العالم من جهة أخرى
في الحقيقة لا أعرف ,
أنا لـم أفهم العالــم ,
أم العالم لــم يفهمني ,
فلا تلوموني لو صحت
فأحيانا هكذا أصرخ
قهــراً أصــرخ
وأحيانــاً أصيح
وأحيانــاً أنتحب
أصرخ , لأن أحدهم لــم يفهم
والآخر لا يتعلم
والثالث جاهل
بينما الرابع أخرس لا يتكلم
كنت اتساءل ؟
هل أنظر إلى العالم بالعكس ؟
أم نظرتي معكوسة ؟
فــ لننظـر من تلك الجهــات ونرى ,
- الجهـــة الأولـــى :
فـأنـــا أرى العالم من هذه الجهة ,
جهة لا ينظر فيها أحد ,
لا ينظر منها أحد
لا ينظر إليها أحد
فــ الأثرياء يشحذون
والبؤساء يضحكون
والوسيمون مسوخ
والعشاق يخـونـــون
والمرأة تصورُ نفسها عارية
وتُجاهرُ بالمعصية
والرجل يبحث عن الستر
والـــغيرة معدومة
- الجهــة الثانية :
أنتهينا من جهة ,
فلننظر إلى جهة ,
جهة ربما ينظر إليها الكثيرون ولا يرون
أو ربما يسمعون الضوضاء ولا يفهمون اللغة
لغة البسطاء
لغة الأوفيـــاء
لغة الصراحة وليس الوقاحة
فصوت الضجيج يظنونه.. عرس
وصوت البكاء يظنونه .. طفل
وصوت المؤذن لا يُسمع
وصهيل الخيل يسمونه زئير
وعواء الذئب أخافهم
وصوت الطبول بكوا عليه
وهناك الجثث ,
وهناك الراقصون على الجثث
لا تلوموني لو عكست ,
عكست ماذا ؟
أو لماذا عكست ؟
فـ كل شيئا بالمقلوب ,
فالرصاص رحمة
واللحن قاتل
والمسرح ساذج
والفيلم كل شخصياته أبطال
بطل يطير
وآخر يتسلق
والثالث يخرج الشباك من يديه
هم أبطال من ورق , وأبطال على الورق
والجمهور يصفق لـهم
ويضحك لـهم
ويحزن لـهم
ويدفع لـهم
- الجهــة الثالثة :
فلننظر إلى جهة أخرى ,
فلننظر ولــنرى ,
ترى من تــرى ,
ومهما رأيت فلا تعجب لما ترى ,
فالأم تعمل
والأب قابعٌ في البيت
والطالب معلم
والمدرس أُمي
واللاعب كسول
والتاجر يتحرك
والشاعر قصيدته مكسورة
ومن لا يعرف الشعر أبياته موزونة
والقوافي تخلو من الغزل
والسطور متعرجة
والكلمات ثابتة
والقواعد لم تعد قاعدة
- الجهــة الرابعة :
لننظر لجهة غير ذي جهة ,
لنرى في هذه الجهة ما نرى ,
نــرى ولا نرى ,
فلا نرى العلماء
ولا نرى العباقرة
والفلاسفةُ مختبئون
ولكن لما هم مختبئون ؟
لا ندري ,
لكنهم مطأطأي الرؤوس
يُطالــعون الأرض
ربما من المجتمع يخجلون
ربما حققوا أحلامهم فـ أكتفوا
ربما من السفهاء يهربون
ربما حزينون
ولكن لما هم حزينون ؟
ربما هي أقدارهم ,
فـ أقدار العظماء أن يعيشوا مع الصراع والألـــم
- الجهــة الخامسة :
رأيت اشياء غريبة من هذه الجهة ,
اشياء متناقضة ,
اشياء مختلفة ,
مدخنٌ ينصح المدخنين
ورياضيٌ يُحرم الرياضة
وطفلٌ يُجيب عن العجب
وأحمقٌ يكتب فـــن
ونذلٌ يتحدث بالمرؤة
وشخص يُربي أبنه على النذالة
وساقطةٌ تنصح بالستر
وعجوز لا يستحي
وراقــصٌ يبحث عن زوجةً شريفة
وسياسيٌ صادق
وكلبٌ وفيٌ يغدرُ بصاحبه
هؤلاء الذين رأيتهم ,
ماذا أفعل لـهم ؟
ماذا أفعل بهم ؟
هل أناديهم ؟
هل أحذرهم ؟
أم أتركهم في سهوهم ؟
هل أكتب عنهم ؟
أم فقط أبتعد عنهم ؟
فلا تلوموني لـو سكت
لأن النكتة سخيفة
وقائلها يشرب الحشيش
والمستمعون يبكون
والساذج فقط يضحك
ليته لــم يضحك
ليته يخرس
لكي لا يتمادى غيره ويخرس
أني أرى العالم يُدمر
والحروب تشتعل
والقتلى تتساقط
والصورايخ تدك
والسنين تنقضي
والأيـــام تدور
وعقارب الساعة متوقفة
والمنجمون كذابون وأن صدقوا
والأغبياء سحرً استخدموا
والكل بدلوهِ يدلوا
والكل يُفسر
ويُحلل
والكل يعرف
وينتظر
ينظر وينتظر
وبلا فائدة ينتظر
الكل يرى العالـم بالطريقة التي يحب
الكل ينظر إلى العالـم كما يحب
يراهُ كما يرى
يختار الجهة التي منها يرى
يختار كيف يرى
بعضهم يرى كأنه لــم يرى
وبعضهم أمامه ولا يرى
وبعضهم يرى ما يريد أن يرى
وبعضهم يرى ما يريد غيره أن يرى
فـ كيف يا تُــرى ترى ؟
