|.. بسمِ الله الرّحمنِ الرّحيمِ ..
السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الفصل الأول : أنا حقّا محظوظة ..!
...
السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الفصل الأول : أنا حقّا محظوظة ..!
...
*كان ذلكَ أسوأَ ما يمكنُ أن أتعرض له ..! السجن ؟! لماذا ؟؟ ما زلتُ صغيرةً عليه .. لم أبلغ سني القانوني إلا من فترةٍ قصيرةٍ فقط ..! ألم ينتبهوا إلى ذلك ؟؟ لماذا لم يقبضوا عليَّ بينما كنتُ صغيرة ؟؟ أنا مجرمةٌ منذ وقتٍ طويلٍ .. قتلتُ الكثيرين ! سفكتُ الكثير من الدماء لأحصل على المال .. ولم يكن يكفيني سوى من أجل طعامي .. الحياة فعلًا مربكةٌ في هذا العالم .. ليتني لم أكن ! .. ما الذي استفدته من كل ذلك .. كان يجب أن أتعفن من الجوع دون أن أنبس ببنتِ شفة ..! أنا سأتعفن الآن بالفعل .. لكن بعد أن خسرتُ حريتي ..!! لحظة ؟ منذ متى كنتُ حرّةً ..؟؟ *
في تلكَ اللحظةِ التي كانت تفكر فيها الفتاة .. انفجر حائطٌ في ذلك السجن .. تبعَ ذلك الإنفجار مجموعةٌ من الأصوات المرعبة ..! هناكَ من يقتحم السجن ؟؟ هناك صوت رصاص ! هل سأموت الآن ؟! .. اختُزِلتْ مشاعرُ الخوفِ تلكَ .. عندما دخل ذلك الشاب القوي إلى السجن .. بعدما فُتحَ القفل ! .. قال بصوتٍ هادئٍ يحيط به الغموض : ما زلنا نحتاجكِ للعمل معنا !
- لم أكن سعيدة .. لكني لم أكن حزينةً أيضًا .. لقد هربتُ من الموت .. ولكني عدتُ إلى الجحيم ..!
- لماذا أنتِ محبطةٌ هكذا ؟؟ وعدتكِ بأن أكون معكِ .. وها أنا ذا أفي بوعدي !
- أنا .. لستُ محبطةً .. ظننتكم تخليتم عني ..
- حتى لو تخلى عنكِ الجميع .. أنا لن أتخلى عنكِ !
- إلى أين سنذهب ؟؟
لم يرد علي ذلك الشاب .. بالرغم من أنه كان يعرف الإجابة .. إلا أنّه بقي صامتًا .. بقيتُ شاردةً .. وغفوتُ في السيارة .. حتى استيقظتُ وأنا في المطار ,, ! مطار ؟؟ إلى أين سنذهب ؟؟ لم أجهز ملابسي بعد ! لستُ مستعدةً للسفر ! أووه لحظة نسيتُ أنّني مختلفةٌ عن الفتيات .. أنا لستُ مثلهنَّ .. لا أحتاج حقائب السفر .. يكفيني أن ألتزم بما أمرني به ذلك الشاب .. لقد أعطاني بعض الملابس .. وأعطاني زجاجة عطرٍ .. أمرني بالتوجه إلى حمام المطار وتغيير ملابسي التي تصدر منها رائحةٌ مقرفة .. رائحة السجن الكئيبة ! وامتثلتُ لأمره فعلًا .. وخرجتُ من الحمام بعدما انتهيتُ ..
- تبدين جميلةً ..!
- أرجوك .. لا تتحدث معي هكذا ! ثمّ لم أعرف بعد .. كيف حصلتم على أوراقٍ لي ؟
- لا أعلم .. لقد سلمني إياها كيفين ..! تبًا .. بالفعل لا أطيق سماع اسمه أبدًا .. سحقًا له !
- لا يهمني كل هذا ,, أنا أريد الراحة فقط .. متى ستغادر طائرتنا ؟؟
- طائرةُ اليابان ستغادر بعد ساعةٍ من الآن .. ما رأيك في تناول وجبةٍ من الطعام ؟؟
- إلى .. إلى اليابان ؟؟!!!
...
