عندما نسمع كلمة شعاب دائماً ما نربطها بالشعاب المرجانيّة والشعاب البحريّة، وهذه تتواجد وتعيش تحت سطح الماء وتحديداً تحت سطح ماء البحر. والشعاب المرجانيّة هي عبارة عن هياكل ذات لون أرجوانيّ من كائنات حيّة متواجدة في المياه الضحلة التي لا تتوفّر فيها مصادر التغذيّة أو تكاد تكون معدومة، حيث إنّ ذلك لا يسمح لبعض أنواع الطحالب بالنمو على هذه الشعاب، أمّا الشعاب البحريّة فهي عبارة عن حواجز رمليّة وصخريّة تتواجد تحت سطح البحر، وقد تتّخذ الشعاب أي شكل آخر. وقد يبدو ذلك مألوفاً بالمثل القائل (أهل مكة أدرى بشعابها) ومفهومها واضحٌ من السياق بمعنى أن أهل مكة أدرى بطرقها ومداخلها لكون أن الأرض وعرة ولوجود الجبال حولها. وتنتج بعض أنواع الشعاب البحريّة عبر مجموعة من العمليات غير حيويّة كترسّب الرمال في البحر وحدوث التآكل الموجيّ لها، ممّا يساعد على حدوث نتوءات وبروز لصخور متكوّنة، وغيرها من العمليّات الطبيعيّة الآخرى، أمّا بالنسبة للشعاب المرجانيّة فهي نوع من الشعاب البحريّة التي تكوّنت كنتيجة لعمليات حيويّة تحدث للمرجان والطحالب وخاصة الجيريّة وهي تساهم في حماية الشعاب المرجانيّة، وتتكاثر هذه في المياه الضحلة وخاصة في المناطق الاستوائيّة والمناطق المداريّة، وتتّخذ شكلين رئيسيين وهما الحيد المرجانيّ الذي تتخذ فيه الشعاب مستعمراتها بالشكل الأفقي، وكذلك الحواجز المرجانيّة حيث تكون الشعاب ذات شكل مستطيل، ولعلّ من أحد أشهر الشعاب المرجانيّة تلك الموجودة في منطقة البحر الأحمر. وقد أدخل الإنسان الشعاب البحريّة الاصطناعيّة وذلك بهدف اجتذاب مجموعات جديدة من الأسماك والمخلوقات البحريّة عن طريق تحسين التركيب الفيزيائي في الأعماق الساكنة والهادئة، ومنها أنّه استخدام حطام السفن في ذلك. لا تقتصر الشعاب الناتجة عن العمليات الحيويّة على الشعاب المرجانيّة فحسب بل هناك أيضاً الشعاب المحاريّة، وهناك أيضاً الشعاب الحاجزة والشعاب المهدّبة والشعاب الحلقيّة، فالشعاب الحاجزة تشكّل حواجز جيريّة تعمل على تطويق الجزيرة وبالتالي يؤدي ذلك لظهور بحيرة ساحليّة ضحلة تعمل على فصل كل من الشعاب والساحل، أمّا الشعاب المهدّبة في تتواجد في الجزر، بينما لا يوجد للشعاب الحلقيّة مكان معيّن تعيش فيه فهي تتّخذ شكل الحلقة. والشعاب التي تطل على جوانب المحيط تكون لها طاقة عاليّة بينما تلك التي الموجودة في المناطق الساحليّة الداخليّة تكون ذات طاقة قليلة لوجود رواسب من الحبيبات الناعمة. بالإضافة لوجود مصطلحات أخىر يستخدمها العلماء لوصف بعض الشعاب، وذلك بالاعتماد على مجموعة من العوامل ومنها التركيب الحيويّ، والرواسب المتحرّرة، والهيكل الداخليّ، وبناءً عليه توصف هذه الشعاب بأنّها شعاب جيريّة، وشعاب ذات روابي كربونيّة، وشعاب كناسة.
شكـرا لك على الموضوع الجميـل
بانتظار كل جديد منكـ