بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركآته || ~ كيف حالكم ، جميعًا ؟ إن شاء الله بخير أتيتكم بتقرير عن رواية " غُربة الياسمين " - بالأحرى تحليل الرواية - رواية ليس لها مثيل ، أشبه بالأبطال الخارقين.. أفكارنا الغير فنجان قهوتنا المملوء للنصف وغيرهم اللا مثيل لهم في عالمنا لاسيما الأدب فكونوآ بالجوار أعزائي .. بدايةً أحب أشكر @ikozue لتشجيعي على طرح التقرير ~ خولة حمدي كاتبة تونسية من مواليد متحصلة على شهادة في الهندسة الصناعية و الماجستير من مدرسة " المناجم " في مدينة سانت متحصلة على الدكتوراه في بحوث العمليات ( أحد فروع الرياضيات التطبيقية ) من جامعة التكنولوجيا بمدينة تروا بفرنسا سنة روايتها الأولى هي أين المفر ثم بعد ذلك صدور الرواية الثانية لها سنة وهي مستوحاة من قصة حقيقية ليهودية تونسية ( ندى ) دخلت الإسلام بعد تأثرها بشخصية طفلة ( ريما ) مسلمة يتيمة الأبوين صمدت في وجه الحياة بشجاعة، وبشخصية شاب لبناني ( احمد ) مقاوم ترك بصمة في حياتها. وبعدها تأتي القضايا العربية المعاصرة كسوء الفهم - أعمالها الروائية الأخرى - # في قلبي أنثى عبرية # أين المفر # أحلام الشباب # أن تبقى " الجزء الثاني من رواية غُربة الياسمين " تتحدث الرواية حول أوضاع الحياة الاجتماعية و المجتمع التونسي و الرجل الشرقي – بالطبع فهو أساس الرواية - وأمور أخرى مثل الجانب الديني و الجانب و عما ستواجهه في الحياة الباريسية .. إلخ أما عن اللغة المُستخدمة في الرواية فـ في ناظري أنها بسيطة ولكن بشكل قوي يُمكن لاي شخص سيعرف أن اللغة المُستخدمة قوية وفيها بعض العبارات أو المُرادفات القوية التي يصعب على غيرهِ فهمها ، و هذا يُعطي لمسة بهاء للرواية . فإن كانت فصحى و أما الزمان و المكان فقد تنقلت بنا الكاتبة من عدة أماكن و من عدة أزمنة مختلفة ، لكن اللطيف فيها أنها تتشابه في نقطة ما فنعرف أن المكان موجود داخل أزقة فرنسا و شوارعها و منطقتها الكثيرة فتارةً في مرسيليا و أخرى في باريس – العاصمة – أو أو في الجامعة أو في مختبر أو سيارة أو منزل ما أو حتى في أو شقة عادية ... أو حتى في طهرآن و قد يُصبح الزمان قديمًا حيثُ أو حديثًا يحذو مع الحاضر و يتبعهُ أينما ذهب. نأتي بمعنى أصح الرواية أشبه بمتاهة و بداخلها متاهات أصغر متمثلة في الشخصيات - مثل Durarara - ، وحتى الشخصيات الثانوية هي رئيسية في قصة آخرى .. لكنني لخصتُ بعضهم أو قُمت برسم خريطة لأفهم مجرى الشخصيات ودورهم في الرواية فخرجت بحوالي ثمان شخصيات رئيسية و إثنتان ثانوية، سأقوم بتحليلهم :: # الشخصيات الرئيسية :: - ياسمين \ البطلة - كما وصفتها الكاتبة فهي تونسية تعيش مع والدتها التي إنفصل عنها والدها وتزوج بغيرها فرنسية، ذهبت إليه بحثًا عن تمويل لرسالة الدكتوراة الخاصة بها والتي لم تجد لها تمويلًا في تونس، لكنها عانت بسبب إزدراء الفرنسيين للحجاب ورؤيته على أنه شكل من أشكال الإرهاب ، وكأي فتاة هي قوية العقل و الهيئة لكنها تَضعُف و تنكسر و تمر بحالات سيئة و تعود لقوتها ، ياسمين تُمثل المرأة في المجتمعات الإسلامية و هذا يتضح جليًا في الهئية التي رسمتها الكاتبة لها.. رقيقة بداخلها ، عنيفة في إظهار