قلم مضطرب
في الحقيقة لا أعرف ,
أنا لـم أفهم العالــم ,
أم العالم لــم يفهمني ,
فلا تلوموني لو صحت
فأحيانا هكذا أصرخ
قهــراً أصــرخ
وأحيانــاً أصيح
وأحيانــاً أنتحب
أصرخ , لأن أحدهم لــم يفهم
والآخر لا يتعلم
والثالث جاهل
بينما الرابع أخرس لا يتكلم
كنت اتساءل ؟
هل أنظر إلى العالم بالعكس ؟
أم نظرتي معكوسة ؟
فــ لننظـر من تلك الجهــات ونرى ,
- الجهـــة الأولـــى :
فـأنـــا أرى العالم من هذه الجهة ,
جهة لا ينظر فيها أحد ,
لا ينظر منها أحد
لا ينظر إليها أحد
فــ الأثرياء يشحذون
والبؤساء يضحكون
والوسيمون مسوخ
والعشاق يخـونـــون
والمرأة تصورُ نفسها عارية
وتُجاهرُ بالمعصية
والرجل يبحث عن الستر
والـــغيرة معدومة
- الجهــة الثانية :
أنتهينا من جهة ,
فلننظر إلى جهة ,
جهة ربما ينظر إليها الكثيرون ولا يرون
أو ربما يسمعون الضوضاء ولا يفهمون اللغة
لغة البسطاء
لغة الأوفيـــاء
لغة الصراحة وليس الوقاحة
فصوت الضجيج يظنونه.. عرس
وصوت البكاء يظنونه .. طفل
وصوت المؤذن لا يُسمع
وصهيل الخيل يسمونه زئير
وعواء الذئب أخافهم
وصوت الطبول بكوا عليه
وهناك الجثث ,
وهناك الراقصون على الجثث
لا تلوموني لو عكست ,
عكست ماذا ؟
أو لماذا عكست ؟
فـ كل شيئا بالمقلوب ,
فالرصاص رحمة
واللحن قاتل
والمسرح ساذج
والفيلم كل شخصياته أبطال
بطل يطير
وآخر يتسلق
والثالث يخرج الشباك من يديه
هم أبطال من ورق , وأبطال على الورق
والجمهور يصفق لـهم
ويضحك لـهم
ويحزن لـهم
ويدفع لـهم
- الجهــة الثالثة :
فلننظر إلى جهة أخرى ,
فلننظر ولــنرى ,
ترى من تــرى ,
ومهما رأيت فلا تعجب لما ترى ,
فالأم تعمل
والأب قابعٌ في البيت
والطالب معلم
والمدرس أُمي
واللاعب كسول
والتاجر يتحرك
والشاعر قصيدته مكسورة
ومن لا يعرف الشعر أبياته موزونة
والقوافي تخلو من الغزل
والسطور متعرجة
والكلمات ثابتة
والقواعد لم تعد قاعدة
- الجهــة الرابعة :
لننظر لجهة غير ذي جهة ,
لنرى في هذه الجهة ما نرى ,
نــرى ولا نرى ,
فلا نرى العلماء
ولا نرى العباقرة
والفلاسفةُ مختبئون
ولكن لما هم مختبئون ؟
لا ندري ,
لكنهم مطأطأي الرؤوس
يُطالــعون الأرض
ربما من المجتمع يخجلون
ربما حققوا أحلامهم فـ أكتفوا
ربما من السفهاء يهربون
ربما حزينون
ولكن لما هم حزينون ؟
ربما هي أقدارهم ,
فـ أقدار العظماء أن يعيشوا مع الصراع والألـــم
- الجهــة الخامسة :
رأيت اشياء غريبة من هذه الجهة ,
اشياء متناقضة ,
اشياء مختلفة ,
مدخنٌ ينصح المدخنين
ورياضيٌ يُحرم الرياضة
وطفلٌ يُجيب عن العجب
وأحمقٌ يكتب فـــن
ونذلٌ يتحدث بالمرؤة
وشخص يُربي أبنه على النذالة
وساقطةٌ تنصح بالستر
وعجوز لا يستحي
وراقــصٌ يبحث عن زوجةً شريفة
وسياسيٌ صادق
وكلبٌ وفيٌ يغدرُ بصاحبه
هؤلاء الذين رأيتهم ,
ماذا أفعل لـهم ؟
ماذا أفعل بهم ؟
هل أناديهم ؟
هل أحذرهم ؟
أم أتركهم في سهوهم ؟
هل أكتب عنهم ؟
أم فقط أبتعد عنهم ؟
فلا تلوموني لـو سكت
لأن النكتة سخيفة
وقائلها يشرب الحشيش
والمستمعون يبكون
والساذج فقط يضحك
ليته لــم يضحك
ليته يخرس
لكي لا يتمادى غيره ويخرس
أني أرى العالم يُدمر
والحروب تشتعل
والقتلى تتساقط
والصورايخ تدك
والسنين تنقضي
والأيـــام تدور
وعقارب الساعة متوقفة
والمنجمون كذابون وأن صدقوا
والأغبياء سحرً استخدموا
والكل بدلوهِ يدلوا
والكل يُفسر
ويُحلل
والكل يعرف
وينتظر
ينظر وينتظر
وبلا فائدة ينتظر
الكل يرى العالـم بالطريقة التي يحب
الكل ينظر إلى العالـم كما يحب
يراهُ كما يرى
يختار الجهة التي منها يرى
يختار كيف يرى
بعضهم يرى كأنه لــم يرى
وبعضهم أمامه ولا يرى
وبعضهم يرى ما يريد أن يرى
وبعضهم يرى ما يريد غيره أن يرى
فـ كيف يا تُــرى ترى ؟
قلم مضطرب
