السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~
هذا الموضوع كتبته دون أي تجهيز مقدماً لذا لم اصمم طقم ربما اصمم له لاحقاً ~
قررت المجيء بشيء بعد أن فكرت به و اقتنعت به و ناقشته مع أحد الاساتذة ، فلم يقنعني تفسير بعض الشيوخ
للحديث ، و لم يأتي هذا الكلام من عقلي مقدماً ، بل هو بعد بحث و سؤال من هم خبيرين بهذا من شيوخ إلى معلمي
و اساتذة اللغة العربية ، و مراجع عديدة
الحديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه
كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء "
و قول الله تعالى " مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا "
لنبدأ بالآية أولاً :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
قال أحد الشيوخ :
إن حواء لو كانت ضلعاً من آدم لقال الحق تعالى: جعل منها زوجها، ذلك أن الجعل بعض الأخذ من نفس
المادة وصناعة ما يريد، وهو الحق المالك لكل الكون، إن قول الله تعالى: "وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا" هو تعبير عن
خلق جديد مستقل. إلى أن قال: أي خَلَقَ حواء مثلما خلق آدم، وكما أوضح لنا الحق تعالى أنه خلق آدم من
طين، فكذلك خلق حواء
- فسلفة خارجية من عندي -
و هذا ليس جديد فالكل يعلم اننا خلقنا من طين ، و الآن بعد التفكير كيف خلقت المرأة من طين إن
كان قول بعض الشيوخ هو اننا خلقنا من ضلع ، و إضافة إلى هذا إن خلقت حواء من ضلع إذاً
ولدها نصف ضلع بالتأكيد لن يفصل الأمر إلى نساء و رجال ، و نرى إن كان هذا صحيح و خلقت حواء
حرفيا من ضلع إذاً نحن رجال و نساء نصف ضلع و نصف إنسان كامل - علم الوراثة يبكي بالزاوية -
- نرجع للمهم -
و قال شيخ آخر :
وقد ذهب بعض العلماء المفسرين إلى أن حواء مخلوقة من نفس آدم، واعتمدوا في ذلك على ظاهر
قوله: "وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا"، أي إن حواء مخلوقة من بعض جسم آدم؛ لأن "مِن" تدل على التبعيض
وهذا المعنى هو ضلع آدم، ولا نعتبر الآية دالة على هذا؛ لأن الآية تتحدث عن تكريم الله للرجال
والنساء جميعاً، ويخبرنا الله أنه خلقنا نحن البشر "من نفسٍ واحدةٍ"، وخلق من هذه النفس الواحدة
زوجها، والمراد بالنفس الواحدة هنا النفس الإنسانية التي تتمثّل فيها الطبيعة البشرية، هذه النفس
المكوّنة من مادة وروح، والمتمثّل فيها الكيان البشري بما فيه من أعضاء وأجهزة، يقوم عليه جسمه
المادي بما فيه من مشاعر وأحاسيس وصفات وسمات وغرائز وشهوات وآمال وتطلعات، وما فيه من
قلب وروح وتصور وفكر وخيال، هذا الكيان الإنساني كله هو النفس التي خلقها الله
وخلق الله من هذه النفس الواحدة المتكاملة الرجل، ثم خلق من هذه النفس الواحدة المتكاملة المرأة. وأول
نموذج عملي للنفس الواحدة هو آدم أبو البشر عليه السلام، الذي تمثلت فيه النفس الواحدة بكامل خصائصها
وسماتها، وثاني نموذج للنفس الواحدة زوجه حواء التي خلقها الله وجعلها زوجاً له، وتمثلت فيها النفس
الواحدة بكامل خصائصها وسماتها، مع فروق فردية جعلها الله الحكيم –بيولوجياً وعاطفياً- بين الرجل
والمرأة ليقوم كل منهما بدوره في الحياة. وهذا معناه أن الرجل نفس إنسانية سوية بجسمه وروحه
وشخصيته، وأن المرأة نفس إنسانية سوية لها جسمها وروحها وشخصيتها، وهي معززة مكرمة كالرجل
وليست أدنى أو أحطّ منزلة منه، وهذا تكريم وتشريف عظيم للمرأة.
ليس المراد بالنفس الواحدة في الآية آدم عليه السلام حتى نقول: إن الله خلق له منه زوجه حواء؛ إنما
هي النفس الإنسانية التي خلق الله منها آدم أولاً، ثم خلق منها حواء بعد ذلك، ثم بثّ منهما رجالاً كثيراً
ونساء، واللطيف أن هذه الآية التي تتحدث عن النفس الواحدة التي خلق الله منها الرجل والمرأة في صدر
سورة النساء، التي تتحدث كثيراً عن النساء وأحكامهن، وبهذا نرى أن القرآن –والإسلام- قد كرّم المرأة
تكريماً عظيماً عندما اعتبرها كياناً شريفاً فاضلاً مخلوقاً من النفس الواحدة التي خُلق منها الرجل .
أما قول أن حواء خلقت من ضلع آدم فهو من العهد القديم والروايات الإسرائيلية حيث كانت تقول هذا و
تقول أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر ، ومسؤولية هذا الحرف ليست على صريح القرآن ولا صحيح
السنة، ولكن في القرآن "خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا"، ظاهر هذه الآية أن حواء خُلقت من
آدم، لكن دون تعيين الموضع، وفي الحديث: (إن المرأة خلقت من ضِلَع) ، وهذا يحتمل أن تكون خلقت
من ضلع آدم، أو تكون تلك إشارة إلى طبيعة المرأة وفطرتها وروحها وعاطفتها، كما في قوله: " خُلِقَ
الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ " [سورة الأنبياء: 37]، ولذا قال بعده: (وإن ذهبتَ تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها)
وقيل خلقت خلقاً مستقلاً من الطين كآدم
وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المرأة خُلقت من ضِلْع فما المراد بهذا الضِّلْع؟ قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خُلقت من ضِلْعٍ، وإنَّ أعوجَ ما في الضِّلْعِ
أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمُهُ كسرتَهُ، وإن تركتَهُ لم يزل أعوجَ، فاستوصوا بالنساء خيراً)، وحمل بعض
العلماء الضلع المذكور في الحديث على ظاهره، واستصحبوا في ذاكرتهم الإسرائيليات التي تحدَّثت
عن خلق حواء من آدم، وقالوا: يصرّح الحديث بأن حواء خُلقت من ضلع
تخبر الإسرائيليات وأساطير العهد القديم أنه بينما كان آدم نائماً وحده في الجنة أخذ الله ضلعاً من أضلاع
جانبه الأيسر وخلق من ذلك الضلع حواء في لحظة، وجعلها امرأة حية فيها كل الملامح الأنثوية، وجلست
بجانب آدم، فلما استيقظ ورآها قال لها: من أنتِ؟ قالت له: أنا حواء، قال لها: وما معنى ذلك؟ قالت:
أنا امرأتك، خلقني الله من ضلعك، وجعلني لك، فتحسَّس آدم أضلاعه فوجدها ناقصة، فحنَّ إلى حواء
لأنها جزء منه، هذه إسرائيليات موجودة في أسفار العهد القديم، وقد نقلها الإخباريون المسلمون، لكن لا
يوجد في القرآن والسنة الصحيحة ما يؤيّدها، ولذلك نتوقف نحن فيها؛ لا نصدّقها ولا نكذّبها، ولا نقول
بها، والعلم عند الله سبحانه
الآن لنذهب للحديث و لنحاول شرحه ، هل خلقت حواء من ضلع آدم ؟
أصبح دأب كثير من الرجال انتقاص المرأة والحط من قدرها لسوء فهمهم لأحاديث رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصانا بالنساء في أكثر من موضع.
ومن ذلك عدم فهم الكثيرين لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المرأة خلقت من ضلع أعوج، ولم
يدركوا أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أراد المعنى المجازي وليس اللفظي، بل غفلوا عن
أول الحديث وآخره ولم يروا فيه إلا الضلع المعوج.
فالحديث الشريف يبدأ بتوصية الناس بالمرأة وينتهي بالتوصية مرة أخرى، فيقول الحبيب صلى الله
عليه وآله وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهنَّ خُلقن من ضلعٍ، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه
فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركتَه لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنِّساء خيرًا".
وسياق الحديث واضح، ومعناه جلي في أنه يلفت الإنتباه إلى مراعاة مشاعر المرأة التي لها تركيبة خاصة
وضرب مثالًا بالضلع الذي هو معوج ليحمي الصدر والقلب، فالضلع الأعوج ينكسر إن حاولت تقويمه
أو معاملته بالقوة، وهكذا المرأة، فلا بد أن تعاملها بلطف في كل حال. فالخلق هنا خلق معنوي لا مادي
كما في قوله تعالى عن الإنسان {خُلِقَ الإنسانُ مِن عَجَل}، وليس هناك مادة اسمها العجل، بل تتحدث
الآية عن طباعه.
كما أن هؤلاء لم ينتبهوا إلى أن اعوجاج الضلع هو عين كماله .. لأن الضلع لو كان مستقيمًا لأصبح
معيبًا فكمال الضلع الذي في الصدر هو اعوجاجه، والفساد أو العيب هو إخراج الشئ عن حد اعتداله
لمهمته، فلا تتم مهمة الضلع إلا باعوجاجه. ومن ذلك نفهم أن الإعوجاج هنا هو صفة مدحٍ، وليس
صفة ذم للمرأة؛ لأن هذا العوج في حقيقته هو استقامة المرأة لمهمَّتها في الحياة.
فكل هذه الألفاظ هي استعارة وتشبيه لا سببا لتنَّقص المرأة وازدرائها، بل القرآن الكريم، الأحاديث
النبوية الشريفة في أكثر من موضع قد وضحت المعنى المراد، يقول تعالى: " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"
ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النساء: " ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"
وقال كذلك: "خياركم خياركم لنسائهم"، وقال أيضًا: "رفقًا بالقوارير"، وكذلك: "استوصوا
بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم "
و النتيجة المرأة لم تخلق من ضلع بل هذا تعبير مجازاي يوصف المرأة و ليس بذم لها
و بالنسبة للآية فالمعني بها انها خلقت من نفس إنسانية واحدة و لم يقصد بها انها
خلقت منه بل خلقت من نفس إنسانية كما خلق هو
و الله أعلم
هل توافقون هذا الشرح و التفسير أم تخالفونه ؟ و إن خالفته قل لي ما هو التفسير الصحيح برأيك ~