فترة الإستعمار 1492-1898
عندما وصل كريستوفر كولومبس الى هافانا فى 27 اكتوبر 1492 ، تجول طوال 40 يوما على امتداد الشواطئ الشمالية الشرقية لكوبا ،
و بعد مرور عامين ، عند تقيم كولومبس للشاطئ الجنوبى لكوبا ، أثناء رحلته الثانية ، لاحظ مدى التباين بين السكان الأصليين حيث أن السكان القادمين بمصاحبته من شرق البلاد لم يستطيعوا فهم سكان المنطقة الغربية.
و بالتأكيد يرجع وجود السكان على الجزيرة الى اربعة الآف عام قبل هذا التاريخ ، مع وصول العديد من التيارات المهاجرة ، و أول تلك الجماعات وصلت قادمة من القارة الشمالية عبر فلوريدا ، ثم تلتها موجات من مصب نهر اورونكو على طول سواحل الجزيرة الكوبية.
و كان ما يقرب من مائة ألف مواطن أصلى يعيشون على الجزيرة عند بدء الغزو الأسبانى ، كان هناك مجموعات ذات مستويات متباينة للتطور الثقافى و الإجتماعى.
أقل تلك الجماعات تقدما إنقرضتت فى القرن الخامس عشر ، و كانت تعيش على الصيد و الحصاد و كانوا يصنعون أدواتهم من صدف الحيوانات الرخوة الكبيرة.
مجموعة أخرى ، دون الإستهانه بإستخدام الصدف ، كانت تمتلك ايضا أدوات من الحجارة المزخرفة ، إلى جانب قيامهم بأنشطة أخرى كجمع الثمار و ممارستها لصيد الحيوانات و صيد الأسماك.
أما الجماعات الأكثر تقدما و القادمة من أمريكا الاتينية و قادمة من أصل حضارة أرواكا ، فقد كانت من المزارعين منتجهم الزراعى الرئيسى كان اليوكا و كانو يصنعون منه طعام يسمى كاسبى و هذا الغذاء كانوا يأكلونه ليس فقط طازجا بل أيضا كان يمكن أكله محفوظا. كما كانوا يصعنون ادوات و آنية من السيراميك و كانوا يمتكلون أدوات متعددة من الصدف و الحجارة المزخرفة.
و كانت منازلهم من الخشب و سماد النخل ( لوس يوهيوس) و كانوا يعيشون فى مجتمعات صغيرة و أعتبروا و على مدى عصور طويلة العنصر الأساسى المزارعين الكوبيين.
المجتمع الإستعمـــــــــارى
بدء الفتح الأسبانى للجزيرة الكوبية بعد مرور عشرين عاما على الرحلة الأولى لكريستفور كولومبس، كجزء من عملية إستعمارية تهدف الإنتشار نحو مختلف الأراضى الكاريبية . و تولى دييجو فيلاسكيس ، و هو أحد أكبر الأغنياء الأسبان فى تلك الفترة من إستغلال الأراضى الكوبية ، و بدء فى عام 1510 عملية مطولة للإعتراف بالجميل و الغزو ، مليئة بأحداث سفك للدماء للسكان الأصليين من المنطقة الشرقية بكوبا ، الذين أتخذوا حذرهم من اعمال العنف التى أرتكبها الأسبان بالجزر المتاخمة ، فقاوموا الغزو الأسبانى بقيادة ياهوتى و هاتوى ، و هو زعيم هندى هارب من الإستعمار الأسبانى و الذى سجنوه و حرقوه حى ثم مثلوا بجثته فيما بعد.
و بإنشاء مؤسسة "نوستر سنيورا دى لا اسونسيون دى باراكوا" ، شرع الأسبان فى عام 1512 إنشاء سبعة مدن بهدف السيطرة على الأراضى التى أفتتحوها، فأنشئوا مدينة بايامو فى عام 1513 ، و سانتيسما، ترينيداد، سانكتى إسبيريتوس ، سان كريستوفر دى لا هافانا عام 1514، بوتو برينسيبي عام 1515 و التى جعلوها مقرا للحكومة. و منذ تلك الإنشاءات ، و التى تغير معظم مواضعها الأولية ، شرعت الإفتتاحات من أجل استغلال موارد الجزيرة الكوبية.
و دمر القراصنة الفرنسيين و الهولنديين و الإنجليز منطقة الكاريبي و استولوا على المراكب و نهبوا المدن و الأحياء ، و لم تنج كوبا من تلك الهجمات ، وشكلت أسماء مثل / جاك سوربييس ، فرنسيس دراك وهنرى مورجان إعلانا عن بدء الحرب لفترة تعددت النصف قرن لسكان الجزيرة الكوبية و قد كان للحروب و أعمال القرصنة فوائد أيضا.
فلحماية تجارتها، قررت أسبانيا إنشاء أساطيل عملاقة و كان ميناء هافانا.، ذو الموقع الإستراتيجى . هو ميناء الإستراحة الجبرية لتلك الأساطيل لانه عند مدخل المجرى المائى
أما سكان الأماكن البعيدة و المحرومين من تلك اللإمتيازات ، فقد لجاءوا الى تجارة التهريب المربحة مع القراصنة أنفسهم ، و بهذا الطريقة الأقل عنفا كانوا يسخرون من الإحتكار التجارى الذى تمارسة أشبيلية . و بإصرارها على القضاء على تلك التبادلات التجارية قررت السلطات الإستعمارية مواجهة الجيران و بخاصة سكان مدينة بايامو ،و الذين بثورتهم التى أندعلت عام 1603 ، قدموا إشارة مبكرة على تباين المصالح بين أصحاب الأرض الأصليين و حكومة الإستعمار ، و قد ألهمت الأحداث التى نجمت عن عمليات التهريب بعد ذلك بقليل بكتابة "مرآة الصبر"، و التى تعد المستند الأول فى تاريخ الأدب الكوبى.
و فى بدايات القرن السابع عشر ، بلغ عدد سكان كوبا 30 ألف نسمة و تم تقسيمها الى حكومتين ، واحدة فى هافانا و الأخرى فى سانتياجو دى كوبا
و بوصول الأسرة البوربونية الى عرش اسبانيا فى بدايات القرن الثامن عشر ، طورت و حدّث المفاهيم التجارية التى كانت تسيطر على التجارة الإستعمارية ،بلا ضعف ، فقط عملت الدولة المستعمره على تنوع الحياة الإقتصادية فى مستعمراتها . و فى حالة كوبا ، أقامت تجارة التبغ ، حيث خص التاج بإحتكار صناعة و تجارة هذا النبات طيب الرائحة و أصبح هذا المنتج ركيزة الإقتصاد الكوبى ، و لقى هذا الإجراء مقاومة من التجار و المزارعين و هو ما إنعكس فى شكل احتجاجات و ثورات . وكانت اكثرهم قسوة الثورة الثالثة التى نجم عنها قتل 11 مزارعا فى سانتيجاو دى لاس فيجاس ، قرية بالقرب من العاصمة ، و أمام عجز التجار و المزارعين فى التغلب على الدولة المستعمرة قرروا تجار هافانا الأغنياء الإستفادة من مغانم السيجار و بشاركة تجار أسبان ، نجحوا فى الحصول على موافقته على إنشاء شركة ملكية للتجارة بهافانا عام 1740 و التى احتكرت لأكثر من عقدين النشاط التجارى فى كوبا.
و لقد كان القرن الثامن عشر مسرحا لحروب متتالية بين القوتين الأوربيتين غلب عليها الاهتمام التجارى نحو الأمريكتين، و أثرت جميع الحروب بشكل أو بأخر على كوبا ، و لكن مع ذلك فإن أكثرها اهمية كانت حرب السبع سنوات (1763-1756) و فى أثنائها سيطرت حملة انجليزية على كوبا. .و تعارض عدم كفاءة السلطات الأسبانية فى الدفاع عن المدينة مع الإستعداد القتالى للسكان الأصليين و الذى مثله بشكل خاص شخصية/ خوسيه انتونيو جوميز، قائد شجاع من حرس مدينة خوانا باكوا المجاورة لهافانا و الذى مات نتيجة المعارك.
و على مدى الأحدى عشر شهرا ، هى فترة الإحتلال الإنجليزى من أغسطس 1762 الى يوليو 1763 ، اصبحت هافانا مسرحا لنشاط تجارى مكثف ، أبرز امكانات الإقتصاد الكوبى ، و حتى ذلك الحين كان مكبل من جانب النظام الإستعمارى الإسبانى.
و بعودة السيطرة الأسبانية على الجزء الغربى بالجزيرة ، إتخذ الملك كارلوس الثالث و وزراءه " البارزين" إجراءات متتالية ساعدت على تقدم البلاد.
و كان أول تلك الإجراءات تشديد مراكز دفاعهم ، و اكبر تعبير عن ذلك كان إنشاء حصن / سان كارلوس دى لا كابانيا الهام بمدينة هافانا. كما أضيف اليه العديد من المنشأت المدنية مثل قصر القادة ( للحكومة) و منشأت دينية مثل كنيسة لا كاتدرال ، و هى المنشأت التى أصبحت فيما بعد رموزا لمنظر مدينة هافانا.
و فى هذا الإطار ، تم إجراء أول تعداد سكانى عام 1774 و الذى أوضح بدوره أن عدد سكان كوبا بلغ فى ذلك الحين 171620 نسمة.
عندما وصل كريستوفر كولومبس الى هافانا فى 27 اكتوبر 1492 ، تجول طوال 40 يوما على امتداد الشواطئ الشمالية الشرقية لكوبا ،
و بعد مرور عامين ، عند تقيم كولومبس للشاطئ الجنوبى لكوبا ، أثناء رحلته الثانية ، لاحظ مدى التباين بين السكان الأصليين حيث أن السكان القادمين بمصاحبته من شرق البلاد لم يستطيعوا فهم سكان المنطقة الغربية.
و بالتأكيد يرجع وجود السكان على الجزيرة الى اربعة الآف عام قبل هذا التاريخ ، مع وصول العديد من التيارات المهاجرة ، و أول تلك الجماعات وصلت قادمة من القارة الشمالية عبر فلوريدا ، ثم تلتها موجات من مصب نهر اورونكو على طول سواحل الجزيرة الكوبية.
و كان ما يقرب من مائة ألف مواطن أصلى يعيشون على الجزيرة عند بدء الغزو الأسبانى ، كان هناك مجموعات ذات مستويات متباينة للتطور الثقافى و الإجتماعى.
أقل تلك الجماعات تقدما إنقرضتت فى القرن الخامس عشر ، و كانت تعيش على الصيد و الحصاد و كانوا يصنعون أدواتهم من صدف الحيوانات الرخوة الكبيرة.
مجموعة أخرى ، دون الإستهانه بإستخدام الصدف ، كانت تمتلك ايضا أدوات من الحجارة المزخرفة ، إلى جانب قيامهم بأنشطة أخرى كجمع الثمار و ممارستها لصيد الحيوانات و صيد الأسماك.
أما الجماعات الأكثر تقدما و القادمة من أمريكا الاتينية و قادمة من أصل حضارة أرواكا ، فقد كانت من المزارعين منتجهم الزراعى الرئيسى كان اليوكا و كانو يصنعون منه طعام يسمى كاسبى و هذا الغذاء كانوا يأكلونه ليس فقط طازجا بل أيضا كان يمكن أكله محفوظا. كما كانوا يصعنون ادوات و آنية من السيراميك و كانوا يمتكلون أدوات متعددة من الصدف و الحجارة المزخرفة.
و كانت منازلهم من الخشب و سماد النخل ( لوس يوهيوس) و كانوا يعيشون فى مجتمعات صغيرة و أعتبروا و على مدى عصور طويلة العنصر الأساسى المزارعين الكوبيين.
المجتمع الإستعمـــــــــارى
بدء الفتح الأسبانى للجزيرة الكوبية بعد مرور عشرين عاما على الرحلة الأولى لكريستفور كولومبس، كجزء من عملية إستعمارية تهدف الإنتشار نحو مختلف الأراضى الكاريبية . و تولى دييجو فيلاسكيس ، و هو أحد أكبر الأغنياء الأسبان فى تلك الفترة من إستغلال الأراضى الكوبية ، و بدء فى عام 1510 عملية مطولة للإعتراف بالجميل و الغزو ، مليئة بأحداث سفك للدماء للسكان الأصليين من المنطقة الشرقية بكوبا ، الذين أتخذوا حذرهم من اعمال العنف التى أرتكبها الأسبان بالجزر المتاخمة ، فقاوموا الغزو الأسبانى بقيادة ياهوتى و هاتوى ، و هو زعيم هندى هارب من الإستعمار الأسبانى و الذى سجنوه و حرقوه حى ثم مثلوا بجثته فيما بعد.
و بإنشاء مؤسسة "نوستر سنيورا دى لا اسونسيون دى باراكوا" ، شرع الأسبان فى عام 1512 إنشاء سبعة مدن بهدف السيطرة على الأراضى التى أفتتحوها، فأنشئوا مدينة بايامو فى عام 1513 ، و سانتيسما، ترينيداد، سانكتى إسبيريتوس ، سان كريستوفر دى لا هافانا عام 1514، بوتو برينسيبي عام 1515 و التى جعلوها مقرا للحكومة. و منذ تلك الإنشاءات ، و التى تغير معظم مواضعها الأولية ، شرعت الإفتتاحات من أجل استغلال موارد الجزيرة الكوبية.
و دمر القراصنة الفرنسيين و الهولنديين و الإنجليز منطقة الكاريبي و استولوا على المراكب و نهبوا المدن و الأحياء ، و لم تنج كوبا من تلك الهجمات ، وشكلت أسماء مثل / جاك سوربييس ، فرنسيس دراك وهنرى مورجان إعلانا عن بدء الحرب لفترة تعددت النصف قرن لسكان الجزيرة الكوبية و قد كان للحروب و أعمال القرصنة فوائد أيضا.
فلحماية تجارتها، قررت أسبانيا إنشاء أساطيل عملاقة و كان ميناء هافانا.، ذو الموقع الإستراتيجى . هو ميناء الإستراحة الجبرية لتلك الأساطيل لانه عند مدخل المجرى المائى
أما سكان الأماكن البعيدة و المحرومين من تلك اللإمتيازات ، فقد لجاءوا الى تجارة التهريب المربحة مع القراصنة أنفسهم ، و بهذا الطريقة الأقل عنفا كانوا يسخرون من الإحتكار التجارى الذى تمارسة أشبيلية . و بإصرارها على القضاء على تلك التبادلات التجارية قررت السلطات الإستعمارية مواجهة الجيران و بخاصة سكان مدينة بايامو ،و الذين بثورتهم التى أندعلت عام 1603 ، قدموا إشارة مبكرة على تباين المصالح بين أصحاب الأرض الأصليين و حكومة الإستعمار ، و قد ألهمت الأحداث التى نجمت عن عمليات التهريب بعد ذلك بقليل بكتابة "مرآة الصبر"، و التى تعد المستند الأول فى تاريخ الأدب الكوبى.
و فى بدايات القرن السابع عشر ، بلغ عدد سكان كوبا 30 ألف نسمة و تم تقسيمها الى حكومتين ، واحدة فى هافانا و الأخرى فى سانتياجو دى كوبا
و بوصول الأسرة البوربونية الى عرش اسبانيا فى بدايات القرن الثامن عشر ، طورت و حدّث المفاهيم التجارية التى كانت تسيطر على التجارة الإستعمارية ،بلا ضعف ، فقط عملت الدولة المستعمره على تنوع الحياة الإقتصادية فى مستعمراتها . و فى حالة كوبا ، أقامت تجارة التبغ ، حيث خص التاج بإحتكار صناعة و تجارة هذا النبات طيب الرائحة و أصبح هذا المنتج ركيزة الإقتصاد الكوبى ، و لقى هذا الإجراء مقاومة من التجار و المزارعين و هو ما إنعكس فى شكل احتجاجات و ثورات . وكانت اكثرهم قسوة الثورة الثالثة التى نجم عنها قتل 11 مزارعا فى سانتيجاو دى لاس فيجاس ، قرية بالقرب من العاصمة ، و أمام عجز التجار و المزارعين فى التغلب على الدولة المستعمرة قرروا تجار هافانا الأغنياء الإستفادة من مغانم السيجار و بشاركة تجار أسبان ، نجحوا فى الحصول على موافقته على إنشاء شركة ملكية للتجارة بهافانا عام 1740 و التى احتكرت لأكثر من عقدين النشاط التجارى فى كوبا.
و لقد كان القرن الثامن عشر مسرحا لحروب متتالية بين القوتين الأوربيتين غلب عليها الاهتمام التجارى نحو الأمريكتين، و أثرت جميع الحروب بشكل أو بأخر على كوبا ، و لكن مع ذلك فإن أكثرها اهمية كانت حرب السبع سنوات (1763-1756) و فى أثنائها سيطرت حملة انجليزية على كوبا. .و تعارض عدم كفاءة السلطات الأسبانية فى الدفاع عن المدينة مع الإستعداد القتالى للسكان الأصليين و الذى مثله بشكل خاص شخصية/ خوسيه انتونيو جوميز، قائد شجاع من حرس مدينة خوانا باكوا المجاورة لهافانا و الذى مات نتيجة المعارك.
و على مدى الأحدى عشر شهرا ، هى فترة الإحتلال الإنجليزى من أغسطس 1762 الى يوليو 1763 ، اصبحت هافانا مسرحا لنشاط تجارى مكثف ، أبرز امكانات الإقتصاد الكوبى ، و حتى ذلك الحين كان مكبل من جانب النظام الإستعمارى الإسبانى.
و بعودة السيطرة الأسبانية على الجزء الغربى بالجزيرة ، إتخذ الملك كارلوس الثالث و وزراءه " البارزين" إجراءات متتالية ساعدت على تقدم البلاد.
و كان أول تلك الإجراءات تشديد مراكز دفاعهم ، و اكبر تعبير عن ذلك كان إنشاء حصن / سان كارلوس دى لا كابانيا الهام بمدينة هافانا. كما أضيف اليه العديد من المنشأت المدنية مثل قصر القادة ( للحكومة) و منشأت دينية مثل كنيسة لا كاتدرال ، و هى المنشأت التى أصبحت فيما بعد رموزا لمنظر مدينة هافانا.
و فى هذا الإطار ، تم إجراء أول تعداد سكانى عام 1774 و الذى أوضح بدوره أن عدد سكان كوبا بلغ فى ذلك الحين 171620 نسمة.