مستر جيكل ومستر هايد
لمحمد الماغوطلا أحب من الفن المعماري أقل من اللوفر وقصر الشتاء، وكنيسة
نوتردام
ومن المدن أقل من روما، وباريس، وبطرسبرج
وفي اللياقة أقل من بيليه ومحمد علي كلاي
ومن المطربين بأقل من فيروز وعبد الوهاب
ومن المصممين بأقل من بيير كاردان
وفي الديمقراطية بأقل من بريطانيا وجزيرة موناكو والدول
الاسكندينافية
وفي المسرح بأقل من آرثر ميللر ولورانس أوليفييه وسارة برنار
وفي السينما بأقل من سعاد حسني وفاتن حمامة وداستن
هوفمان ومارلون براندو
وفي الشوارع أقل من الصالحية والشانزيليزيه
ومن المنتزهات أقل من صوفر وضهور الشوير وغابة بولونيا
ومن المقاهي أقل من الهافانا والشام وأبو شفيق
وفجأة...
ينتابني حنين لا يقاوم إلى الإسفاف العمراني، والفني،
والرياضي، والجمالي، والعضلي، والسياحي، والطائفي
وتشجيع الرذيلة، والميسر، والفحشاء والمنكر، والتهريب،
ومطاردة الأحرار، والمقابر الجماعية، والتذويب بالأسيد، وتحريم
الديمقراطية وتكريس الديكتاتورية، ومصادرة الصحف، وكم الأفواه
حتى تهب جميع الطبقات بما فيها الأحزاب والكتل البرلمانية، ورجال
العلم، والمال والدين، وجماعات حقوق الإنسان ورعاية الطفولة،
والبعثات الدبلوماسية والتبشيرية.
بحيث يتوقف عرض أي من مسرحياتي من الجملة الأولى
وأي فيلم من المشهد الأول
والزاوية الصحفية وهي في المطبعة
ولذلك فإن مواعيدي العاطفية والأدبية مثل مواعيد الطائرات
والاجتماعات العربية
ولكن بعد أسبوع أو أسبوعين
أعود إلى حالتي الطبيعية كما يعود الجندي إلى معسكر بعد
عطلة حافلة بالسهر والعربدة بين أهله وأحبابه.