ﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ
ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ
ﻭﺍﺣﺪﻩ
ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺸﻜﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺴﻤﻮﺣﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ
ﺍﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ
ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻭﻝ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺣﺴﺐ ﺍﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ
ﻭﻳﺼﻒ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺍﻻﻭﻝ ﻓﻴﺼﻔﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺒﺘﺴﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﻪ ﺑﺤﻴﺮﻩ ﺟﻤﻴﻠﻪ
ﻭﺍﻻﻭﻻﺩ ﻗﺪ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﺯﻭﺍﺭﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﻪ
ﻭﺍﺧﺬﻭﺍ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﻩ
ﻭﻣﻨﻈﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺘﺼﻮﺭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺡ
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ .... ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ
ﻭﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﻩ
ﺣﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﺷﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﺍﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﺳﺮﻳﺮﻩ
ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻨﻔﺬﺕ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﻪ
ﻟﻴﺮﻯ ﻣﺎﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ......
ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺍﻣﺎﻣﻪ
ﺍﻻ ﺟﺪﺍﺭﺍ ﺍﺻﻢ ﻣﻦ
ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻰ!! ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﻤﺮﺷﻪ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻣﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻋﻤﻰ!!
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻣﻦ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ!! ﻓﻘﻂ ﻟﻴﺴﻌﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻣﻬﻮﻡ،ﻓﻼ ﺗﺒﺨﻞ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ﺗﻔﺮﺝ ﻫﻤﻮﻡ ﻏﻴﺮﻙ
ﺗﺬﻛﺮ
ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻗﺪ ﻳﻨﺴﻮﻥ
ﻣﺎﺗﻘﻮﻝ ﻭﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ!!
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺍﺑﺪﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ
ﺭﺑﻲ ﺍﺟﻌﻠﻨﻲ ﺷﻲﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺑﻪ
ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ
ﻭﺍﺣﺪﻩ
ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺸﻜﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺴﻤﻮﺣﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ
ﺍﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ
ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻭﻝ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺣﺴﺐ ﺍﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ
ﻭﻳﺼﻒ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺍﻻﻭﻝ ﻓﻴﺼﻔﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺒﺘﺴﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﻪ ﺑﺤﻴﺮﻩ ﺟﻤﻴﻠﻪ
ﻭﺍﻻﻭﻻﺩ ﻗﺪ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﺯﻭﺍﺭﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﻪ
ﻭﺍﺧﺬﻭﺍ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﻩ
ﻭﻣﻨﻈﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺘﺼﻮﺭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺡ
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ .... ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ
ﻭﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﻩ
ﺣﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﺷﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﺍﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﺳﺮﻳﺮﻩ
ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻨﻔﺬﺕ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﻪ
ﻟﻴﺮﻯ ﻣﺎﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ......
ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺍﻣﺎﻣﻪ
ﺍﻻ ﺟﺪﺍﺭﺍ ﺍﺻﻢ ﻣﻦ
ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻰ!! ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﻤﺮﺷﻪ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻣﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻋﻤﻰ!!
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻣﻦ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ!! ﻓﻘﻂ ﻟﻴﺴﻌﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻣﻬﻮﻡ،ﻓﻼ ﺗﺒﺨﻞ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ﺗﻔﺮﺝ ﻫﻤﻮﻡ ﻏﻴﺮﻙ
ﺗﺬﻛﺮ
ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻗﺪ ﻳﻨﺴﻮﻥ
ﻣﺎﺗﻘﻮﻝ ﻭﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ!!
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺍﺑﺪﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ
ﺭﺑﻲ ﺍﺟﻌﻠﻨﻲ ﺷﻲﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺑﻪ