بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فهذا الموضوع -ألا وهو ذكر ضوابط وقواعد في الإعراب- من الأهمية بمكان، خاصة كما لا يخفى على الجميع احتياج طالب العلم لقواعد وضوابط في كل فن، لذا كان أهل العلم ينبهون على هذا الأمر فصنفوا المصنفات وجمعوا ورتبو وألفوا، فمن هذا الباب ولمَّا كان علم النحو من العلوم التي اندرس الدارسون له وأفل الطالبون له لضعف الهمم وكثرة الصوارف، أردت أن أشحذ همم إخواني في هذا المنتدى الطيب المبارك بإذن الله للمساهمة كلٌ حسب جهده والله الموفق.
أولا: كيف نعرب؟
1- تنظر في الكلام الذي تريد إعرابه وتفهم معناه فقد قالوا: الإعراب فرع المعنى.
2- تُعنى بمعرفة الأخبار وأجوبتها كالمبتدأ والنواسخ، والشرط والقسم وغير ذلك مما يتم المعنى به.
3- لا تنتقل من إعراب الكلمة إلى أخرى حتى تعرف ما تحتاج إليه الأولى.
تنبيه مهم:
مما هو شائع بين طلبة العلم قولهم: فاعل مرفوع بالضمة، ومفعول به منصوب بالفتحة، واسم مجرور بالكسرة ومبتدأ مرفوع بالضمة وغير هذا كثير، وهذا ليس بصحيح حيث إن الضمة والفتحة والكسرة ليست هي السبب في رفع الفاعل أو المبتدأ ونصب المفعول به وجر الاسم؛ إنما هي علامات على الرفع أو النصب أو الجر.
والصحيح أن نقول: فاعل مرفوع بالفاعلية -أو بالفعل-، مبتدأ مرفوع بالابتداء، ومفعول به منصوب بالمفعولية، واسم مجرور بالحرف أو بالإضافة وهكذا.
أي لابد من التفريق بين سبب الإعرالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الضوابط التي سأذكرها -إن شاء الله- غير مرتبة على أبواب النحو إنما ستكون متفرقة وهذا لأمر خاص والله المستعان.
أ- الظرف والجارُّ والمجرور يعتبران شبه جملة، فإن قدّرت متعلقهما فعلا فهي فعلية وإلا فهي اسمية؛ نحو المدينة بين مكة وخيبر، والتقدير: تقع أو واقعة.
ب- الضمائر لا توصف ولا يوصف بها، والأعلام توصف ولا يوصف بها، والجمل يوصف بها ولا توصف، والذي يوصف ويوصف به هو المعرَّف بـ(أل) والمصادر والإشارة.
ج- يقال (لأربع خلون من شعبان) و(لإحدى عشرةَ خلتْ)؛ لأن العرب تجعل النون للقليل والتاء للكثير.
د- الجملة الواقعة بعد المحلى بـ(أل) الجنسية والنكرة المخصصة يصح أن تعرب حالا أو صفة، نحو: (يعجبني الزهر تفوح رائحته)، و(رأيت كوكبا كبيرا يضيء)، فقولهم: الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال ليس على إطلاقه.
هـ- حرف الجر الأصلي: هو ما له معنى ويحتاج إلى متعلَّق مثل: خرجت من البيت، وحرف الجر الزائد: هو ما ليس له معنى ولا يحتاج إلى متعلق مثل: لست بكسلانَ، وحرف الجر الشبيه بالزائد: هو ما له معنى ولا يحتاج إلى متعلق مثل: رُبَّ إشارة أبلغ من عبارة.
و- (لات) تعرب حرف نفي، فتعمل عمل (ليس)، ويُشترط في اسمها وخبرها أن يكونا من أسماء الزمان -كموعد ومولد- وأن يُحذف أحدهما، والغالب حذف الاسم نحو: "فنادوا ولات حين مناص" والتقدير: (ولات الحينُ حينَ مناصٍ).اب وعلامة الإعراب. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا تتمةٌ لما بدأت فيه أسأل الله التوفيق والسداد، وأرجو مشاركة الإخوة جزاكم الله خيرا.
1- تابع المنادى المبني إذا كان (نعتاً أو توكيد أو عطف بيان) فإن حكمه: إذا كان مضافا خاليا من "ال" وجب نصبه تبعا للمحل نحو: يا زيدُ نفْسَه، يا زيدُ كريمَ النفس؛ وإذا كان فيه "ال" جاز رفعه تبعا للفظ ونصبه تبعا للمحل نحو: يا زيدُ الكريمُ أو الكريمَ.
وإذا كان تابع المنادى بدلا أو عطف نسق فإن حكمهما أنهما يعربان إعراب المنادى المستقل نحو: يا زيدُ أخا الفضلِ، يا زيدُ ومحمدُ؛ إلا إذا كان المنسوق فيه "ال" فيجوز الرفع والنصب نحو: يا محمدُ والمخلصون أو المخلصين.
