* هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه , كان يقال له في الجاهلية المقداد بن الأسود , شهد بدرا و أحد و المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه و سلم .
* عن طارق بن شهاب قال : قال عبد الله : لقد شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب الي مما عدل به , أتى النبي صلى الله عليه و سلم و هو يدعو
على المشركين فقال : و الله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى : (( فاذهب أنت و ربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون )) و لكنا نقاتل عن يمينك و عن يسارك
و بين يديك و من خلفك . فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم أشرق وجهه و سره ذلك . رواه أحمد
* عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير , عن أبيه قال : جلسنا الى المقداد يوما , فمر به رجل فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه و سلم , و الله
لوددنا أنا رأينا ما رأيت و شهدنا ما شهدت . فاستغضب فجعلت أعجب , ما قال الا خيرا , ثم أقبل اليه فقال : ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه , ما يدري
لو شهده كيف يكون فيه ؟ و الله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه و لم يصدقوه , أو لا تحمدون الله اذ أخرجكم
لا تعرفون الا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم , و لقد كفيتم البلاء بغيركم ؟ و الله لقد بعث النبي صلى الله عليه و سلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء في فترة
و جاهلية , ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان , فجاء بفرقان فرق به بين الحق و الباطل و فرق بين الوالد وولده ان كان الرجل ليرى والده وولده و أخاه كافرا , و قد فتح
الله قفل قلبه للايمان يعلم أنه ان هلك دخل النار فلا تقر عينه و هو أن حبيبه في النار و أنها للتي قال الله عز و جل : (( و الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا
قرة أعين )) أخرجه أحمد
* توفي المقداد رضي الله عنه سنة ثلاث و ثلاثين و هو ابن سبعين سنة و دفن بالبقيع .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
المرجع : صفة الصفوة