بَيَانُ مُخَالَفَةِ العِلْمَانِيََّةِ للإسْلاَمِ
لَفْظ العِلْمَانِيَّة تَرْجَمَةُ خَاطِئَةٌ لِكَلِمَةِ Secularism فِي الإنْجْلِيزَيَة، أَوْ Secularite بِِالفَرَنْسِيَةِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ لاَ صِلَة لَهَا بِلَفْظِ العَلْم وَمُشْتَقَّاتِهِ عَلَى الإطْلاَقِ... وَالتَّرْجَمَةُ الصَّحِيحَةُ لِلْكَلِمَةِ هِيَ اللاََدِينِيَةِ أوْ الدُّنْيَوِيَةِ دُونَ الدِّين وهي : مَذْهَبٌ كُفْرِيٌّ يَرْمِي إلَى عَزْلِ الدِّين عَنِ حَيَاةِ النَّاسِ أوْ فَصْلِ الدِّينٍ عَنْ الدَّوْلَةِ وَالحُكْمِ وَ هَذِهِ سُنَّةُ المُشْرِكِينَ
قال تعالى (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُـــرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) هود
قال ابن أبي حاتم (حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا يَقُولُ: أَيْ وَاللَّهِ إِنَّ صَلَوَاتِهِ لَتَأْمُرُهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ أَيْ: مَا نَشْتَهِي
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ قَالَ: كَانَ يَنْهَاهُمْ عَنْ حَذَفَ الدَّرَاهِمِ، وَحَذَفُ الدَّرَاهِمِ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ ) تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين
قال تعالى (وَجَعَلُـــــوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًــا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰـــــذَا لِشُرَكَائِنَــا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) الانعام
وَ هَذَا مُخَالِفٌ لِمَا أَرَادَهُ الله مِنْ سِيَاسَةِ النَّاسِ وَ قِيَادَتِهُمْ بِشَرْعِهِ و حُكمِهِ
قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيـــــنَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) الانعام
فالإسلام يأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى
قال البخاري في صحيحه (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُـــــــمْ الْأَنْبِيَـــــــاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ ) باب ما ذكر عن بني إسرائيل
امّا حُكْمُ اللهِ أوْ حُكْمُ الجَاهِلِيَّةِ وَ العِلْمَانِيَّةِ مِنَ الجَاهِلِيَّةِ و هَوَى النَّفْسِ
قال تعالى (أَفَحُكْـــــمَ الْجَاهِلِيَّـــــةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًـــــا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة
قال ابن أبي حاتم (حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْفَيَّاضِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ: مَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ حُكْمِ اللَّهِ فَحُكْمُ الْجَاهِلِيَّةِ ) تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين
قال تعالى (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْـــــوَاءَهُمْ لَفَسَـــدَتِ السَّمَــاوَاتُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِـنَّ ) المؤمنون
قال ابن كثير (قَالَ مُجَاهِدٌ ، وَأَبُو صَالِحٍ وَالسُّدِّيُّ : الْحَقُّ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْمُرَادُ : لَوْ أَجَابَهُمُ اللَّهُ إِلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْهَوَى ، وَشَرَعَ الْأُمُورَ عَلَى وِفْقِ ذَلِكَ ( لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ) أَيْ : لِفَسَادِ أَهْوَائِهِمْ وَاخْتِلَافِهَا ) تفسير القرآن العظيم
وَ القُرْاَن أنْزِلَ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ و لَيْسَ لِيُحَيَّد وَ يُوضَع فِي الرُّفُوفِ
قال تعالى (وَأَنـــزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَـــابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُـــمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ ) البقرة
و قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَـــا إِلَيْكَ الْكِتَــابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُـمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ) النساء