أقدم لكم سلسلة جديدة عن قصص القتلة والمجرمين التي حصلت في مختلف أنحاء العالم وقصة اليوم سيكون عنوانها الفتاة تحت السرير لا تقصد أي إساءة لأي دولة كتب اسمها في هذه السلسلة يفضل أن لا يقرأ ذوي القلوب الضعيفة أياً من مواضيع هذه السلسلة لما تحتويه من مقاطع عنيفة تحتوي هذه القصة على بعض الألفاظ -الكبيرة- لذا أرجو ممن هم دون الرابعة عشر ألا يكملوا القراءة اللهم إني بلغت اللهم فاشهد هل جربت يوما أن تقامر مع الحياة ؟ .. أظنك فعلت , لا بل جميعنا فعلنا , اتخذنا قرارات لا نأمن عواقبها, سلكنا دروب لا نعلم إلى أين ستؤول , مشينا وارتبطنا بأشخاص لا ندري إلى أين سيقودوننا , دخلنا في مشاريع لا نضمن نتائجها ... لابد من المخاطرة , لابد من أن تهز النرد وترميه حتى لو لم تكن من أهل القمار , قد تربح مرة , وتخسر مرات , هكذا هي الحياة , نمضي في دروبها ما بين الأمل والرجاء , والخوف والتوجس , تحملنا الغاية إلى أخرى , مسرعين لا نلتفت ولا نبالي , نكاد ندوس الآخرين بأقدامنا , نريد الفوز مهما كان الثمن ... لكننا ننسى أو نتناسى في خضم هذا الكفاح المرير , حقيقة مرة , وهي أن لا أحد يفوز في هذه اللعبة الكبرى , فهناك في آخر الدرب .. لا يوجد شيء .. سوى حفرة .. وبعض التراب . وقصتنا لهذا اليوم عن المقامرة , عن فتاة أرادت أن تمتحن القدر , وعن ذئاب متربصة بأولئك السذج الذين يظنون بأن للخسارة حدود . كل شيء بدأ في صباح يوم عادي وجميل من شهر أيار/ مايو عام 1977 . كولين ستان , ذات العشرين ربيعا , كانت جالسة بأمان الله في منزلها ببلدة يوجين بولاية اوريغون عندما رن الهاتف فجأة , على الخط أتى صوت صديقة قديمة تعيش في مدينة إيستوود بولاية كاليفورنيا . بعد التحية والسلام أخبرتها تلك الصديقة بأن عيد ميلادها سيصادف غدا , وبأنها ستقيم حفلة , وتود لو تكون كولين حاضرة , لكنها تعلم بأن ذلك شبه مستحيل لبعد المسافة . هذا كل ما في الأمر , مكالمة سريعة من صديقة قديمة كان يمكن أن تنتهي بعبارات مجاملة مختصرة . لكن الأمر لم يجري على هذا النحو للأسف , فما أن وضعت كولين السماعة حتى برقت فكرة مجنونة في ذهنها : ماذا لو ذهبت إلى منزل صديقتها وفاجأتها بحضورها .. كم سيكون ذلك جميلا ؟! .. بالفعل كان سيكون جميلا .. لو لم تكن المسافة التي تفصل بين منزلي الصديقتين هي أكثر من أربعمائة ميل , ولو لم تكن كولين عاطلة عن العمل ولا تملك بنسا واحدا في جيبها . لكن ذلك لم يردعها , فهي تعلم بأن هناك طرقا أخرى للسفر من دون الحاجة لابتياع تذكرة , كالوقوف على قارعة الطريق والحصول على توصيلة مجانية من سائقي الشاحنات والسيارات الصغيرة المارة . طريقة سهلة , لكنها محفوفة بالمخاطر , وهي تعلم ذلك جيدا , فقد قرأت وسمعت عن حوادث مروعة تعرض لها بعض أولئك المسافرين بالمجان من اغتصاب وقتل .. ومع هذا قررت أن تقامر . ولم يكن قرارها هذا غريبا لو تذكرنا بأننا هنا نتكلم عن سبعينات القرن الماضي , وأظن من عاشوا تلك الحقبة يعلمون جيدا كم كانت مجنونة ومتطرفة في كل شيء .. نمط الحياة والزي والهندام والموسيقى والغناء الخ .. كانت حقبة تمرد فيها الشباب على كل شيء , أرادوا التحرر مما اعتبروه قيما عفا عليها الزمان . كانت الطرقات تغص بالـ " هيبيين " بشعورهم وذقونهم الطويلة وملابسهم المبهرجة وموسيقاهم الحالمة , كانوا مسافرين من دون هدف , يتعلقون بالسيارات ويخيمون في أي مكان , يتعاطون المخدرات والجـ*ـس بلا وازع . كولين ستان كانت شابة بعقلية تلك الحقبة , ولم يكن لديها شيء ليبقيها في المنزل , كانت قد ولدت في كاليفورنيا , تطلق والديها في سن مبكرة وعاش كل منهما في منزل منفصل بنفس الحي . لم تكمل دراستها الثانوية وتزوجت في السابعة عشر من شاب يكبرها بخمسة أعوام لكنهما لم يعيشا معا لفترة طويلة وسرعان ما افترقا فذهبت لتعيش مع بعض الأصدقاء في بلدة يوجين . كانت تحب المغامرة والسفر , ولم تكن تلك المرة الأولى التي تقف فيها على قارعة طريق وتسافر بصحبة سائقين غرباء , وقد حسبت نفسها من أصحاب الخبرة بالسفر الجوال , فكانت لا تركب إلا مع من تشعر بأنه يمكن الوثوق به وبأنه لن يطمع بشابة جميلة مثلها . لكنها ما علمت بأن المظاهر كثيرا ما تكون خادعة , وأن الذئاب البشرية تجيد التخفي بزي الحملان . هكذا تركت فتاتنا المنزل وهي لا تحمل معها سوى حقيبة صغيرة فيها بعض الملابس وكيس نوم . وقفت على جانب طريق خارجي يقطع ضواحي البلدة وراحت تتأمل المركبات الغادية والرائحة وتدقق في الوجوه جيدا , تستمع لنبض قلبها وتعتمد على فراستها ونباهتها لتحدد من يمكن الصعود معه ومن يجب تجنبه , وقد صدق حدسها مرتين , مرة مع سائق شاحنة عجوز أوصلها إلى نصف المسافة وأشترى لها وجبة عشاء على حسابه , ومرة أخرى مع امرأة تسافر لوحدها في شاحنة صغيرة قطعت معها ربع المسافة حتى لم يعد يفصلها عن هدفها سوى أقل من مئة ميل . لم تكن الآن بحاجة سوى لتوصيلة واحدة فقط وتكون عند باب صديقتها . فوقفت من جديد على حافة الطريق ترقب المركبات المارة وتتأمل الوجوه , ولم يطل الوقت حتى توقف لها سائق شاحنة كبيرة , لكنها رفضت الصعود , لم ترتح للسائق , ثم توقف لها رجل أنيق يقود سيارة حديثة لكنها أبت أن تصعد أيضا , لم تعجبها نظراته فتراجعت مبتعدة . أخيرا توقف لها باص صغير – ميكروباص - يقوده شاب ذو ملامح هادئة وإلى جواره تجلس شابة جميلة تحمل طفلا , لم تتردد كولين بالصعود هذه المرة , بالطبع لم يكن لرجل يقود برفقة امرأةوطفل أن يؤذيها . السائق قدم نفسه على أنه كاميرون هوكر , 23 عاما , والشابة إلى جواره هي زوجته جانيس , 19 عاما , أما الطفل فهو أبنهما الرضيع ذو السبعة أشهر . الزوجين تبادلا حديثا وديا مع كولين التي شعرت لوهلة بأنها محظوظة جدا لحصولها على توصيلة من قبل هكذا أسرة لطيفة , لكن لم يطل الوقت حتى تبدد ذلك الشعور وحل محله إحساس ثقيل بعدم الارتياح , فقد لاحظت بأن كاميرون يحدق إليها بغرابة ويتفحصها بدقة بواسطة مرآة السائق , لكنها لم تقل شيء ولم تستشعر خطرا لوجود جانيس