أنا من المدمنين على التدخين ، وبعد مدة عام عن الإقلاع عنه ، تذكرت أني كنت أدخن بشدة وبشراهة وأنفث أحشائي كل يوم مع الدخان الذي أزفره حار المذاق.
لو كان بإمكاني لقبضت كل سجائري ومزقتها بأسناني حتى يسكن فوراني ، أشعر أني لست سعيدا ، وقبل سنتين تصورت أن باب السعادة قد انفتح في وجهي
بعد أن انفصلت عن - سمر - المرأة التي أكرهها والتي هي سبب تعاستي : شريرة وحقودة لا تتورع عن تحطيم عظام - حياة - وغيرها لكي ترضي رغباتها وأهواءها المريضة ،
لم أتأخر عن تحقيق رغبتها في إعطاءها نفقتها ، إرضاء لها تنازلت عن حضانة ابنتي ، نور عيني ، لكي أخلص نفسي من ملاحقتها لي ولكن رغم كل شيء لم تتركني
في حالي وظلت تطمح إلى الحصول على المزيد ، لم تكن تطمح إلى مال بل إلى إذلالي أمام معارفي لأنني تجرأت وطلقتها وهي في عز شبابها غير نادم على الأيام الجميلة
التي جمعتنا ، لم يكن ذلك بالنسبة لي قرارا شجاعا ولكن مسألة حياة أو موت لأن استمراري معها سيفقدني عقلي وسيجر علي ويلات لا حد لها.
لم تتوقف تهديداتها ولا سوء تصرفاتها التي كانت تأتيني منها أما السب مباشرة فكان أمرا عاديا . استغلت طفلتنا شر استغلال واستخدمتها سلاحا ضدي ، ولكي أقضي على
أملها في الرجوع إلي وأنهي الأمر بصفو نهائية ، قررت وسارعت إلى الزواج فكان الحظ إلى جانبي .
للمرة الأولى أجد نصفي الثاني على نقيض سمر إنها امرأة رؤوم داوت ندبات جروحي وروحي ، وقد تفهمت محنتي لأن شخصيتها كانت مثلي ، تزوجت من رجل
تزوج عليها أربع مرات كان يتسلى بتعذيب نسائه الأربع وجلدهن بحزامه ، معتبرا نفسه مروضا للفهود في السيرك وليس رب أسرة .
وجدت معي حياة الأمن والأمان والحنان والحب الجارف ، لكن سمر لم تتوقف عن ازعاج زوجتي حياة ، طاردتها بصواريخها العابرة في الشوارع والأسطح
والجسور وأسطح المنازل . والأقاويل الكاذبة عنها محاولة تشويه سمعتها واتهامها بخيانة زوجها بعد أن طلقها .
مدافع سمر لا تتوقف عن إطلاق القذائف علي وعلى زوجتي حتى فقدنا راحة البال وقد كانت سمر حاملا وأجهضت حملها ، والمصيبة الكبيرة التي أقلقت راحتي
ولوثت فكري أني عدت مرة أخرى إلى التدخين وجعلي على سكة الاجرام لولا ألطاف الله.
استيقظت في إحدى الصباحيات فجاءتني رسالة من عند أختي تخبرني بأن ابنتي الصغيرة مريضة وهي لا تكف عن البكاء وتطلب رؤيتي ، أردت أن أذهب بها إلى الطبيب
لكن سمر رفضت لأن هدفها كان استدراجي إلى بيتها وممارسة غواياتها وأحابيلها التي ما عادت تنطلي علي ولا أنخدع بها . لقد فعلتها مسبقا من قبل ولم اعد أصدقها ،
ماذا أفعل أمام هذه المرأة الحقودة والشريرة التي عبرت عن معدنها السيء التي ما عادت تملك من صفات الأمهات إلا الاسم ، لكن قلبي لا يعرف التغافل عن أي سوء قد يمس طفلتي ،
ولولا خوفي على ابنتي الصغيرة لكان لي شأن آخر مع سمر ولتصرفت معها تصرفا يليق وأخلاقها الخبيثة .
يتبع ...
لم أتقبل يوم تسليمي ورقة الطلاق حيث وجدتها أصعب لحظات حياتي ، ولكن في الحقيقة وإنصافا لواقعي المر وجدت أن أصعب شيء فيها هي توصلي برسالة هاتفية تخبرني أن
زوجي السابق قد ارتبط بزوجة أخرى بعد تطليقي ، وجدت أن ذلك مستحيل تصوره وتخيله وأن ذلك غير معقول بالنسبة لي ، اهتزت نفسيتي وشعرت بالدوار وأنا أركب رقم هاتفها
على شاشة هاتفي المحمول الصغير ، ظننت في البداية أن صديقتي تمزح معي لكنني علمت أن زوجي السابق بعمله الدنيء هذا يريد أن يطعنني بسكين ، أول شيء فكرت فيه أني هرعت
إلى طفلتي خاصة وأني أعتبرها هي خلاصي الوحيد والأوحد من الموج الذي يتقاذفني ويلعب بي في متاحات أحزاني الدنيوية ويربك دقات قلبي ، أعتبرها خلاصي كما قلت ، اجتاحني إحساس
غريب وأحس معه عقلي الذي يعمل مثل الساعة السويسرية والذي يرسم خططي ويساعدني على تنفيذها رغم كل المعوقات والحالات المستعصية والمعقدة التي واجهني وتواجهني.
بعد أن طلقني زوجي وزواجه أصبح ذلك حديث صديقاتي وموضوع نقاشاتهن الذي لا يملون التطرق إليه ناسين أو متناسين ما يمكن أن يتركه من أثر سيء على نفسيتي ، كان ذلك همهم
الأول والأخير ولم يكن فكرهن وهن يمارسن رياضتهن المفضلة سوى الحديث عن طلاقي ، ما له وما عليه ، كانت أيضا رياضتي المفضلة أنا أيضا ولكني وفي خضم معاناتي تركتها من دون
رجعة غير نادمة عليها ، فأحوالي للأسف لم تعد تسمح لي بمثل هذه الهوايات التي يمارسها الإنسان وهو في عز حياته الهانئة والمطمئنة خاصة وأني أصبحت مثل الكرة التي تتقاذفها الأرجل
هكذا خلت نفسي ، فأحوالي لم تكن كما يجب .
أثناء هذه المعاناة التي لا حد لها ولا أفق يرجى بلوغه قلت في نفسي ما هكذا يجب أن تستمر حياتي ، أنا إنسانة قوية ويجب علي أن أتماسك وأتقوى وليس من طبعي ولا من طبيعتي أن أكون
موضوع الشفقة أو يشفق لحالي الذي أنا عليه ، يجب أن أتحدى واقعي وأقف من حديد على رجلي ، وأول عمل يجب علي أن أقوم به هو أن لا أعطي الفرصة لمن يشمت بي وفي أحوالي
يجب أن يعرف الجميع ، القريب قبل البعيد أن اللعبة لم تنته بعد بيني وبين زوجي والزمن بيننا دوار ، اعتقد في عقله الخبيث أنه بزواجه سيسحقني ويلغيني من مفكرته بادعائه الوداعة
والطيبوبة ، تراءى له أنه ذاك ولكني كنت أذكى منه ، فكرت مع نفسي أن لا أدع له الفرصة ليهنأ بعروسته ومع عروسته التي لا أعلم من أين التقطها ، فكرت أن تكون هي الأولى التي سوف أحاربها وأكيل لها كل الحقد دون سابق إنذار أو تعارف.
أصبح صالوني بقدرة قادر غرفة عمليات واجتماعات وحفلات شاي وبث إشاعات جاهزة ومفبركة لإيصال الكلام بكل تجلياته إلى زوجي السابق وعريس الغفلة ، لم يكن همي أن أتطرق
إلى زوجها السابق ولا الحديث عن أسباب انفصالهما فخيالي أكبر من ذلك لأن قصدي كان هو إصدار قصص قابلة للتصديق من أناس يعتقدون كل شيء ويصدقون أي شيء وبالتالي يعشقون
الفضائح والسباحة في هذا العالم الحقير
كان ذلك عبارة عن إعلان الحرب وإشعال فتيلها ، من جهتي قررت أن لا أهادن حتى أراه ذليلا حقيرا يطلب العفو والسماح والصفح والود .
تمت .