السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------------------------------------------
"" الْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ""
=====================================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام:
الآية الثالثة بعد المائة والتي تليها من سورة الكهف وهي قوله تعالى:
أيها الأخوة الكرام:
الآية الثالثة بعد المائة والتي تليها من سورة الكهف وهي قوله تعالى:
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106)﴾
يعني أكبر مصبية على الإطلاق، ألا تدري، وألا تدري أنك لا تدري، أن ترتكب أشنع الخطأ، وتظن أنك على صواب، أن تكون أبعد الناس عن الحق، وتظن أنك على الحق وما سواك على الباطل، هذه أكبر مصبية تصيب الإنسان.
من الناس من يدري ويدري أنه يدري فهذا عـالم فاتبعوه.
ومنهم من لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه.
ومنهم لا يدري ولا يدري أن لا يدري فهذا شيطان فحذروه.
المصيبة أن تعالج ارتفاع الضغط بمزيد من الملح، المصيبة أن تعالج أزمة القلب بمزيد من الجهد، هذه أكبر مصيبة، أن تمشي في الطريق المعاكس، ولماذا تمشي في الطريق المعاكس ؟ بجهل مستحكم ولماذا لا تسمع النصيحة، لأنك تعتقد أنك على صواب، هذا العناد يعني خطأ فاحش، وعناد مع جهل.
من الناس من يدري ويدري أنه يدري فهذا عـالم فاتبعوه.
ومنهم من لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه.
ومنهم لا يدري ولا يدري أن لا يدري فهذا شيطان فحذروه.
المصيبة أن تعالج ارتفاع الضغط بمزيد من الملح، المصيبة أن تعالج أزمة القلب بمزيد من الجهد، هذه أكبر مصيبة، أن تمشي في الطريق المعاكس، ولماذا تمشي في الطريق المعاكس ؟ بجهل مستحكم ولماذا لا تسمع النصيحة، لأنك تعتقد أنك على صواب، هذا العناد يعني خطأ فاحش، وعناد مع جهل.
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ﴾
ما قال بالخاسرين قال:
﴿بِالْأَخْسَرِين﴾
الأخسر اسم تفضيل على وزن أفعل، يعني أشد الناس خسارة على الإطلاق، الذي يظن أنه إذا بالغ في انغماسه في الشهوات فهو من الأذكياء، الذي بالغ في أكل أموال الناس في الباطل فهو من الشاطرين، الذي بالغ في استعباد الناس فهو من الأقوياء.
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
السعي العمل، العمل في الحياة الدنيا ينبغي أن يتجه إلى هدف، وهذا الهدف مرضاة الله عز وجل، وأن يوظف هذا العمل لبلوغ الجنة.
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)﴾
(سورة القصص: 77)
العمل، بالتعبير الآخر الحركة، يعني حركة الإنسان في الحياة الإنسان له حركة، يستيقظ، يأكل، يشرب، يبتسم، يضحك، يغضب يعنف، يقبض المال، ينفق المال، هذه الحركة يجب أن تتجه لمرضاة الله عز وجل، هذه الحركة، العمل، السلوك، يجب أن يتجه ليكون ثمن الجنة، هذا هو الإنسان المهتدي، ألم تقرؤون بالفاتحة كل يوم عشرات المرات، بل بضع عشرات المرات.
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾
(سورة الفاتحة: 6 ـ 7 )
العمل يجب أن يتجه إلى مرضاة الله، أو العمل يجب أن ينطبق على منهج الله، يجب أن ينطبق، ويجب أن يتجه، يعني أن ينطبق من حيث السلوك، وأن يتجه من حيث النية، أما هؤلاء الأخسرون أعمالاً عملهم لم ينطبق على المنهج، ولم يتجه لمرضاة الله.
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ﴾
ذكرت هذا من قبل، لك مبلغ كبير جداً يجب أن تقبضه من حلب يمكن أن تركب قطار حلب، ويمكن أن تقع في عشرات الأغلاط وأنت في القطار، قد تركب مركبة فيها شباب يزعجونك، قد تركب مركبة من الدرجة الثالثة، وبطاقتك من الدرجة الأولى، قد تتلوى من الجوع ولا تعلم أن في القطار مركبة طعام هذه كلها أغلاط، لكن القطار يتحرك نحو حلب، وسوف تصل في الوقت المناسب، وسوف تأخذ هذا المبلغ الكبير، لكن الغلط الذي لا يحتمل، أن تركب قطار درعا، عكس الاتجاه، هذا الخطأ.
