الحمد لله الذي ينزل الغيث على عباده من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العرش المجيد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم المزيد
أما بعد ففي هذه الأيام يتوالى علينا القطر من السماء، ونسأل الله تعالى أن يجعله غيثا نافعا مباركا، وأن لا ينقلب إلى نقمة علينا؛ وإن من السنة إذا كثر المطر أن يأتي العبد بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية الاستصحاء، فقد روى البخاري عن شَريكِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أبي نَمِر : أنه سمع أنسَ بنَ مالك يَذكرُ: أنَّ رَجلا دَخل يومَ الجمعة مِن بابٍ كان وِجاهَ المِنبَر ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يخطُب ، فاستقبلَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائمًا ، فقال: يا رسولَ الله ، هَلَكتِ المواشِي ، وانقطعتِ السُّبل ، فادعُ الله يُغيثُنا . قال: فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَديه فقال: اللهُمَّ اسقِنا ، اللهُمَّ اسقِنا ، اللهُمَّ اسقِنا". قال أنسٌ : ولا واللهِ ما نَرى في السماء مِن سَحابٍ ، ولا قَزَعةً ، ولا شيئا ، وما بَيننا وبين سَلْعٍ مِن بيتٍ ، ولا دارٍ. قال: فطلعَتْ مِن ورائه سَحابة مثلُ التُّرْسِ ، فلما توسَّطتِ السماءَ انتَشرتْ ، ثم أمطرتْ ، قال: والله ما رأينا الشمسَ سِتًّا ، ثم دَخل رجلٌ مِن ذلك البابِ في الجُمعة المُقبلة ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يَخطُبُ ، فاستَقبلَه قائما ، فقال: يا رسولَ الله ، هَلكَتِ الأموالُ ، وانقطعَت السُّبل ، فادعُ الله يُمسِكْها. قال: فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَديه ثُم قال: اللهُمَّ حَوالَينا ولا علَينا ، اللهُمَّ على الآكامِ والجبال ، والآجامِ والظِّرابِ ، والأودية ومَنابت الشجر ". قال: فانقطعتْ ، وخَرجنا نمشِي في الشمس.
قال شَريك : فسألت أنسا : أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري !.
----------
شرح بعض ألفاظ الحديث:
هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ : المَواشي .
سبب هلاكها في المرة الأولى : عَدَم وُجُودِ مَا يَعِيشُونَ بِهِ مِنَ الْأَقْوَاتِ الْمَفْقُودَةِ بِحَبْسِ الْمَطَرِ .
وسبب هلاكها في المرة الثانية : عَدَم الرَّعْيِ ، أَوْ عَدَم مَا يُكِنُّهَا مِنَ الْمَطَرِ (فتح الباري لابن حجر بتصرف)
انْقَطَعَتِ السُّبُلُ : سبب انقطاعها في المرة الأولى : أَنَّ الْإِبِلَ ضَعُفَتْ - لِقِلَّةِ الْقُوتِ - عَنِ السَّفَرِ .