ميولها من ناحية العمل أو الدراسة أو في وجهات النظر ، تُحب مثل الأميرآت لكن تتزوج مثل غيرها من الفتيات . - رنيم \ صديقة البطلة ، المحامية – لديها شقيقة واحدة من عائلة مصرية ثرية فتاة شرقية الطِباع ، أوروبية الهيئة .. ترمي بـدينها عرض الحائط مُدعية أنه سيقف عائق بينها وبين حياتها ، تجوب الدُنيا بكل شغفها وظنها أن كل ما تحتاج إليه هو المال والحُب كما الأفلام، حتى تُصبح مُحامية لعمر – أحد الشخصيات التي ستظهر فيما بعد – و تعرف أن الإسلام الذي رمت بهِ بعيدًا هو حلمها الوحيد الأبدي لكنها لم تعرف ولم تلحظه بل كانت لاهية عن الآخرة مُتمسكة في الدُنيا، حالها يُشبه مسلمين كُثر بل أقرب لأوروبيين لم يعلموا عن الإسلام شيئًا حتى صاروا ضمن مُحيطه .. مُندفعة تعرف متى عليها المُحاربة من أجل قول الحقيقة ومن أجل الحق - عُمر الرشيدي \ المُتهم في تفجير المعمل الكميائي – شابٌ في مقتبل العمر ، لديه شقيقة وحيدة ولديها أبناء ، وكمثل كُل الشرقيين في أوروبا.. مُتهمون بالأرهاب بكل خطوة يخطونها وحتى إن كانوا المتضررين منه فهم الأرهاب بشتى طُرقه! و الشعور بأن تكون بشرًا عليه الأعين ثم إرهابي عليه الأعين كذلك لكن أعين المحلفين و المُدعي العام؟ شعورٌ لا يعرفه سوى عُمر! يعرف أن الدين الحق هو الإسلام ويطبقه " في إبعاد – كارولين – عنه و في عدم الإندماج بالمجتمع الفرنسي الذي تتوسطه ~ زجاجة نبيذ ~ " و لسبب ما – وربما بسبب بحثهِ حول الاندماج البارد – جعلوا منه سارقًا ثم منظمًا لتنظيم إرهابي ثم الإرهابي الذي فجر المعمل مع أن الحريق قد طال 65% من وجهه و جسده! فكيف يفجر الشخص نفسه ؟ و أظن أن الكاتبة كانت واضحة بوجهة نظرها وهي تضع عُمر في وسط صفحات روايتها وكأنها تقول لسنا الإرهاب بل أنتم! - هيثم عبد الحميد \ ابن خالة البطلة – هيثم هو ابن صديقة فاطمة – والدة ياسمين - ، تعد فاطمة زهور – والدة هيثم – عائلتها الوحيدة ولهذا في العائلة يُطلق على من هم في وضع هيثم " ابناء الخالة " كأي فتى شرقي أو رجل إن صح القول فله عقله الآخذ في الهيمنة ولا يرى إلا ذاته راسمًا لنفسهِ الطريق، فحتى إذا عرضت عليه والدته خُطبة ياسمين لم يقل شيئًا وإنما دخل في نقاش إستفزازي مع ياسمين ليُخبرها هيا إكرهيني! ، و لكن السبب الحقيقي بأن هيثم كان يُخبىء أُخرى في حياته ترفضها الأهل لسبب لا يعرفهُ – أو يعرفهُ جيدًا لكن لا يُعجبه - ، لديه شقيقة – ميساء – وشقيق – وائل – ، مهندس و عريض المنكبين ، طويل الجسد – يملك جسد رياضي – لديه أزمة صدرية تعالج منها لكنها تُلازمه في المواقف الصعبة – مثل الذي هاجمته رنيم فيها بغاز مسيل للدموع - ، لا يُمكن معرفة هواجس الفتية لكنهم واضحين لمن يُقابلهم لاسيما العائلة فكان من الواضح أن كُل الرجال تُعجبهم الفتاة التي يتجنبونها حتى يقوموا بِخطبتها عن رضا .. تمامًا كما حدث مع هيثم حيث قام بِخطبة ياسمين – أو عرض عليها الزواج إن صح القول – و يرى أن المسلمين لا يُمكنهم الإندماج مهما حدث ،مهما ولِدوا في أرضِ غربية و دخلوا مدارس فرنسية..