أبو أيوب الأنصاري : صحابي جليل , شهد العقبة مع السبعين , و نزل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رحل من قباء ( موضع بقرب المدينة ) الى المدينة ,
شهد بدرا و أحد و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* من مواقفه العظيمة :
** عن أفلح مولى أبي أيوب , عن أبي أيوب , أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما نزل المدينة ( الهجرة) , نزل على أبي أيوب , فنزل النبي صلى الله عليه و سلم
أسفل , و أبو أيوب في العلو , فانتبه أبو أيوب ذات ليلة فقال : نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم ! فتحول فباتوا في جانب . فلما أصبح ذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه و سلم , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( أسفل أرفق بي )) , فقال أبو أيوب : لا أعلو سقيفة أنت تحتها , فتحول أبو أيوب في الأسفل و النبي صلى
الله عليه و سلم في العلو . صحيح مسلم - مسند أحمد و السيرة لابن هشام .
-- لئن كانت دار الأرفم بن أبي الأرقم المخزومي هي نواة الدعوة الاسلامية في مكة المكرمة , فان دار أبي أيوب الأنصاري انطلقت منها نفحات الايمان في المدينة
المنورة , فنعم الدار و نعم ساكنها الفائز بضيافة خير البرية صلى الله عليه و سلم .
** لقد خاض كثير من المسلمين في حادثة الافك و هلك بسببها من هلك و اذا بأبي أيوب الأنصاري يقف موقف المؤمن الصادق صاحب القلب النقي التقي الدي نزلت فيه
الآية : (( لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيرا و قالوا هذا افك مبين )) النور - 12-
- قال الحافظ ابن كثير في هذه الآية أنها نزلت في أبي أيوب الأنصاري و امرأته رضي الله عنهما , فان أبا أيوب قالت له امرأته ام أيوب : يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس
في عائشة ( رضي الله عنها ) ؟ قال : نعم , وذلك الكذب , أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : لا و الله ما كنت لأفعله , قال : فعائشة و الله خير منك , فذلك قوله تعالى :
(( لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيرا و قالوا هذا افك مبين )) النور - 12- , كما قال أبو أيوب و امرأته ( مختصر تفسير ابن كثير ) .
قال الواقدي : توفي أبو أيوب الأنصاري في خلافة معاوية سنة اثنتين و خمسين بأصل حصن القسطنطنية بأرض الروم , و قد بلغنا أن الروم يتعاهدون قبره و يزورونه
و يستسقون به اذا قحطوا .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم