوم النحل بتخمير الرحيق وتحويله إلى عسل وتغطيته في خلية شمع العسل لتناوله لاحقاً، وتُخزّن السكريات لتتغذى عليها في فصل الشتاء.
العسل
عندما لا يجد النحل رحيقاً يتغذى عليه يقوم بتناول العسل المُخزّن في الخلية، وفي هذه الحالة ينبغي مراقبة توفّر العسل في الخلية باستمرار لأنّ نفاذ العسل منها يدل على تضوّر النحل جوعاً، ويُمكن إطعام النحل عسل خلايا أخرى بعد التأكد من خلوه من الأمراض، حيث أنّ إطعامه عسل من مصدر مجهول قد يُسبب له العدوى، ومن المهم وضع العسل داخل الخلية وليس خارجها.
السكر الأبيض
إنّ السكر الأبيض أو السكروز هو العنصر السائد في الرحيق، وهو لا يُسبب خطراً على الجهاز الهضمي للنحل، ومن الناحية الاقتصادية يُعد السكر الأبيض مجدياً أكثر من العسل ومن أنواع السكريات الأخرى، لذلك يُمكن توفيره لتغذية النحل في حال قلة الأزهار وعدم توفر رحيق. بدائل حبوب اللقاح يُمكن تغذية النحل على حبوب اللقاح أو على بدائله حيث أنه يحتوي على الفيتامينات والبروتينات والدهون والمعادن التي يحتاجها النحل، ويتمتع البروتين بأهمية خاصة في غذاء النحل لأنّه يحتوي على الأحماض الأمينية التي لا يمكن للنحل الحصول عليها من مصادر أخرى غير البروتين، ويمكن خلط حبوب اللقاح مع إفرازات النحل ومع الرحيق أو شراء بدائل حبوب اللقاح الذي يتميز بطعمه المستساغ، وقدرة النحل على هضمه واستهلاكه بسهولة من أي علامة تجارية، وينبغي وضع حبوب اللقاح أو بدائله أمام خلية النحل مباشرة.
الماء
يعدّ الماء مهم بالنسبة للنحل لسببين الأول هو لتخفيف العسل به، والثاني هو استخدامه للتبريد إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية، ويُفضل النحل الماء مع القليل من الملح، ومن الجيد توفير الماء لخلايا النحل في فصل الصيف وخلطه مع نسبة بسيطة من الملح لا تتجاوز 0.3 ***1642; ووضعه باكراً في مكان محدد ليعتاد النحل على الذهاب إليه كلما احتاج إلى الماء.
لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل أجمل تكريم .. وبلغ هذا التكريم مداه حين خصص له سورة في القرآن الكريم عرفت باسم ( سورة النحل ).
ومجتمع النحل من أنشط المجتمعات .. إن لم يكن أنشطها على الإطلاق .. تقاسم أفراده العمل .. فكل يؤدي واجبه بإتقان وإخلاص .. لا يسمح أفراد هذا المجتمع أن يعيش بينهم كسول .. فإذا تكاسل أحدهم وصار عبئاً على بقية أفراد الخلية كان مصيره الطرد والتشرد .. لذلك ينصح أحد الحكماء تلاميذه فيقول : كونوا كالنحل في الخلايا .. قالوا : وكيف النحل في الخلايا ؟ قال : إنها لا تترك عندها بطالاً إلا نفته وأبعدته وأقصته عن الخلية ، لأنه يضيق المكان ، ويفني العسل ، ويعلم النشيط الكسل.
وليس خلية النحل مجموعة من الأفراد لكل فرد فيها عمل مستقل فقط .. وإنما هذه الخلية بمثابة جسم نابض بالحياة ، ترابط أعضاؤه ترابطاً منظماً وثيقاً .. فإذا ما أصاب الخلية جرح أو نزل بها ما يهدد أمنها تألمت وحزنت .. وبدافع حب العيش والبقاء ، وحفاظاً على استتباب النظام داخل الخلية ، يقوم أفرادها بإصلاح ما أصابهم حتى يلتئم الجرح ، ويزول ما يهدد الأمن والاستقرار.
إن مجتمع النحل لا يعرف اليأس - كما سنعرف أثناء عرضنا إن شاء الله تعالى - فإذا لزم الأمر كان في إمكان النحلة العجوز المسنة أن تعود شابة نشيطة تضع البيض وتفرض سيطرتها على الخلية .. وباختصار شديد يمكن القول : أن كل فرد في الخلية يعمل ما يشبه المستحيل للمحافظة على استقرار وأمن الخلية .. وكل خلية تمثل في حد ذاتها مملكة ذات نظام عجيب وقوانين دقيقة ، لا يملك المرء إذا ما شاهدها إلا أن يقول : سبحان الله !!
وكل خلية تتكون من : ملكة واحدة ... وآلاف من الشغالات .. وبضع مئات من الذكور .. يعيش الجميع في مكان واحد يحتوى على كثير من الأقراص الشمعية.