إلخ - نادر \ المُشرد الذي آواه عُمر – نآدر شابٌ جزائري ، كان يسرق للحصول على الطعام، حينما إلتقى بعمر لم يجد سوى الدموع ليتحدث بها وهو يقول بأنه جائع و مُشرد ولا مأوى له ولم يسرق إلا لأنه مُحتاج ، لم يلبث وحيدًا طويلًا فلقد جاب عُمر الجالية الإسلامية فرفضت إيواء نادر بحجة أن الشرطة سوف تُغلق لهم المكان، فأخذه إلى شقته .. لكنهُ بعدها هرب فور دخول الشرطة لمنزل عمر للتحقيق في – التفجير الإرهابي – و أصبح معلمًا قانونيًا – لم يعد مشردًا – و يعد أحد أهم الكيانات في قضية عمر فهو من قام بتبرئتهِ من الإنضمام لتنظيم إرهابي . - كريستوف نوارو \ نائب مدير المعمل الكيماوي – كريستوف نوارو مثل أي مدير أو نائب في مصالح حكومية، يُريد الفضل لنفسه ولا يهمه الآخرين.. فسعى خلف بحث " الإندماج البارد " لد.عمر و ثم تفجير المعمل لاصقًا التُهمة بعمر – الإرهابي – ثم يقول في المحكمة أن عمر قد سرق البحث وأن ما كان يقوم بهِ ماهو إلا أسطورة لا حقيقة لها و أنه كان يقوم بالعمل على مادة غريبة.. كريستوف نوارو هو مثال المدير الغربي الباحث عن المال والشهرة على مجهودات الآخرين . - كارولين \ زميلة عُمر في العمل – كارولين هي الفتاة الساذجة التي تظن أن الجميع مُهتم بها وأن الجميع سيقع فريسة لجمالها وأنه لا يُمكن لأحد تجنب أنوثتها الفرنسية فائقة الجمال! ولكن عمر كان مُختلف بطباعه الإسلامية، وكان ذلك يُثير فضولها، لكن تظهر الحقيقة جليًا عند تفجير المعمل و إدخال عُمر المشفى لمعالجته ثم محاكمته بتهمة الإرهاب حيث يظهر حُب ولطف كارولين الحقيقي ويعرف عُمر أن محاولاته القاسية في إبعادها لم تزدها إلا شغفًا بهِ !! وهي التي سقطت مغشية عليه عندما سمعت الحكم الذي حل بهِ ، وهي التي اتصلت بالمحامية تُخبرها بالحقيقة و أنها إن شهدت في المحكمة فسوف تلحق بمن لقوا حتفهم قبلها . - باتريك كلود \ شقيق زوجة والد ياسمين الفرنسية – هو الفكرة المثالية عن المواطن الفرنسي ، من حيث رؤيته للأسلام وكما يقول " يعتبر الرجل المسلم المرأة عورة فيغطيها من كل النواحي ويُخبئها عن الأنظار بين أربعة جدران وممنوع عليها أن تخرج للعالم " فيكره الإسلام ويسيء إليه و يظن أن والد ياسمين قد حرمه من شقيقته وهذا زاد كُرهه للإسلام، ولهذا لا يمتنع عن مُضايقة الفتيات المسلمات والتي يظن " أن خلف العباءة هناك شهوات تخرج من هن مثل الفتيات التي تذهب لبعض الشقق و تقوم بفعل الأمور السيئة من خلف حجابها " وكمثله يظن أن المجتمع الإيراني مُتشدد وصعب التعامل معه ولا يعرف أن إيران هي شيعة ولا تُمثل الإسلام وإن قالوا أنها دولة مُسملة فالفرق بين العقيدة واضح للغاية – وأعلم أنني سوف أتلقى الكثير من الإنتقادات على قولي هذا –وأمثال باتريك يرى أن اللحى جزءٌ من الإرهاب و الحجاب هو كلمة السر التي تُحرك المسلمين نحو التفجيرات . # الشخصيات الثانوية :: - سامي كلود " كمال " \ والد ياسمين - هو والد ياسمين، والد سارة و ريان – من الزوجة الفرنسية – الرجل الذي غير اسمه لعائلة زوجته باحثًا عن الشهرة في اسمه الجديد الذي إن لمحه أحدهم فسيقول أنه من أمريكا الاتينية أو إيطالي المنشأ ولن يخطر ببالهم أنه من أصول عربية تونسية! كغيره من الرجال سيبحث عن ثغرة في زوجته المؤمنة الصابرة على شتى أنواع البلاء ليتركها باحثًا عن غيرها مثل أنها قد أصبحت أقرب من ربها و قد باتت توزع منشورات إسلامية تُعرف الناس بدينهم الحقيقي فأصبحت في نظره إرهابية لا تُطاق!