مقدمة : في حياتي القصيرة التي عشتها مررت بثلاث تجارب زواج ، ولكن للأسف الشديد
لم أرزق في تجاربي هذه بخلفة ، لم يكن الأمر بالنسبة لي أمرا سهلا ، كانت حياتي
يرثى لها ، الأمر كان صعب التقبل في البداية ولكن مع تكرار التجارب أصبح الأمر
عندي مألوفا رغم صعوبة التحمل ، حتى عائلات زوجاتي الثلاث ذاقوا ذرعا من هذا
الحرمان ، ولكن حل الأمر لم يكن بيدي أو بيد أحد ، كانت هذه مشيئة الله ، ولا راد
لقضائه ، لا أكتم سرا إن قلت أن معاناتي كانت كبيرة وحرماني من الأولاد زادني
تشبثا بالحياة ، فالقضية أولا وأخيرا لست أنا المسؤول عنها والله وحده يتولانا في
قضائه ، استشرنا الأطباء في قضية العقم ولكنهم جميعا أكدوا لنا أني خالية من كل
الموانع ، استسلمت للأمر وقررت أن أتبنى طفلا عله يملأ علي وحدتي ويؤنسني في
بيتي وأجد فيه ذاك الشعور الذي حرمتني منه الطبيعة لسبب أجهله ، اتجهت إلى إحدى
الدور الحكومية المكلفة بتبني الأطفال ، وأصدقكم القول أني عانيت كثيرا قبل الظفر بضالتي
خاصة وأن الجهات المسؤولة تريد التأكل أن الطفل سيكون في بيئة تحميه وتحمي حقوقه
وأن كل الظروف ستكون مناسبة حتى يترعرع هذا الطفل في جو مناسب وهادئ ، عانيت في
الذهاب والإياب وخاصة في إحضار الوثائق التي تبرر رغبتي في الحصول على الطفل المرجو
لم يدم انتظاري كثيرا حتى تمت الموافقة على تبني أحد الأطفال ، لا أستطيع أن أصف لكم
فرحتي ، ففرحتي لا توصف ولا يمكن وصفها.
قبل أن أقدم على طلب الحصول على الطفل كنت أعيش في غفلتي وغفوتي سيناريوهات
كثيرة ومتعددة حول كيفية تربيته وتنشئته ، لن أطيل عليكم في وصف لحظات شرودي
وطريقة تربية ابني.
سنين مرت وابني يكبر أمام أعيني وأنا أحسب تلك الأيام والسنين ، وأملي أن أنام يوما
ما وأجده شابا يافعا ، والواقع أن الأيام مرت بسرعة وكبر ولدي وقررت مع نفسي أن
أعلمه كافة الفنون القتالية التي أعرفها ، وكأني أريده أن يكون رمز القوة والفتوة ولكن
في إطار رياضي مسموح به ، اتجهت عند المختصين في هذا المجال الذين لم يبخلوا علي
بالنصح والمساعدة ، وعدوني أن يهتموا بابني وبتداريبه المكثفة ويزودوه بكل فنون هذه
الرياضة ، وطفلي هذا لم يحض بالتعلم في صغره ، وكانت هذه إحدى نقائص تلك المؤسسة
التي تربى فيها ، كل وقتي كنت أخصصه لابني ، لم أكن أفترق عنه ولو للحظة ، كان هو كل
حياتي ، ملأ علي عالمي وأعاد البسمة إلى محياي ، أصبحت أغيب كثيرا عن والداي منشغل
بتربية ولدي مما أعطاهم اليقين أني بخير واطمأنوا على حالي ومصيري الذي كان على كف
عفريت ، تمر الأيام وبعد تداريب مكثفة أصبح ولدي شابا طويلا عملاقا وأصبح يملك بنية قوية
وعضلات مفتولة نتيجة التداريب المتواصلة.
