بسم الله الرحمن الرحيـم السـلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاتـه حسنا كما ترون .. هي قصة حقيقية لذا لا تحوي الكثير من البهرجة هههه حاولت سردهـا ببساطة و في نفس الوقت بذكر كل التفاصيل ( استمعت للقصة في أحد البرامج و أعدت سردها لكم ) ربما لا ترقى لمستوى مسابقة القصة القصيرة في المهرجان الشتوي لكنني قررت المشاركة بها رغم ذلك .. فلطالما أردت نشر قصة جريمة قتل XD PS : هناك تلميح صغير لرواية " حرب شوارع " في الأخير ههه . . [ الثـروة التي جلبت المصائب : جريمة تيلورايـد ] [ 6 أغسطس 1990 ] [ تيلورايد - ولايـة كولورادو الأمريكيـة ] البلـدة تقع في مقاطعة سان ميغيل بين سلسلة جبال مشهورة يتهافت عليها السياح من كل مكان، سواء من أجل التزلج على الثلج و الجليد أو تسلق الجبال .. أي أنها منطقـة سياحية بامتياز .. بالكاد شهدت سرقة أو جرائما من قبل، جميع سكان المكان - القلال - يعرفون بعضهم البعض .. حتى أن بعضهم لا يغلق باب منزله في الليل و ينام مرتاحا رغم ذلك، هذا لوصف كمية الثقة المتبادلة و الأمان المعتاد في هذه المنطقـة .. إلا أن هذا الهدوء تم كسره في أحد أيام صيف 1990 م، عندما تلقى مكتب الضابط " بيل ماسترز " نداء استغاثة من طفلة صغيرة .. - أمي .. أمي ساقطة على الدرج .. دماء كثيرة .. هناك دماء كثيرة .. كانت تبكي بشهقة و هي تحاول تكوين جملة مفيدة .. و فشلت في النهاية لكن ما تفوهت به من كلمات كان كافيـا لجر الضابط إلى منزلها ! ليدخل على ذلك المشهد المروع الذي حاولت الطفلة وصفه سابقـا، المرأة كانت على الدرج بالفعل بملابس نومها و صدرها مليء بالدمـاء .. من الواضح أنها تلقت طلقة نارية واحدة على الأقل في قلبها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنزل الذي وقعت فيه الجريمة ملك للدكتور سام شون و الضحية هي زوجته إيفـا لديهما طفلين .. من بينهما الطفلة التي بلّغت الشرطة، الأمر الغريب هو أنه لا أحد سمع شيئا وقت الجريمة لا صوت الأم و لا صوت إطلاق النـار .. رغم وجود كلبيّ حراسة في ساحة المنزل الطفلة قالت أنها وجدت أمها هكذا عندما كانت متوجهة من غرفتها نحو المطبخ .. ما اكتشفه الضابط بيل لاحقـا هو أن الجريمة لم تقع في الدرج فقد كان الغطاء منقوعا بالدماء في غرفة النوم و فيه جزء مقطوع ( من نفس الغطاء ) .. لم يفهم سبب ذلك .. وجد أيضا رصاصة من عيار 25 بجانب الفراش أي أننا عرفنا سلاح الجريمة الآن .. الأمر الأكثر غرابة هنا هو أنه لا شيء سُرق من المنزل، لا شيء تحرك من مكانه .. و عند البحث عن البصمات لم يجد المحققون سوى بصمات أصحاب المنزل .. جريمـة محكمة .. مخططة بذكاء .. و الشخص الذي وراءها لم يترك أي أثـر، أي أنه شخص " محترف " لكن ما الذي أتى بإيفـا للدرج ؟ الأرجح أن من قتلها فاجأها في غرفة النوم و أطلق عليها هناك و هي بطبيعـة الحال حاولت الهرب .. لكن روحها خمدت بعد بضعة خطوات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدأت الشرطـة تلقي استنتاجاتهـا المبدئيـة و استنتاجهـا الأول هو أن الدافع هو السرقة .. السارق لم يجد وقتا لفعل شيء بعد جريمته و فضل الفرار خوفا من كون الجيران قد سمعـوا صوت الطلقة الناريـة .. بعيـدا عن هذا .. أين زوج إيفا ؟ سام شون .. عندما سألوا عنه اكتشفوا أنه ذهب في رحلة عمل إلى فينيكس ( في ولاية أريزونا )، حاولوا الاتصال به و لم يصلوا إليه بسهولة .. من جهـة أخرى .. هذه أول مرة تحدث فيها جريمة بهذا الشكل في تيلورايد و الأهم هو أن الضحية زوجة لأحد أغنى أغنيـاء كولورادو ! انتشر الخبر كالنار في الهشيم عندما انهالت وسائل الإعلام عليه، نقلـوا وقائع الجريمة و مستجداتها لحظة بلحظـة للناس المهتمة بمثل هذه الأخبار الفظيعة .. و عددهم بالملايين في الولايات المتحدة ~ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من قـتل إيفـا ؟ و لماذا ؟ استجوبت الشرطة كل جيرانها و معارفها و استغربوا جميعا لمقتلها .. المرأة لم يكن لها لا أعداء و لا مشاكل ~ امرأة دافئـة، طيبـة، جميلة، مهتمة بزوجها و أبنائها، تحب الطبيعـة و الجبـال لذلك أحبت العيش في هذه المنطقـة . تمكنت الشرطة أخيرا من التواصل مع الزوج سـام الذي أتى مصدوما عندما سمع الخبر .. أما بالنسبة للشرطة .. ففي مثل هذه الحالات عندما تُقتل الزوجة بينما زوجها غائب فأصابع الاتهام توجه مباشـرة للشريك .. أصبح سام المتهم الرئيسي للحظة .. لكنه كان يملك حجة غياب من حديد فقد كان في فينيكس وقت الجريمة و من المستحيل أن يأتي من هناك ليتركب الجريمة ثم يعود مجددا .. حجته أيدها الكثير من زملائه في العمل و أكدوا أنه لم يبرح مكانه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدكتـور سام انتقل لفينيكس لسبب وجيـه فقد ذهب لاجتماع في الشركة التي تملكها عائلتـه، تفاقم النزاع بين الإخوة و المالكين لها و كان لابد من اللقاء لإيجاد حل ما لكننا سنفصل هذه النقطة تدريجيا .. الشركة التي نتحدث عنها مختصة في " التنقيل " أي نقل الأثاث و الأغراض .. و هو شيء شائع في الولايات المتحدة، هذه الشركة كانت تملك 80 ألف شاحنة في سنة 1990 و لكم أن تتخيلوا مدخول هذه الشركة بكل هذا العتاد ~ مؤسس الشركة هو " آليكس شون " والد سام أنشأها بعد الحرب العالمية الثانية و طورها تدريجيا إلى أن وصلت لما هي عليه، حيث أصبحت تحقق آلاف الملايين من الأرباح سنويا، ربما ما أخطأ فيه الوالد هو شيء واحد لا غير .. و هو إعطاؤه مقاليد السلطة في الشركة لولديه " جو " و " مارك " و لم يتوقع أن يأخذوا منه كل شيء و هو لا يزال على قيد الحياة فقد أصبحوا يتحكمون في كل كبيرة و صغيرة و تحول الأمر لحرب ضروس .. بين الوالد آليكس من جهة .. و ابنيـه جو و مارك من جهة أخرى، أما سام - زوج الضحية إيفا - فقد كان يقف في صف والده مع شقيقه الآخر مايـك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لنعد للتحقيق .. عندما شرّح الطبيب الشرعي جسد إيفـا كشف بأن سبب الموت هو إصابتها بطلق ناري من مسدس بعيار 25 و بالتالي أيّد ما قاله الضابط بيل ماسترز لكن الطبيب الشرعي وجد آثار " حقن " في صدرها أي أن هناك من حقنها و الغريب أنه لا يوجد أثر لمادة مخدرة أو أي شيء حُقنت به إيفا و كأن العملية مجرد وخز بإبرة .. لماذا فعل المجرم ذلك ؟ خاصة بعد أن اتضح أن الوخز تم " بعد " موت الضحية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عندما سمع آليكس بخبر موت زوجة ابنه إيفا .. انهار تماما، لم يتوقع أبدا حدوث أمر كهذا لتلك المسكينة لكنه و بدون تردد اتهم مباشرة ابنيه جو و مارك ! - هما القاتلين ! أنا متأكد أنهما أرسلا شخصا لقتلها ! الشرطة لم تتجاهل الأمر و قررت التحقيق مع الأخوين .. و ما إن زارتهما حتى اكتشفت أن تصرفاتهما لا تبعدهما عن الاتهام، بل بالعكس .. تدعم أكثر نظرية كونهما وراء الجريمة .. مارك الذي كان هادئا في العادة بدا متوترا، و جو لم يكن مختلفا عنه .. فوق كونه انفجر غضبا في وجه الشرطة فقد منع المحققين من استجواب عمال الشركة و طلب من الحراس طردهم من البناية تفاجأ المحققون مما حدث .. لم يعتادوا على مثل هذه المعاملة .. لكنهم لم يستطيعوا توجيه أي تهمة مباشرة للأخوين ولم يملكوا أي دليل يدينهـم و فوق ذلك .. إن كان جو حقا وراء الجريمة فما باله يتصرف بغباء هكذا ؟ ألا يدري أنه يزيد الشكوك حوله بطرده للشرطة هكذا ؟ آليكس بقي مصرا على أن ابنيه هما اللذان وراء الجريمة، لكن إن كانا حقا كذلك، فما سبب قتلهما لإيفا ؟ رغم أنها ليست طرفا في النزاع العائلي على ميراث الشركة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مشوار آليكس لبناء شركته لم يكن سهلا فقد بدأ كعامل بسيط في نقل الأثاث يدويا و تدريجيا فتح مرآبا صغيرا و أصبح يصنع العربات فيه و ما إن جمع 5000 دولار حتى استثمرها في نفس المجال و تدريجيا فتح شركته الصغيرة المختصة في التنقيل، عندها تزوج بـ " آن ماري " و حصلا معا على 6 أبناء، جو، مارك، سام، مايك، بالاضافة لأختيـن، فقد آليكس زوجته آن ماري بسبب سكتة قلبية و وجد نفسه متورطا مع رعاية الشركة و أبنائه الستة، و موتها ترك فيه مرارة لم يستطع تجاوزها حتى بعد عقد قرانه بزوجة أخرى، زواجه الثاني أثمر بـ 5 أبناء آخرين و مثلما كبرت العائلة .. كبرت الشركة .. فقرر آليكس إدخال أولاده في إدارة الشركة و أصبحوا حاملي أسهم فيها و يحضرون اجتماعات مجلس الإدارة رغم صغر سنهم، آليكس ندم على اليوم الذي جعل فيه أبناءه يملكون جزءا كبيرا من شركته .. و خاصـة جو و مارك ! فقد كانا يتصرفان كالمنحرفين و لا يحترمان أحدا .. و لا حتى والديهم .. و يستعملان العنف اللفظي و المادي مع كل من يحدثهم و كان والدهم يخرجهم من المتاعب بصعوبة كلما تسببوا فيها .. زوجة الأب " سوزان " كانت مكروهة بشدة من طرف جو بالتحديد و يقول البعض أنه حصل يوما على مسدس و اختبأ في ركن ما و لولا أنهم اكتشفوه لكان قد قتلها على الأرجح .. لكن .. هل طبيعة الأولاد و تصرفاتهم الماضية تكفي كدليل إدانة ؟ لا .. لا يمكن اتهام أحدهم دون براهين و أدلة ملموسـة . أطفال آليكس درسوا في أرقى الجامعات الأمريكية، جو درس التسيير و مارك درس الاقتصاد، سام و مايك - اللذان كانا الأعقل و الأطيب - اختارا الطب و المحاماة، سام أصبح طبيبا معروفا و مايك فتح مكتب محاماة في فينيكس، و ثروة والدهم الطائلة وفرت لهم حياة الرغد و الرفاهيـة فقد كانوا يملكون أغلى السيارات و أفخم المنازل منذ المراهقة، بينما ابتعد سام و مايك و قرر كل منهما الاعتماد على نفسه و تكريس حياته لعمله الخاص و حياته الخاصة، إخوتهما جو و مارك كانا على درجة كبيرة من الطمع و جعلا من المؤسسة العائليـة ملكا لهما فقط، يحصدان المليارات و يتقاسمانها بينهما و أخرجا الأب و بقية الإخوة من الحسابات .. من الطبيعي أن يغضب الأب آليكس هنا ~ قرر مراجعة حساباته .. و عقد اجتماعا إداريا دون حضور جو و مايك في محاولة لاستعادة ملكيته للشركـة، لكن للأسف .. فات الأوان فقد كانا يملكان أغلبية السلطة و لا يمكن فعل شيء دون أخذ الموافقة منهما، غضب جو عندما سمع بما حدث و أبلغ عن والده فأصبحت القضية بين المحاكم .. و تعكر صفو العائلة أكثر .. الحل الوحيد لآليكس كان إقناع ولديه الآخرين سام و مايك بأن يعودا لإدارة الشركة و يحاولا التحكم في تصرفات جو و مارك و ربما تدريجيا استعادة الشركة .. لكن للأسف .. مخططات آليكس ذهبت مهب الريح، فأول لقاء بين جو و سام للنقاش حول الشركة انتهى بشجار كبير بعد أن أصر جو بأن الشركة في وضع سيئ و تكاد تفلس، و بالتأكيد لم يصدق سام ذلك لأن المدير المالي نفى الأمر بل و أكد أن أرباح الشركة أكثر مما يمكنه تصـوره، الشقاق الذي كان بين الأب و ابنيه انتقل ليصبح بين الأبناء الأربعة كذلك أصبحت حربا ضروسا كما سبق و قلنا ~ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قضية مقتل إيفا لم تمر مرور الكرام فقد قرر آليكس وضع مفاكأة لمن يقدم أي معلومات حول القاتل بقيمة 50 ألف دولار ثم رفعها لـ 100 ألف دولار بعد أقل من شهر، كما عيـن محققين خاصين للعمل على القضيـة بشكل مستقل عن الشرطة، أما جو و مارك فقد حاولا إظهار حسن نيتهم لكن بطريقة غريبـة نوعا ما .. فقد ركزا على التحقيق بالعرافات و المنجمات ! و لم يفهم أحد ما الهراء الذي يفكران فيه بالضبط تركا كل الوسائل العلمية الحديثة ليتوجها لعلم التنجيم .. على أي حال .. منذ أن زادت المكافأة زادت معها أتعاب الشرطة فقد أصبح المركز يتلقى عددا ضخما من الاتصالات كل يوم و طبعا أغلب المكالمات و الشهادات لم يكن لها أي أساس من الصحة سوى الطمع في الـ 100 ألف دولار ~ . مر شهر على مقتل إيفـا " شهر كامل على مقتل زوجة الطبيب المعروف سام شون، خلال هذا الوقت لم تجد الشرطة و لو دليلا واحدا على القاتل و جهود المحققين المضنية لم تأتي بأي نتيجة " عرضت التلفزة برنامجا كاملا حول هذه القضية و ركزت بشدة على الشرطة التي كانت عديمة الفائدة في حلها .. عندما بُث ذلك البرنامج اتصل شاب بالشرطة يدعى " كيلي " من نيو ميكسيكو و أخبرهم أنه يملـك فكرة عن قاتل إيفـا - إنه زوج أختي و اسمه " فرانك ماركي " سارق معروف ارتكب عدة جرائم من بينها الاغتصاب و قد اعترف له سابقا بأنه قتل امرأة غنيـة في تيلورايد، خرج من السجن قبل وقت ليس بطويل .. و كان متهما في جرائم عنف متعددة، هذا الخبر أراح المحققيـن الذين طلبوا من كيلي أن يدلهم على زوج أخته، هذا ما حدث .. إلا أن فرانك لم يُقر بالجريمة و لم يكن هنالك دلائل كافية لاتهامه رسميا، رغم هذا اجتهدت الشرطة أكثر لاستخراج شيء منه .. كيلي قال أيضا أن فرانك استعار مسدسا من عيار 25 من عند رجل يدعى " جيف كيلي " كان شريكا معه في مرآب لتصليح السيارات، بحث المحققين عن كيلي الجديد هذا .. لكنهم لم يعثروا عليه و بما أنهم لا يملكون ما يكفي من البراهين لفتح تحقيق رسمي معه فقد طلبوا من كيلي ( القديم ) بأن يطلب منه مسدسه ذو العيار 25 ليتأكدوا مما إن كان حقا سلاح الجريمة المزعوم .. المفاجأة هي أن المعمل الجنائي لم يستطع الفصل في قضية المسدس فقد تم مسح فوهة المسدس بواسطة مبرد و هي التي تحمل " بصمته "* التي تختلف من سلاح لآخر و تترك آثارا معينة على الرصاصة المستخدمة
. لم ييأس المحققون بعد .. بل قرروا المثابرة أكثر مع كيلي و عندما استجوبوه أخبرهم بأنه رافق فرانك ( المتهم ) إلى تيلورايد رغم أنه لم يعرف سبب سفره ذاك - حسب ما يقول - مهمته كانت تقتصر على إيصاله بالسيارة، و عند عودتهم إلى نيو ميكسيكو ( المدينة التي يقطنون فيها ) توقف فرانك و رمى كل ملابسه و استبدلها بملابس أخرى .. بدأت تفاصيل الجريمة تتضح أكثر .. طلب المحققون من كيلي أن يرافقهم في نفس الرحلة مجددا أي مسافة 650 كم .. بحثا عن ملابس فرانك التي قد تصبح دليل إدانة، استمرت رحلة البحث لـ 120 ساعة متقطعة إلى أن وجدوا مكب القمامة المزعوم .. و بالفعل وجدوا فيه ما كانوا يبحثون عنه، ما إن رأى كيلي السترة التي استخرجتها الشرطة حتى صرخ بأنها هي دون أدنى شك .. أخذوها للمعمل الجنائي .. و من حسن حظهم احتوت على " شعر "، درسوا الـ DNA فوجدوا أنه مطابق للحمض النووي للضحية إيفا لم يعد هنالك مجال للشك .. أُلقـي القبض على فرانك و بدأ التحقيق معه إلا أنه أمضى سنة كاملة موقوفا في الحبس و لم يتفوه بشيء حول القضية ! فرانك و خلال تواجده في السجن كان يفعل شيئا غريبا حسب قول زملاء زنزانته، كان يستعمل " الخردل " و يفرده على شعره كل يوم تقريبـا حتى أصبحت رائحته لا تطاق .. و لِم يفعل ذلك ؟ - سمعت أنه يزيل آثار الـ DNA .. هاهاها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد سنة كاملة قرر فرانكي أن يصرح بالحقيقة أخيرا، أخبرهم أنه ذهب لتيلورايد بهدف سرقة منزل تاجر مخدرات و منها قرر سرقة منازل أخرى من بينها منزل الدكتور سام، سرد للمحققين طريقة دخوله للمنزل و ملاحظته للكلاب المقيدة، كيف صعد لغرفة النوم و كيف استيقظت إيفا مفزوعة و صاحت عليه و عندها سحب مسدسه و أطلق عليها مرتين، الطلقة الأولى لم تصبها أما الثانية فاستقرت في قلبها، أكـدت الشرطة أقواله .. فما عدا منزل سام كان هناك منزلين آخرين تعرضا للسرقة في ذلك اليوم .. أحد المنزلين بلغ عن السرقة أما الآخر لم يفعل لأن المسروق لم يكن ثمينا، بعد 12 ساعة تحقيق وصلت الشرطة لاستنتاج .. - مقتل إيفا ليس جريمة مدبرة فرانك لم يستهدف قتلها شخصيا و لم يرسله شخص آخر لقتلها لأغراض شخصية الجاني مجرد " سارق " . بطبيعة الحال .. لم يستسغ سام هذه النتيجـة و لا حتى والده آليكس و شقيقه مايك، فكلهم أصروا على كون جو و مارك هما من أرسلا فرانك لقتل إيفا، أما بالنسبة للمحققين ففرانك لا يملك سببا للتستر على جو و مارك، بالعكس .. اعترافه بتورطهم كان ليخفف عنه العقاب، فرانك تمسك بأقواله حتى آخر رمق .. - مقتل إيفا كان خطأ .. لو لم تقم من النوم لربما كانت حية ترزق الآن أُغلقت القضية نهائيـا .. بعد أن تم الحكم على فرانكي بـ 24 سـنة حبسا قد لا يمضي منها سوى النصف .. أي 12 سنة .. إن كان سلوكه جيدا و في حالات معينة قد تصل لـ 8 سنوات فقط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - هناك نقاط تدل على أن فرانكي ليس سارقا و إنما مجرما .. بالأحرى " قاتلا مأجورا " - أوهو ! لاحظت ذلك أيضا .. كما هو متوقع من توأمي لاف ~ لاف [ متجاهلا ] : لقد نفذ الجريمة و غلفها بسرقتين لإبعاد الشبهات - أجل، و كيف ينتقل لـ 650 كم من سان فرانسيسكو إلى تيلورايد، منطقة صغيرة حيث جميع السكان يعرفون بعضهم البعض، و كل هذا من أجل السرقة ؟ لاف : احتمال كشفه كبير للغاية .. و هنالك شيء أهم يا رين رين : أجل .. الأمر الأغرب هو أنه لا شيء سُرق من منزل سام، كانت هناك قلادة ثمينة معلقة في غرفة إيفا و سام قيمتها تساوي مئات الملايين من الدولارات و وُضعت في مكان لا يمكن التغاضي عنه، بالإضافة لعدة جواهر و حلي سهلة للسرقة، فكيف لسارق محترف مثل فرانك ألا ينتبه لها ؟ لاف : لم يأخذ شيئا في طريقه لأن السرقة لم تكن هدفـه الرئيسي على الأرجح .. [ بسخرية ] و ماذا عن علامات الحقن في صدر إيفا ؟ ما قصتها ؟ رين : محاولة لاتهام زوجها الطبيب ربما ؟ و ما قصة الجزء المفقود من الغطاء الذي لم يجدوا أثرا له ؟ لاف : كما أن الجيران صرحوا بأن أنوار المنزل كانت مفتوحة و الكلاب كانت مقيدة و تنبح في عز الليل كيف دخل و هو لا يعلم إن كانت الكلاب مقيدة أم لا ؟ إن كان من دخل المنزل تعرفه الكلاب و اعتادت عليه فهذا شيء آخر .. رين : الكثير من علامات الاستفهام .. سمعت أن سام لا يزال لغاية الآن يحاول إعادة فتح القضية لكن دون جدوى لاف : آه أجل .. و والده آليكس توفي بعد 9 سنوات من القضية في حادث سيارة .. في أكتوبر 1999 تقرير الشرطة يشير إلى أنه أقرب ليكون عملية انتحار و ليس مجرد حادث عادي .. قبل موته و بعد مسلسل قضائي دام لقرابة العشر سنوات تم الحكم على جو بغرامة مالية تقدر بمليار و نصف دولار من أجل الاستحواذ على الشركة بطريقة غير قانونية .. جو لم يدفع منها سوى 462 مليون دولار أما شركته .. أو شركة والده بالأحرى فقد كانت قيد الإفلاس رين : سمعت أنها عادت اليوم لحجمها الطبيعي .. الشركة ~ أو بالأحرى الحجم الذي من المفترض أن تكون عليه شركة تنقيل طبيعية، مدخولها بعيد كل البعد عن الثروة التي صنعها والدهم و التي كان يعبث بها جو ومارك طوال حياتهم لاف : في النهاية إيفا كانت مجرد كبش فداء و لا أحد يمكنه تأكيد السبب الحقيقي لموتها رين : موتها سيبقى لغزا للأبد هاه [ نظرة لامعة ] لِم لا تفعل شيئا مفيدا ما دمت في المخابرات و ... قبل أن يكمل رين جملته وقف لاف متجاهلا لكلامه الغبي و غادر المكان رين : تشيه .. [ النهاية ] |