بسمةٌ على ثَغْرِهِ ترتسمُ جنةٌ في زحفِهِ تتوسَّمُ
قد جادَ بدمِهِ راضياً وجاءَ جَحَافِلَ الجُندِ يتقدِّمُ
هو نورٌ يُستضاءُ به وأملٌ يعيدَ المجدَ مُلثَّمُُ
خلاّ لنا الدارَ هانئةً بحورِ العينِ أملاً يغنَمُ
كيف نسلاهُ وكلُّنا في بيتِهِ يرفُلُ وينعَمُ؟
كيف ننساهُ وفداؤُهُ يُقدِّمُ النَّصرَ لنا ويُرْغِمُ؟
شيَّدَ التاريخُ له بحروفِ النورِ قُصوراً لا تُهْدمُ
تجرَّعَ المرَّ كيلاً طافحاً والبؤسُ من وجهِهِ مُستَلهَمُ
آهِ لو سمعتَهُ يوماً زاجِراً قوماً سُقوا المرَّ وتناوموا
ألا تباً لشعبٍ يتجرَّعُ الظلمَ مِراراً ويُساومُ
أما آنَ أنْ تُعيدوا مجدَكم وللتنازعِ والتناحرِ تُقاوموا
أما حانَ غضبُ الرَّحَى أم أنَّهُ للهوانِ مستسلمُ؟
القدسُ ضاعَ لها مجدُُ وحلَّ بالكرامِ ذُلُُّ وتجَهُّمُ
فالقدسُ أنَّ لجراحِهِ واستغاثَ بمن يُجيبُ ويرحمُ
كم من خائن متهاونٍ عاشَ قرناً ميتُُ قلبُهُ آثم
بركانُ الثورةِ لا يَخمدُ جوفُهُ جهنمُُ ونبعُهُ حِمَمُ
ينفجر فالعزة له تبتهج وترتقي في العُلا شِيمُ
تعلو الجباهَ رايةٌ خفَّاقةُُ وعلى جنبِهِ مهندُُ صارمُ
يرفعُ عن مآذِنِهِ الأسَى ويُذِلُّ رقابَ الكُفرِ ويُحطِّمُ
فما التواني لمن سُلبَ وليسَ ينفعُ ميتاً ندمُ
وليتَ البكاءَ ينفعُ وحدَهُ إذن لجُدْنَا بهِ وما بقِيَ