* مجتمع النحل عائلة واحدة :
يعيش النحل في جماعات كبيرة يتراوح عددها ما بين (50000) إلى (60000) نحلة، وقد يصل عدد النحل في الخلية الواحدة في بعض الأحيان إلى (80000) نحلة، وتسكن كل جماعة من النحل في بيت خاص بها تصنعه بنفسها يسمى الخلية، وقد يبنى النحل بيته في الجبال أو على الأشجار أو في خلايا خاصة من صنع الإنسان.
قال تعالى : "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)".
* ويتكون مجتمع النحل من ثلاثة أنواع :
ملكة واحدة، وبضع مئات من الذكور، وآلاف من الإناث وتسمى الشغالات أو العاملات، ويعيش جميع أفراد الخلية في نظام دقيق محكم يسوده الحب والتعاون، ويؤدى كل فرد فيه وظيفته الموكلة إليه على خير وجه، دون كسل أو ملل . - الملكة :
الملكة هي أهم نحلة في الخلية، ووظيفة الملكة الأولى هي وضع البيض، الذي يخرج منه نحل الخلية كلها؛ ولذلك فهي أم جميع النحل إناثه وذكوره.
وتضع ملكة النحل نحو (1500) بيضة في اليوم الواحد، وقد يصل عدد البيض إلى نحو (2500) بيضة، وتضعه في عيون خاصة من الشمع صنعتها الشغالات، لكن عندما ينتهي موسم العسل ينخفض عدد البيض الذي تبيضه الملكة شيئا فشيئا، ويقدر العلماء عدد البيض الذي تضعه الملكة طوال عمرها بنحو (مليون) بيضة تقريبًا، وتعيش ملكة النحل عمرا مديدا قد يصل إلى نحو (5) إلى (6) سنوات تقريبًا .
- ذكور النحل :
ليس لذكور النحل أي وظيفة تذكر داخل الخلية سوى تلقيح الملكة في موسم التزاوج، وذكور النحل ليس لديها القدرة على القيام بما تقوم به الإناث، وهى الشغالات من مهام، فألسنتها قصيرة لا تقدر على امتصاص رحيق الأزهار، وليس في أرجلها سلال تجمع فيها حبوب اللقاح من النبات، وتخلو أجسامها من الغدد التي تصنع الشمع اللازم لبناء الخلية، وليس لها زبان مدبب تدافع به عن نفسها ولا عن خليتها، لذلك فهي لا تصلح في بناء الخلية ولا في القيام بمهام حراستها، بل إنها حتى في طعامها تعتمد على ما تجلبه الشغالات من رحيق، لكن على الرغم من ذلك فإن ما تقوم به الذكور من دور- وهو تلقيح الملكة- ضروري لاستمرار الحياة في الخلية كلها، وإذا لم يحدث هذا الأمر فلن يكون هناك ملكات ولا ذكور ولا شغالات .
- الشغالات :
تعيش النحلة الشغالة نحو (6) أسابيع فقط تقضيها النحلة في عمل وحركة لا تنقطع، فهي تقضى الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها في العمل داخل الخلية، فمنها من تقوم بحراسة مدخل الخلية من الأعداء، ومنها من تقوم بتهوية الخلية، وذلك بتحريك أجنحتها بسرعة طوال الوقت؛ مما يساعد على تبريد الخلية في الجو الحار، ومنها من تقوم بتنظيف الخلية فتجمع الفضلات وغيرها وتلقيه خارج الخلية، ومنها من تقوم بعمليات الإصلاح خارج الخلية، وذلك بسد الشقوق التي قد توجد في الجدران والتي يمكن أن يدخل منها الأعداء أو يتسرب منها ماء المطر، ومنها من تقوم ببناء العيون السداسية من الشمع؛ لاستخدامها كمخازن للعسل أو كحجرات لتربية صغار النحل، كما تقوم الشغالة بالعناية بالبيض، ورعاية صغار النحل حتى تكبر، وعندما تتم النحلة الشغالة (21) يومًا من عمرها تكون قد أنجزت جميع المهام التي أوكلت إليها داخل الخلية، فتستعد بعد ذلك لإنجاز مهام أخرى عظيمة لكن خارج الخلية !!
* حبوب اللقاح :
وإلى جانب ما تجمعه الشغالات من رحيق الأزهار، فإنها تجمع حبوب اللقاح أيضًا، فعندما تلتصق بعض هذه الحبوب بأرجل النحلة وجسمها، وهى تجمع الرحيق تقوم النحلة بجمع هذه الحبوب من على جسمها بواسطة أمشاط خاصة من الشعر موجودة على أرجلها، ثم تفرغها داخل سلات حبوب اللقاح الموجودة على رجليها الخلفيتين، وعندما تصل النحلة إلى الخلية تفرغ هذه الحبوب في عيون الشمع بعد عجنها في فمها بإضافة بعض العسل والعصارات إليها؛ لتصنع ما يسمى بخبز النحل، وهو طعام شهى تستخدمه الشغالات في إطعام صغار النحل .
