تشبه الفراشات وهي تتراكم على الشجرة كأنها أوراق ملونة أو أزهار تستعد للتفتح لها الكثير والكثير من الألوان وفي الحقيقة هذه الفراشات تسمى فراشات الملكة واحدة من أكثر الأنواع المعروفة في شمال أمريكا ، عندما تُذكر الحيوانات المهاجرة عادة نفكر في الطيور وبعض الحيوانات ولكن أول مرة تسمع عن أن هناك فراشات تهاجر أيضًا ولكن يجب أن تعرف أن هناك أيضًا بعض أنواع الحشرات التي تقوم برحلات الهجرة والمحظوظ هو الذي يقسم له القدر وتقع هذه الموجات من الهجرة أمام عينيه مصادفة
تشبه رحلات الهجرة في الفراشات رحلات الهجرة العادية في الحيوانات وهي تتجمع حول أحواض وبرك المياه لكي تشرب فهي تقوم بامتصاص المياه عن طريق الخراطيم في فمها
في هذه الصورة تضم مجموعتين كبيرتين من الفراشات التي تتجمع حول غصنين من الشجر في خلفية السماء الجميلة وتحب الفراشات امتصاص اللحاء من الأشجار وامتصاص عصير الفواكه
تبلغ المسافة التي تقطعها بعض الحشرات في هجرتها 1250 ميل من جبال روكي الى مناطق في المكسيك خلال الشتاء
في السنوات الأخيرة تتغير أعداد الفراشات المهاجرة في الشتاء إلى المكسيك تغيرات كبيرة ففي بعض السنوات يمكن أن تقل أعدادها بنسبة 75% ولحسن الحظ هذه الظاهرة ليست مُقلقة بشكل كبير حيث أنه يتم مضاعفة العدد في السنة المقبلة
والمفاجأة أن كل أنواع الفراشات تهاجر في جميع الدول ولكنها في أمريكا الشمالية تهاجر مسافات أكبرحيث أن فراشات الملكة لا تحب الطقس البارد فحينما تبدأ بردوة الطقس في الشمال تقوم الفراشات بالهجرة إلى الغرب أو الجنوب لمناخ أكثر دفئًا
وبالرغم من كثرة ألونا هذه الفراشات إلا أنها تستخدم هذه الألوان وتُعدل منها لكي لا تُرى على الأشجار سواء أكان تخفيها على شكل ورقة أو جزء من الغصن
هذه الصورة تم إلتقاطها في سانتا كروز في كاليفورنيا وبسببها نتساءل لماذا لا تظل هذه الفراشات في هذا الجو الدافئ على مدار السنة وببساطة لأنها تحتاج إلى نباتات الصقلاب من أجل تغذية اليرقانات للتكاثر
وتقوم الحكومة المكسيكية بتنظيم الرحلات السياحة المقننة إلى مناطق تجمع الفراشات بحيث تكون مزارًا سياحيًا رائعًا يستمتع فيه السياح بتصوير تجمعات الفراشات على الأشجار وحول برك المياه
فراشات الملكة حساسة جدًا للشمس فهي تستطيع تتبع الفصول عن طريق الشمس كما أن الفراشات التي تهاجر إلى المكسيك كل سنة لا تكون أبدًا هي نفسها التي سافرت العام الماضي ورغم ذلك يستطيعون إيجاد نفس المناطق التي كان فيها آباءهم في السنة الماضية وذلك يتكرر سنة بعد سنة
يظل جناحي الفراشة مقفلين طوال الليل وحين تشعر الفراشات على الشجرة بشروق الشمس تفتح كل فراشة جناحيها في مشهد درامي جميل جدًا أملًا في إكتساب بعض الدفء
يبلغ طول جناح الفراشة الملكة من [size=18]3.5 إلى 4 بوصات (8.75 سم إلى 10سم) ويكون الذكور حجمها أكبر من حجم الإناث كما أن الخطوط السوداء على أجنحة الذكور يكون عددها أقل من الإناث وتوجد بقعة سوداء في منتصف الجناح لدي الذكور
[/size]
معظم أجنحة الفراشات من هذا النوع يكون لونها برتقالي إلا في بعض الطفرات تجد ما يكون لون جناحها أبيض ولكن هذه الطفرة تكون نادرة جدًا و تملك كل فراشة 6 أرجل تستخدم فعليًا منها 4 أرجل فقط ويكون لون جسمها أسود أو أصفر أو أبيض
ويعتقد العلماء أن الألوان اللامعة للفراشات تستخدمها للتحذير كما أن هذا النوع من الفراشات سام ويمكن لسمها أن يجعل الحيوانات تمرض بحيث لا تعود للتعرض لها ثانية ويأتي السم من نباتات الصقلاب التي تتغذى عليها في صغرها وهي يرقة ولكن هذا السم لا يعمل عند بعض أنواع الطيور
أول ما تفقص البيوض وتخرج اليرقات أول ما تأكله هو قشور البيض الذي خرجت منه ثم تتغذى على الأوراق ثم تقوم اليرقات بنسج الشرانق من الحرير وتحتاج اليرقة من [size=18]10 إلى 12 يوم لكي تتحول إلى فراشة
[/size]
ولا يزال العلماء لا يعرفون كيف تستطيع الفراشات العودة كل سنة لنفس المكان رغم أنهم لا يعرفونه من العام الماضي ولكن بعض الأبحاث تعتقد أنها تستخدم المجال المغناطيسي للأرض لتوجيه نفسها والتعرف على أماكن الرحلة
وهذه الأيام تواجه الفراشات الملكة بعض المخاطر حيث أن نباتات الصقلاب التي تتغذى عليها بدأت في التناقص كما أن تغير المناخ يؤثر على هجرتها وأجيالها كما أن العلماء يخافون عليها من الكوارث الطبيعية