الأقلام ثلاثة أنواع :
قلم كالسّهل الخصيب ، أصابه وابل ، فاهتزَّ و ربى و أنبت من كل زوج بهيج ، و آتى أُكُلَه ضعفين .
و قلم كالسّبخة البور ، سواءٌ مُطرت أم قُحطت ، فهي دواما قفرٌ .
و قلم كسفح جبلٍ و عرٍ ، لا يُنبِت إلا العضاه و الحنظل ، شديد المُرتقى حديدُ المَنْزَل .
و أصحابها ثلاثة كذلك :
فصاحب القلم الأول : صاحب عقل و ذكاء ، و فطنة و زكاء ، تُمسكُ القلمَ أنامل قلبهِ ، و تُحرِّكه أعصابُ لُبِّه ، لحروفه رَوحٌ و ريحان ، كأزهار الأُقحوان و شقائق النُّعمان ، لها بريقٌ و لمعان ، تستجيبُ له المآقي بالدَّمَعان .
قلمُ يَبُلُّ ريقُه شغف الفؤاد ، و يأخذُك سُكره أعمق الأبعاد ، قلمٌ ودود ولود ، يَصهر المعاني و يُشيُّد المباني ، و يَرصُف المناهجَ بديعاً و بيانا ، فيسترِقُّ البشرَ صُمّاً و عميانا
قال تعالى (( و إن من الحجارة لما يشقَّقُ فيخرج منه الماء )) .
و صاحب الأوسط : ضعيف الحال ، قليل النِّبال ، لا يَثبُتُ في النِّزال ، تُقَيِّدُ القلمَ أصابعُ أيْبَسُ من خُفِّ البعير ، و يَلعبُ به عقلٌ أثقل من يوم النّفير .
حروفه كالفحم و بريقها كالوهم ، يَعتصرُ القلم اعتصارا ، فيرضخ له اضطرارا ، فيضعُهُ خداجاً مِصفارا .
لا في العير و لا في النّفير ، لا بالقنطار و لا بالقِطمير .
و الثَّالث : قد حوى ذكاء لكنه لم يُحصِّل زكاء ، و ألبس فطنته مكراً فأنتجت دهاء ، قلمُه بشِمال حِقدِه ، و تَخُطُّ به أيادي خُبثِه . حروفه جيفة الرِّيح ، تُسفِر عن كلّ قبيح ، ظالمةٌ مُظلمة ، لها على المسامع كوقع المطارق على السِّندان ، و رجم المَدافع للبلدان .
حِرابٌ مسمومة ، و أنهارُ مردومة ، و مفاوز مشئومة .
سُمُّ الأرواح و مُقسِّمُ الأقراح ، حرب للحقِّ سِلمٌ للباطل ، بديع و بيان يصيب المَقاتل و يصرع المُقاتل .
هـــمُ الثلاثة
قلم باذل و قلم خامل و قلم قاتل
فاختر لنفسك أيَّ الأقلام تختار ، و من أيِّ الأسواق تمتار
فإمّا لك و إما عليك
مامــن كاتــب إلا سيفـــــنى ................... ويُبقِي الدهرُ ماكتَبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء ................... يسرُّك في القيامة أن تراه
قلم كالسّهل الخصيب ، أصابه وابل ، فاهتزَّ و ربى و أنبت من كل زوج بهيج ، و آتى أُكُلَه ضعفين .
و قلم كالسّبخة البور ، سواءٌ مُطرت أم قُحطت ، فهي دواما قفرٌ .
و قلم كسفح جبلٍ و عرٍ ، لا يُنبِت إلا العضاه و الحنظل ، شديد المُرتقى حديدُ المَنْزَل .
و أصحابها ثلاثة كذلك :
فصاحب القلم الأول : صاحب عقل و ذكاء ، و فطنة و زكاء ، تُمسكُ القلمَ أنامل قلبهِ ، و تُحرِّكه أعصابُ لُبِّه ، لحروفه رَوحٌ و ريحان ، كأزهار الأُقحوان و شقائق النُّعمان ، لها بريقٌ و لمعان ، تستجيبُ له المآقي بالدَّمَعان .
قلمُ يَبُلُّ ريقُه شغف الفؤاد ، و يأخذُك سُكره أعمق الأبعاد ، قلمٌ ودود ولود ، يَصهر المعاني و يُشيُّد المباني ، و يَرصُف المناهجَ بديعاً و بيانا ، فيسترِقُّ البشرَ صُمّاً و عميانا
قال تعالى (( و إن من الحجارة لما يشقَّقُ فيخرج منه الماء )) .
و صاحب الأوسط : ضعيف الحال ، قليل النِّبال ، لا يَثبُتُ في النِّزال ، تُقَيِّدُ القلمَ أصابعُ أيْبَسُ من خُفِّ البعير ، و يَلعبُ به عقلٌ أثقل من يوم النّفير .
حروفه كالفحم و بريقها كالوهم ، يَعتصرُ القلم اعتصارا ، فيرضخ له اضطرارا ، فيضعُهُ خداجاً مِصفارا .
لا في العير و لا في النّفير ، لا بالقنطار و لا بالقِطمير .
و الثَّالث : قد حوى ذكاء لكنه لم يُحصِّل زكاء ، و ألبس فطنته مكراً فأنتجت دهاء ، قلمُه بشِمال حِقدِه ، و تَخُطُّ به أيادي خُبثِه . حروفه جيفة الرِّيح ، تُسفِر عن كلّ قبيح ، ظالمةٌ مُظلمة ، لها على المسامع كوقع المطارق على السِّندان ، و رجم المَدافع للبلدان .
حِرابٌ مسمومة ، و أنهارُ مردومة ، و مفاوز مشئومة .
سُمُّ الأرواح و مُقسِّمُ الأقراح ، حرب للحقِّ سِلمٌ للباطل ، بديع و بيان يصيب المَقاتل و يصرع المُقاتل .
هـــمُ الثلاثة
قلم باذل و قلم خامل و قلم قاتل
فاختر لنفسك أيَّ الأقلام تختار ، و من أيِّ الأسواق تمتار
فإمّا لك و إما عليك
مامــن كاتــب إلا سيفـــــنى ................... ويُبقِي الدهرُ ماكتَبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء ................... يسرُّك في القيامة أن تراه