العنوان : و قالت المعلمة "يا له من بطل !"
. .
في زمن الحروب و في وسط غضب الله على الارض
بسبب ان بعض من ماتت ضمائرهم حولوا الارض التي خلقت جنة لبني ادم الى ساحة مجازر و جرائم
كانت تعيش فتاة صغيرة مع والدتها في ركن من اركان الاحياء الفقيرة عيشة سعيدة
على الرغم من انهما لم تكونا تملكان سوى سقف بالكاد يحميهما من الرياح و صحن يوم يزوره رغيف خبز و يوم يهجره حتى الغبار ..
و على الرغم من احوالهما المادية المعدمة الا انهما كانتا سعيدتين ..
سعادتهما لم تكن تتمثل في موقد دافئ او حساء شهي او ملابس فاخرة او مال كثير
بل كانت تتمثل في قلبين متحباين ...قلب ام و ابنتها الوحيدة تموتان كل يوم معا
و ما كان يرجعهما للحياة في الصباح هو كونهما معا
و لكن الدهر لم يكن ليرضى بان تحتفظا بادنى اسباب سعادتهما طويلا ..
و ضرب احدى ضرباته في احدى ليالي الشتاء القارصة
حيث مرضت الام اشد مرض و لم تفكر اي من الام و ابنتها في الطبيب
لانهما تعلمان ان ذلك بلا فائدة فلا احد سيساعد احد بلا مقابل في هذا العالم ..
و هكذا فارقت الام الحياة بصمت مثلما دخلتها بصمت و مثلما عاشت فيها بصمت ..
انه الصمت القاتل..!
●● ●● ●●
فارقت تلك الام الحياة و هي التي كانت الشمعة الوحيدة في حياة صغيرتها عائشة
و باتت تلك الطفلة البائسة محرومة من امها بعد ان حرمت من الحياة باكملها
لقد حكم عليها بالاعدام !
بعد ايام ليست بالطويلة وجدت عائشة نفسها في بيت يخلو من ذرة طعام فاضطرت لتودعه و هو مسرح ايام سعادتها الاولى ..
و تنطلق في رحلة البحث عن الحياة ..
و انتهت بها الاحوال بالوصول الى العاصمة
و بعد اسبوع من وصولها استطاعت ان تجد لنفسها ركنا تحت الجسر لتنام فيه مختلطة بمن هم مثلها ..
بمن يعتبرون حثالة المجتمع ..
في اثناء تجولها المعتاد في الاسواق و الشوارع كانت غالبا ما تلاحظ عائشة تلك العلب المستطيلة المتباينة الاحجام و الالوان
و التي كان يحملها الاولاد الاغنياء عند خروجهم من ذلك المكان الغامض الذي يسمى بالمدرسة !
و في يوم الاحد الذي تقوم فيه بحمل السلع للمحلات دائما و تتقاضى اثر ذلك مبلغ حقير لاحظت رجل غريب لم تره من قبل يتجول في المكان
لقد كان يرتدي قبعة سوداء و نظارات سوداء و وشاح قرمزي و معطف اسود طويل ..
لقد كان على وشك ان يشتري قلادة بثمن خيالي من رجل يعرض سلعه في الشارع كل احد و خميس
و كان معروف في السوق بانه نصاب ..
و بتصرف تلقائي وجدت عائشة نفسها تقول للرجل :
"يا سيد لا بد انك قليل الفطنة فمن الواضح ان هذا الرجل مخادع".
و بمجرد ان سمع التاجر كلام عائشة حتى مد يده ليصفعها على وجهها و لكن الرجل استوقفه
بإعطائه كيسا مليئا بالمال دون ان ياخذ القلادة ..
ثم اشار الى عائشة ان تتبعه لمطعم و هناك اشترى لها طعاما كثيرا لم ترى مثله في حياتها
و بينما هي تاكل أدخل يده في معطفه الضخم و اخرج كتابا قرمزي اللون ليس مكتوب على غلافه اي عنوان
ووضعه فوق الطاولة ثم خلع وشاحه و لفه حول عنق عائشة العاري .
