إنَّهُ يومٌ كأيِّ يومٍ عاديٍّ يمر بي،
استيقظتُ من نومي صباحًا في الساعةِ 7:05 دقائق
تركتُ الفراشَ قاصدًا غسلَ وجهي وأسناني،
وبعد ذلك تناولتُ وجبة الفطورِ التي أعددتها بنفسي،
وبعد أن انتهيت أخيرًا منها.. قصدت مكتبتي الجميلة داخل بيتي وبالقربِ من غرفةِ الجلوس تكونُ هيَ،
أخذتُ الكتاب الذي قرأتهُ بالأمسِ واستأنفتُ القراءة من الصفحة 115، كنت جالسًا على الأريكة
بجانبي طاولةٌ صغيرة أضعُ عليها كوبَ القهوةِ الخاص بي ومن أمامي طاولةٌ كبيرة أضعُ عليها رجلاي،
كنت قد بدأت في الفصل الثاني من كتابي المستأنف،
بعد مرور الوقت.. أصبحت الساعة الآن 10:05 صباحًا فأغلقتُ الكتابَ ووضعتهُ في رفِّ الكتب،
اتجهتُ إلى المطبخِ لأغسلَ كوبَ القهوةِ الخاص بي
فاستغرقتُ 5 دقائق لأجلِ ذلك،
وتركتُ البيت في الساعةِ 10:05 صباحًا
فلم يُصدِّق صديقي ذلك!
فسألني، أنت قلتَ أنَّك انتهيتَ من الكتابِ في الساعةِ 10:05 صباحًا، إذن،
كيف تمكنتَ من مغادرةِ البيتِ في نفسِ هذا الوقت رغمَ استغراقكَ 5 دقائق في غسل كوبِ القهوة؟
فقلتُ لهُ: هذا هوَ اللغزُ الذي أودُّ منك حلَّه، فهل تستطيعُ فعلَ ذلك؟
فأجابني: قد يحدث هذا إذا قصدت أنَّك غسلته في صباحٍ آخر!
فقلتُ لهُ: كلَّا، حدث في نفسِ اليوم!
فقال: اعذرني، فكلامكَ غيرُ منطقي!
ذهبتُ إلى شخصٍ آخر، وقد كان يبلغُ من العمرِ 35 سنة، سألتهُ نفسَ اللغز السابق.. فأجاب:
لا يمكنُ أن يحدثَ هذا أصلًا!
والمُعطياتُ في اللغزِ هذا غيرُ كافية!
5 دقائق اختفت وكأنها لم تكن، مستحيل!
ذهبتُ لشخصٍ آخرَ وكانَ في الحقيقةِ طفلًا صغيرًا يبلغُ من العمرِ 8 سنوات، فأجاب:
مستحيل، ألم تجعل أحدًا يغسلهُ لك؟
فقلت: لا.
قال: ممم، لا أعرف!
ذهبتُ للحديقة وحدَّثتُ زوجين عن اللغز، فقالا:
الزوج: لا يمكنك مغادرة المنزل أصلًا في نفسِ دقيقةِ انتهائك من الكتاب إن لم يخب ظني!
الزوجة: كيف تستغرق 5 دقائق لغسل كوبِ قهوة؟!
فقلتُ لهما: لكنَّ الأمر قد حدثَ فعلًا!
ولا يهمُّ السبب في استغراقي لغسل الكوب 5 دقائق!
فقالا: لا بدَّ من أن تكون كاذبًا!
ذهبتُ إلى عجوزٍ أحدِّثهُ عن لغزي هذا، فقالَ وهو يضحك:
كلُّ شيءٍ ممكنُ الحدوث!
فقلت: هل عرفت الحلَّ إذن؟
فقال: أحيانًا تكونُ الإجابةُ سهلةَ الفهم، وأخرى صعبةَ الفهم!
وإن أردت إجابتي على هذا اللغز، فقد حصلتَ عليها بالفعل!
فقلتُ له: شكرًا على إجابتك!
ولكن، للأسفِ هيَ إجابةٌ خاطئة!
فذهبتُ إلى المنزلِ متجهًا لمكتبتي والابتسامةُ فيَّ كبيرةٌ، أخذتُ كتابيَ الذي قرأتهُ في الصباح، فتحتهُ وقرأتهُ في خمسِ دقائق فقط!
فكتبتُ في مذكرتي قبلَ النَّومِ:
كتابُ هذا اليومِ أسعدني، سيبقى سرًّا ما فعلتهُ إن لم يفتحهُ أحد!
النهاية،،،
القصة من تأليفي
+
يُمنع النقل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تابعني على تويتر
قصص أخرى من تأليفي: