يطلق لفظ الفرس على من سكن بلاد فارس وهي إيران حاليًا، حيث إنّ الفرس هم سلالة عرقيّة تعود أصولها إلى المجموعة الأريانيّة، وتتكلّم الشّعوب الفارسيّة لغةً تسمّى اللّغة الفارسيّة وهي من اللّغات الهندوأوروبيّة، وقد ساهم اختلاط عددٍ من الشّعوب والعرقيّات في تشكيل هويّة مختلطة للفرس حيث استوعبت عددًا من العرقيّات مثل الترك والعرب واليونانيين وغيرهم، وقد حكمت بلاد فارس عددٌ من الأمبراطوريّات عبر التاريخ وكان أوّلها الدّولة الميدية ثمّ الدّولة الإخمينيّة التّي قامت بقيادة كوروش بحملات كبيرة نحو المغرب حيث هاجمت بابل واستولت عليها واتّجهت صوب بلاد الشام لتسيطر عليها ثمّ إلى مصر في أقصى الغرب، وقد وصلت الدّولة الإخمينيّة أيضًا في تمدّدها إلى الشّمال حيث بلاد القوقاز وبحر إيجه ومضيق البسفور، وقد بقيت الدّولة الإخمينيّة في مجدّها وقوّتها حتّى أتى القائد الرّوماني الإسكندر المقدوني ليجتاح أراضي الدّولة ويهزم الإمبراطور الفارسي. ويتوراث على حكم الدّولة الفارسيّة زعيم وقائد يطلق عليه كسرى، ونظام الحكم في بلاد فارس هو نظام ملكي حيث يتوارث على حكم بلاد فارس عدد من السّلالات التي احتكرت السّلطة فيها وتمتّعت بجميع الامتيازات والصّلاحيّات، وقد دانت بلاد فارس بالدّيانة الزّرادشتيّة منذ ما يقارب الألف الرّابعة قبل الميلاد التي كانت ترى أنّ هناك إلهين للكون إله للخير وإله للشّر، ويطلق عليها أيضا الدّيانة المجوسيّة التي قدّست النّار بشكلٍ كبير وكان رمزًا لها، وإلى الآن يتواجد عدد قليل ممّن يدينون بهذه الدّيانة في إيران. وفي عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه تمّ إرسال جيش بقيادة الصّحابي الجليل سعد بن أبي وقاص حيث جرت معركة بين المسلمين والفرس عام 636 ميلادي انتهت بهزيمة الفرس ودخول المسلمين إلى إيوان كسرى وتحطيمه مصداقًا لنبوءة النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وقد سمّيت هذه المعركة بمعركة القادسيّة، ومنذ ذلك التّاريخ يدين أهل فارس بالإسلام ومذهب أهل السّنة والجماعة حتّى أتت الدّولة الصّفويّة عام 1501 ميلادي والتّي عملت بشكلٍ كبير على تشيع أهل إيران وإجبارهم على ترك مذهب أهل السّنة والجماعة ممّا أدى إلى اعتناق عددٍ كبير من النّاس مذهب الشّيعة الإثنى عشرية خوفًا من بطش الحكام الصّفويّين. وعلى الرّغم من أنّ سياسية إيران تقوم على ادعاء تبنّي شعارات وحدة الأمّة الإسلاميّة ونصرة قضاياها إلا أنّ تمسّك إيران بإرثها المجوسي الفارسي يطرح كثيرًا من التّساؤلات حول حقيقة نواياها وتطلّعاتها.
شكرا لك
بانتظار كل جديد منكـ