هو العالم من حولنا
هي حكايات اناس يستحقون ان يكونو قدوة لنا
لكن .....
هناك اشخاص لايفرقهم مع القمامة سوى جسد وعقل نتن
وهناك اشخاص لايمكن مقارنتهم وهم هنا يعيشون
بين الناس ....
ــــــــــــــــــــــــــــ
رايتها ذات مساء وانا آتية من السوق جالسة في الزقاق تفترش القمامة
ماذا تفعل ..؟
انها تاكل القمامة !
رايتها تلتقط رغيف خبز عفن ، كيف يمكنها ذلك .....
ـــــــــــــــــــــــــ
خطوت بخطوات متثاقلة نحو المراة وطفلها ساسالها عن سبب تحديق بي بهذه الطريقة المريبة
ان الطفل خائف مني ويختبئ خلف امه !
لا استغرب هذا .... من سيستلطف متشردة بشعة مثلي
ــــــــــــــــــــــ
ان تلك الفتاة تتقدم مني ...
فتحت باب منزلي واودعت صغيري الاشياء التي ابتعتها وامرته بالدخول والانتظار
تقدمت الى الفتاة ووضعت يدي على كتفها الجريح يالعماقة هذا الجرح !
صدر منها انين خفيف فشعرت انها ابنتي
طلبت منها الدخول ......
ــــــــــــــــــــــ
يالهذه المراة الغريبة تدخل متشردة الى بيتها ...
نظرتها حانية جدا ، لا يمكنني رفض دعوتها الطيبة
مع اني خائفة .....
ـــــــــــــــــــــــ
جهزت للفتاة ملابس نظيفة
نورة لن تحتاجها بعد الان انها صغيرة عليها
نظرت الي الفتاة باستغراب فطمانتها وقلت لها
ان بنيتي مالكة هذه الثياب قد تزوجت الان ول تحتاج اليها
اومات براسها دليل الموافقة
اعطيتها مشطا ايضا لترتب شعرها وارشدتها الى الحمام .....
ــــــــــــــــــــــــ
انهيت عملي اخيرا ، وساعود الى البيت
انا جائع جدا لابد ان امي حضرت للعشاء طبقا شهيا
اتذكر تلك الايام حين كنت اعود من المدرسة واجدها حضرت لي الملوخية انها تعرف انها طعامي المفضل
اتذكر ايضا ان امي كانت تساعد الفقراء وتعاقبني بشدة حين اسيئ الى اليتامى والمشردين
كانت تناديني بالرجل الصغير ، واحمد الله اني تبعت منهاجها وصرت اساعد هؤلاء الناس
تخلى عنا ابي وهي ربتنا باحسن الاشكال
فاختي نورة تزوجت وسهى تدرس الطب في فرنسا و ايمن رجل اعمال ناجح ، وكوثر تملك ملجئا للحيوانات في المانيا
واخي الصغير وليد متفوق في دراسته
اتمنى ان نجعلها انا ووليد تفخر بنا كما فخرت باخوتي الاخرين
لا يجب ان اغتر و ارضى باني اعمل حاليا كمدير في وكالة الاسفار والسياحة بل يجب ان اصل الى العلى وارى فخر امي بي
ــــــــــــــــــــــــــــ
البعد عن الاسرة سيئ لم اكن اتوقع بان سوءه بهذه الدرجة
صحيح اني ادرس في فرنسا لكنها تبقى مدينة غريبة عني والغربة بشعة !
حسمت امري سازورهم في الاسبوع القادم الامر بسيط اخذ عطلة مرضية و اذهب هناك
ــــــــــــــــــــــــــ
هذه مراة غريبة حقا !
تدخلني الى بيتها و تعطيني ثيابا ومشطا وتسمح لي باستخدام حمامها !
اليست خائفة من ان الوث اشيائها و اسرق اغراضها ؟
لابئس انا لن افعل ذلك لكن كيف تثق بي وهي لاتعرفني ..... ؟
ــــــــــــــــــــــ
يبدو ان الفتاة خائفة و مرتبكة
طمانتها بقولي :
لاعليك ياصغيرتي انا لن اؤذيك واعرف انك لن تؤذيني
رتبي نفسك ثم نتناول العشاء ونتحدث بعدها ....
ــــــــــــــــــــ
نفذت اوامر هذه السيدة الطيبة حالاً
لقد صارحتني بكل بساطة وسهولة انها تثق بي ... وليست خائفة او متقززة مني
في النهاية انا جائعة واحتاج الى حمام فعلاً ، واحتاج الدفئ والراحة كذلك
هيا يا امل لاتطمعي كثيرا .....
ــــــــــــــــــــ
يتبع .....
يعطيك العافية أختي وبانتظار باقي البارتات 
