مع أنه مر وقتٌ طويل .. لكن لا بأس :#
قراءة ممتعة..
.
.
الفصل الثاني: ذئبٌ يَعوي
.
في اليوم التالي على سطح أعلى بناء في المدينة ...
بخطوةٍ تلو الأخرى .... يتجه " الذئب " نحو تابعه وهو يقول : لقد كلفتك بالأمر لكنك خيبت ظني وأنت تعلم جيدا ما هي عقوبة ذلك ..
يقف الذئب أمامه وهو ينظر في عينيه .. بينما تابعه يرتجف وهو يبكي ويقول : س.. س س.. سيدي .. أرجو...!!!
وبلمح البصر .. الجهة اليسرى من الأرضية تمتلأ دماً .. فيظهر تابعه بلا رأس !!!
حيث أن الذئب قد محى رأسه بضربة خاطفة من مخالبة !! .. الذئب هو شخص جسده أسود تماماً .. رؤوس أصابعه حادة كالمخالب ... لديه إبتسامة مخيفة ... وعينان حادتان لونهما أحمر ... يرتدي قميصاً أسود بقبعة يبقيها على رأسه دائماً
غالبا لكي لا يرى أحد شكله الذي لا يشبه البشر !! ... والأهم من كل هذا .. هو أحد زعماء العالم !!!
مجدداً يتحرك الذئب .. ولكن هذه المرة يمشي بإتجاه الغرب ويقف عند حافة السطح وهو ينظر إلى الغابة
ثم يقول : يبدو أنني مضطر للتحقق من الأمر بنفسي ... بعد ذلك يندفع محلقاً بسرعة ليحط بعد الغابة مباشرةً ..
فيأخذ نظرة للأرجاء ويقول : من المفترض أن يكون ذلك الشيء قد سقط هنا تماماً .... ثم ينحني واضعاً ركبته اليمنى على الأرض ومن بعدها يده .. محاولاً تحسس التربة ... ليقف ويقول : لا أثر ﻷي شيء .. هل كان ذلك الوضيع محقاً ؟! ..
الأرض هنا زراعية .. لن يكون من الصعب إخفاء آثار السقطة .. لكن هذا لا ينطبق على الطاقة ..
وهذا يترك لي إحتمالين ..
الأول أن الوضيع كان محقاً وذلك الشيء إختفى بدون أي أثر .. أي أنه لم يسقط قط ...
ليتبسم وهو يشد قبضتيه بينما يكمل كلامه قائلاً : الثاني أنه كان مخطئاً وهذا الإختفاء يعني وجود خطر !!
خلال شرود الذئب كان هناك رجلٌ قادمٌ بإتجاه المدينة محلقاً بسرعةٍ عالية .. يتوقف في الهواء فوق منتصف المدينة تماماً ..
ينظر حوله هنا وهناك بينما تعلو وجهه إبتسامة مخيفة وهو يقول في نفسه: "أين !!" .. ليندفع للغابة مباشرة بعد أن لمحها
وبشكل مفاجئ يندفع محرفاً مساره للأسفل ومباشرةً إلى الذئب .. موجهاً لكمة مدمرة إلى وجهه
حيث أنه يزيد الضغط على وجهه مضخماً عضلات يده أثناء تسديد اللكمة .. وخلال جزء من الثانية يقذفه بمسارٍ مقوسٍ
لمسافةٍ تقارب المئة متر لينتهي به المطاف مرتطماً بالأرض داخل حفرةٍ شكلتها قوة الإرتطام !!
بعدها بثوانٍ قليلة .. يقف الذئب مترنحاً ثم يمسك بفكه المكسور ويعيده لمكانه ويبصق الدماء التي في فمه
ثم ينظر للأمام فوق أطراف الحفرة حيث يقف خصمه ... لا يرى الذئب سوى رجلٍ يهزُّ بمؤخرته !! .
ومع أن ما يفعله ذلك الرجل في قمة السخافة .. الاسوأ هو ما يتفوه به الذئب قائلاً: " مؤخرة جميلة !! "
فيقفز ذلك الرجل وهو يضع يده على فمه وهو يبدو مصدوماً وخجلاً في نفس الوقت
ثم يلتفت مؤشراً بيده نحو الذئب ويصرخ محتجاً بقوله: يا لك من وغد !!
فيرد الذئب: أوتعلم ... لم يزعجني أنني تلقيت لكمةً تسببت بكسر فكي ... ﻷنني كنت شارداً ...
ما أزعجني حقاً هو أن من سدد تلك اللكمة هو مجرد أحمقٍ بمؤخرةٍ هزازة ..
بعدها يرفع الذئب يده ويمسك بفكه ثم يحرك برأسه يميناً ويساراً بينما هو يكمل قائلاً: والأن .. من أنت ؟!
يبتسم ذاك الرجل ويتكلم قائلاً: ماذا تريد أيضاً ؟ ... هل تريد عنوان منزلي أو ربما رقم هاتفي .. ربما لكي تدعوني للعشاء لاحقا ؟
ترتسم على وجه الذئب إبتسامة غريبة مع بعض التعجب ثم ويقول: اه .. حسناً ... إذاً هل ستستسلم أم أنك تريد اللعب
قبل أن أخذك إلى المسلخ ؟! (مسلخ الذئب هو مكان للاستجواب يحتوي على شتى أدوات التعذيب)
يرد الرجل: لوددت أن ألعب معك حقاً قبل رحيلي لكنني لقد أفقت من سباتي للتو وجسدي يعاني من بعض الأعراض ..
لذلك دعك مني وأرجع بنفسك للخلف قبل 300 عام ...
وفجأة تتسع عينا الذئب وتضيق حدقتاه وهو في دهشةٍ مما سمعه !!
ليكمل الرجل كلامه: نعم أنا أقصده هو ... ذلك الأعمى الذي أذلك برفقة صديقك ..
لقد أتيت من عنده للتو ... هو يرسل لك تحياته ويقول لك "نهايتك قد إقتربت " ... وأنا أقول لك ... ستكون نهايتك مريعة جدا إن بقيت تتصرف على هواك ...
ثم يلتفت الرجل ويقول: هذا كل ما عندي الأن .. إلى اللقاء
بعدها يحلق بهدوء متوجهاً للمكان الذي اتى منه ..
في حين أن الذئب يشتعل غضباً فيفرِش ذراعيه في الهواء ... وشيئا فشيا ... كل ما حوله يبدأ بالتفكك والتحول للون الأسود ليطفو بعدها في الهواء ... وما أن يوجه الذئب ذراعيه نحو الرجل .. حتى تتوجه تلك الكتل السوداء بالتوجه إليه ...
فيلتفت الرجل ويرتفع عالياً مبتعداً عنها .. ثم ينظر للذئب وعلى وجهه إتسامةٌ ساخرة ويقول: لقد إتفقنا على ألّا نلعب .. أليس كذلك ؟
يرد الذئب بغضب شديد قائلاً: لا أحد يستطيع تحديد مصيري .. لا أنت ولا ذلك الحقير !!
بعدها يوجه الذئب كتله السوداء نحو الرجل مجدداً ..
ليلتفت الأخر للجهة المعاكسة ويندفع بسرعةٍ كبيرة في حين أن الذئب يندفع خلفه وحوله كتله السوداء تلك حتى يعبر من نقطة محددة ... فتتلاشى كل تلك الكتل ..
حيث أن الكتل قد اصطدمت بالدرع الشفاف الذي بناه نايت في تلك المنطقة !! ... وبينما يبتعد الرجل ويختفي عن الأنظار ..
يتوقف الذئب ويلتفت للخلف متعجباً !! .. فيُجبِرُ نفسه على الرجوع للتحقق من الأمر ...
في حين أن الرجل كان قد وصل إلى وجهته التي تقع في مكان مجهول تماماً !! ... حيث ينتظره هناك الأعمى الذي ذكره سابقا ... فيقول الأعمى: لماذا هذه التصرفات السخيفة دائماً ؟
يرد الرجل مبتسماً: لنكن واقعيين .. أنا أذكى من ألتزم بتمثيليات الفارس المقززة ..
يقول الأعمى: أنت اصلاً عارٌ على الفروسية .. ولكن ما الهدف من مسرحيتك الكاذبة تلك ؟!
يرد الرجل: نشر الرعب في نفسه .. راقب جيداً وسترى النتائج ..
.
في أثناء كل ما حدث .. كان قد أتى كلٌّ من روز وأنجل إلى منزل كورو حيث بقينا أنا ونايت ..
الجميع كانوا جالسين في الطابق الأول .. بينما أنا كنت موضوعاً في فراش كورو الواقع في الطابق الثاني ..
مر الوقت وهم على تلك الحال حتى قام أنجل واتى إلي في الطابق الثاني .. حمل الكرسي الموجود أمام الطاولة ووضعه بجانب الفراش .. ثم جلس عليه ..
وبدأ بالكلام قائلاً: أنا اسف لحالتك هذه .. لم نستطع جعلك في حالٍ أفضل مما أنت عليه الأن ..
لكن مع كل إصاباتك ما زال هناك جزءٌ واعٍ منك ..
أعي أن هذا سيزيد معاناتك .. لكنني لا أريدك أن تصارع ألمك هذا وحدك ..
لذلك سأتحدث معك كل يوم راجياً أن يُحسن هذا من حالتك نفسياً..
ثم توقف للحظات وأكمل لي قائلاً: ليس لدي الكثير للتحدث عنه .. كل ما لدي هو بعض القصص من الماضي الذي عشته ..
أتمنى أن تفي بالغرض !!
.
في ذلك الوقت .. الذئب كان قد وصل إلى أعتى درجات الغضب .. بعد أن فشل في إيجاد أي شيء !!
ليَرِنَ هاتفه بشكلٍ مفاجئ .. فيخرجه الذئب ويرد على الاتصال .. ثم يرفع الهاتف إلى أذنه بينما يعصره بقوة
حتى تشققت شاشته وبدأت بالتكسر ..
ثم يقول بصوت يشتعل غضباً: ماذا هناك ؟
فيرد تابعه بحماسة قائلاً: سيدي .. لقد عثرت على جماعة كوبرا ..!!
بشكلٍ مفاجئ .. تتغير ملامح وجه الذئب وتظهر عليه إبتسامة جنونية .. تظهره وكأنه مجنون فاقدٌ لعقله .!!
ثم يبدأ بعدها بالضحك .. بصوت يعلو شيئاً فشيئاً .... اهاهاهاها .. اهاهاهاهاهاها