الماء
يُغطي الماء ما نسبته 71% من سطح الأرض، كما أنّه يُشكّل حوالي 60% من الجسم و90% من الدم، ويُعتبر استهلاك كميات كافية من السوائل والماء أمراً بالغ الأهمية نظراً لتأثيره في صحة الإنسان، وتجدر الإشارة إلى أنّ جسم الإنسان يفقد كمية كبيرة من الماء أثناء القيام بمختلف الأنشطة اليومية ويتوجب عليه تعويض كمية الماء التي يفقدها، وفي الحقيقة فإنّ كمية الماء التي يحتاجها جسم الإنسان تختلف من شخص إلى آخر؛ وذلك اعتماداً على العديد من الأمور ومنها الأنشطة التي يقوم بها الشخص ومدى تعرّقه، وبحسب الدراسات تُقدّر كمية الماء الموصى بها يومياً للرجال حوالي 3.7 لتراً أمّا النساء فإنّها تقدّر ب2.7 لتراً.
فوائد الإكثار من شرب الماء
إنّ شرب الماء بكميات كافية ضروري لقيام الجسم بوظائفه، ويُمكن إجمال فوائد الماء للجسم فيما يلي:
تحسين الأداء الجسدي للشخص: إنّ شرب كميات كافية من الماء مهم لأداء التمارين المختلفة وخاصة الشاقة أو المُنهكة، وكذلك عند التّعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، وعليه يُمكن القول إنّ عدم الحصول على كمية كافية من الماء قد يتسبّب بحدوث اضطرابات في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارة الجسم، وزيادة الشعور بالتعب، وجعل ممارسة التمارين الرياضية أكثر صعوبة.
تحسين الأداء الوظيفي للدماغ: يُعتبر ترطيب الجسم مهماً لأداء الدماغ لوظائفه على أكمل وجه، إذ إنّ فقدان السوائل أو التعرّض للجفاف يؤثر في مزاج الشخص، وتركيزه، وذاكرته، كما أنّه يزيد من تكرار حدوث الصداع، والشعور بالقلق والإرهاق.
منع وعلاج الصداع: قد يكون الجفاف مسؤولاً عن حدوث الصداع وخاصة الصداع النصفيّ لدى العديد من الأشخاص، ولكن هناك بعض الدراسات التي تدّعي أنّ الماء لا يؤثر في عدد مرات حدوث الصداع، وإنّما في شدة ومدى استمرار فترة الصداع.
تخفيف الإمساك: أظهرت بعض الدراسات أنّ قلة تناول الماء تُشكّل عامر خطر يزيد من فرصة إصابة صغار وكبار السنّ بالإمساك، وعليه يمكن القول إنّ الحرص على تناول الماء بكميات كافية يساعد على الوقاية من الإمساك، كما يُوصي المختصون بزيادة تناول السوائل والماء كإحدى الطرق العلاجية المُتّبعة لتخفيف الإمساك.
علاج حصى الكلى: إنّ تشكّل الحصى في الجهاز البولي يُسبّب الشعور بالألم لدى الشخص، وعلى الرغم من ادعاء بعض الدراسات أنّ تناول الماء يمكن أن يساعد على منع تكرار تكون حصى الكلى لدى الأشخاص الذين تعرّضوا لهذه الحالة في السابق، إلا أنّ هذه الدراسات تنقصها الأدلة الكافية التي تدعم نتائجها، وقد بيّنت دراسات أخرى أنّ تناول كميات كبيرة من السوائل يزيد من كمية البول المُتشكّلة عبر الكلى، وهذا بحدّ ذاته يُقلل تركيز المعادن وبالتالي يُقلل احتمالية تبلورها وتكوينها لحصى الكلى.
المساعدة على فقدان الوزن: يلعب الماء دوراً في تقليل الوزن من خلال زيادة سرعة عمليات الأيض في جسم الإنسان ومنح الشعور بالشبع، وبحسب الدراسات فإنّ شرب الماء قبل تناول وجبات الطعام بنصف ساعة له دور في منح الإنسان الشعور بالشبع وهذا ما يقلل من كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص.
المحافظة على صحة الجلد: يُمكن القول إنّ الجفاف من شأنه أن يجعل البشرة أكثر جفافاً ويُظهر التّجاعيد فيها، وبالتالي فإنّ تناول كميات كافية من الماء يُساهم في الحدّ من الجفاف وبالتالي حماية البشرة من هذه المشاكل.
طرد السموم من الجسم: يُساهم تناول الماء في مساعدة الجسم على التخلص من الفضلات، فمثلاً من السموم الناتجة عن بعض العمليات الحيوية في الجسم ما يُعرف بنيتروجين يوريا الدم (بالإنجليزية: Blood urea nitrogen)، وهذا المُركّب ذائباً في الماء، وعليه يمكن للجسم التخلص منه عن طريق البول عند تناول الكميات الكافية من الماء، إضافة إلى ذلك يساعد تناول الماء الجسم على التخلص من السموم والفضلات بأنواعها عن طريق التّعرق، والتبول، والتغوط.
حماية أعضاء الجسم: إنّ تناول كميات مُناسبة من الماء يُساهم في حماية الأنسجة، والحبل الشوكي، والمفاصل، والحفاظ على مستويات الرطوبة المُناسبة في الدم، والعظام، والدماغ، وكذلك إنّ للماء دوراً في تنظيم درجة حرارة الجسم.
علامات قلة شرب الماء
تظهر مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تدل على عدم حصول الجسم على كمية كافية من الماء، نذكر منها ما يلي
جفاف الفم، إذ إنّ الماء مهم لترطيب الأغشية المخاطية في الفم والحلق من خلال تحفيزه إنتاج اللعاب، وفي الحالات التي لا يحصل فيها الشخص على الكمية الكافية من الماء يُلاحظ بأنّ لسانه يُصبح لزجاً بطريقة مزعجة.
جفاف الجلد، إذ إنّ نقص الماء يُسبّب انخفاض معدل التّعرق وهذا بحدّ ذاته يُقلل من قدرة الجسم على التخلص من نواتج العمليات وفضلاتها والزيوت المتراكمة في الجسم.
الشعور بالعطش.
جفاف العيون، إذ إنّ عدم الحصول على الماء الكافي يُسبّب جفاف قنوات الدموع.
الشعور بألم المفاصل؛ ففي الحقيقة يُشكّل الماء ما نسبته 80% من الغضاريف والأقراص بين الفقرات، وهذا ما يحمي العظام من التعرّض للضرر والأذى عند الحركة والقيام بالنشاطات، وعليه يُمكن القول إنّ عدم الحصول على كمية كافية من الماء يؤثر في المفاصل وقدرة الإنسان على القيام بالتمارين والأنشطة.
نقصان في كتلة العضلات.
الشعور بالتعب والإعياء العامّ، إذ إنّ عدم الحصول على كمية كافية من الماء يؤثر على كمية الدم والأكسجين التي يتم ضخها إلى أنحاء الجسم المختلفة، وهذا بحدّ ذاته يُسبّب الشعور بالنعاس، والتعب، وعدم القدرة على التّحمل.
مشاكل في الجهاز الهضمي، إذ إنّ عدم وصول كميات كافية من الماء للجهاز الهضمي يتسبّب بتقليل كمية ونوعية المخاط الموجود في المعدة، وهذا ما يسمح لأحماض المعدة بإلحاق الضرر بالأجزاء الداخلية للجهاز الهضميّ، ممّا يؤدي إلى شعور المصاب بالحرقة وعسر الهضم.