، ثم هاهو يترك إيلين – الزوجة الفرنسية - لأن فتاة روسية قد أستهوت قلبه في أحد المؤتمرات!! ولا عجب إن ترك ساشا – الفتاة الروسية – ليبحث عن غيرهآ، من تخلى عن الاولى فسيتخلى عن البقيات! حاصل على الدكتوراة في أحد العلوم، الشاهد الرئيسي في قضية عُمر الرشيدي و الذي أثبت براءته من سرقة البحث – كما إدعى كريستوف نوارو – - إيلين كلود \ الزوجة الفرنسية – لاتكره الإسلام ولا تُعارض احدًا.. لكن أبنائها خرجوا لها بعيدين عن الإسلام تمامًا والغريب بأن أباهم مسلم! المثير للغضب قول الابنة الكُبرى للبطلة " الحمدلله ليس لي علاقة بالإسلام " ، لكنها بدأت تفعل ذلك عندما تركها سامي – والد ياسمين – وطلقها فشارفت على الإنتحار لكن تم إنقاذها قبل أن تلقى حتفها وفاقت من تجربتها وهي تتوعد لزوجها أو طليقها إن صح القول بالعقاب و الملاحقة في المحاكم! أسلوب الكاتبة كان يتنوع بين السرد و الوصف.. فسردت مشاعر وأخرى أحياءها الفرعية الضيقة ، وكان هناك قليلٌ من الحوار لكنه ليجعلنا نركز على نقطة ما وكأن الكاتبة وضعته ليصبح لنا منبهًا وكانت النهاية مفتوحة حتى علمت من أحداهن أن الرواية لها في كل رواية هُناك و العقدة في هذه الرواية تبدو مختلفة قليلًا، عُقدة لم عُقدة هذه الرواية هي و قتل وضع المسلمين في فرنسا لايختلف عن وضع أو يحاول أحدهم طعنك في " المترو " كما حدث في أحد قضية الأرهاب مُسَلمة بها! فجميعنا يعرف من هو لكن الكاتبة لم تغفل عن ذكر و إن كان البعض منا يعلم لأن الصراعات التي شملت كل المسلمين لاتزال قائمة، باسم السياسة و باسم هذا الشقاء لنرتفع بهِ درجات في الآخرة وما أعظمهُ من ثواب.. لا أقول أن الحل غير موجود بل هو كذلك، لكن أبناء العلمانية و الإشتراكية وغيرهم ، الحل موجود لكن يحتاج إلى و إن أردنا تطبيقه، فأمتنا يتم التحكم بها لا العكس والحل يحتاج الرواية بالنسبة لي أشبه هذه كانت مختلفة لم تكن قط نافذة بل كانت العالم الآخر الذي هربتُ منه و إليه لا أستطيع وصف مشاعري وأنا أقرأها لأول مرة - قراتها مرتين - XDDD أصبحت متيمة بالرواية بحق! كل من حادثني عن الكتب قلت على الفور " أقرأ رواية غُربة الياسمين " لكن لم تكن لأنني أعلم لن أجد رواية تُشبه الأنمي في كيانها ، إرهاب! تفجير ، إتهام..براءة .. شوجو < بالمناسبة الشوجو كان 10% و في الآخر البطلة تم خطبتها يعني مآ في تجاوزات خارج هناك لقطة - تعجبني كثيرًا و سوف أضعها في مدونتي ذات يوم - عندما قابلت رنيم الدكتور عمر الرشيدي لأول مرة فقام بقصفها لأن هيأتها لاتدل على كونها مسلمة ^ حتى أنني قرأت الفقرة تلك على أمي وكنت متحمسة للغاية XDDDD < يقول فيها أنها أسوأ من الشرطة التي تحسبه الإرهابي! قبل أن أتحمس أكثر وأشرع في و أدع لكم الفرصة في الإطلاع على هذا العمل الأدبي الرائع - كانت معكم [ رواية ] غُربة الياسمين تصميم الطقم \\ المُبدعة جمع المعلومات ، تحليل \\ من مجهودي الخاص ولا أسمح جميع الحقوق محفوظة لـ وعامووَ | مخلب الشر | ثابيست ~ رجاءً أعطوا للكتب بعضًا من وقتكم، فهي تستحق! كتاب واحد قد يغير حياتك، ليكن " غُربة الياسمين " إذًا دمتم في رعاية الله . |