و قالت عائشة و هي تبتلع اللقمة التي في فمها : "و انت ايضا يا سيدي تملك علبا مستطيلة ؟!"
فرد و ابتسامة دافئة ترسم على ثغره : "هل تعجبك ؟"
فردت بحماس :"نعم انها غامضة و تحتوي اوراقا مرسوما عليها رموز غريبة و لكن جميلة . "
فقال الرجل بنبرة فيها شئ من السعادة الغامضة:
"هل سوف تكونين سعيدة لو استطعت حل شيفرة تلك الرموز ؟"
و ردت عائشة و هي تملأ فمها بالطعام :
"لا اظن اني فهمت كل كلمة قلتها و لكن اذ كنت تقصد بحل الشيفرة اي فهم تلك الرموز
فنعم ساكون سعيدة بل ساكون اسعد انسانة في هذا العالم الواسع "
فقال بعد ان ضحك بصوت مرتفع : "هذا جيد هذا جيد !!"
فقالت عائشة و قد احمر وجهها :" هل تسخر مني يا سيدي ؟؟"
فرد عليها الرجل و قد عاد لهدوئه الاول :
"اطلاقا ! و الان اخبريني هل ستكونين سعيدة لو اهديتك هذا الكتاب القرمزي الجميل على شرط واحد ؟"
فقالت عائشة و وجهها اشرق مثلما تشرق الشمس عند الغسق :"و ما هو الشرط ؟"
فقال الرجل و هو يتامل ذلك الوجه المليء بالحياة الذي تملكه عائشة :
"شرطي هو ان تذهبي لتدرسي في المدرسة الخيرية التي فتحت ابوابها الاسوبع الماضي "
و بدون ان يستمع الرجل لرد عائشة التي كانت غارقة في احلامها
دفع الحساب و حمل الكتاب القرمزي بيد و امسك بيد عائشة و اتجه معها الى المدرسة الخيرية .
●● ●● ●●
و بعد مرور سنوات اصبحت عائشة معلمة في تلك المدرسة الخيرية
التي توسعت و فتحت مدارس تابعة لها في كل ارجاء تلك البلاد ليتم تعليم الاطفال الفقراء
و في تلك السنوات التي مرت عرفت عائشة ان ذلك الرجل الذي تعتبره منقذها من حياة البؤس التي كانت ستعيشها
و اعطاها ذلك الكتاب القرمزي الذي هو في الواقع القرآن الكريم
ما كان سوى قائد الثوار الذين قضو على الملك الطاغي و اعادوا السلام من جديد للبلاد
و علمت ايضا انه اعطى المال لذلك التاجر المخادع ذلك اليوم
لانه يعلم ان ذلك التاجر الفقير يملك ام عجوز مريضة جدا
تحتاج مالا كثيرا لاجراء عملية جراحية تتوقف عليها حياتها ..
●● ●● ●●
و في يوم من الايام كان هناك رجل اشيب الشعر جميل الملامح برونزي البشرة حاد النظرات
جالس على سرير المستشفى يقرا سورة الملك بتمعن حتى سمع دق على الباب
فقال :"ادخل !"
فدخلت من الباب بخفة الغزال فتاة شابة في العشرينات وجهها مشرق مثل شروق الشمس عند الغسق
و تحمل بين يديها كتاب ذا غلاف قرمزي و ابتسامة خجولة مرسومة على وجهها
و قالت بفرح و هي تخرج كتاب من حقيبتها و تقدمه للرجل
الذي ارتسمت على وجهه نفس الابتسامة الدافئة التي رسمها ثغره قبل اربعة عشر سنة
و عندما امسك الكتاب و قرا العنوان
كان العنوان "بطلي..! "
تآتشِيبانآ" ●● كتــاب [ أقوَمُ قِيلا ]
الكتاب جداً رائع واستفدت منه شخصياً
اذ انه اجابني على كثير من التساؤلات لدي ، وان كوني ولدت مسلمه
لا يعني بأني اعرف كل شيء عن ديني ، بل يجب علي ان اقرأ واتفكر ،
وما جذبني اكثر اسلوب الكاتب اذ انه يميل للبساطه وايصال المعلومه للقارىء
بكل سهوله ، فهو اشبه الى ما يكون "لايقاظ العقل البشري" .