* ذكريات * :
كانت تجلس تلك الفتاة الصغيرة ذات الأعوام العشرة على قارعةِ الطريق في ذلك اليوم الماطر .. تنظر إلى السماء .. بعد أن أنهكها الجوع .. كانت تقول بصوتٍ مبحوح : أمي .. اشتقتُ لكِ .. أين أنتِ ؟؟ أين أبي ؟؟ هل أنا لقيطة ؟؟ هل أنا لا أهل لي ؟؟ لماذا لا أذكر ما حدث معي قبل أن أصل إلى هنا ..؟؟
وسطَ تلكَ التساؤلات .. مظلةٌ منعت المطر عن شعرها الطويل المذهل ..! نظرت الفتاة بوجهٍ طفولي إلى صاحب المظلة الذي قال ..: تفضلي هذه الورقة .. اقرئي ما كتبَ فيها ..
استغربت الفتاة من الطلب .. لكنها قرأت بشكل رائعٍ رغم الفقر الذي تعيشه ! ذُهلَ الرجل لما رأى ..! لم تكن الفتاة نفسها تملك أدنى فكرةٍ عن كيفية قراءتها لتلك الكلمات .. هي لا تذكر أبدًا أنّها تعلمت القراءة .. لكنه كان أمرًا فطريًا ..أو هكذا هي شعرت ! من يدري ؟!
أمسكَ الرجل بيدها وأعطاها قطعةً من الخبز .. وأخبرها بأنه سيعتني بها إن قدمت معه .. وكطفلةٍ لم يعلمها أحدٌ ألا تذهب مع الغرباء .. استسلمت الطفلة لجوعها .. وذهبت معه !
* نهاية الذكريات *
- يووش , ها نحن ذا في مطار اليابان أخيرًا .. هيلين ساما ..!
- ساما ؟؟ هل جُننتَ يا جاك ؟
- آسف , هيلين .. لكنّكِ في النّهاية تم تبنيكِ من رجلٍ مهمٍّ في العصابة .. فأنتِ إذن " ساما " بالنسبةِ لي ..!
- توقف عن هذا أيها الأحمق ..! اشرح ليَ الآن .. لماذا نحن في اليابان؟
- لدينا عدة مهامٍ هنا ! .. كان من المهم أن تخرجي من السجن بسرعة .. لأنّكِ الوحيدة التي تستطيعين القيام بهذا الدور ..
- بهذا الدور ؟؟
- المستهدفةُ شابةٌ صغيرة .. ونحتاج شابةً مثلها لتقوم بالمهمة .. وفي منظمتنا جميع النساء مخيفات .. لذا اقترحتُ أن تكوني أنتِ
- أنتَ اقترحتَ هذا ؟؟ جاك ! أيها ...!
- لا تخافي .. أنا هنا لمساعدتكِ .. ثمَّ استمتعي في رحلتكِ إلى اليابان .. أنا شخصيًا قد اشتقتُ لها ..
- قد اشتقتَ لها ؟؟
- نعم .. والداي يابانيان .. وقد عشتُ طفولتي هنا .. لكني غادرت لاحقًا بعد انضمامي للمنظمة ..
- ولماذا انضممتَ إليهم ؟
- لا تنبشي الماضي .. فهو لن يروقَ لكِ أبدًا .. استمري وعيشي الحاضر .. على الأقل حتى تصنعي مستقبلًا أفضل !
...
في إحدى البنايات الضخمة في دولةٍ أجنبية غير معروفة .. يجلس " تشاد " الذي بلغ عامه السابع والأربعين .. ينظر إلى الحاسوب .. فقد وصلته رسالةٌ مفادها أنّ ابنته في التبني قد خرجت من السجن .. وهي الآن في اليابان ..
يدخل أحد المجرمين إلى المكان ويقول : سيد تشاد .. لقد وصلتك الرسالة على ما يبدو .. مع أنني كنت معارضًا وبشدة ..! كان قانوننا أنه من يدخل السجن فعليه أن يموت أو يتعفن هناك ! فلماذا هذا التمييز لصالح ابنتك هيلين ؟
- حسنًا .. نحن ما زلنا نحتاجها .. بشدة .. ليس فقط من أجل مهمة اليابان .. بل إنها تهمني كثيرًا ..! يا كيفين !
- أشعر بالاشمئزاز منك ومن تصرفاتك .. أيها القذر !