وأما سبب انقطاعها في المرة الثانية : فَلِتَعَذُّرِ سُلُوكِ الطُّرُقِ مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ . (فتح الباري لابن حجر بتصرف)
قَزَعَةٌ : أَيْ : قِطْعَةٌ مِنَ الْغَيْمِ . (النهاية لابن الأثير)
سَلْعٍ : هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَهُوَ جَبَلٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ . (المنهاج للنووي)
سَحابةٌ مِثْلُ التُّرْسِ : أَيْ مُسْتَدِيرَةٌ . (فتح الباري لابن حجر)
اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا : يُرِيدُ اللَّهُمَّ أَنْزِلِ الْغَيْثَ فِي مَوَاضِعِ النَّبَاتِ لَا فِي مَوَاضِعِ الْأَبْنِيَةِ . (النهاية لابن الأثير)
الْإِكَامُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَقَدْ تُفْتَحُ وَتُمَدُّ [الآكام]: جَمْعُ أَكَمَةٍ بِفَتَحَاتٍ ، قَالَ ابْنُ الْبَرْقِيِّ : هُوَ التُّرَابُ الْمُجْتَمِعُ ، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : هِيَ أَكْبَرُ مِنَ الْكُدْيَةِ . وَقَالَ الْقَزَّازُ : هِيَ الَّتِي مِنْ حَجَرٍ وَاحِدٍ وَهُوَ قَوْلُ الْخَلِيلِ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هِيَ الْهَضْبَةُ الضَّخْمَةُ ، وَقِيلَ الْجَبَلُ الصَّغِيرُ ، وَقِيلَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ ، وَقَالَ الثَّعَالِبِيُّ : الْأَكَمَةُ أَعْلَى مِنَ الرَّابِيَةِ وَقِيلَ دُونَهَا . (فتح الباري لابن حجر)
الآجام : الْأَجَمَةُ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ وَالْجَمْعُ أَجَمٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ وَالْآجَامُ جَمْعُ الْجَمْعِ (المصباح المنير للفيومي)
الظِّرَابُ : الْجِبَالُ الصِّغَارُ . (النهاية لابن الأثير)
من فوائد الحديث:
قال النووي رحمه الله: فِي هَذَا الْفَصْلِ فَوَائِدُ مِنْهَا الْمُعْجِزَةُ الظَّاهِرَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِجَابَةِ دُعَائِهِ مُتَّصِلًا بِهِ حَتَّى خَرَجُوا فِي الشَّمْسِ . وَفِيهِ أَدَبُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ رَفْعَ الْمَطَرِ مِنْ أَصْلِهِ ، بَلْ سَأَلَ رَفْعَ ضَرَرِهِ وَكَشْفَهُ عَنِ الْبُيُوتِ وَالْمَرَافِقِ وَالطُّرُقِ بِحَيْثُ لَا يَتَضَرَّرُ بِهِ سَاكِنٌ وَلَا ابْنُ سَبِيلٍ ، وَسَأَلَ بَقَاءَهُ فِي مَوَاضِعِ الْحَاجَةِ بِحَيْثُ يَبْقَى نَفْعُهُ وَخِصْبُهُ وَهِيَ بُطُونُ الْأَوْدِيَةِ وَغَيْرُهَا مِنَ الْمَذْكُورِ .
ثم قال: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ طَلَبِ انْقِطَاعِ الْمَطَرِ عَلَى الْمَنَازِلِ وَالْمَرَافِقِ إِذَا كَثُرَ وَتَضَرَّرُوا بِهِ ، وَلَكِنْ لَا تُشْرَعُ لَهُ صَلَاةٌ وَلَا اجْتِمَاعٌ فِي الصَّحْرَاءِ .
وقال ابن حجر رحمه الله: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ جَوَازُ مُكَالَمَةِ الْإِمَامِ فِي الْخُطْبَةِ لِلْحَاجَةِ ، وَفِيهِ الْقِيَامُ فِي الْخُطْبَةِ وَأَنَّهَا لَا تَنْقَطِعُ بِالْكَلَامِ وَلَا تَنْقَطِعُ بِالْمَطَرِ ، وَفِيهِ قِيَامُ الْوَاحِدِ بِأَمْرِ الْجَمَاعَةِ ، وَإِنَّمَا لَمْ يُبَاشِرْ ذَلِكَ بَعْضُ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْلُكُونَ الْأَدَبَ بِالتَّسْلِيمِ وَتَرْكِ الِابْتِدَاءِ بِالسُّؤَالِ ... وَسُؤَالُ الدُّعَاءِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَمَنْ يُرْجَى مِنْهُ الْقَبُولُ وَإِجَابَتُهُمْ لِذَلِكَ ... وَفِيهِ تَكْرَارُ الدُّعَاءِ ثَلَاثًا ، وَإِدْخَالُ دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَالدُّعَاءُ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ وَلَا تَحْوِيلَ فِيهِ وَلَا اسْتِقْبَالَ ... وَفِيهِ جَوَازُ الدُّعَاءِ بِالِاسْتِصْحَاءِ لِلْحَاجَةِ .
صفة رفع اليدين:
قال ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ : ( فَرَفَعَ يَدَيْهِ ) زَادَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ " وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُونَ " وَزَادَ فِي رِوَايَةِ شَرِيكٍ " حِذَاءَ وَجْهِهِ " وَلِابْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ رِوَايَةِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ " حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " وَتَقَدَّمَ فِي الْجُمُعَةِ بِلَفْظِ فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا زَادَ فِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ فِي الْأَدَبِ " فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ " .
أما بعد ففي هذه الأيام يتوالى علينا القطر من السماء، ونسأل الله تعالى أن يجعله غيثا نافعا مباركا، وأن لا ينقلب إلى نقمة علينا؛ وإن من السنة إذا كثر المطر أن يأتي العبد بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية الاستصحاء، فقد روى البخاري عن شَريكِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أبي نَمِر : أنه سمع أنسَ بنَ مالك يَذكرُ: أنَّ رَجلا دَخل يومَ الجمعة مِن بابٍ كان وِجاهَ المِنبَر ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يخطُب ، فاستقبلَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائمًا ، فقال: يا رسولَ الله ، هَلَكتِ المواشِي ، وانقطعتِ السُّبل ، فادعُ الله يُغيثُنا . قال: فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَديه فقال: اللهُمَّ اسقِنا ، اللهُمَّ اسقِنا ، اللهُمَّ اسقِنا". قال أنسٌ : ولا واللهِ ما نَرى في السماء مِن سَحابٍ ، ولا قَزَعةً ، ولا شيئا ، وما بَيننا وبين سَلْعٍ مِن بيتٍ ، ولا دارٍ. قال: فطلعَتْ مِن ورائه سَحابة مثلُ التُّرْسِ ، فلما توسَّطتِ السماءَ انتَشرتْ ، ثم أمطرتْ ، قال: والله ما رأينا الشمسَ سِتًّا ، ثم دَخل رجلٌ مِن ذلك البابِ في الجُمعة المُقبلة ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يَخطُبُ ، فاستَقبلَه قائما ، فقال: يا رسولَ الله ، هَلكَتِ الأموالُ ، وانقطعَت السُّبل ، فادعُ الله يُمسِكْها. قال: فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَديه ثُم قال: اللهُمَّ حَوالَينا ولا علَينا ، اللهُمَّ على الآكامِ والجبال ، والآجامِ والظِّرابِ ، والأودية ومَنابت الشجر ". قال: فانقطعتْ ، وخَرجنا نمشِي في الشمس.
قال شَريك : فسألت أنسا : أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري !.
----------
شرح بعض ألفاظ الحديث:
هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ : المَواشي .
سبب هلاكها في المرة الأولى : عَدَم وُجُودِ مَا يَعِيشُونَ بِهِ مِنَ الْأَقْوَاتِ الْمَفْقُودَةِ بِحَبْسِ الْمَطَرِ .
وسبب هلاكها في المرة الثانية : عَدَم الرَّعْيِ ، أَوْ عَدَم مَا يُكِنُّهَا مِنَ الْمَطَرِ (فتح الباري لابن حجر بتصرف)
انْقَطَعَتِ السُّبُلُ : سبب انقطاعها في المرة الأولى : أَنَّ الْإِبِلَ ضَعُفَتْ - لِقِلَّةِ الْقُوتِ - عَنِ السَّفَرِ .
وأما سبب انقطاعها في المرة الثانية : فَلِتَعَذُّرِ سُلُوكِ الطُّرُقِ مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ . (فتح الباري لابن حجر بتصرف)
قَزَعَةٌ : أَيْ : قِطْعَةٌ مِنَ الْغَيْمِ . (النهاية لابن الأثير)
سَلْعٍ : هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَهُوَ جَبَلٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ . (المنهاج للنووي)
سَحابةٌ مِثْلُ التُّرْسِ : أَيْ مُسْتَدِيرَةٌ . (فتح الباري لابن حجر)
اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا : يُرِيدُ اللَّهُمَّ أَنْزِلِ الْغَيْثَ فِي مَوَاضِعِ النَّبَاتِ لَا فِي مَوَاضِعِ الْأَبْنِيَةِ . (النهاية لابن الأثير)
الْإِكَامُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَقَدْ تُفْتَحُ وَتُمَدُّ [الآكام]: جَمْعُ أَكَمَةٍ بِفَتَحَاتٍ ، قَالَ ابْنُ الْبَرْقِيِّ : هُوَ التُّرَابُ الْمُجْتَمِعُ ، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : هِيَ أَكْبَرُ مِنَ الْكُدْيَةِ . وَقَالَ الْقَزَّازُ : هِيَ الَّتِي مِنْ حَجَرٍ وَاحِدٍ وَهُوَ قَوْلُ الْخَلِيلِ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هِيَ الْهَضْبَةُ الضَّخْمَةُ ، وَقِيلَ الْجَبَلُ الصَّغِيرُ ، وَقِيلَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ ، وَقَالَ الثَّعَالِبِيُّ : الْأَكَمَةُ أَعْلَى مِنَ الرَّابِيَةِ وَقِيلَ دُونَهَا . (فتح الباري لابن حجر)
الآجام : الْأَجَمَةُ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ وَالْجَمْعُ أَجَمٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ وَالْآجَامُ جَمْعُ الْجَمْعِ (المصباح المنير للفيومي)
الظِّرَابُ : الْجِبَالُ الصِّغَارُ . (النهاية لابن الأثير)
من فوائد الحديث:
قال النووي رحمه الله: فِي هَذَا الْفَصْلِ فَوَائِدُ مِنْهَا الْمُعْجِزَةُ الظَّاهِرَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِجَابَةِ دُعَائِهِ مُتَّصِلًا بِهِ حَتَّى خَرَجُوا فِي الشَّمْسِ . وَفِيهِ أَدَبُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ رَفْعَ الْمَطَرِ مِنْ أَصْلِهِ ، بَلْ سَأَلَ رَفْعَ ضَرَرِهِ وَكَشْفَهُ عَنِ الْبُيُوتِ وَالْمَرَافِقِ وَالطُّرُقِ بِحَيْثُ لَا يَتَضَرَّرُ بِهِ سَاكِنٌ وَلَا ابْنُ سَبِيلٍ ، وَسَأَلَ بَقَاءَهُ فِي مَوَاضِعِ الْحَاجَةِ بِحَيْثُ يَبْقَى نَفْعُهُ وَخِصْبُهُ وَهِيَ بُطُونُ الْأَوْدِيَةِ وَغَيْرُهَا مِنَ الْمَذْكُورِ .
ثم قال: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ طَلَبِ انْقِطَاعِ الْمَطَرِ عَلَى الْمَنَازِلِ وَالْمَرَافِقِ إِذَا كَثُرَ وَتَضَرَّرُوا بِهِ ، وَلَكِنْ لَا تُشْرَعُ لَهُ صَلَاةٌ وَلَا اجْتِمَاعٌ فِي الصَّحْرَاءِ .
وقال ابن حجر رحمه الله: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ جَوَازُ مُكَالَمَةِ الْإِمَامِ فِي الْخُطْبَةِ لِلْحَاجَةِ ، وَفِيهِ الْقِيَامُ فِي الْخُطْبَةِ وَأَنَّهَا لَا تَنْقَطِعُ بِالْكَلَامِ وَلَا تَنْقَطِعُ بِالْمَطَرِ ، وَفِيهِ قِيَامُ الْوَاحِدِ بِأَمْرِ الْجَمَاعَةِ ، وَإِنَّمَا لَمْ يُبَاشِرْ ذَلِكَ بَعْضُ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْلُكُونَ الْأَدَبَ بِالتَّسْلِيمِ وَتَرْكِ الِابْتِدَاءِ بِالسُّؤَالِ ... وَسُؤَالُ الدُّعَاءِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَمَنْ يُرْجَى مِنْهُ الْقَبُولُ وَإِجَابَتُهُمْ لِذَلِكَ ... وَفِيهِ تَكْرَارُ الدُّعَاءِ ثَلَاثًا ، وَإِدْخَالُ دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَالدُّعَاءُ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ وَلَا تَحْوِيلَ فِيهِ وَلَا اسْتِقْبَالَ ... وَفِيهِ جَوَازُ الدُّعَاءِ بِالِاسْتِصْحَاءِ لِلْحَاجَةِ .
صفة رفع اليدين:
قال ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ : ( فَرَفَعَ يَدَيْهِ ) زَادَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ " وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُونَ " وَزَادَ فِي رِوَايَةِ شَرِيكٍ " حِذَاءَ وَجْهِهِ " وَلِابْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ رِوَايَةِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ " حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " وَتَقَدَّمَ فِي الْجُمُعَةِ بِلَفْظِ فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا زَادَ فِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ فِي الْأَدَبِ " فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ " .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك