الغفلة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال: إن أمرا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، و إن أمرا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره.. القصة اللهم ارحمنا إذا درس قبرنا ..و نسي اسمنا..و انقطع ذكرنا ..فلم يذكرناذاكر . و لم يزرنا زائر.. اللهم ارحمنا إذا غسلنا أهوالنا ..اللهم ارحمنا إذا كفنونا..اللهم ارحمنا إذا أكتافهم حملونا.... *كان الشريط يسير بسرعة ..و كنت أتابع دعاء الإمام بتركيز و لهفة. أعدت هذا الدعاء ..مرة ..و أخرى..كل ما قاله و دعا به حق ..ستنقطع بنا الحياة.. و سنغسل .. و نكفن ..ثم نوضع في لحد تحت الأرض ..و ينسى اسمنا.. ...... ولكن ذاك الصوت المقترن بالخشوع..جعلني أتوقف برهة..و أعيد الشريط مرة ثالثة.. لقد كانت أختي ..مثال الأخت الداعية ..المجتهدة.. لقد حاولت أ ن أكون محافظا على الصلاة ..و على الطاعات ..حاولت بكل ما تستطيع ..بالكلمة ..و بالشريط ..و بالكتاب .. *و في أحد الأيام.. عندما ركبت معي في السيارة ..أخذ بنا الحديث ..و عندما هممنا بالنزول ..و ضعت هذا الشريط في جهاز التسجيل . خرجت من الغد ..بحركة عفوية ..لا شعورية ..ضغطت على الشريط ..و أنا لا أذكر ما فيه ..و لكنني كالعادة أتوقع ..كلمة مغناة ..من التي أحبها ..و لكن شاء الله أن يكون هذا الشريط.. سمعته في الصباح ذاك اليوم .. و أعدته في المساء ..و بعد العشاء .. سألتها ما هذا الشريطالذي وضعتيه ..؟ قالت ..هل أعجبك قلت لها ..لا شك .. و لم تكن العادة اجابتي بهذا الترحيب .. فرحت ..و كان بيدها كتاب فوضعته جانبا ..أعادت سؤالها.. هل أعجبك صوت الإمام و قراءته..؟ قلت لها.. نعم .. كانت هذه الإجابة مقدمة لحوارطويل .. و لقد كان مثل هذا الحوار متكررا .. و لكنه هذه المرة اختلف كثيرا. في النهاية .. قالت لي .. سأقرأ عليك ما قرأته قبل قليل. "مر الحسن البصري بشاب مستغرق في ضحكه و هو جالس مع قوم في مجلس ..فقال له الحسين.. يا فتى.. هل مررت على السراط ؟.. قال ..لا.. قال فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلى النار ..؟ قال ..لا .. قال : فما هذا الضحك.. صمتنا برهة..ثم إلتفتت إلي.. و قالت .. إلى متى هذه الغفلة .. الخاتمة مقتبسة من كتاب الزمن القادم ص 13-15 |