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)﴾
لكن ما التعليل ؟ لماذا ضل هؤلاء، لماذا ضل سعي هؤلاء؟ لماذا يحسب هؤلاء أنهم يحسنون صنعا، يعني قضية مزاجية ؟ قضية مالها تفسير ؟ قضية عشوائية ؟ لما قضية مقننة القضية مقننة، الدليل الآية الثانية:
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ﴾
آياته الدالة على عظمته، كفروا بها ؛ أي ما عبئوا بها آياته القرآنية لم يقرؤوها، آياته التكوينية لم يلتفتوا إليها.
﴿كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ﴾
آياته القرآنية، وآياته التكوينية، وآياته الكونية، لم يفكر، ولم يعبئ، ولم يتجه.
﴿كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ﴾
وكفروا بلقائه، لو أنهم أمنوا بلقائه لانضبطوا، في إنسان يؤمن بالحساب ولا ينضبط ؟ أبداً، ثلاث حقائق والله أيها الأخوة لو أيقن بها لما حاد عن منهج الله ولا قيد أنملة، أن يؤمن أن الله موجود، وأنه يعلم، وأنه سيحاسب، ثلاث كلمات، إن أمنت بها إيماناً يقينياً، والله لا تستطيع أن تخرج عن منهج الله ولا قيد أنملة، أن تؤمن أنه موجود، وأنه يعلم، وأنه سيحاسب.
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ﴾
لما كفروا بلقاء ربهم ولقائه:
﴿فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾
إحباط العمل له معنيان:
المعنى الأول: أن العمل ينحط، يزني يعتدي على نساء الآخرين، يخون زوجته، ويخون الناس من حوله، يأكل المال الحرام، يكذب، يدجل، ينافق، يماري، سقط العمل، الخيانة ساقطة، الكذب ساقط، اللؤم ساقط، البخل ساقط، الانتقام ساقط، الأنانية ساقطة، عمل ساقط بالفطرة.
المعنى الأول: أن العمل ينحط، يزني يعتدي على نساء الآخرين، يخون زوجته، ويخون الناس من حوله، يأكل المال الحرام، يكذب، يدجل، ينافق، يماري، سقط العمل، الخيانة ساقطة، الكذب ساقط، اللؤم ساقط، البخل ساقط، الانتقام ساقط، الأنانية ساقطة، عمل ساقط بالفطرة.
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾
المعنى الثاني: قد يكون عظيماً في أعين الناس، أما النوايا سيئة قد تنشئ مستشفى، هذا عمل إنساني، الهدف الوحيد هو الربح، قد تنشئ مدرسة، العمل تعليمي شريف، الهدف الوحيد هو الربح المادي قد تطلب العلم ليقول الناس عنك عالم، وقد قيل خذوه إلى النار، لذلك إحباط العمل إما من نوعيته، وإما من نيته، إما أن مضمون العمل يسقط، وإما أن نية العمل تسقط.
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105)﴾
أحد كبار رجال الأعمال في أميركا وجد ميت في يخت في البحر مع امرأة عاهرة، كالفطيسة، المؤمن كريم على الله عز وجل، يموت في أبهج حالة، حياته مقدسة، بيته مقدس، علاقاته مقدسة، لكن أهل الدنيا لا شأن لهم عند الله، يسقطون من نظر الله، والله الذي لا إله إلا هو لأن يسقط الإنسان من السماء إلى الأرض فتتحطم أضلاعه أهون من أن يسقط من عين الله، الإنسان إذا اقترف المعاصي سقط من عين الله إذا اعتدى على خلق الله سقط من عين الله، إذا بخل مما أتاه الله عز وجل سقط من عين الله.
﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105)﴾
هؤلاء يوازنون مع قوله تعالى:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18)﴾
(سورة الفتح: 18)
﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾
(سورة الفتح: 10)
هؤلاء يوازنون مع هذا الصحابي الجليل الذي قال عنه النبي الكريم:
(( والله يا معاذ إني لأحبك ))
أيوازن هذا مع هذا، هذه مرتبة الآخرة، يعني أنت تشعر أن الله راضي عنك، أعلى مرتبة تنالها في الدنيا، والله الذي لا إله إلا هو، هي خير لك من حمر النعم، من أموال الأرض، من الدنيا وما فيها، من نعم الدنيا مجتمعة، أن يكون الإنسان في رضوان الله، بعدين أحياناً في أشخاص أقوياء وكبراء، لا تستطيع أن تنال رضوانهم، رضاهم مستحيل، مغلق على أناس معدودين، لكن الله سبحانه وتعالى رضوانه مبذول لأكل عبد، ما في فئة محرومة وفئة مسموح لها، لا.
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً(110)﴾
باب الله مفتوح لكل إنسان، أبيض، أسود، غني، فقير، مثقف، غير مثقف، بقلك أنا ما لي مثقف، قل له مثقف، بقلك كيف ؟ ألست مستقيم على أمر الله ؟ نعم، الحمد لله، هذا علم هذا، لقول النبي الكريم:
(( كف بالمرء علماً أن يخشى الله، وكف به جهلاً أن يعصيه ))
والله لو واحد معه بورد، ويشرب الخمر هو عند الله جاهل، وآذن، حاجب، يغض بصره عن محارم الله، ويتحرى الحلال، هو عند الله عالم، كل واحد منكم مستقيم هو عند الله عالم، بالدليل القطعي.
(( كف بالمرء علماً أن يخشى الله، وكف به جهلاً أن يعصيه))
فالعاصي جاهل، والمطيع عالم، فلذلك:
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105)﴾
" رب أشعث أغبر ذي طمرين، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره "، سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أراد أن يصلي الليل، غرفته صغيرة جداً جداً، لا تسمح له مساحتها أن يصلي الليل، وزوجته نائمة، ومع ذلك قال الله عز وجل:
﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)﴾
( سورة الحجر: 72 )
أقسم الله بعمر النبي، هل هناك تكريم بعد هذا التكريم ؟ ما خاطب الله النبي باسمه أبداً، قال:
﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (12)﴾
( سورة مريم: 12 )
﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ﴾
(سورة آل عمران: 55 )
﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً (7)﴾
( سورة مريم: 7 )
﴿قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾
( سورة البقرة: 33 )
﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)﴾
(سورة الأعراف: 144 )
﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾
( سورة هود: 46 )
ولم يقل أبداً يا محمد بالقرآن كله، يا أيها النبي، يا أيها الرسول جاء أسمه خبرا بس ما جاء أسمه مخاطباً.
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾
( سورة الفتح: 29 )
أما بالخطاب، يا أيها النبي، يا أيها الرسول، ورفعنا لك ذكرك لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، ولماذا أراد الله أن يكون قبر النبي في المدينة ؟ لو كان في مكة المكرمة، الحجاج أثناء أداء المناسك يزور النبي، بالجملة، جعل قبره بالمدينة، ليزوره الناس خصيصاً له تكريماً له، تلاقي آلاف، مئات الألوف يقصدون زيارة النبي عليه الصلاة والسلام، ويسعدون بها، لذلك:
﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105)﴾
" رب أشعث أغبر ذي طمرين، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره ".
النبي الكريم جاءه أحد الصحابة الكرام، قال أهلاً بمن خبرني جبريل بقدومه، قال أو مثلي ! يبدو أنه فقير، قال نعم يا أخي خامل في الأرض علم في السماء، قد تكون أنت موظف من الدرجة العاشرة ضارب آلة كاتبة، و ظفرك يسوى مليون شخص، ظفرك يسوى مليون عاصي، أنت مستقيم.
لذلك أخوانا الكرام: ابتغوا الرفعة عند الله، لا تبتغي رفعة عند الناس، الناس يموتون، ولا قيمة للمكانة عندهم، الآية أصبحت على الشكل التالي:
النبي الكريم جاءه أحد الصحابة الكرام، قال أهلاً بمن خبرني جبريل بقدومه، قال أو مثلي ! يبدو أنه فقير، قال نعم يا أخي خامل في الأرض علم في السماء، قد تكون أنت موظف من الدرجة العاشرة ضارب آلة كاتبة، و ظفرك يسوى مليون شخص، ظفرك يسوى مليون عاصي، أنت مستقيم.
لذلك أخوانا الكرام: ابتغوا الرفعة عند الله، لا تبتغي رفعة عند الناس، الناس يموتون، ولا قيمة للمكانة عندهم، الآية أصبحت على الشكل التالي:
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106)﴾
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.
والحمد لله رب العالمين
==============
التفسير المختصر - سورة الكهف (18) - الدرس (5-6) : تفسير الآيات 103 - 106 ، يجب أن يكون عملك وفق منهج الله لكي تسعد بالآخرة
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1995-03-20
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1995-03-20