والطفل في السيارة . بعد أن مضوا لبضعة أميال توقف كاميرون عند محطة وقود وأنشغل بملء الخزان بينما ذهبت جانيس إلى المتجر المرفق بالمحطة وتوجهت كولين إلى الحمام , كان ذلك الإحساس بعدم الراحة ما يزال ملازما لها , وكان هناك صوت داخلي يرن في رأسها ويدعوها بأن تترك تلك التوصيلة وأن تخرج الآن فورا من الباب الخلفي للمحطة ولا تنظر إلى الوراء أبدا .. ليتها استمعت إلى ذلك الصوت أو الهاجس الداخلي , لكنها لم تفعل للأسف . حين عادت كولين إلى السيارة قدمت لها جانيس قطعة حلوى كانت قد أشترتها للتو من المتجر , فشكرتها كولين بابتسامة عريضة , لكنها من الداخل لم تكن مرتاحة للنظرة التي رمقتها بها جانيس . كان القلق والخوف قد أستبد بها الآن , وودت لو تستطيع مغادرة السيارة , لكن فات الأوان , فكاميرون انتهى من ملء خزانه بالوقود وسرعان ما أخذ مكانه خلف المقود ثم أنطلق بالسيارة لا يلوي على شيء . لم يتحدث أحد هذه المرة , عم سكون ثقيل , ومن حين لآخر كان كاميرون وجانيس يتبادلان نظرات مريبة كأنهما يتفاهمان بصمت حول شيء ما . كم ودت كولين لو تعرف ماذا يجول في رأسيهما , لكنهما لم يتكلما أبدا , ولم ينقطع حبل ذلك الصمت المقلق حتى خاطبها كاميرون فجأة قائلا بأن هناك كهف ثلجي قريب يودان زيارته وبأنهما لن يتأخرا عنده كثيرا , فوافقت كولين بأن ترافقها على مضض , وهل كانت تملك خيارا آخر ؟ .. وأنعطف كاميرون بالسيارة إلى طريق فرعي ترابي سار فيه لحوالي عشرة دقائق حتى لم يعد بالإمكان رؤية الطريق العام ورائهم , ثم أوقف السيارة , ولشدة دهشة كولين فقد رأت جانيس تقفز من السيارة وهي تحتضن طفلها ثم تجري لمسافة وتتوقف بعيدا كأنها تتوقع حدوث شيء خطير . وبأسرع من لمح البصر شاهدت سكينا كبيرة توضع على عنقها وسمعت كاميرون يخاطبها مهددا : " إياك أن تنبسي بكلمة وإلا ذبحتك ودفنتك هنا .. تصرفي بهدوء ولن يصيبك مكروه " . بدأت كولين تبكي كطفلة , توسلته أن لا يؤذيها , فطمأنها بأنه لن يفعل مادامت تطيعه , فاستسلمت له أملا بالنجاة , وأخرج هو حبلا قيد به يديها ورجليها ثم ذهب إلى مؤخرة السيارة وعاد بصندوق خشبي مكعب الشكل في أسفله ثقب تلوح منه لفائف كالأحشاء , قام بحشر رأسها داخل ذلك الصندوق , فأظلمت الدنيا في عينها وأحست بضيق شديد , ثم سمعت الباب الأمامي وهو يفتح ويغلق فعلمت بأن جانيس صعدت إلى السيارة التي لم تلبث أن انطلقت نحو المجهول . كاميرون هوكر ولد بمدينة ريد بلوف في كاليفورنيا , عمل في مصنع محلي للأخشاب بعد أن أتم دراسته الثانوية . كان طويل القامة ذو بنية قوية وشخصية انطوائية . تعرف عام 1972 على فتاة مراهقة في الخامسة عشر من عمرها تدعى جانيس , كانت مصابة بالصرع , وقد أثر ذلك على شخصيتها ونفسيتها ونظرتها للآخرين , رأت في كاميرون فارس أحلامها وكانت مستعدة لفعل أي شيء من أجله , وقد أستغل هو هذه النقطة أبشع استغلال . كان مدمنا على المجلات الإباحية , منحرفا ذو رغبات سادية مريضة . عمل على إخضاع جانيس لرغباته منذ أول لقاء , أقنعها بأن يقوم بتقييدها بالحبال ثم قام بربطها إلى شجرة ومارس الجـ*ـس معها على تلك الحالة . وسرعان ما أصبح هذا النوع من الجـ*ـس المنحرف طابعا مميزا لعلاقتهما . ولأنه أرادها تحت تصرفه طوال الوقت فقد تزوجها رسميا وانتقلت للعيش معه في منزل مستأجر . وقد شرع بالحال في غسل دماغها , وأوهمها بالكثير من الترهات عن نفسه , ولأنها كانت من النوع الضعيف المهزوز فلم يطل الوقت حتى استسلمت له تماما , وهناك في قبو المنزل راح يعلقها بالحبال ويضربها بالسياط وينتهك جسدها بألعاب وأدوات جـ*ـسية غريبة ... ولم تكن هي تمانع رغم اشمئزازها وألمها , كانت تريد إرضاءه مع أنها لم تفهم يوما ما اللذة من كل هذا ! .. لكنها طالبته بالتوقف بعد أن أنجبت منه طفلا , قالت بأنها تعبت وتريد قضاء الوقت بالعناية بطفلها بدلا من إشباع نزواته السادية , لكنه لم يوافق على طلبها إلا بحالة واحدة , وهي أن يجد بديلا لها , فرفضت هي الفكرة بشدة في بادئ الأمر , لكنه كان بارعا في إقناعها واللعب بأفكارها ومشاعرها , قال بأنه يفعل ذلك من أجلها لا من اجله , وبأن الفتاة البديلة ستكون بمصاف العبيد , وأقسم بأنه لن يمارس الجـ*ـس معها أبدا وإنما سيستعملها فقط لتفريغ رغباته السادية . وهكذا أتفق الزوجان على أن يقوما بخطف فتاة لتكون عبدة * أو جارية لكاميرون . وكانت الضحية الأولى فتاة تدعى "ماريا سبانهيك" التقطاها من على ناصية شارع مظلم بحجة إيصالها لكنها انتهت إلى قبو منزلهما . هناك تعرضت للجلد والضرب المبرح لعدة أيام , ويبدو أن كاميرون قد أفرط في تعذيبها ففارقت الحياة وقاموا برمي جثتها في بقعة صحراوية نائية . أما الضحية الثانية فكانت بطلة قصتنا .. كولين ستان . الزوجان توقفا لقرابة الساعة عند مطعم , تناولا غدائهما بهدوء بينما كانت كولين تقبع في مؤخرة السيارة يحيط برأسها مكعب خشبي ثقيل ووساوس وهواجس لا أول لها ولا أخر . حين انتهى الزوجان من طعامهما عادا إلى السيارة وانطلقا بها , وبعد حوالي نصف ساعة توقفت السيارة مجددا . كولين سمعت صوت خاطفها وهو يخاطبها محذرا : "لا تنبسي بكلمة " , ثم قام بإنزالها من السيارة وسار بها لمسافة قصيرة قبل أن يتوقف ويقوم برفع ذلك المكعب البغيض عن رأسها فأحست براحة كبيرة ونظرت حولها فرأت نفسها تقف داخل حجرة صغيرة فيها بعض الأثاث البسيط المتواضع وكان كاميرون يقف قبالتها , لكنها لم ترى جانيس ولا الطفل . كولين بكت وتوسلت , طلبت منه أن يطلق سراحها , لكنه لم يرد عليها , أمسك بيدها وأخذها نحو باب جانبي ونزل بها بضعة درجات إلى قبو بارد كئيب , هناك رأت كولين حبالا تتدلى من السقف , وقيود وسياط وأقنعة وألعاب جـ*ـسية متناثرة هنا وهناك . وفي الوسط توجد طاولة ذات عجلات أمرها أن تصعد فوقها , ولما استوت عليها راح يربط معصميها إلى بعض الحبال المتدلية من السقف , ثم نزع عنها ملابسها فأصبحت عارية تماما , ووضع عصابة سوداء على عينيها . وحين انتهى من كل ذلك شد الحبال إلى الأعلى ثم قام بدفع الطاولة التي تحت قدميها بعيدا فغدت معلقة في الهواء ترفس بقدميها وأحست فورا بألم فظيع في ذراعيها , وأخذت تصرخ طلبا للرحمة والنجدة , فسمعت كاميرون يقول لها بعصبية : "اصرخي .. هيا اصرخي كما تشائين .. هيا ادفعيني لكي أذبحك بالسكين كما فعلت مع آخر ضحية أثارت جلبة في القبو " . حين سمعت ذلك تملكها رعب شديد فحاولت قدر الإمكان أن تكتم آهاتها , لكنها ما كادت تغلق فمها حتى أحست بشيء حاد كالسكين يلسع جلدها , ومع كل لسعة كانت تشعر كأن نارا تشب تحت جلدها , فراحت تصرخ وتتلوى من جديد , ولم تكن العصابة على عينيها مشدودة بإحكام , فاختلست النظر عبر فسحة في أسفلها وشاهدت شيئا كالسلك أسود يتردد تحت قدميها , فعلمت أنه يجلدها بالسوط , وكان الألم ممضا . قام بتعليقها وجلدها .. أستمر كاميرون بجلدها لعدة دقائق ثم توقف وسمعت خطواته تبتعد كأنه يغادر القبو , فاختلست النظر من العصابة ولمحت تحت قدميها مجلة إباحية مفتوحة على صفحة فيها صورة لامرأة عارية معلقة بالسقف وهي تتعرض للجلد , فعلمت بأنه يطبق عليها ما يراه في المجلة , ولم يطل الوقت حتى سمعته يعود مجددا , لكنه لم يكن وحده هذه المرة , كانت هناك ضحكات نسائية مكتومة ثم آهات وهنات مشحونة بالنشوة واللذة , فاختلست النظر مجددا , وهالها ما شاهدته , كان كاميرون وجانيس يتمددان على الأرض تحت قدميها مباشرة وهما عرايا يمارسان الجـ*ـس ! . رباه ما بال هؤلاء القوم ؟ .. هل هم مجانين ؟ .. لماذا يفعلون بي هذا وما الذي فعلته أنا لأستحق كل هذا ؟ . تساءلت كولين مع نفسها وهي تغالب دموعها وألمها . ولم يطل الوقت حتى غادرت جانيس القبو فأرخى كاميرون الحبال رويدا رويدا حتى لامست قدماها الأرض ثم فك قيودها ونزع العصابة عن عينيها , فراحت كولين المسكينة تتحسس جسدها وهي تدب الأرض بقدمها من فرط الألم كلما مررت أصابعها على الندوب الملتهبة التي خلفها السوط على جلدها الناعم . ومن جديد توسلت خاطفها أن يطلق سراحها , وعدته بأن لا تخبر أحدا بما جرى لها وأقسمت بأنها لن تذهب للشرطة وستنسى كل ما حصل كأنه لم يكن . لكن أطلاق سراحها كان آخر شيء يفكر فيه كاميرون , كانت صيده الثمين , الجارية التي طالما حلم بامتلاكها , فأخذها ودفعها عنوة إلى داخل صندوق خشبي مستطيل الشكل , كان أشد ضيقا من التابوت , لا يتيح لها تحريك جسدها , وليته اكتفى بذلك , بل أتى بذلك المكعب اللعين ذو اللفائف ووضعه على رأسها مجددا , فشعرت بضيق شديد وراحت تبكي وتصرخ طلبا للنجدة , فأتى بقيد ثقيل ووضعه على صدرها لكي يكتم أنفاسها تماما ويسكت صراخها , وعلى هذه الحالة تركها وحيدة , لا لساعة ولا لساعتين , بل لقرابة يوم كامل لم تذق المسكينة خلاله طعم النوم ولا عرفت السكينة . تصور عزيزي القارئ نفسك داخل ذلك الصندوق الرهيب .. لا تستطيع الحركة , ولا حتى أن تحك جلدك , وأنت تقبع في ظلام دامس , خائف ومرعوب , بالكاد تستطيع التنفس .. كم كنت ستتحمل برأيك ؟ .. اجزم بأن معظم الناس ما كانوا سيصمدون كما صمدت كولين . – أنا شخصيا بالكاد تحملت خمسة دقائق داخل جهاز الرنين المغناطيسي الطبي وكدت أن أصرخ لكي يخرجوني - . لكن كولين تمسكت بالحياة بشراسة . وقد سألها أحد الصحفيين بعد سنوات طويلة على محنتها قائلا : "كيف تحملتِ البقاء على ذلك الوضع لكل تلك الساعات الطويلة ؟" . فأجابت بأن شيئين فقط أمداها بالصبر والتحمل , أيمانها بالله , وأملها بأن ترى أهلها مجددا . حين فتح كاميرون الصندوق مجددا بعد أكثر من عشرين ساعة لم يكن متأكدا بأنه سيعثر على كولين حية , ولشدة دهشته كانت ما تزال تتنفس , والعجيب أنه حين أبعد ذلك المكعب اللعين عن رأسها لم تصرخ ولا حتى بكت , كانت في الحقيقة قد استنفذت كل ما لديها من آهات ودموع خلال الساعات التي قضتها وحيدة داخل ذلك الصندوق , كانت منهكة ومستنزفة تماما . أخرجها من الصندوق وهي بالكاد تستطيع الوقوف , سقاها بعض الماء , وأطعمها القليل من البطاطا المهروسة ثم علقها بالحبال من جديد وشرع يجلدها بالسوط , عذبها لقرابة الساعة , وحين انتهى من إفراغ مكنونات رأسه المريض على جسدها أرخى الحبال وأنزلها ثم أعادها إلى التابوت كأنه يعيد لعبة إلى علبتها وغادر القبو . بالتدريج أصبح ذلك هو الروتين اليومي لحياة كولين , تقبع في التابوت لأكثر من عشرين ساعة يوميا ثم يخرجها لفترة قصيرة لكي تقضي حاجتها وتتناول بعض الطعام وتتعرض للتعذيب . ولم يكن ما يفعله معها اعتباطيا كما قد تظن عزيزي القارئ , بل كان قد خطط لكل هذا جيدا , أراد أن يروضها , أن يدمر خلايا دماغها , أن يمسح ذاكرتها , أن لا يبقى في ذهنها شيء سواه , وأن يكون سخطه ورضاه هو محور حياتها . بعد شهر على هذا الروتين الفظيع سمح لها بالاستحمام للمرة الأولى , ووضعها في صندوق اكبر قليلا , وصار يبقيها خارجه لفترة أطول , وكذلك راح يعذبها أكثر , صار يخترع أنواعا جديدة من التعذيب ليصبها عليها , يكوي جلدها بأسياخ حارة , يصعقها بالكهرباء , ويبقي رأسها تحت الماء حتى تكاد تلفظ أنفاسها . كل يوم كان يكتشف طريقة جديدة لتعذيبها , وكل يوم تكتشف هي طريقة جديدة للتعامل مع جنونه , فلقد تعلمت بأن تطيعه في كل ما يريد ولا تجادله أبدا , وتعلمت بأن بكاءها وتوسلها يستفز ميوله السادية فيجعله يتمادى في تعذيبها , فأصبحت أكثر تحكما بمشاعرها , تحاول قدر الإمكان أن لا تظهر على وجهها أي انطباعات . وكان كاميرون حتى ذلك الوقت ملتزما بالعهد الذي قطعه لزوجته بأن لا يمارس الجـ*ـس معها , لكنه على ما يبدو لم يعد قادرا على تحمل رؤية جسدها العاري أمامه كل يوم من دون أن يبلغ منها حاجته , فصار يجبرها بالتدريج على أمور ذات طابع جـ*ـسي , واعترضت جانيس على ذلك في بادئ الأمر , إلا أنها علمت بالنهاية أنها لا تستطيع منعه فسلمت للأمر الواقع على مضض , وبدأ هو يغتصب كولين , صار ذلك جزءا من عذابها اليومي . وأصبح يأخذها أحيانا إلى حجرة نومه ليمارس الجـ*ـس معها فوق فراش الزوجية , كان يجد متعة كبرى بالأذى النفسي الذي يلحق جانيس جراء ذلك . ....يتبع |