و كما يسمى بالعربية “وادي السليكون” يمثل اليوم العاصمة التقنية للكرة
الأرضية بفضل الآلاف العدة من الشركات العاملة في مجال التقنيات المتقدمة
التي تتخذ من هذه البقعة الجغرافية مركزًا لمقراتها الرئيسة (Headquarters).
جغرافياً يشغل وادي السليكون القسم الجنوبي من حوض سان فرانسيسكو
بولاية كاليفورنيا. و تعود جذور استيطان الشركات التقنية في هذه المنطقة
إلى مطلع القرن العشرين إلا أن نهضتها الحقيقية بدأت بعد اختراع
الترانزستور المصنوع من السليكون في الخمسينات لتشهد في مطلع الثمانينات
انفجارًا حقيقيًا في حجم الاستثمارات بعد النجاح
المذهل الذي حققته شركة Apple !
مجموعات كبيرة وكبيرة جداً من كبرى شركات التقنية تتخذ من وادي السليكون
مقراً لها كما أن شركات جديدة تتأسس هناك بتواتر صاروخي رغم الكلفة
المرتفعة للأراضي؛ وذلك بفضل البنية التحتية الفائقة التطور والطاقات
البشرية الاستثنائية التي تتميز بهما هذه المنطقة من جهة، وطبعًا بفضل
البعد النفسي المهم الذي تحمله عملية اختيار وادي السليكون
كمقر للشركة !
الأسماء الكبيرة التي تتخذ من وادي السليكون مقراً لها أكثر من أن تحصى
ومنها على سبيل المثال لا الحصر: Intel؛ AMD؛ Adobe؛ Apple؛
Sun؛ IBM؛ Yahoo؛ Google؛ HP؛ Cisco؛ Oracle؛
nVidia؛ ATi… الخ
وحتى مايكروسوفت التي لا يقع مقرها في وادي السليكون اختارت أن تنشئ
هناك مجمعاً ضخماً ! بالإضافة لاحتوائه على المراكز البحثية المهمة أهمها
ستانفورد Stan Ford وناسا Nasa ولورنس بيرلكي
Lawrence Brkeley.
نشأ وادي السليكون استجابًة للحاجة لمرافق بحثية ناجحة في الساحل الغربي
للولايات المتحدة في أوائل ثلاثينات القرن الماضي. ونظرا لشعورها بالإحباط
لعدم توفر فرص توظيف جيدة لخريجي جامعة ستانفورد في الهندسة،
شجع فردريك إيمونز تيرمان الأستاذ في الجامعة عندئذ طلاّبه على إنشاء
شركاتهم الخاصة في المنطقة وقدّم لهم الدعم المالي. وقد أقنع تيرمان اثنين
من طلاّبه وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد على البقاء في المنطقة بعد تخرجهما.
وأنشأ الاثنان شركتهماالخاصة، التي تُعد الآن واحدة من أكبر الشركات المنتجة
لأجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة، في مرآب في وادي السليكون.
ومن بين الشركات الأخرى المشهورة في وادي السيليكون شركة آبل وشركة إنتِل.
واليوم يُعد وادي السليكون مستقر الآلاف الشركات ولـ2.5 مليون نسمة.
ويضم الوادي 28 مدينة وأربع مقاطعات. إلا أن "وادي السليكون ليس مكانا
يمكن تحديده على الخريطة"، كما يقول هانكوك، " فهو مكان استثنائي.
إنه نتاج تلاقح وتفاعل الكثير من المؤسسات التي تجعل من وادي السليكون
مكانا شديد الحيوية.