المجاز العقليّ:
1- بنى الوليد بن عبد الملك مسجد قبة الصخرة.
2- هذا الرجل دارت به الأيام فصار فقيرا.
3- تزدحم شوارع مدينة كل صباح
4- جُنّ جنون هذا الرجل.
5- هذا الرجل نهاره صائم وليله قائم .
6- قال تعالى:" إنّه كان وعده مأتيّا " مريم:61
إيضاح:
- في المثال الأول أسند البناء إلى الخليفة الوليد ولكنّه لم يبن المسجد بنفسه بل كان سببا في ذلك بأنّه أمر بالبناء وأشرف عليه بالمتابعة، فهذا مجاز علاقته السّببيّة.
- وفي المثال الثاني أسند الدوران إلى زمن وهو الأيام،ولكنّها لا تدور بل الإنسان هو الذي يدور فيها،فهذا مجاز علاقته الزّمنية.
- وفي المثال الثالث أسند الازدحام إلى مكان وهو الشوارع،ولكنّها لا تزدحم بل الناس هم الذين يزدحمون فيها، فهذا مجاز علاقته المكانية.
- وفي المثال الرابع أسند الجنون إلى مصدر بدل أن يسند إلى شخص،فهذا مجاز علاقته المصدريّة.
- وفي المثال الخامس نلاحظ أننا استعملنا اسم الفاعل (صائم،قائم) مع العلم أنّ المقصود بهما هو اسم المفعول (مصوم،مقوم) لأن النهار لا يصوم بل يُصام والليل لا يقوم بل يُقام، فهذا مجاز علاقته الفاعليّة.
- وعلى العكس من ذلك في المثال السادس فإننا استعملنا اسم المفعول (مأتيّا) بدل اسم الفاعل (آتيا)، فهذا مجاز علاقته المفعوليّة.
تذكّر:
المجاز العقليّ:
1- المجاز العقليّ هو إسناد الفعل أو ما يقوم مقامه إلى غير صاحبه لعلاقة مع قرينة تمنع من أن يكون الإسناد حقيقيّا.
2- الإسناد المجازى يكون إلي سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدره،أو باستعمال اسم المفعول بدل اسم الفاعل والعكس صحيح.
نوعا المجاز العقليّ:
1- المجاز في الإسناد:
أ- الإسناد إلى الزمان،مثل قول الشاعر :
لا تحسبنّ سرورا دائما أبدا ... من سرّه زمن ساءته أزمان
ب- الإسناد إلى المكان،مثل قوله تعالى:(وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ) الأنعام:6
ج- الإسناد إلى السببِ،مثل قولنا:بنى أبو جعفر المنصور مدينة بغداد.
د- الإسناد إلى المصدر،مثل قول أبي فراس :
سيذكرني قومي إذا جدّ جِدّهم ... وفي الليلة الظلماء يُفتًقد البدر
ه- استعمال اسم الفاعل في مكان اسم المفعول،مثل قول هند بنت عتبة:
إن تقبلوا نعـانــق ... ونفرش النمــارق
أو تدبروا نفـارق ...فـراق غير وامــق
الوامق معناه المحبّ وهند قصدت المحبوب
و- استعمال اسم المفعول في مكان اسم الفاعل،مثل قوله تعالى:(وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) [الإسراء:45
وردت اسم المفعول (مستورا) للدلالة على اسم الفاعل (ساتراً) والمعروف أنّ الحجاب ساتر وليس مستورا.
2- المجاز في النسبة الإضافية:
1 - الإضافة إلى المكان مثل قولنا:جري الأنهار.
2 - الإضافة إلى الزمان مثل قولنا:صوم النهار.
3 - الإضافة إلى السببِ مثل قولنا:غراب البين.
4 - الإضافة إلى المصدر مثل قولنا:اجتهاد الجِدّ.
تنبيهات:
أ –علاقات المجاز المرسل هي السببية والزمنية والمكانية والمصدرية والفاعلية والمفعولية.
ب- إذا استعملنا اسم المفعول في مكان اسم الفاعلِ فالعلاقة مفعولية وإذا استعملنا اسم الفاعل في مكان اسم المفعول فالعلاقة فاعلية.
قرائن المجاز العقليّ:
القرينة اللفظيّة: تُذكرُ في الكلام قرينة المجاز العقلي ذكراً لفظياً،مثال: بَنَت بلديتنا مستشفى بديعا بفضل خبرة البنائين والمهندسين الذين اختارهم المقاول.
القرينة العقليّة: يُذكر الدافع النفسي أو المعنوي إلى فعل الحدث،مثال:حبي لك دفعني لزيارتك.
فالحب ليس في الحقيقة فاعلاً،بل هو الدافعُ النفسي للزيارة،وهذا شيء يدرك بالعقل.
القرينة المدركة بالعادة:يُذكر من كلف الفاعل بالقيام بالفعل،مثال:أنشأ رئيس الدولة مشاريع سكنية ضخمة،فالرّئيس ليس في الحقيقة فاعلاً،بل هو مَنْ أمر بذلك وأشرف عليه،وهذا شيء يدرك بالعادة.
القرينة الحالية: إذا عرفنا أن الفاعل لا يستطيع القيام بالفعل،مثال:كتب الوالد رسالة إلى ابنه،فإنْ كانت حالة الوالد معروفةً بأنّه مكفوف مثلا،أو أمّيا عرفْنا بأنه أمر منْ يكتبها له.
فوائد المجاز العقليّ :
1- الإيجاز: إذا قلنا:بنى الوالي المستشفى،لكان في كلامنا إيجاز وهو أبلغ من ذكر البنائين والمهندسين وغيرهم.
2 -سعة اللفظ:لولا المجاز العقلي لكان لكلّ لفظ معنى واحد ولكانت اللغة العربية فقيرة في معانيها.
3 - إيراد المعنى في صورة دقيقة واضحة مقرّبة إلى الذهن تظهر في مهارة إسناد الفعل إلى سببه القويّ أو مكانه المختصّين.
4- إفادة المبالغة البديعة التي تترك أثرا في النفس.