قصيدة للخنساء
لهفي عَلَى صخرٍ فانّي اَرَى لهُ | نوافلَ منْ معروفهِ قدْ تولَّتِ |
وَلهفي عَلَى صخرٍ لقدْ كانَ عصمة ً | لمولاهُ إنْ نَعْلٌ بمولاهُ زَلّتِ |
يَعُودُ على مَوْلاهُ مِنْهُ برَأفَة ٍ | اذا مَا الموالي منْ اخيهَا تخلَّتِ |
وكنتَ إذا كَفٌّ أتَتْكَ عَديمَة ً | ترجي نوالاً منْ سحابكَ بلَّتِ |
وَمختنقٍ راخَى ابنُ عمرٍو خناقهُ | وَغمَّتهُ عنْ وجههِ فتجلَّتِ |
وظاعِنَة ٍ في الحَيّ لَوْلا عَطاؤهُ | غداة َ غدٍ منْ اهلهَا ما استقلَّتِ |
وكُنْتَ لَنا عَيْشاً وَظِلَّ رَبَابَة ٍ | إذا نحنُ شِئْنا بالنّوالِ استَهَلّتِ |
فتًى كانَ ذا حِلْمٍ أصيلٍ وتُؤدَة ٍ | اذَا مَا الحبَى منْ طائفِ الجهلِ حلَّتِ |
وَما كرَّ الاَّ كانَ اوَّلَ طاعنٍ | ولا أبْصَرَتْهُ الخيلُ إلاّ اقْشَعَرّتِ |
فيُدْرِكُ ثأراً ثمّ لم يُخطِهِ الغِنى | فمِثْلُ أخي يَوْماً بِهِ العَينُ قَرّتِ |
فإنْ طَلَبُوا وِتْراً بَدا بِتِرَاتِهِمْ | وَيَصْبِرُ يَحْميهِمْ إذا الخَيلُ وَلّتِ |
فلستُ ازرَّا بعدهُ برزَّية ٍ | فاذكرهُ الاَّ سلتْ وَتجلَّتِ |