- ألا تعلم ؟ أنا أحصل على الكثير من المال من أجل بقائها هنا .. أضف إلى ذلك أنني صرتُ أبًا لها .. وهي تعاملني على أنني أغلى ما تملك .. فلا تحاول التخريب بيني وبين ابنتي .. وإلا فقدت حياتكَ على إثرِ ذلك ..!
- لن أخرب علاقتك بابنتك .. ولكني سأتبعهم إلى اليابان .. أرى أن جاك يحاول التقرب منها .. ليعقد قرانه عليها ويحصل على كل الأموال !
- فتاتي الصغيرة .. ممنوعةٌ عن الزواج ! لقد اتفقت معها على ذلك مسبقًا .. وهي موافقة .. لذا لا تقلق .. فهي سترفض أي شخصٍ يتقدم لها !
- هذا جيد !
- إفلاتك من الشرطة في المهمة الأخيرة .. بينما يتم القبض على ابنتي ! أنت خارقٌ بالفعل !
كيفين الذي توهجت عيناه للحظة .. قال : أنا شيطان بشري ..! أنا أفضل من في هذا المكان !
كان كيفين صادقًا فيما قاله .. فسرعته في تجاوز ومجابهة رجال الشرطة كانت شبه مستحيلة ! كان يحمل سكينه معه ويطعن كل من يقف في طريقه .. لدرجةٍ أرعبت الشرطة وجعلتهم يستسلمون بعد أن قبضوا على هيلين التي لم تكن بتلك السرعة ولا بتلك البراعة !
...
في أحد المطاعم اليابانية الفاخرة .. والتي لم يكن الكثيرون يجرؤون على دخولها .. نظرًا لارتفاع أسعارها .. كانت كلارا ذات العشرين عامًا تجلس هناك تحتسي القهوة مع رفيقاتها اللواتي فضلن تناول السلطة .. كانت كلارا فتاةً مغرورةً قليلًا .. حيويةً ومفعمةً بالنشاط .. ضحكاتها مستفزة .. صوتها ناعم .. وثيابها غالية .. لكنها لم تكن شريرة ! .. السبب في استهداف العصابةِ لها هو والدها .. فقد كان تاجرًا عملاقًا .. إلا أنه رفض صفقة مخدراتٍ تدخل إلى البلاد مع بضائعه .. وعرف بعض المعلومات عن العصابة التي تعمل فيها هيلين .. فقرروا قتله .. ولتسهيل ذلك .. كان عليهم أن يستهدفوا ابنته الرائعة كي يوقعوه في فخهم .. اختارت الفتيات الطاولة التي تطل على النهر .. كان منظرًا رائعًا!
- موووه ! كل هذه المناظر الرائعة ولا نستطيع الحصول على المتعة ..! ما رأيكنّ بالذهاب غدًا إلى المسبح .. سنفرح كثيرًا !
- كلارا .. لدينا فرضٌ جامعيٌّ غدًا .. ستتم معاقبتنا لو تأخرنا في التسليم يا عزيزتي .. ثمّ إنّ الامتحاناتِ باتت قريبةً .. من الأفضل أن ندرس !
- ألينور ؟؟ هل تأمرينني ؟؟
- لا يا كلارا سينباي .. إنما أريد مصلحتنا جميعًا ..
- ههه أمزح يا عزيزتي .. أمزح !
ثمّ ضحكت ضحكتها الناعمة المستفزة .. ومع تلك الضحكة سمعت الفتيات صوت جرس المطعم .. هناك من دخل بالفعل .. " أهناك من يملك ثمن الطعام هنا غيري ههه " قالت كلارا بلهجةٍ ساخرة .. إلا أنّ سخريتها توقفت عندما رأت الفتاة الرائعة التي دخلت .. كانت فتاةً مذهلةً بالفعل .. ظنّت كلارا أنّ تلك الفتاة أجمل منها .. لقد كانت ذات شعرٍ طويلٍ أسود .. وعينين جذابتين .. ولكنهما كانتا تخفيان الكثير ..! ظهرت على كلارا ملامح الغيرة عندما رأت الشاب الرائع الذي يسير مع الفتاة تلك .. خصوصًا أنّ كلارا لم تحصل بعد على شابٍ يروق لها ..! لم تستطع كبح نفسها ومنعها من النظر والتحديق في ذلك الشاب ..!