* بيت النحل :
يعد النحل من أجدر المخلوقات التي حباها الله عز وجل بمهارات وقدرات خاصة تمكنها من بناء بيت رائع لنفسها؛ ففي داخل جسم النحلة الشغالة غدد خاصة تحول بعض العسل الذي تأكله إلى شمع، ثم تخرجه من ثماني فتحات تقع على الجانب الأسفل من جسمها، وتضعه في فمها لكي تجعله لينا طريا يسهل استخدامه في بناء العيون.
وتصنع الشغالات عيون خليتها على هيئة شكل سداسي الأضلاع، وتتلاصق هذه الأضلاع معًا بطريقة هندسية رائعة بحيث لا يكون بينها أي فراغ يذكر، وقد اكتشف العلماء أن تلك العيون السداسية أقوى وأمتن من العيون المربعة، كما إنها تسمح باحتواء أكبر عدد ممكن من أعضاء الخلية، وبأقل قدر من الشمع .
* العناية بالصغار :
تمر كل نحلة سواء كانت ملكة أم ذكرًا أم شغالة بأربع مراحل حتى تصبح نحلة كاملة؛ فبعد أن تضع الملكة البيض في العيون المخصصة له من الشمع تأخذ الشغالات (الحاضنات) المسئولة عن العناية به، في مراقبته عن قرب، وبعد ثلاثة أيام يفقس البيض دودًا صغيرًا يسمى اليرقات، فتقوم الحاضنات بإطعام هذه اليرقات غذاءً خاصًّا تفرزه من غدد في رأسها، يسمى بالفلوذج الملكي، وذلك لمدة ثلاثة أيام، ثم تبدأ الحاضنات في إطعام اليرقات الرحيق وحبوب اللقاح، ثم تتحول اليرقة إلى شرنقة، وأخيرًا تتحول الشرنقة إلى نحلة كاملة، ويستغرق نمو الملكة منذ أن كانت بيضة إلى أن تصبح ملكة نحو (16) يومًا، ويستغرق نمو الشغالة نحو (21) يومًا، أما الذكور فيستغرق نموها نحو (24) يومًا .
كيف يتغذى النحل
يتغذى النحل بشكل رئيسي على الكربوهيدرات والبروتينات المتواجدين في الأزهار، إذ يحصل على الكربوهيدرات من الرحيق، وعلى البروتينات من حبوب اللقاح. يتكون الرحيق من ماء بنسبة 80;، ومن سكريات معقدة أيضاً، يقوم النحل بتخمير الرحيق وتحويله إلى عسل وتغطيته في خلية شمع العسل لتناوله لاحقاً، وتُخزّن السكريات لتتغذى عليها في فصل الشتاء.
العسل
عندما لا يجد النحل رحيقاً يتغذى عليه يقوم بتناول العسل المُخزّن في الخلية، وفي هذه الحالة ينبغي مراقبة توفّر العسل في الخلية باستمرار لأنّ نفاذ العسل منها يدل على تضوّر النحل جوعاً، ويُمكن إطعام النحل عسل خلايا أخرى بعد التأكد من خلوه من الأمراض، حيث أنّ إطعامه عسل من مصدر مجهول قد يُسبب له العدوى، ومن المهم وضع العسل داخل الخلية وليس خارجها.
السكر الأبيض
إنّ السكر الأبيض أو السكروز هو العنصر السائد في الرحيق، وهو لا يُسبب خطراً على الجهاز الهضمي للنحل، ومن الناحية الاقتصادية يُعد السكر الأبيض مجدياً أكثر من العسل ومن أنواع السكريات الأخرى، لذلك يُمكن توفيره لتغذية النحل في حال قلة الأزهار وعدم توفر رحيق. بدائل حبوب اللقاح يُمكن تغذية النحل على حبوب اللقاح أو على بدائله حيث أنه يحتوي على الفيتامينات والبروتينات والدهون والمعادن التي يحتاجها النحل، ويتمتع البروتين بأهمية خاصة في غذاء النحل لأنّه يحتوي على الأحماض الأمينية التي لا يمكن للنحل الحصول عليها من مصادر أخرى غير البروتين، ويمكن خلط حبوب اللقاح مع إفرازات النحل ومع الرحيق أو شراء بدائل حبوب اللقاح الذي يتميز بطعمه المستساغ، وقدرة النحل على هضمه واستهلاكه بسهولة من أي علامة تجارية، وينبغي وضع حبوب اللقاح أو بدائله أمام خلية النحل مباشرة.
الماء
يعدّ الماء مهم بالنسبة للنحل لسببين الأول هو لتخفيف العسل به، والثاني هو استخدامه للتبريد إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية، ويُفضل النحل الماء مع القليل من الملح، ومن الجيد توفير الماء لخلايا النحل في فصل الصيف وخلطه مع نسبة بسيطة من الملح لا تتجاوز 0.3 ***1642; ووضعه باكراً في مكان محدد ليعتاد النحل على الذهاب إليه كلما احتاج إلى الماء.