من كل بستان زهرة [ عبر / حكم / مقولات ]

إذا حَلَّ الليلُ وأسدلَ سِتارَهُ البهيمَ,
نَزَلَ الهوْلُ,وسادَ السكونُ,وزادتْ كميةُ الأنينِ,و ثقُلَ وزنُ الهمومِ أكثرَ ,واستأسدتِ الآلامُ ,واشتدتْ وطأةُ الأسقامِ, وأُضرِمَتْ نيرانُ الأشواقِ,واشتدَّ بكاءُ العُشَّاقِ
وحَنَّ العُبَّادُ إلى اللقاءِ فقامُوا مفتتحينَهُ بــ" اللهُ أكبَر"..
فسبحانَ من جعلَ الليلَ حافلًا بكُلِّ هَذا..!

رَبَّـــــاه.. كُل مَعْرفةٍ أمامَ عظمةِ اسمكَ نكرةٌ, وكُلُّ علَم يخرُّ أمامَ جلالتكَ صعِقا..فتباركتَ يا اللهُ وتعاليتَ!

ومِنْ عَجَبٍ أنَّ الآلامَ قدْ تَبِلُ على قلبٍ وَبْلاً وتتواترُ عليهِ تواتُراً مُريعاً ثم تكونُ النتيجةُ: أنها تألفُهُ ويألَفُها..!

ورُبَّ خصومةٍ تأجَّجَتْ, فلما خمَدتْ أنبتَتْ وُدّاً صادِقاً أشدَّ عبيراً من الوَرْدِ..سُبحانَ الرحمن !

قِمَّةُ السعادةِ: أنْ يكونَ ربُّكَ بكَ حَفِيّاً,وأنتَ في رياضِ مَرضاتِهِ راتعٌ بُكْرَةً وعَشِيّاً..!

ونَحْنُ النساءُ سُرعانَ ما نتعارفُ -فيما بَيْنَنَا- ونتلاطفُ ونتعاطفُ ونتآلفُ ..سبحان مُبدِعِنا العظيم!
لَكِنْ ليتَنا بكلامِنَا لا نُجَازفْ, ولا نُنْفِقْ ثَمينَ أوقاتِنَا في السَّفاسِف..!

أعْشَقُ الشِّعْرَ! لكنَّ بحورَهُ العميقةَ تُغرِقُني وعلومَهُ المستغلقَة–على أمثالِي-تجْعلُنِي أتوهُ في فيَافِيه..

زارني المرضُ يوماً وقُبَيْلَ أن يرحلَ هَمَسَ لــــي :
"ألا ما أضعفكَ أيها الإنسانُ وما أوهنكَ, و إلى ربِّكَ ما أفقركَ وأحْوجَكَ, وبنفسكِ ما أجهلكَ وأبلهَكَ, وعند حُلُولي ما أجبنكَ وأجزَعَك,وبدونِ رِداءِ العافيةِ ما أشْحَبَكَ وأبهَتَك..!"

فقلتُ:لله دَرُّكَ يا مَرضُ ما أصْدَقَك!!

كَمْ نحتاجُ لتقويةِ الشخصياتِ المسلمةِ,
فالشخصيةُ القَويَّةُ إذا ما تضوَّعَتْ بتعاليمِ الدِّينِ وتسربَلَتْ بالتُّقى أَدهَشتْ وانجذَبَ للدِّينِ خلقٌ كَثِير بفضلِ الله تعالى!

لنْ نَستطيعَ الولوجَ إلى جنَّتَيْ الدنيا والآخرةِ إلا من خِلَال بوابةِ الإسلامِ,وماعدى ذلكَ فهو سرابٌ ووَهمٌ ليْسَ إِلَّا.!