تنبيهان:
أ- تابع المنادى المعرب إذا كان نعتا أو توكيدا أو عطف بيان وجب نصبه نحو: يا أخي نفسَه أو يا أخي الكريمَ؛ أما البدل وعطف النسق فهما كالمنادى المستقل دائما نحو: يا أخي محمد، يا أخي أبا الفضلِ.
ب- تابع "أيها وأيتها" يجب رفعه دائما ويعرب بدلا إذا كان جامدا، ونعتا إذا كان مشتقا نحو: أيها الرجل، أيها الكريم.
2- إذا وقع قبل الجملة ضميرٌ غائب فإن كان مذكرا سُمِّي ضميرَ الشأن نحو (هو الله أحد) وإن كان مؤنثا سُمِّي ضمير القصة نحو: (فإنها لا تعمى الأبصار)، ويُفسَّرُ بجملة لها محل من الإعراب تكون خبرا بخلاف سائر الجمل المفسِّرة، ولا يستعمل إلا فيما يراد به التفخيم والتعظيم؛ أما ضمير الفصل فيتوسط بين المبتدأ والخبر بشرط أن يكون الخبر معرفا بـ "أل" نحو: (ذلك هو الفوز العظيم) وقد يكون الخبر مضارعا نحو: (ومكرُ أولئك هو يبور) وقد يكون ماضيا نحو: (وأنه هو أضحك وأبكى) وضمير الفصل لا محل له من الإعراب على الصحيح.
3- ما ينصب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف: سبحان، وخصوصا، وعموما، ومثلا، وأيضا، وفضلا ومَعاذَ، ومهلان وحقَّا، وسقيا، ورعيا، وشكرا، وعفوًا -بمعنى- صفحا، وخلافا، ووفاقا، ومابرة ومعاندة وعنادا وبُعدا وتعسا وجدعا وألبتةَ والمصدر المنصوب بعد "إما" وهمزة الاستفهام، وكذا لبيك وسعديك ودواليك وحنانيك وحذاريك.
3- ما ينصب على نزع الخافض: معنًى ولفظا ولغة وشرعا واصطلاحا وعرفا وذوقا وعقلا وشرعا، وأمثال هذا يعرب منصوبا على نزع الخافض؛ إذ التقدير: في الشرع وفي اللغة وفي الاصطلاح.
4- الاسم الواقع بعد حيث: يُرفع -غالبا- على أنه مبتدأ، والخبر محذوف نحو: الاسم من حيث التذكيرُ وعدمُه قسمان (وتكون الجملة من المبتأ والخبر في محل جرٍّ بإضافة "حيث" إليها.
...منقول...
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فهذا الموضوع -ألا وهو ذكر ضوابط وقواعد في الإعراب- من الأهمية بمكان، خاصة كما لا يخفى على الجميع احتياج طالب العلم لقواعد وضوابط في كل فن، لذا كان أهل العلم ينبهون على هذا الأمر فصنفوا المصنفات وجمعوا ورتبو وألفوا، فمن هذا الباب ولمَّا كان علم النحو من العلوم التي اندرس الدارسون له وأفل الطالبون له لضعف الهمم وكثرة الصوارف، أردت أن أشحذ همم إخواني في هذا المنتدى الطيب المبارك بإذن الله للمساهمة كلٌ حسب جهده والله الموفق.
أولا: كيف نعرب؟
1- تنظر في الكلام الذي تريد إعرابه وتفهم معناه فقد قالوا: الإعراب فرع المعنى.
2- تُعنى بمعرفة الأخبار وأجوبتها كالمبتدأ والنواسخ، والشرط والقسم وغير ذلك مما يتم المعنى به.
3- لا تنتقل من إعراب الكلمة إلى أخرى حتى تعرف ما تحتاج إليه الأولى.
تنبيه مهم:
مما هو شائع بين طلبة العلم قولهم: فاعل مرفوع بالضمة، ومفعول به منصوب بالفتحة، واسم مجرور بالكسرة ومبتدأ مرفوع بالضمة وغير هذا كثير، وهذا ليس بصحيح حيث إن الضمة والفتحة والكسرة ليست هي السبب في رفع الفاعل أو المبتدأ ونصب المفعول به وجر الاسم؛ إنما هي علامات على الرفع أو النصب أو الجر.
والصحيح أن نقول: فاعل مرفوع بالفاعلية -أو بالفعل-، مبتدأ مرفوع بالابتداء، ومفعول به منصوب بالمفعولية، واسم مجرور بالحرف أو بالإضافة وهكذا.
أي لابد من التفريق بين سبب الإعرالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الضوابط التي سأذكرها -إن شاء الله- غير مرتبة على أبواب النحو إنما ستكون متفرقة وهذا لأمر خاص والله المستعان.
أ- الظرف والجارُّ والمجرور يعتبران شبه جملة، فإن قدّرت متعلقهما فعلا فهي فعلية وإلا فهي اسمية؛ نحو المدينة بين مكة وخيبر، والتقدير: تقع أو واقعة.