[ إقتباسـات ]
●● ●● ●●
.Mrs!Trafalgar ●● كتــاب [ ماجدولين ]
هي الرواية التي كتبها الأديب الفرنسي “ألفونس كار” (1808-1890م)، وقد اطلع “المنفلوطي” على تعريبها؛ فأعجِب بها،
وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص، ونشرها تحت عنوان “ماجدولين” أو “تحت ظلال الزيزفون”.
والرواية هي باكورة أعمال “ألفونس كار” الأدبية، كتبها متأثر بالمدرسة الرومانسية
التي سيطرت على الأدب في تلك الحقبة من تاريخ فرنسا،
وقد اعتمد على أسلوب المراسلة في تدوين أحداثها، تاركاً لعنصر الخيال دوراً أساسياً في تحريك أشخاص الرواية
بين أحضان الطبيعة الخارجية التي أحبها الكاتب وجعلها الإطار الأساسي لروايته.
[ إقتباسات ]
“ما المرأة إلا الأفق الذي تشرق منه شمس السعادة على هذا الكون فتنير ظلمته ،
والبريد الذي يحمل على يده نعمة الخالق إلى المخلوق ، والهواء المتردد الذي يهب
الإنسان حياته وقوّته ، والمعراج الذي تعرج عليه النفوس من الملأ الأدنى إلى الملأ الأعلى
، والرسول الإلهي الذي يطالع المؤمن في وجهه جمال الله وجلاله ”
― مصطفى لطفي المنفلوطي, ماجدولين
“فليذهب الماضي بخيره وشره , وليأتنا الحاضر بما نريد”
― مصطفى لطفي المنفلوطي, ماجدولين
“إن الذين يعرفون أسباب آلامهم وأحزانهم غير أشقياء .
يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء , أما أنا فشقية لأني
لا أعرف لي داء فأعالجه , ولا يوم شفاء فأرجوه”
― مصطفى لطفي المنفلوطي, ماجدولين
“لا صعب في الحياة يا ماجدولين غير الخطوة الأولى
,فإذا خطاها المرء هان عليه ما بعدها”
― مصطفى لطفي المنفلوطي, ماجدولين
“إنني لا أعرف سعادة في الحياة غير سعادة النفس,
ولا أفهم من المال إلا أنه وسيلة من وسائل تلك السعادة,
فإن تمت بدونه فلا حاجة إليه, وإن جاءت بقليله فلا حاجة إلى كثيره”
― مصطفى لطفي المنفلوطي, ماجدولين
●● ●● ●●
Akatsuki ●● كتــاب [ لا تحـزن ]
من أروع كتب عائض القرني ~
كتاب مليء بالتفاؤل و النصائح القيمـة و المفيـدة
يعلمك أن تعيش حياتك كما هي و تشكر الله على نعمـه
و تنتبه للجوانب المشرقـة التي قد لا تراها رغم وجودها أمام عينيك
كتاب مذهـل و يرفع المعنويآت =)
[ إقتباسـات ]
" اسعـد و اطمئـن و أبشر و تفاءل و لا تحـزن ~ "
" و اصبر و ما صبرك إلا بالله ، اصبـر صبر واثق بالفرج ،
عالم بحسن المصيـر ،طالب للأجر ، راغـب في تكفير السيئـات ،
اصبر مهما ادلهمت الخطوب ، و أظلمت أمامك الدروب ،
فإن النصر مع الصبـر ، و إن الفرج مع الكرب ،
و إن مع العسر يســرآ "
" إن الذي يعـود للماضي كالذي يطحـن الطحين و هو مطحون أصلا ..
و كالذي ينشـر نشارة الخشب
و قديمـا قالوا لمن يبكي على الماضي :
لا تخرج الأموات من قبورهـم "
" دع غـدا حتى يأتيـك "
" تعيش مهمومـا مغمومـا حزينـا كئيبـا ..
و عندك الخبز الدافئ .. و الماء البارد .. و النوم الهانئ .. و العافية الوارفة !
تتفكر في المفقود و لا تشكر الموجود !! "
|