بعد أن اكتسب التجربة الكافية في مجاله قرر المشاركة في إحدى المسابقات ، كان صديقه أحمد
الذي يتظاهر بصداقته ، يغار منه ويحسده في الخفاء لما وصل إليه في تداريبه ونشاطه الرياضي
كان يتعمد إشراكه في مسابقات محلية وودية كثيرة ، هذه المسابقات لم يكن لها جدوى ، كان يقصد
استنزافه واستنزاف قواه قبل السابقات الدولية المقررة كل سنة ، بعد تكرار هذه الألاعيب الماكرة
استفاق ولدي سامي وصارحني وأخبرني أنه لا يود البقاء تحت إمرة أحمد ولا يريد المشاركة في
المسابقات المحلية لكنني أقنعته بالبقاء عله يكون فأل حسن عليه في قادم الأيام ، كان ابني يريد أن
تكون مشاركته المحلية وسيلة للوصول إلى المسابقات الدولية ، ضاعف كثيرا من تمارينه وتداريبه
أملا في إقناع أحمد بأحقيته وجدارته للترشح الدولي.
خذل أحمد ابني ولعب بعقله واختار ابن مدرب آخر ، أحد زملائه في المهنة ورشحه بدلا منه ، جاء
ابني عندي وقال بحسرة تعصر كيانه :
- كنت أتمنى أن تمنحني النقود الكافية لأتدرب على حسابي الخاص حتى أتمكن من المشاركة في المسابقات
الدولية دون حاجتي لأحمد ، كانت هذه رغبتي أنا ، إن أردت أن أكون فعلا بطلا يا أبي ، فما عليك سوى
مدي بالمال الكافي .
- كم تريد يا عزيزي من النقود ؟
- لأصبح بطلا يجب توفير المال الكثير ، فهذا الصنف من الرياضة يتطلب مصاريف عدة ، تنفست
الصعداء ونهضت ، ومن غير أن أنبس بكلمة اتجهت صوب الخزانة وعدت إليه أحمل كيسا من
القماش الأزرق :
- ارتح الآن ، تفضل ، هنا ستجد ضالتك المنشودة
فتح سامي الكيس الأزرق ووجد به مبلغا من المال ، اندهش وفتح فاه حين رأى ذاك المبلغ من المال
قلت له :
- خذه يا ولدي وحقق حلمك الذي تجري من وراءه ، اعتمد على نفسك وانطلق نحو منصة التتويج
- لا أستطيع
- ألا تريد أن تتدرب ؟ ألا تريد أن تصبح بطلا عالميا ؟ إذن عليك أن تأخذ المال ، فمالي مالك
ولا فرق بيني وبينك
- لقد سلبتك كل مدخراتك ، أحس بهذا يا أبي ، أخجلتني.
- أنا متيقن تماما أنك عندما ستفوز سيكون ذلك أكبر تعويض عما أعطيته لك ، وستفوز بالمال
الكثير أيضا وتعوضني ، اعتبره سلفا مني ، هيا ، كفى جدالا.
أنا متيقن أيضا من ذلك ، ولكن إن لم أفز وخسرت
- لا مكان هنا للتشاؤوم ، تفاءل وابدأ ، ثق بنفسك وقواك ومقدرتك وسوف تكون أنت الأفضل
تيقن من كلام أمك ، هذا الكلام الصادر من قلب أم تريد لك النجاح والتفوق
- لن آخذ مالك يا أمي ، لا أستطيع
- ليس لك الخيار أن تختار ، سوف تأخذهم رغما عنك ، إنك ابني الوحيد
- إنك طيبة كثيرا والزمن غدار ، يغدر خاصة بالأناس الطيبين
- لا تقل مثل هذا الكلام يا ابني ، يا عزيزي ، الزمن لا يغدر بالأناس الطيبين ، تأكد
من هذا ، الطيبون للطيبين
- ابني أظن أنك في قرارة نفسك تعتبرني أغلى أب على وجه الأرض
- نعم أبي هو كذلك ، ومن أجل ذلك وتطبيبا لقلبك سآخذ النقود لأحقق أمنيتك
وأمنيتي وأصبح بطلا ، إني أحبك.
استعددت عندما سمعت هدير محرك سيارة تقترب من الفيلا وكان أحدهم يدق الباب
الحديدي بقوة وكأنه سوف يحطمه ، أخفيت النقود بأحد الأماكن بالحجرة وحملت
بندقيتي استعدادا لأي طارئ أو هجوم لصوص ومنعهم من السطو على الفيلا ، تبعني
سامي وخلع جلبابه وأصبح كمارد ضخم يريد الإنقضاض على فريسته ، كان يعلم أن
مجرد رؤيتهم له ولهيأته سترعبهم.
