من كل بستان زهرة [ عبر / حكم / مقولات ]

في كل رمضان يتجدد لقاؤنا بعبادة قلبية عظيمة اسمها الخوف (الخوف من الله!)..
ألا ترى نفسك وقد أصبحت من الحساسية والوسوسة بمكان وهي تخاف حتى من بلع الريق إلى أن تذكرها بأن هذا ليس من المفطرات..!

الله..ما أجملك رمضان!

لا ترض لنفسك أن تعيش تافها وتموت تافها،بل كن كما حثك "شوقي" يوما:
و كُن في الطريق عفيف الخطى
شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إن أتوا بعدهُ ..
يقولون مرّ وهذا الأثر !

وإنك إن من الله عليك فشرفك بمصاحبة التدبر ،لم يتركك هذا الصاحب الجميل أن تمر على الآياث حثيثا دون أن يستوقفك مليا أمام باقة من المعاني العطرة لتستنشق شذاها وتنتشي بمعناها قبل أن تكمل المسير..!
فأنعم به من صاحب نحو الخير والنور ساحب، وأكرم به!

بعضُ الرسائلِ كلما قلّبتها فاح عطرها وتجدد في النفس عبيرها وانتشت لها الروح أكثر،وما ذلك إلا لصدقٍ وصفاءِ وِداد مُزِجا مع حِبر مُرسليها مزجا لطيفا لم تفلح رياح الأيام في إخماد تأثيره!
سبحان الله!

{إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ}..
ما أجملها :لفظا ومعنى ومدا (على قراءة ورش)!

وأنت مار ببساتين القرآن المزهرة ،أجج شوقك لمعبودك العظيم بهذه الآية المبهرة بأن تقف عندها مليا وتكررها كثيرا:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(11)}[الشورى]

فكيف الفؤاد لا يشتاق لرؤية من ليس له مثيل في ذاته ولا صفاته وأفعاله ..!سبحانه وبحمده

عندما تعرض فكرتك أو موضوعك اعرضه وقد فتحت باب الحوار ،فإنك إن أوصدته كنت على مبدأ فرعون "لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد"!
ثم تأمل كيف أن أشرف موضوع وهو (التوحيد) عرضه أشرف الخلق وصفوتهم (الأنبياء )على الناس وقد قدروا للحوار قدره..

قالت :حدثينا عن خوارم الرجولة..
قلت :ما أكثرها في زماننا!
منها :السب ،وطلاء المساحيق،والبكاء (على التوافه )وتتبع الفايسبوكيات!

نقسو ثم نرأفُ فنعتذرُ..
لله درُنا -نحن النساء-!

في العالم الافتراضي يتكلم من شاء في الموضوع الذي شاء، وعن الأشخاص الذين شاء ،بالأسلوب الذي شاء ،والكلمات التي شاء، دون التقيد بقوانين أو أعراف ..ثم يعجب به وبكلامه ولابد جمهور عريض من الناس!
يا له من عالم غريب !
يحار أمامه عقل العاقل ويجف فيه حلم الحليم..