- * ما هذا المكان ؟؟ يبدو مرتفع الأسعار ..! منذ متى وجاك يمتلك ذلك القدر من النقود ؟؟ أوه لحظة ! ربما الفتاة المستهدفة تجلس هنا .. وهذا سبب قدومنا فعليًّا ! *
- أعلم ما تفكرين فيه .. ههه أعلم هذا غريب ! لكن الفتاة التي نبحث عنها هنا ..
- أين هي ؟
- انظري إلى تلك الطاولة عند النافذة .. الفتاة الشقراء هي المطلوبة .. واسمها كلارا !
- واو .. سوغيييه مذهلة !
- إنّها المرة الأولى التي أرى فيها فتاةً تمدح جمال أخرى 0_0 ! ما القصة ؟
- لا تكترث لذلك .. 0_0 .. والآن كيف سنتقرب من الفتاة ؟
- ههه هذا ليس صعبًا .. فهي قد سهلت مهمتنا للغاية .. إنها تنظر بالفعل إلينا .. وهناك احتمالان لنظرها إلينا .. إمّا أنها معجبةٌ بي .. أو أنها معجبةٌ بي !
- سأتصل بوالدي كي يرسل كيفين عوضًا عنك لأكمل المهمة معه !
- أوه أوه لحظة كنت أمزح فقط يا عزيزتي .. لا ترسلوا كيفين اللعين تبًا له !
- لماذا تكرهه هكذا ؟
- لا أكرهه فقط .. بل أرغب في قتله ..
- ولماذا ؟
- أخبرتكِ مسبقًا ألا تحاولي نبش ماضيَّ .. فهو لن يروق لكِ ..! يا هيلين !
..
- أوي أوي إلامَ تنظرين يا كلارا ؟
- هذا ليس من شأنكِ , روز تشان !
- موووه ذلك الشاب ! تبدو رفيقته في نفس عمرنا .. لمَ لا نذهب ونتعرف إليهم
- لا يا سورا .. ستظن بأننا نحاول سرقته منها 0_0 !
- ربما يكون أخاها ! وليس صديقها !
- Cuttt !! هذا يكفي يا بنات دعونا نعود إلى منازلنا لنبدأ الدراسة !
نظرت كلارا إلى ناحية طاولة هيلين و جاك .. فوجدت هيلين تبادلها النظرات ذاتها .. احمرَّ وجه كلارا خجلًا .. إلا أنّ هيلين استمرت بالابتسام ..
- هيا لنغادر ..!
- إيه ؟ بهذه السرعة ؟؟
- نعم , لقد أتيت هنا لأريكِ إياها فقط .. احفظي هذا الشكل جيّدًا .. ! ستتظاهرين بأنّكِ التقيتِ بها مصادفةً في الغد في المكان الذي ستذهب إليه ..
- عُلم ..!
استغربت كلارا من هذه المغادرة المفاجئه .. حتى أنّهما لم يطلبا شيئًا .. كانت هيلين تنظر بملل من نافذة السيارة التي يقودها جاك ..
* أتُراني أستطيع أن أكون مثلها ؟ .. كان أمامي خياران .. إما أنْ أموتَ جوعًا .. أو أن أعيش بهذه الطريقة ..! بالتأكيد خيارات تلك الفتاة كانت أفضل ..! لكنّها ستواجه الموت قريبًا .. أُشفق عليها حقًا .. من الجيد أنّي أعمل مع الشر .. حينها لن يصيبني الشر .. حتى عندما سُجنتُ تمكنوا من إنقاذي .. أنا بالفعل محظوظة ! ..*
نهاية الفصل الأول ..|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــ
ـــ
ـ
شخصيّاتٌ من الفصل :
هيلين : 20 عام
جاك : 25 عام
تشاد : 47 عام
كيفين : 25 عام
كلارا : 20 عام
ألينور : 20 عام
في الختام أتمنّى أنّ الفصل قد راق لكم ..
كنت أرغب في أن يكون أبطال الرواية هم أعضاء من المنتدى ..
لكني اكتشفت أنّ هذا صعبٌ للغاية بعد روايتي السابقة ..
في أمانِ الله ..|