يتبع
لم أرزق في تجاربي هذه بخلفة ، لم يكن الأمر بالنسبة لي أمرا سهلا ، كانت حياتي
يرثى لها ، الأمر كان صعب التقبل في البداية ولكن مع تكرار التجارب أصبح الأمر
عندي مألوفا رغم صعوبة التحمل ، حتى عائلات زوجاتي الثلاث ذاقوا ذرعا من هذا
الحرمان ، ولكن حل الأمر لم يكن بيدي أو بيد أحد ، كانت هذه مشيئة الله ، ولا راد
لقضائه ، لا أكتم سرا إن قلت أن معاناتي كانت كبيرة وحرماني من الأولاد زادني
تشبثا بالحياة ، فالقضية أولا وأخيرا لست أنا المسؤول عنها والله وحده يتولانا في
قضائه ، استشرنا الأطباء في قضية العقم ولكنهم جميعا أكدوا لنا أني خالية من كل
الموانع ، استسلمت للأمر وقررت أن أتبنى طفلا عله يملأ علي وحدتي ويؤنسني في
بيتي وأجد فيه ذاك الشعور الذي حرمتني منه الطبيعة لسبب أجهله ، اتجهت إلى إحدى
الدور الحكومية المكلفة بتبني الأطفال ، وأصدقكم القول أني عانيت كثيرا قبل الظفر بضالتي
خاصة وأن الجهات المسؤولة تريد التأكل أن الطفل سيكون في بيئة تحميه وتحمي حقوقه
وأن كل الظروف ستكون مناسبة حتى يترعرع هذا الطفل في جو مناسب وهادئ ، عانيت في
الذهاب والإياب وخاصة في إحضار الوثائق التي تبرر رغبتي في الحصول على الطفل المرجو
لم يدم انتظاري كثيرا حتى تمت الموافقة على تبني أحد الأطفال ، لا أستطيع أن أصف لكم
فرحتي ، ففرحتي لا توصف ولا يمكن وصفها.
قبل أن أقدم على طلب الحصول على الطفل كنت أعيش في غفلتي وغفوتي سيناريوهات
كثيرة ومتعددة حول كيفية تربيته وتنشئته ، لن أطيل عليكم في وصف لحظات شرودي
وطريقة تربية ابني.
سنين مرت وابني يكبر أمام أعيني وأنا أحسب تلك الأيام والسنين ، وأملي أن أنام يوما
ما وأجده شابا يافعا ، والواقع أن الأيام مرت بسرعة وكبر ولدي وقررت مع نفسي أن
أعلمه كافة الفنون القتالية التي أعرفها ، وكأني أريده أن يكون رمز القوة والفتوة ولكن
في إطار رياضي مسموح به ، اتجهت عند المختصين في هذا المجال الذين لم يبخلوا علي
بالنصح والمساعدة ، وعدوني أن يهتموا بابني وبتداريبه المكثفة ويزودوه بكل فنون هذه
الرياضة ، وطفلي هذا لم يحض بالتعلم في صغره ، وكانت هذه إحدى نقائص تلك المؤسسة
التي تربى فيها ، كل وقتي كنت أخصصه لابني ، لم أكن أفترق عنه ولو للحظة ، كان هو كل
حياتي ، ملأ علي عالمي وأعاد البسمة إلى محياي ، أصبحت أغيب كثيرا عن والداي منشغل
بتربية ولدي مما أعطاهم اليقين أني بخير واطمأنوا على حالي ومصيري الذي كان على كف
عفريت ، تمر الأيام وبعد تداريب مكثفة أصبح ولدي شابا طويلا عملاقا وأصبح يملك بنية قوية
وعضلات مفتولة نتيجة التداريب المتواصلة.
بعد أن اكتسب التجربة الكافية في مجاله قرر المشاركة في إحدى المسابقات ، كان صديقه أحمد
الذي يتظاهر بصداقته ، يغار منه ويحسده في الخفاء لما وصل إليه في تداريبه ونشاطه الرياضي
كان يتعمد إشراكه في مسابقات محلية وودية كثيرة ، هذه المسابقات لم يكن لها جدوى ، كان يقصد
استنزافه واستنزاف قواه قبل السابقات الدولية المقررة كل سنة ، بعد تكرار هذه الألاعيب الماكرة
استفاق ولدي سامي وصارحني وأخبرني أنه لا يود البقاء تحت إمرة أحمد ولا يريد المشاركة في
المسابقات المحلية لكنني أقنعته بالبقاء عله يكون فأل حسن عليه في قادم الأيام ، كان ابني يريد أن
تكون مشاركته المحلية وسيلة للوصول إلى المسابقات الدولية ، ضاعف كثيرا من تمارينه وتداريبه
أملا في إقناع أحمد بأحقيته وجدارته للترشح الدولي.
خذل أحمد ابني ولعب بعقله واختار ابن مدرب آخر ، أحد زملائه في المهنة ورشحه بدلا منه ، جاء
ابني عندي وقال بحسرة تعصر كيانه :
- كنت أتمنى أن تمنحني النقود الكافية لأتدرب على حسابي الخاص حتى أتمكن من المشاركة في المسابقات
الدولية دون حاجتي لأحمد ، كانت هذه رغبتي أنا ، إن أردت أن أكون فعلا بطلا يا أبي ، فما عليك سوى
مدي بالمال الكافي .
- كم تريد يا عزيزي من النقود ؟
- لأصبح بطلا يجب توفير المال الكثير ، فهذا الصنف من الرياضة يتطلب مصاريف عدة ، تنفست
الصعداء ونهضت ، ومن غير أن أنبس بكلمة اتجهت صوب الخزانة وعدت إليه أحمل كيسا من
القماش الأزرق :
- ارتح الآن ، تفضل ، هنا ستجد ضالتك المنشودة
فتح سامي الكيس الأزرق ووجد به مبلغا من المال ، اندهش وفتح فاه حين رأى ذاك المبلغ من المال
قلت له :
- خذه يا ولدي وحقق حلمك الذي تجري من وراءه ، اعتمد على نفسك وانطلق نحو منصة التتويج
- لا أستطيع
- ألا تريد أن تتدرب ؟ ألا تريد أن تصبح بطلا عالميا ؟ إذن عليك أن تأخذ المال ، فمالي مالك
ولا فرق بيني وبينك
- لقد سلبتك كل مدخراتك ، أحس بهذا يا أبي ، أخجلتني.
- أنا متيقن تماما أنك عندما ستفوز سيكون ذلك أكبر تعويض عما أعطيته لك ، وستفوز بالمال
الكثير أيضا وتعوضني ، اعتبره سلفا مني ، هيا ، كفى جدالا.
أنا متيقن أيضا من ذلك ، ولكن إن لم أفز وخسرت
- لا مكان هنا للتشاؤوم ، تفاءل وابدأ ، ثق بنفسك وقواك ومقدرتك وسوف تكون أنت الأفضل
تيقن من كلام أمك ، هذا الكلام الصادر من قلب أم تريد لك النجاح والتفوق
- لن آخذ مالك يا أمي ، لا أستطيع
- ليس لك الخيار أن تختار ، سوف تأخذهم رغما عنك ، إنك ابني الوحيد
- إنك طيبة كثيرا والزمن غدار ، يغدر خاصة بالأناس الطيبين
- لا تقل مثل هذا الكلام يا ابني ، يا عزيزي ، الزمن لا يغدر بالأناس الطيبين ، تأكد
من هذا ، الطيبون للطيبين
- ابني أظن أنك في قرارة نفسك تعتبرني أغلى أب على وجه الأرض
- نعم أبي هو كذلك ، ومن أجل ذلك وتطبيبا لقلبك سآخذ النقود لأحقق أمنيتك
وأمنيتي وأصبح بطلا ، إني أحبك.
استعددت عندما سمعت هدير محرك سيارة تقترب من الفيلا وكان أحدهم يدق الباب
الحديدي بقوة وكأنه سوف يحطمه ، أخفيت النقود بأحد الأماكن بالحجرة وحملت
بندقيتي استعدادا لأي طارئ أو هجوم لصوص ومنعهم من السطو على الفيلا ، تبعني
سامي وخلع جلبابه وأصبح كمارد ضخم يريد الإنقضاض على فريسته ، كان يعلم أن
مجرد رؤيتهم له ولهيأته سترعبهم.
يتبع
وأريد أن أشكر الأخت الفاضلة Akatsuki على الطقم الجميل ، جعل أيامك كلها فرحة وسعادة