ب- الضمائر لا توصف ولا يوصف بها، والأعلام توصف ولا يوصف بها، والجمل يوصف بها ولا توصف، والذي يوصف ويوصف به هو المعرَّف بـ(أل) والمصادر والإشارة.
ج- يقال (لأربع خلون من شعبان) و(لإحدى عشرةَ خلتْ)؛ لأن العرب تجعل النون للقليل والتاء للكثير.
د- الجملة الواقعة بعد المحلى بـ(أل) الجنسية والنكرة المخصصة يصح أن تعرب حالا أو صفة، نحو: (يعجبني الزهر تفوح رائحته)، و(رأيت كوكبا كبيرا يضيء)، فقولهم: الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال ليس على إطلاقه.
هـ- حرف الجر الأصلي: هو ما له معنى ويحتاج إلى متعلَّق مثل: خرجت من البيت، وحرف الجر الزائد: هو ما ليس له معنى ولا يحتاج إلى متعلق مثل: لست بكسلانَ، وحرف الجر الشبيه بالزائد: هو ما له معنى ولا يحتاج إلى متعلق مثل: رُبَّ إشارة أبلغ من عبارة.
و- (لات) تعرب حرف نفي، فتعمل عمل (ليس)، ويُشترط في اسمها وخبرها أن يكونا من أسماء الزمان -كموعد ومولد- وأن يُحذف أحدهما، والغالب حذف الاسم نحو: "فنادوا ولات حين مناص" والتقدير: (ولات الحينُ حينَ مناصٍ).اب وعلامة الإعراب. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا تتمةٌ لما بدأت فيه أسأل الله التوفيق والسداد، وأرجو مشاركة الإخوة جزاكم الله خيرا.
1- تابع المنادى المبني إذا كان (نعتاً أو توكيد أو عطف بيان) فإن حكمه: إذا كان مضافا خاليا من "ال" وجب نصبه تبعا للمحل نحو: يا زيدُ نفْسَه، يا زيدُ كريمَ النفس؛ وإذا كان فيه "ال" جاز رفعه تبعا للفظ ونصبه تبعا للمحل نحو: يا زيدُ الكريمُ أو الكريمَ.
وإذا كان تابع المنادى بدلا أو عطف نسق فإن حكمهما أنهما يعربان إعراب المنادى المستقل نحو: يا زيدُ أخا الفضلِ، يا زيدُ ومحمدُ؛ إلا إذا كان المنسوق فيه "ال" فيجوز الرفع والنصب نحو: يا محمدُ والمخلصون أو المخلصين.
تنبيهان:
أ- تابع المنادى المعرب إذا كان نعتا أو توكيدا أو عطف بيان وجب نصبه نحو: يا أخي نفسَه أو يا أخي الكريمَ؛ أما البدل وعطف النسق فهما كالمنادى المستقل دائما نحو: يا أخي محمد، يا أخي أبا الفضلِ.
ب- تابع "أيها وأيتها" يجب رفعه دائما ويعرب بدلا إذا كان جامدا، ونعتا إذا كان مشتقا نحو: أيها الرجل، أيها الكريم.
2- إذا وقع قبل الجملة ضميرٌ غائب فإن كان مذكرا سُمِّي ضميرَ الشأن نحو (هو الله أحد) وإن كان مؤنثا سُمِّي ضمير القصة نحو: (فإنها لا تعمى الأبصار)، ويُفسَّرُ بجملة لها محل من الإعراب تكون خبرا بخلاف سائر الجمل المفسِّرة، ولا يستعمل إلا فيما يراد به التفخيم والتعظيم؛ أما ضمير الفصل فيتوسط بين المبتدأ والخبر بشرط أن يكون الخبر معرفا بـ "أل" نحو: (ذلك هو الفوز العظيم) وقد يكون الخبر مضارعا نحو: (ومكرُ أولئك هو يبور) وقد يكون ماضيا نحو: (وأنه هو أضحك وأبكى) وضمير الفصل لا محل له من الإعراب على الصحيح.
3- ما ينصب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف: سبحان، وخصوصا، وعموما، ومثلا، وأيضا، وفضلا ومَعاذَ، ومهلان وحقَّا، وسقيا، ورعيا، وشكرا، وعفوًا -بمعنى- صفحا، وخلافا، ووفاقا، ومابرة ومعاندة وعنادا وبُعدا وتعسا وجدعا وألبتةَ والمصدر المنصوب بعد "إما" وهمزة الاستفهام، وكذا لبيك وسعديك ودواليك وحنانيك وحذاريك.
3- ما ينصب على نزع الخافض: معنًى ولفظا ولغة وشرعا واصطلاحا وعرفا وذوقا وعقلا وشرعا، وأمثال هذا يعرب منصوبا على نزع الخافض؛ إذ التقدير: في الشرع وفي اللغة وفي الاصطلاح.
4- الاسم الواقع بعد حيث: يُرفع -غالبا- على أنه مبتدأ، والخبر محذوف نحو: الاسم من حيث التذكيرُ وعدمُه قسمان (وتكون الجملة من المبتأ والخبر في محل جرٍّ بإضافة "حيث" إليها.
...منقول...